أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - فوز حزب العدالة التركي مسمار في نعش آل مبارك علينا إستثماره















المزيد.....

فوز حزب العدالة التركي مسمار في نعش آل مبارك علينا إستثماره


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 01:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالتأكيد أن هذا النصر الذي حققه حزب العدالة التركي، هو صفعة لآل مبارك الذين يلعبون على نغمة الخطر الإسلامي، و إنهم السد المنيع الذي يقف حائلاً أمام سقوط مصر في قبضة التيار السياسي الإسلامي.
لا مجال للتشكيك أن آل مبارك يقفون سداً أمام التيار السياسي الإسلامي، و يحولون بينه و بين وصوله للسلطة، أو على الأقل مشاركته بفعالية في الحياة السياسية المصرية، و لكن السؤال: هل فعلاً من مصلحة المصريين أن يستمر الوضع الحالي مجمداً، خوفاً من وصول التيار السياسي الإسلامي للسلطة؟؟؟
ما هو الفارق في كم الخسارة في حال وصول تيار سياسي إسلامي ممثال لحزب العدالة التركي، و بين تجميد الوضع الحالي؟؟؟ أعتقد جازماً أن الإجابة على المقارنة ليست في صالح آل مبارك.
شخصياً سعدت بهذا الفوز، بل و تمنيته في سريرتي، و جاهرت بهذه الأمنية لمن حولي، و ذلك لعدة أسباب:
أولاً: ان حزب العدالة التركي، يقدم وجه ممتاز للإسلام و المسلمين ينفي عن الإسلام التهم التي ألصقت به، و للأسف ساعد بعضنا في إلصاقها بديننا الحنيف بأفعاله الشائنة، و إستثمرها أعدائنا خير إستثمار.
حزب العدالة يقدم نموذج يقول بأن الإسلام قادر على أن يُخرج لبلاده أحزاب وطنية مسالمة نظيفة متماشية مع الواقع المُُعاش، لها بعد روحي نابع من أسس الدين الإسلامي، مثلما أخرجت المسيحية مجموعات الأحزاب المسيحية الديمقراطية، التي حكم و يحكم بعض منها بعضاً من أهم دول أوروبا، مثل ألمانيا في الوقت الراهن.
ثانياً: يعد هذا النصر خطوة أخرى في طريق عودة تركيا إلى الشرق، بعد أن رفضها الغرب، الذي وقفت على بابه أكثر من ثمانية عقود، و هذه العودة في مصلحة مصر، لأنها بذلك تقوى الشرق، و تقدم نموذج إسلامي معتدل و ديمقراطي يختلف كلية عن النماذج الإسلامية المتاحة في المنطقة المتحدثة بالعربية، تلك النماذج التي إختارت أن تتضاد مع أسس المجتمع المدني الحديث من ضمان للحريات و حقوق الإنسان، و رؤيا إقتصادية و سياسية منفتحة تناسب العصر الحالي بمشاكله و تحدياته، ومما يثير أسفي أن يكون الدور العصري للإسلام السياسي قادم إلينا من تركيا، بدلاً أن يكون نابعاً من مصر، بعد أن تلاشى الدور المصري الثقافي و التنظيري، و أصبح من المحال أن تغدو مصر دولة نموذج في الميدان السياسي، بعد أن أحكم الطغاة قبضتهم على بلادنا.
ثالثا: حزب العدالة التركي بتقديمه هذا الوجه المعتدل للإسلام السياسي، يسحب البساط من تحت نظام مبارك الفاسد المتسلط، الذي عاش، و سيموت، و هو يلعب على زرع و رعاية المخاوف من خطر الإسلام السياسي.
نموذج حزب العدالة يسهم في تقليص تلك المخاوف لدى دول العالم، بما يؤدي إلى نزع تلك الورقة الأخيرة من يد آل مبارك، خاصة بعد أن إستنفذ آل مبارك ما لديهم، و لم يعد بمقدورهم تقديم المزيد من الخدمات للولايات المتحدة، بعد فقدت مصر على أيديهم كافة أدوارها الإقليمية، مما سيساهم في تناقص الدعم الغربي لآل مبارك، و قد بدأ ذلك بالفعل، و هو نظام أوقع نفسه بنفسه في فخ عدم القدرة على العيش دون معونة خارجية، عندما تبنى مخطط ترويض الشعب المصري بعصى الفقر، و جعل بالتالي نفسه مرتبط بالمعونة الأجنبية التي غدت بمثابة أنبوبة الأكسجين لمريض يرقد في الإنعاش، و بالتالي فإن تقلص تلك المعونة، يعني تدهور في قوته و قدرته على البقاء و الصمود، بما يسهل سقوطة عند أول هبة شعبية مصرية خالصة.
أنا لست ممن يراهنون على الغرب، و لم أضع يوماً أملي عليه، و أؤمن دائماً بأن التغيير للخير لن يأت إلا على يد مصريين، و لكن في إضعاف مقاومة النظام مصلحة لنا في نضالنا ضده.
