أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الإقطاعيون الجدد














المزيد.....

الإقطاعيون الجدد


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 07:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


منذ فترة ليست بالطويلة، يمكن أن نعدها بالأشهر، طلع علينا وزير الأشغال العامة و الموارد المائية، بقرارات نشرتها جريدة الأهرام لسان حال طغمة الفساد الحاكمة، مفادها بأن الحد الأقصى للمستثمر هو عشرة آلاف فدان في أحد مراحل مشروع إستصلاح الأراضي في جنوب الوادي، المعروف إجمالا بمشروع توشكى.

نعم عشرة الاف فدان للمستثمر الواحد، أي الإقطاعي بلغة العصر، و في أحد مراحل المشروع، و من المعلوم من هم أولئك المستثمرين، إنهم نفس الأسماء التي نجدها في مجلس الشعب، و في الصناعات التجميعية، و الإستثمارات في مجال الإتصالات و الحديد و الصلب، و غيرها، من الذين كونوا إقطاعياتهم بالإختباء في كنف أسرة الفساد الحاكم، و حصلوا على كل الأموال اللازمة لمشاريعهم بنهب بنوك القطاع العام، والتي لم يسددوا منها قرشا واحدا، و أصبحت ديونهم ديونا معدومة، إنهم أعمدة الإقطاع الجديد.

و إستمرارا لمسلسل الفساد و الإقطاع، زار مبارك الأب سيناء، هذا الشهر، مارس 2007، ربما ليثبت لنا أنه لم ينس سيناء، و أنه لم يتركها فارغة نهبا للأطماع الأجنبية، خاصة بعد أن عادت للأضواء بفضيحة الأسرى المصريين المغدور بهم و الذين باع دمهم، من وراء الشعب.

هذه الزيارة، و بناء على ما ذكرت جريدة الأهرام الرسمية، و حتى لا نتهم بالتهويل أو لي الحقائق، كانت إعلانا عن عملية البدء في إستصلاح ستة آلاف و خمسمائة فدان، فقط لاغير، نعم الرئيس و معه إعلامه يهللون فقط لستة آلاف و خمسمائة فدان، فقط لا غير، أي أقل مما هو مسموح بتخصيصه لأحد رجال الأقطاع الجدد في مشروع توشكى، أما الفاجعة الأكبر، فهي حصص التوزيع التي ستكون كالتالي:

الشريحة الأولى: خمسون بالمائة من أراضي المشروع الإجمالية ستخصص لكبار الإقطاعيين، أو المستثمرين بلغة العصر، و تكون الملكية في حدود خمسمائة فدان للإقطاعي، أي أن نصف المشروع سيأول في ملكيته إلى ست أو سبع أشخاص فقط.

الشريحة الثانية: و نسبتها عشرين بالمائة من أراضي المشروع، و تخصص للمستثمرين المتوسطين.

الشريحة الثالثة: و تمثل ثلاثين بالمائة من أراضي المشروع، و هي لصغار المزارعين.

التوزيع السابق يكشف خلل كبير في فهم الطغمة الحاكمة، كما يكشف طبيعتها، فإستئثار ست إلى سبع أفراد من كبار الإقطاعيين بنصيب الأسد في المشروع، يدل على إنعدام للرؤيا، و إفتقاد للوعي الوطني، عند الأسرة الحاكمة، فسيناء ليست كأي جزء من مصر، و الأطماع فيها لا تخفى على لبيب، و بدلا من أن يتم توطين أكبر عدد ممكن من الشعب المصري بها، نرى أن الشريحة المخصصة لصغار المزارعين هي ثلاثين بالمائة فقط، بينما المنطق يقول لنا، أن الواجب أن يخصص المشروع بأكمله لصغار المزارعين، و تقسيم الأراضي على أكبر عدد يمكن أن تستوعبه تلك الستة آلاف و خمسمائة فدان، فلو أمكن أن نوطن في كل شبر في سيناء أسرة مصرية، لكان التواني عن ذلك خيانة.

توزيع الأراضي على كبار الملاك، لا يعني الإستقرار، لأن العامل الزراعي غير المالك الزراعي مهما صغرت مساحة أرض المالك، فالأجير غير المالك، الأجير غير مستقر، و سيناء تحتاج المستقرين الذين ينظرون لها على إنهم منها، و إنهم بها باقين مهما حدث.

يكفي ما أتخم به الإقطاعيين خلال الربع قرن الماضي، في النوبارية، و الصالحية، و مريوط، و توشكى، و العوينات، و سهل الطينة، و الساحل الشمالي، و محافظة البحر الأحمر، و أراضي طريق القاهرة الأسكندرية، و طريق القاهرة الإسماعيلية، و في وادي النطرون، و محافظات القناة، و واحة سيوة، و محافظة الوادي الجديد، و ليتحلى النظام الحاكم بالشعور الوطني، في الفترة المتبقية من حكمه، عندما يتعامل مع سيناء، نريد أن نرى خمسة ملايين أسرة مصرية مستقرة هناك، تعمل في أراضيها، لا كأجرية في أراضي الإقطاعيين الجدد.

عندما نقول ان الإقطاع قد عاد، بدلا من الإنذار إنه سيعود أو بدأ في العودة، و أن ما قام به عبد الناصر من تصحيح للأوضاع المختلة في ميدان العمل الزراعي قد إنهار، فإننا لا نجافي الحقيقة.

إصلاح الأمور من بعد مبارك الأب، و ربما الإبن أيضا، لو تم التوريث، يعني إننا سنحتاج لعملية تنظيف ضخمة لكل القاذورات التي خلفها ورائه النظام المباركي الفاسد، و ثورة إجتماعية كبيرة أخرى، لإعادة ميزان العدالة إلى نصابه الصحيح، في كل ميدان تركت عليه أسرة مبارك بصماتها النجسة.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنه إسفين بين الشعب و جيشه
- العنصرية الخليجية الإعلامية ضد المصريين
- عدالة طالبان المبصرة
- دعوا الجيش في ثكناته، و اخرجوا الشعب من لامبالاته
- مزيد من الجبروت يا آل مبارك
- مارية المغربية رأيتها، فأين المصرية؟
- زغلول شيعي، و كيرلس سني، هذا ما يحتاجه العراق
- لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي
- الخطوات اللازمة قبل إلغاء معاهدة 1979
- عندما يتوقف تعليم رئيس مبكرا
- هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟
- بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا
- نريد محاكمة شعبية لمبارك
- أقتل ثم أدفع، مادام القتيل مصري
- حتى في أزمة الدواجن إبحث عن الديمقراطية الغائبة
- هل هذه هي الدولة التي نرغبها؟ الكفاءة في مصر
- الثورة ضرورة و ليست طاعون
- نعم تحرري مدني، و لكن لا أحب أمريكا
- جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري
- المرسوم البيبرسي، أقدم قانون ساري للإضطهاد الديني


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الإقطاعيون الجدد