أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - مفهوم الإستقلال بين الماضي و الحاضر














المزيد.....

مفهوم الإستقلال بين الماضي و الحاضر


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 07:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


متى حصلت مصر على إستقلالها؟
سؤال لو طرحناه، سواء في إستطلاع للرأي يلتزم بقواعد الإستقصاء العلمية العالمية، أو طرحناه على المارة في أحد شوارع القاهرة الرئيسية المزدحمة بالمارة، فإنني متأكد أن الإجابة ستكون – و بأغلبية كاسحة قد تصل لمائة في المائة - هي: ان الإستقلال المصري كان مع خروج أخر جندي بريطاني في يونيو 1954، و لن يعتد أحد بعام الإستقلال الرسمي 1922، حتى لو قام فريق الإستطلاع بالشرح أن مصر حصلت رسميا على إستقلالها في ذلك العام، بعد أن أصدرت السلطات البريطانية، ممثلة في اللورد اللنبي، تصريحاً يعترف بإستقلال مصر، و حتى لو قام فريق الإستطلاع بشرح مراحل تطور العلاقة مع بريطانيا بعد ذلك، من معاهدة الصداقة المصرية – البريطانية، و التي إشتهرت بمعاهدة 1936، ثم إلغائها من طرف الجانب المصري بعد ذلك في مطلع خمسينات القرن الماضي، تلك المعاهدة التي قصرت الوجود العسكري البريطاني على منطقة القناة فقط، أي أصبح الوجود البريطاني منحصرا في منطقة محددة، أو قواعد عسكرية، كما حال الوجود الأمريكي الحالي في دول الخليج، و الكثير من دول أوروبا، و شرق أسيا مثل في اليابان و كوريا الجنوبية.
الشعب المصري لم يعرف إلا مفهوماً واحد للإستقلال، هو عدم تلوث وطنه بأي وجود عسكري أجنبي على الإطلاق، لهذا كان الشعار الذي رفعه الشعب، بعد تصريح 1922، هو الإستقلال التام، فلم تخدعه تصريحات تمنحه إستقلالاً وهمي، و لا معاهدات تقنن لوجود عسكري أجنبي في وطنه، سواء باسم الصداقة أو التعاون.
المفهوم الشعبي المصري عن الإستقلال، أي مفهوم الإستقلال التام، و الذي أيضا كانت تتبناه النخب الحاكمة المصرية في الماضي، أصبح اليوم يقف في مواجهة مفهوم جديد، صكته النخب الحاكمة في دولة آل سعود الثالثة، و في العراق، و مماثل لفهوم الإستقلال في دول أخرى في شرقنا الكبير، مثلما في أفغانستان و تركيا و غيرهما.
من تابع القمة العربية التي إنعقدت الشهر الماضي، شهر مارس 2007، ممن لازالوا يؤمنون بالمفهوم القديم و الشعبي للإستقلال، لاشك صدم عندما إستمع لتصريحات أحد قادة العراق الرسميين، و الذي صرح بأن الوجود الأمريكي في العراق هو إحتلال، لأن الوجود الأمريكي لم يجيء عبر إستدعاء السلطات الحاكمة الرسمية له، و كأن العبرة فقط بإستدعاء رسمي أو عدمه، و هو تصريح يقف في نفس صف تصريح وزير الخارجية السعودي، الذي عرف الإحتلال – طبقا للمفهوم السعودي – بإنه قدوم لقوات أجنبية لدولة أخرى دون موافقة للسلطات الرسمية في الدولة.
بهذه التصريحات أصبح الوجود العسكري الأجنبي في دولة آل سعود الثالثة، ليس إحتلالاً، و كذلك في كافة دول الخليج، و في تركيا، و في جيبوتي، و في لبنان، و غيرها من الدول التي تتواجد على أراضيها قوات أجنبية، و منها مصر، فنحن لسنا بعيدين عن شبهة الإحتلال، طبقا لمفهومنا الشعبي، نحن كمصريين لنا الحق أن نعرف حقيقة ما يجري في قاعدة رأس بناس، حتى نعرف هل نحن مستقلين أم رجع الإحتلال، خاصة مع ما نشر في عام 2004، في جريدة الأهرام الإسبوعية الإنجليزية، و التي كتب فيها أحد أعضاء مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن النظام الحاكم قدم الكثير للقوات الأمريكية في غزوها للعراق، و أن غزو الصومال في عهد كلينتون، في 1992 و 1993، تمت إدارته من مصر، و أن كافة العمليات اللوجيستية لهذا الغزو تمت من الأراضي المصرية .
