أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - إلا اليونسكو














المزيد.....

إلا اليونسكو


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2009 - 2007 / 8 / 16 - 03:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الوطنية المصرية لا تعني أن يرفع المرء يده مؤيداً، بشكل تلقائي، لمجرد وجود مرشح مصري لأي منصب عالمي، فالوطنية لا تعني الإنقياد الأعمى لجنسية المرشح، بل تعني الدفاع عن مصلحة الوطن، و حين تتعارض مصلحة الوطن مع فوز مرشح مصري يتنافس مع غيره من أجل قيادة منظمة عالمية كمنظمة اليونسكو، فإن رفض تأييد هذا المرشح يصبح هو عين الوطنية المصرية، و بناء على هذا أرفض رفضاً مطلقاً ترشيح وزير الثقافة المصري فاروق حسني لهذا المنصب الخطير، فهو ليس بالشخص المناسب لشغل هذا الموقع المهم.
رفضي لشغل فاروق حسني منصب رئاسة اليونسكو، ليس دافعه فقط هو إنجازات السيد الوزير المتواضعة، فليس إنشاء بضعة متاحف، و ترميم بعض المواقع الأثرية القليلة، بالإنجاز ذي الشأن لشخص شغل منصبه لأكثر من عقد و نصف دون إنقطاع، فالذي يتحدث عن إنجازات فاروق حسني و يشيد بها، هو كالشخص الذي يعدد إنجازات مبارك الأب فيذكر إنشاء بضع كباري و شق بضعة طرق، أو إعادة رصفها، خلال فترة تزيد اليوم عن ربع قرن.
هذا ناهيك عن فضائح الفساد التي تزكم الأنوف و التي ترتفع من وزارة الثقافة، مثل بقية وزارات مصر، و أخرها فضيحة الرشوة الأخيرة، فبأي وجه يتم ترشيحه؟؟؟ أليس من الوارد أن يتم نشر سيرته على مستوى العالم سواء في فترة التنافس على المنصب، و كذلك في حال فوزه، لا قدر الله، ألم يعد هناك حياء عند آل مبارك يمنعهم من نشر غسيلهم القذر على الملأ؟؟؟
هل نسينا ضحايا إهمال وزارة الثقافة في عهده، هل نسينا كارثة مسرح بني سويف، ذلك الإهمال الذي أودى بحياة أبرياء حرقاً و إختناقاً، تلك الكارثة التي كانت كفيلة بإستقالة أي وزير مسئول في أي حكومة محترمة؟؟؟
هل فاروق حسني بالشخص الذي يؤتمن على تراث العالم الحضاري، و هو الذي فشل في الحفاظ على تراث مصر الأثري، فنهب الأثار المصرية و تهريبها للخارج، على قدم وساق، و لولا تجريم القانون البريطاني للتعامل مع الأثار المسروقة، و يقظة الشرطة البريطانية، لما تم الكشف، منذ سنوات، عن شبكة تهريب الأثار المصرية الشهيرة، و التي ثبت فيها تورط موظفين مصريين رسميين، ألم يتم هذا في عهده الأغبر، و تحت عينه و سمعه؟ هل توقف التهريب بعد تلك الفضيحة المدوية؟؟؟
كيف نقبل ترشيح شخص لرئاسة منظمة ثقافية عالمية أحد مهامها الحفاظ على تراث العالم، و هو شخصياً من أعداء تراث بلاده، شخص مشرب بالمنفعة المادية، و يتعامل كرجل مكسب مادي لا رجل ثقافة وحضارة مع التراث المصري؟؟؟ و يحضرني في هذا المقام مشروعه المسمى تطوير باب العزب في منطقة القلعة، و الهادف إلى إنشاء مطاعم و فنادق في تلك المنطقة الأثرية، مدمراً الوجه الحضاري للمنطقة، بل إنني أكاد أجزم بأن الحريق المدمر، و الذي شب في منطقة قلعة الكبش بحي السيدة زينب، فدمر العديد من المنازل، منذ فترة قصيرة، هو حريق متعمد، لترحيل السكان من موطنهم، و ذلك إستكمالاً لمشروع باب العزب الإستثماري.
دعونا نسأل: هل فاروق حسني بمقدوره الوقوف أمام إرادة أي فرد من أفراد أسرة الفساد و الطغيان الحاكمة في مصر اليوم، حتى مع إفتراض فوزه بالمنصب، لا قدر الله، لو تعارضت إرادة هذا الفرد مع ما يمليه عليه منصبه من ضرورة الحفاظ على التراث الحضاري و الثقافي؟؟؟؟؟؟
ماذا كان موقفه من مشروع وزارة التعمير حين أرادت في النصف الأول من تسعينات القرن الماضي شق طريق سريع للسيارات يمر بهضبة الأهرام، التي هي مسجلة بالفعل كأحد مواقع التراث العالمي، و من المحرم دولياً المساس بها بأي شكل يغير من طبيعتها، أو يهدد وجودها؟؟؟؟؟
هل إتخذ سيادته أي موقف حازم في وجه وزارة التعمير آنذاك، أم أن التي أحبطت هذا المشروع المدمر لأهم أثر عالمي، هي منظمة اليونسكو، التي لم تأبه بوزير للتعمير، أو رئيس للوزراء، أو حتى برئيس الدولة؟؟؟؟؟