إذاً كيف نستثمر هذا الحدث، لكي نجني فوائده؟
أولاً: على تيار الإسلام السياسي في مصر، أكان التيار الإخواني، أو تيار الجماعة الإسلامية، أو غيرهما، أن يعلنا إلتزامهم بنهج حزب العدالة التركي، أو أي نهج شبيه، لا يتعارض مع حقوق الإنسان - سواء كان هذا الإنسان مسلم أو غير مسلم، رجل أو إمرأة…. ألخ - و يقبل بتبادل السلطة، و الإحتكام للشعب و إحترام إرادته و إن جاءت يوماً في غير صالحه، و غير ذلك من مبادئ المجتمع المدني الأساسية.
ثانياً: على التيارات السياسية المصرية الأخرى، في حال قبول قوى التيار الإسلام السياسي بالمبادئ الأساسية للمجتمع المدني، كما أوضحت في النقطة الأولى، أن ترحب بتلك الخطوة، و أن تقرر التعاون مع قوى الإسلام السياسي التي قبلت بذلك، فلا تنساق خلف الدعاية المباركية التي تعد المستفيد الوحيد من حالة الإستقطاب الحالية في مصر، و القائمة على عدم الثقة - و لا أريد القول الخوف - القائمة بين التيارات السياسية المصرية المختلفة عن تيار الإسلام السياسي و التيارات الإسلامية السياسية.
فالتيارات الإسلامية السياسية عليها بقبول أنها ليست وحدها من تحتكر جانب الصواب، و أن عليها النزول لإرادة الشعب، و على التيارات الأخرى أن تقبل بحقيقة إنه من المستحيل تحويل المجتمع المصري المحافظ بطبعه إلى مجتمع علماني قسري يعادي الدين أو يحيده تماماً، عليهم أن يعلموا أن آل مبارك يسيرون للخلف، و ان عليهم عدم مواكبتهم، لأن في مسايرة آل مبارك و مشاركتهم تسعير حدة الخوف من أي تيار سياسي ذو مرجعية دينية هو نوع من التعضيد للنظام المباركي و إطالة لعمره، ففي كل قارات العالم، للأحزاب ذات البعد الديني ثقل كبير في الساحة السياسية، فديكتاتورية العلمانية أصبحت ممجوجة، مثلها مثل الديكتاتورية باسم الدين، سواء بسواء، لهذا فإنه عندما يأتي مبارك ليمنع بتعديل دستوري – مطعون فيه – تكوين أحزاب ذات مرجعية دينية فإننا نقول إنه يخالف مسار التطور العالمي الذي قبل بالفعل بمشاركة كافة التيارات في العملية السياسية مادامت تقبل بالمبادئ الأساسية للمجتمع المدني، و ها هي تركيا الأتاتوركية و التي إتخذها آل مبارك مثالاً، يرفض شعبها أن يصدق أن إنتخاب حزب ذو ركيزة دينية إسلامية يشكل خرقاً تهديداً لأسس دولته، كما روج الجيش التركي و أنصاره في الإعلام و السياسة، فإقترع لحزب العدالة المواطن ذي الهوى العلماني مثلما إقترع له المواطن ذي الميول الدينية.
إن إسقاط نظام آل مبارك، و محاكمة مجرميه، يحتاج تجميع كافة القوى السياسة المعارضة الحقيقية في جبهة واحدة تمثل كافة التيارات السياسية و الثقافية المصرية ذات الثقل الفعلي في الشارع المصري، و لن يكون هذا ممكناً دون قيام كافة الأطراف المعنية بالتغيير، بخطوة من جانبها، حتى نتقابل في المنتصف، أي الوسط، الذي هو خير الأمور، لنكون نواة الثورة الشعبية المصرية القادمة بالعدالة و الحرية و الرفاهية.




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد كان نضال وطني و ليس مجرد خلاف فقهي
- إقتحموا الحدود، فالبشر قبل الحدود
- مستثمر رئيسي أم لص شريك؟؟؟
- رسالة إلى حماس، نريد القصاص من هؤلاء المجرمين
- مشروع الهيئة المصرية الأهلية للعدالة
- يوم و نصب المعتقل المصري المجهول
- يوم و نصب المعتقل المجهول
- إضرابات بدون هدف و تنظيم، لا شيء
- مصر ليست أحادية الإنتماء
- الإنقلاب العسكري المصري القادم، أسبابه و مبرراته
- حمر عيناك، تأخذ حقوقك
- حد السرقة في الفقه السعودي
- السيد أحمد فؤاد و السيد سيمون
- ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام
- مواطنون لا غزاة
- معالم النهاية تتضح
- الإنتظار لن يأتي بخير
- للأجنة الحق في أن تحيا أيضاً
- إتحاد المتوسط، حلم يكمن أن نبدأ فيه
- مؤتمر شرم شيخ المنصر، و الضحك على الذقون


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - فوز حزب العدالة التركي مسمار في نعش آل مبارك علينا إستثماره