الطامة الأكبر، إنه طبقا لهذا المفهوم الجديد الذي يفرق بين الإستقلال و الإحتلال، و الذي صكته لنا القمة العربية الأخيرة، قمة مارس 2007، فإن الوجود العسكري البريطاني منذ يوليو 1882 و إلى يونيو 1954، لم يكن إحتلالاً، لأنه تم بإستدعاء رسمي من الخائن توفيق، لإخماد هوجة عرابي.
لقد أصبحت، و بضربة سعودية واحدة، كل التضحيات التي قام بها الشعب المصري، بكافة طبقاته و طوائفة، كفاحاً غير قانوني، بل ربما نعتوه بالإرهابي، تماشياً مع التقليعة الجديدة، فالسلطة الحاكمة – ممثلة في الخائن توفيق - هي من إستدعت البريطانيين، و للسلطة الحاكمة وحدها الحق في طلب خروجهم، و أي كفاح من أجل تحرير البلد ليس إلا إرهاباً، فطبقا لمفهومهم كان سيحاكم كل مصطفى كامل و محمد فريد و سعد زغلول و النحاس، و رفاقهم، و كل الشعب المصري الذي عاش في الفترة بين 1882 و 1954، بقانون مكافحة الإرهاب، و بتهم التحريض.
لقد تراجعت مفاهيم كثيرة خلال خمسين عاماً فقط، تراجع مفهوم الإستقلال، و أصبح ما قام به الخائن توفيق شرعي، و ما قام به الشعب المصري من أجل إخراج الإحتلال إرهابي.
تماما كما تراجعت أمور كثيرة، مثل السلام الإجتماعي، حتى أصبح الكثير يتبارون في تمزيقه و إشعال الفتنة في مصر، لصالح نفس القوى التي أعادت تعريف معنى الإستقلال.
لقد سرنا للخلف كثيرا، بل و تراجعنا لدرجة لم يكن يتصورها أسلافنا، ممن لم يعرفوا إلا معنى واحد للحرية و الإستقلال، و الذين أدركوا بحكمتهم أهمية أن يتوحد أبناء الوطن جميعهم تحت مظلة الوطن، مهما كان إنتمائهم العرقي أو الديني أو المذهبي أو الثقافي، ممن صكوا شعار: الدين لله و الوطن للجميع.
بالأمس القريب أصبحت الفتنة بين أبناء الشعب الواحد واقعاً يروج له مفكرين و علماء دين بارزين، و اليوم تغير مفهوم الإستقلال في نظر النخب الحاكمة، فماذا ستكون الكارثة القادمة المترتبة على هذين الواقعين المؤلمين الجديدين؟؟؟؟؟؟



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً سيادة المستشار المحافظ
- الإقطاعيون الجدد
- إنه إسفين بين الشعب و جيشه
- العنصرية الخليجية الإعلامية ضد المصريين
- عدالة طالبان المبصرة
- دعوا الجيش في ثكناته، و اخرجوا الشعب من لامبالاته
- مزيد من الجبروت يا آل مبارك
- مارية المغربية رأيتها، فأين المصرية؟
- زغلول شيعي، و كيرلس سني، هذا ما يحتاجه العراق
- لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي
- الخطوات اللازمة قبل إلغاء معاهدة 1979
- عندما يتوقف تعليم رئيس مبكرا
- هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟
- بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا
- نريد محاكمة شعبية لمبارك
- أقتل ثم أدفع، مادام القتيل مصري
- حتى في أزمة الدواجن إبحث عن الديمقراطية الغائبة
- هل هذه هي الدولة التي نرغبها؟ الكفاءة في مصر
- الثورة ضرورة و ليست طاعون
- نعم تحرري مدني، و لكن لا أحب أمريكا


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - مفهوم الإستقلال بين الماضي و الحاضر