أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - مؤتمر شرم شيخ المنصر، و الضحك على الذقون














المزيد.....

مؤتمر شرم شيخ المنصر، و الضحك على الذقون


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤتمر أخر ينعقد من أجل العراق، و مثلما ليس بالأول فإنه لن يكون الأخير، مادامت الأوضاع كما هي على أرض الواقع، فالواقع هو المهم، فلا نتائج واقعية منتظرة سوف تتحقق من ورائه، يلمسها المواطن العراقي، شيعي أو سني أو كردي.
إنه كغيره من المؤتمرات التي سبق إنعقادها في منتجع شرم شيخ المنصر، تغطية إعلامية، برقيات ترسل، و شاشات عالمية و إقليمية و محلية تبث مباشرة من هناك، و طقطقات الكاميرات، و إبتسامات مرسومة، و مصافحات حارة، و أحضان، و قُبلات، و وعود خلابة، و لكن لا نتائج.
لست متشائم، و لكن واقعي، فبناء على حقيقتين، أحداهما إحصائية، و الأخرى عملية، بنيت موقفي هذا، فالحقيقة الإحصائية تقول: إنه لم يسبق أن عقد في شرم شيخ المنصر أي مؤتمر ناجح، و معيار النجاح الذي أعنيه، هو النتائج العملية المطبقة التي من أجلها إنعقد المؤتمر، أي التنفيذ الفعلي للوعود و التوصيات الصادرة في ختامه.
هل نجح مؤتمر الإرهاب الدولي الذي إستضافه شيخ المنصر؟ هل توقف الإرهاب الحقيقي عن ضرباته، إم إنه إزداد قوة؟
هل تفاهمات شرم الشيخ، بين الفلسطينيين، التي لا يتذكرها أحد اليوم، تم الأخذ بها؟ بالطبع لا، و إلا لما كان هناك إتفاق مكة الشهير.
هل يتذكر البعض مؤتمر شرم شيخ المنصر الأول بشأن العراق في خريف 2005، و هل أتى بأي نتيجة؟ الإجابة معروفة و مكررة، و هي لا كبيرة للسؤالين، لأنه لو كان أتى بنتيجة لتذكرناه.
العيب بالطبع ليس في المنتجع، رغم إن إسمه أصبح ذا وقع ثقيل على النفس المصرية، لإرتباطه بشخص مبارك الأب، و ما يمثله من طغيان و فساد. العيب هو في تجاهل الحقيقة الثانية، الحقيقة العملية التي تقول، بأن أي تغيير حقيقي إنما يحدث في الكواليس، و ليس على ساحة المسرح تحت الأضواء الإعلامية الباهرة و الضاغطة.
الحل الحقيقي، في أي نزاع، يأتي حين يريد أطراف النزاع حله و تصفيته، بعد أن تكون قواهم قد أستنفذت، أو أدركوا بأن الأوضاع يجب أن تتغير، لأن في إستمراريتها، دون تغيير، إنما هو ضرب من العبثية.
لهذا فإن الحل في العراق، لن يكون في شرم شيخ المنصر، مثلما لن يكون في أي عاصمة أخرى، الحل سيكون داخل حدود العراق، و عبر العراقيين أنفسهم، و سيأتي عبر عملية شاقة من النزاع الدموي ثم الكلامي، ثم فتح القنوات السرية بين أطراف النزاع، أكانوا محليين أم أجانب عن العراق، ثم الأخذ و الرد، كأي مفاوضة أو مساومة، حتى يصل كل طرف إلى النتائج التي يقبلها، و تقبلها بقية الأطراف، بناء عما أسفر عنه النزاع على أرض الواقع من نتائج، لهذا لن يكون المؤتمر الأخير بشأن العراق، و الذي لم يحن وقته بعد، إلا مؤتمر إعلان ما تقرر خلف ستار المسرح، بهدوء و بعيداً عن الأضواء.
أما بشأن الوعود البراقة، و الأرقام المالية الضخمة التي تتداول حالياً، و المحسنين البررة الذين يتبارون في إبداء حسن نواياهم، سواء في صورة إسقاط ديون، أو بذل المنح السخية، و التي تناهل اليوم على العراق، فلا يجب أن يصدقها أحد، لأن هناك من هو أحوج من العراق - الغني بموارده البشرية قبل المادية - لتلك المبادرات الإنسانية، و سمع ما هو أكثر مما سمع العراقيون، و أقصد بذلك شعوب بعض دول أفريقيا، جنوب الصحراء، الذين إنهالت عليهم وعود الإعفاءات من الديون القديمة، و المنح العينية و النقدية، و لكن لم يصل إليهم حتى نصف ما سمعوه، فقد إعترفت بعض الدول الكبرى مؤخراً بإنها لم تنفذ وعودها الإنسانية، التي قطعتها على نفسها، في مؤتمر مشابه لمؤتمر شرم الشيخ الحالي، و لكن يختص بأفريقيا، و من تلك الدول بريطانيا، التي وعدت مؤخراً العراق بإسقاط مائتي مليون دولار ديون، و منح مائتي مليون مثلهم.
