أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - حد السرقة في الفقه السعودي














المزيد.....

حد السرقة في الفقه السعودي


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1941 - 2007 / 6 / 9 - 08:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتميز علم دولة آل سعود الثالثة بالجزيرة العربية، المعروفة حاليا بالمملكة العربية السعودية، بإنه محمل بكل أنواع المغازي الدينية، فمن اللون الأخضر و الأبيض، لنص الشهادتين و التي يقبع أسفلهما سيف قاطع، المفترض إنه سيف الحق و الشريعة، و بما إنه سيف الحق فمن الفترض إنه سيف أعمى، أي إن التطبيق لا يفرق بين أحد من الناس، فلا يفرق بين بني مخزوم و فقراء قريش، و إنه قادر على أن يقطع يد فاطمة الزهراء بنت محمد خاتم المرسلين، صلى الله عليه و سلم، إن هي سرقت.

فهذا جوهر االإسلام، إنه العدل، إليس القرآن الكريم يذخر بآيات العدل، كل أنواع العدل و على كل المستويات، سواء على مستوى الدولة و المجتمع أو في الأسرة الواحدة، و مع كل الناس، سواء أكانوا مسلمين أم غير ذلك؟؟؟

ولكن يبدو أن السيف السعودي مبصر بل و يعقل و يعرف مقامات الناس، فيقطع رقاب و أيدي الفقراء من مواطني دول الدرجة الثالثة الذين أجبرتهم الظروف على التواجد هناك، كأبناء مصر و الصومال و السودان و اريتريا و اليمن، و رعايا سائر الدول الأفريقية شرط ألا يكونوا أوروبيين أنقياء في الأصل، فالسيف السعودي لا يريق دماء أوروبية حتى لو حملت رعوية دولة أفريقية، إنه سيف له حدوده لا حدود الإسلام، فمثلما إنه لا يريق دماء بني مخزوم المعاصرين، فلا يقترب أبدا من أكابر الجزيرة العربية أكانوا من آل سعود أم من المقربين منهم أو كبار أغنياء الجزيرة العربية، فإنه أيضا لا يقترب من ذوي الأصول الأوروبية النقية.

لكن الفقه السعودي في أمر الحدود و منها مسألة السرقة، و التي نعالجها في هذا المقال، أعقد من مسألة عدم جواز تطبيق الشريعة على الأوروبيين، روم اليوم، أو على أشراف القوم، بل لقد أثبت آل سعود، خدام الحرمين، أمريكا و بريطانيا، قاعدة فقهية جديدة، تضاف للقاعدة العرقية و الطبقية السابقة، مفادها أن لحد السرقة نصاب ليس فقط أدنى، أي لو سرق سارق أقل منه لا يقام عليه الحد، بل إن هناك أيضا نصاب أعلى، و هذا هو التجديد الفقهي السعودي، فإن سرق سارق أعلى من ذلك النصاب لا يقام عليه الحد أيضا، على ان القاعدتين متداخلتان و أمر تطبيقهما يرجع لهوى القاضي و الحاكم.

و لتقريب القاعدة الفقيهة السعودية في حد السرقة يمكن أن نبسطها في بضعة أمثلة بسيطة لتقريبها للذهن، و حتى يطلع القراء الأفاضل على جانب هام من الفقه السعودي، فلا يتحاملوا على آل سعود أو يتسرعوا فيتهمونهم بباطل التهم:

لنفترض أن سارق ما سرق ما قيمته بضعة عشرات أو مئات أو حتى عدة آلاف من الدولارات فإن الحد سيقام عليه لا محالة في ذلك، إن ثبت الركن الثاني الضروري من إقامة الحد في الفقه السعودي، و هو ألا يكون السارق من علية الناس، و إنه ليس أوروبي نقي الدماء، فإن تيقن القاضي السعودي بإن سارق ما سرق ،مثلا، ما قيمته ألفي دولار، و ينتمي لدولة كمصر أو السودان أو اليمن، فقطع اليد واجب شرعي سعودي ضروري، أما إن سرق أخر ما قيمته عشرة ألاف دولار ثم ثبت إنه من أصل أوروبي نقي الدماء، فلا يجوز إقامة الحد عليه بأي حال، لأن و إن كان نصاب السرقة يدخل في نصاب الحد إلا ان الركن الثاني لم ينطبق، و هو ألا يكون من عليه القوم أو من أصل غير أوروبي نقي.