هل بمقدور فاروق حسني أن يتصدى لمشروع مماثل للمشروع السكني، مدينة هضبة الأهرام، في سبعينات القرن الماضي، و الذي لو كان تم، لكنا رأينا اليوم مدينة سكنية متكاملة تطل علينا من خلف الأهرام؟؟؟؟؟
لا أعتقد أنه بمقدوره ذلك، و ذلك مما رأيت من موقفه في مشروع الطريق السريع الذي لم يتصدى له، و مشروع باب العزب و قلعة الكبش المتورط فيه لأذنيه.
لنقولها صراحة إنه في ظل دولة التسلط و الفساد الحالية لا يصبح أي مرشح مصري، أو حتى أي مرشح متحدث بالعربية، له صله بالأنظمة الحاكمة في منطقتنا، مناسب لقيادة منظمة عالمية كاليونسكو.
ليس ذلك لعدم وجود أكفاء لهذا المنصب بين المصريين اليوم، و لكن لعدم وجود أحرار بين من يتولون المناصب التنفيذية الرفيعة، ففي الوقت الراهن فإن الشاغل لموقع تنفيذي مهم ليس حر الإرادة، فجميع المسئولين المهمين في مصر هم رهناء لدى الحاكم و أسرته، يملون عليهم إرادتهم، و ليس عليهم سوى التنفيذ بخضوع و خشوع و ذلة.
لهذا سيكون تأييد ترشيح فاروق حسني لهذا المنصب المهم، ضربة قاسية للتراث الحضاري في مصر، و الدول العربية، و ذلك بما جبلت عليه سياسة الحكام في المنطقة من مجاملة بعضهم البعض، فلن يكون بمقدور فاروق أن يتصدى بحزم لأي إنتهاك يتم للتراث الحضاري في مصر و الدول المتحدثة بالعربية، هذا إن توافرت لديه النية بالفعل في القيام بمهام منصبه بشرف و أمانة.
بناء على ما سبق أقول أن وطنيني المصرية تمنعني من تأييد ترشيح فاروق حسني، أو غيره من صنائع آل مبارك، فمنصب رئاسة أهم منظمة ثقافية عالمية - مؤتمنة على الثقافة العالمية و التراث الحضاري العالمي، و جزء منه أهم مواقع التراث المصري، و سبق لها الدفاع عن تراثنا من عبث حكامنا - لا يجب أن يشغله شخص تنقصه نظافة اليد، و الكفاءة، و الشجاعة.
منصب رئاسة اليونسكو لا يصلح له شخص يدار بمكالمات تليفونية.
أما عندما يتحرر الوطن من هذه الطغمة الفاسدة التي تقبض على عنق مصرنا، فسوف أكون أول من يطالب بترشيح مصريين لكافة المناصب الدولية، لأن دولة الحرية لن تنجب سوى أحرار، قادرين على قول لا للحاكم، إن رأوا تعارض بين إرادة الحاكم و مهام مناصبهم.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح يحتاج يد صارمة و تفويض شعبي
- الدولة الفاطمية، هذه هي الحقيقة
- لأنني أريد نتيجة و أرفض الوصاية و لا أخشى المنافسة
- و هكذا الإحتلال أيضا يا ناظر العزبة
- فوز حزب العدالة التركي مسمار في نعش آل مبارك علينا إستثماره
- لقد كان نضال وطني و ليس مجرد خلاف فقهي
- إقتحموا الحدود، فالبشر قبل الحدود
- مستثمر رئيسي أم لص شريك؟؟؟
- رسالة إلى حماس، نريد القصاص من هؤلاء المجرمين
- مشروع الهيئة المصرية الأهلية للعدالة
- يوم و نصب المعتقل المصري المجهول
- يوم و نصب المعتقل المجهول
- إضرابات بدون هدف و تنظيم، لا شيء
- مصر ليست أحادية الإنتماء
- الإنقلاب العسكري المصري القادم، أسبابه و مبرراته
- حمر عيناك، تأخذ حقوقك
- حد السرقة في الفقه السعودي
- السيد أحمد فؤاد و السيد سيمون
- ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام
- مواطنون لا غزاة


المزيد.....




- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعتقل 4 مواطنين و9 إثيوب ...
- اجتياح إسرائيل لرفح قد يكون -خدعة- أو مقدمة لحرب مدمرة
- بسبب استدعاء الشرطة.. مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للت ...
- روسيا تستهدف منشآت للطاقة في أوكرانيا
- الفصائل العراقية تستهدف موقعا في حيفا
- زاخاروفا: تصريحات المندوبة الأمريكية بأن روسيا والصين تعارضا ...
- سوناك: لندن ستواصل دعمها العسكري لكييف حتى عام 2030
- -حزب الله-: مسيّراتنا الانقضاضية تصل إلى -حيث تريد المقاومة- ...
- الخارجية الروسية: موسكو تراقب عن كثب كل مناورات الناتو وتعتب ...
- -مقتل العشرات- .. القسام تنشر فيديو لأسرى إسرائيليين يطالبون ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - إلا اليونسكو