إنها ليست إلا فرقعات إعلامية، تجمل صورة بعض الدول، و تريح ضمائر الشعوب الغنية، و تلمع قادة الدول، مثلما أن إستضافة مؤتمر شرم الشيخ هذا، و الذي إعتذرت عن إستضافته تركيا، و غيره من مؤتمرات شرم الشيخ، ليست إلا مؤتمرات إرضاء غرور مبارك الأب، الذي يعشق أن يظهر في صورة العاقل الحكيم، و حمامة السلام في المنطقة، رغم إنه وراء الكثير من الخراب الذي حل بالمنطقة، و لم تكن أي كارثة ألمت بالمنطقة إلا و له ضلع فيها، سواء في إحتلال العراق، أو التغطية على العدوان الإسرائيلي في حرب 2006، أو العقوبات المجحفة بحق الشعبين الليبي و العراقي، أو عملية تقسيم السودان، و عملية تجويع الشعب الفلسطيني، و عقابه المتكرر لمستخدمي منافذ غزة مع سيناء، وما يحدث هذه الأونة بالصومال، و ما حدث في الصومال من قبل.
لقد أسقط مبارك الأب مصر من حسابه، و إختص هو بالشأن الخارجي، الذي يهواه و إن لم يسجل حتى اليوم، و بعد ربع قرن، فيه أي نجاحات، و أوكل لنجله الأثير الشئون الداخلية، مبارك الإبن، الذي تعلم إن السياسة الداخلية ليست إلا عملية تقسيم و بيع لممتلكات الشعب المصري، و مشاركة بالغصب لرجال الأعمال، و إن الشعب لا يعامل إلا بالعصى.
لقد تم تقاسم السلطة في مصر، منذ حوالي عقد من الزمن، و أثبت الإثنان فشلهم الواضح، و أصبح من الضروري وجوه جديدة من خارج تلك المنظومة الفاشلة، لو أردنا لمصر الخروج من أزمتها الراهنة المزمنة.
أخيراً نريد أن نعرف، لأنه حق أصيل لنا، كشعب، أن نعرف، تكلفة هذا المؤتمر الكاذب، و ما تحمله الشعب المصري من تلك التكاليف، مثلما نريد أن نعرف تكلفة كافة مؤتمرات شرم شيخ المنصر، و البطولات الرياضية التي إستضافها، ليعرف الشعب المصري، الذي يعيش نصفة تحت خط الفقر، و لا يجد ثلث من هم في سن العمل أي عمل، و يعمل الكثير ممن يعملون في وظائف لا تناسب تأهيلهم الدراسي، و لا تدر عليهم أعمالهم ما يكفي لأن يستقلوا بحياتهم، ليعرف كل مواطن مقدار ما أُقتطع من قوته و قوت عياله، إرضاء لغرور الطاغية.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة ليست فقط للأكثر عدداً أو الأعز نفراً
- عودة الوعي الباكستاني، هل بداية لإنحسار الوهابية؟
- الخلافة السعودية
- حتى لا يكون هناك زيورخ 2007، إنسوا إنكم أقليات
- شم النسيم و عيد المائدة، من وجهة نظر إسلامية
- مع حماية الملكية الخاصة بشرط
- مفهوم الإستقلال بين الماضي و الحاضر
- وداعاً سيادة المستشار المحافظ
- الإقطاعيون الجدد
- إنه إسفين بين الشعب و جيشه
- العنصرية الخليجية الإعلامية ضد المصريين
- عدالة طالبان المبصرة
- دعوا الجيش في ثكناته، و اخرجوا الشعب من لامبالاته
- مزيد من الجبروت يا آل مبارك
- مارية المغربية رأيتها، فأين المصرية؟
- زغلول شيعي، و كيرلس سني، هذا ما يحتاجه العراق
- لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي
- الخطوات اللازمة قبل إلغاء معاهدة 1979
- عندما يتوقف تعليم رئيس مبكرا
- هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟


المزيد.....




- روسيا تقدّم إعانات مالية للأمهات الصغيرات لزيادة معدلات المو ...
- رضيعة فلسطينية تموت جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة
- تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا للحكومة في اليمن
- واشنطن تفرض رسوماً جديدة على قطع غيار السيارات المستوردة
- رئيسة المكسيك ترفض خطة ترامب لإرسال قوات أمريكية لمحاربة كار ...
- الزعيم الكوري يؤكد ضرورة استبدال دبابات حديثة بالمدرعات القد ...
- نائب مصري: 32% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر (فيديو)
- إعلام: الجيش السوداني يستهدف طائرة أجنبية بمطار نيالا محملة ...
- صحيفة -الوطن-: تعيين حسين السلامة رئيسا لجهاز الاستخبارات في ...
- من هو حسين السلامة رئيس جهاز الاستخبارات الجديد في سوريا؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - مؤتمر شرم شيخ المنصر، و الضحك على الذقون