كذلك إن سرق سارق عربي مليارين من الدولارات، فأيضا لا يجوز إقامة الحد عليه، فهو و إن كان عربي، إلا إن هناك أمران يبطلان إقامه الحد عليه.

أولا: لأنه تعدى النصاب الشرعي السعودي لإقامة الحد.

ثانيا: إنه و بلا شك من أشراف القوم.

لهذا فلا يجوز إقامة الحد على الأمير بندر بن سلطان نجل ولي العهد السعودي الحالي، الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، في مسألة صفقة اليمامة لأنه تجاوز الحد الأعلى لإقامة حد السرقة، حين أخذ ما أسماه المدعي البريطاني الجاهل بالشريعة السعودية رشوة، قيمتها وصلت إلى قرابة مليارين من الدولارات . كما إنه، أي نجل الأمير سلطان بن عبد العزيز، من علية القوم الذين رفع عنهم الفقه السعودي الحدود.

لهذا كان على آل سعود، حماة الشريعة السعودية، و سيفها المبصر العاقل، أن يتدخلوا بكل ثقلهم، لزجر بريطانيا عن إستكمال التحقيقات في تلك القضية، و التهديد بإيقاف صفقة شراء بضعة طائرات مقاتلة، ستنضم خلال أعوام لأكوام الخردة التي سبق و أن إشتروها بالمليارات في صفقة اليمامة في الثمانينات، و التي كانت رشاويها موضوع التحقيقات البريطانية.

بالطبع تراخت بريطانيا و تدخل توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني، ليوقف التحقيقات القضائية، مستخدما قاعدة قانونية بريطانية تجيز للحكومة تعطيل التحقيقات القضائية و إيقافها إن رأت في إستكمالها تهديد لمصالح بريطانيا الوطنية، فقد رأى بلير أن إخذ الذهب السعودي أفضل من إثبات أن أبناء ولي العهد السعودي لصوص، فالسرقة و إن كانت على يد عرب إلا إنها كانت من صرة مال عربي، و كما ربحت بريطانيا في صفقة اليمامة في الثمانينات فإن واجبه كرئيس وزراء بريطاني أن يجعلها تربح في العقد الأول من القرن الحادي و العشرين، و أنقذ بذلك خمسين ألف وظيفة بريطانية.

الأن و قد إتضحت القاعدة الفقهية السعودية المتينة لحد السرقة، فإن الواجب على القراء الكرام الذين سبق و أن رموا آل سعود، بالباطل، حين إتهموهم بإنهم لا يقيمون حدود الله، أو على الأقل تمييزيين في إقامة تلك الحدود، فلا يقطع سيفهم إلا أعناق و أيدي الفقراء و السمر، أن يستغفروا ربهم على ما إفتروه في حق خدام الحرمين، أمريكا و بريطانيا، ذلك لأن لآل سعود فقههم و شريعتهم و لا يحق لأحد، لا يعرفها، أن يتهمهم بإنهم لا يطبقونها، فللمسلمين دين، و لآل سعود دينهم.






#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد أحمد فؤاد و السيد سيمون
- ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام
- مواطنون لا غزاة
- معالم النهاية تتضح
- الإنتظار لن يأتي بخير
- للأجنة الحق في أن تحيا أيضاً
- إتحاد المتوسط، حلم يكمن أن نبدأ فيه
- مؤتمر شرم شيخ المنصر، و الضحك على الذقون
- العدالة ليست فقط للأكثر عدداً أو الأعز نفراً
- عودة الوعي الباكستاني، هل بداية لإنحسار الوهابية؟
- الخلافة السعودية
- حتى لا يكون هناك زيورخ 2007، إنسوا إنكم أقليات
- شم النسيم و عيد المائدة، من وجهة نظر إسلامية
- مع حماية الملكية الخاصة بشرط
- مفهوم الإستقلال بين الماضي و الحاضر
- وداعاً سيادة المستشار المحافظ
- الإقطاعيون الجدد
- إنه إسفين بين الشعب و جيشه
- العنصرية الخليجية الإعلامية ضد المصريين
- عدالة طالبان المبصرة


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - حد السرقة في الفقه السعودي