أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد حسنين الحسنية - أحمدي نجاد، لا فارق بينك و بين آل سعود و آل مبارك














المزيد.....

أحمدي نجاد، لا فارق بينك و بين آل سعود و آل مبارك


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 10:10
المحور: حقوق الانسان
    


أن يحدث إضطهاد لمعتنقي دين أو طائفة ما، فهو شيء مستهجن، و لكن يزيد الإستهجان عندما نعلم أن القائم بالإضطهاد هم رجال طائفة تعاني الإضطهاد في أماكن أخرى، و تعرف معنى التحامل و التهميش، أي الإضطهاد بكافة أشكاله، المعنوية منها و المادية، و ما برحت تشهر بهذا الإضطهاد.
أما الأسوء فهو عندما يصبح هذا الإضطهاد هو سياسة دولة، و ليس مجرد تحريض رجال دين، أو تعصب أعمى لأبناء طائفة، أي عندما يفقد المواطن أخر ملاذ له، و يسقط من يده أخر درع يحميه، و أعني سلطة الدولة ممثله في الشرطة و بقية مؤسسة العدالة.
و هذا هو عين ما حدث في إيران في النصف الأول من هذا الشهر، نوفمبر 2007، حيث إستجابت السلطات الرسمية لتحريض أحد رجال الدين المتشددين، من أبناء الطائفة الشيعية الإثنا عشرية، مذهب الأغلبية في إيران، و قامت بالإعتداء على بعض الصوفية الإيرانيين في أحد المدن الإيرانية، و شمل الإعتداء الرسمي الهجوم على مقر أولئك الصوفية، و الذي دُمر في الإعتداء، فضلاً عن الإعتداء البدني بحقهم، و الإعتقال.
الغريب أن رجال الدين الشيعة، و الذين يحرضون على الصوفية، هم أول من يعلمون بما يحدث من إضطهاد رسمي بحق أبناء طائفتهم، في إقطاعية آل سعود، و في بعض دويلات الخليج، و في مصر، في عهد آل مبارك، و ما كان يحدث بحقهم في العراق، و ما عانوه من تهميش إقتصادي في لبنان في الفترة الواقعة بين الإستقلال و الحرب الأهلية اللبنانية، إي إنهم، و أعني المحرضين من رجال الدين الشيعة الإيرانيين، هم أول من يعلمون بمذاق مرارة الإضطهاد و الغبن، و لكن يبدو أن ذلك لا يؤثر.
إذا ما الفارق بين نظام أحمدي نجاد، و نظام آل سعود، و نظام آل مبارك؟؟؟؟؟
و ما الفارق بين من يحرض من علماء الدين الإيرانيين على المخالف، و بين علماء آل سعود و آل مبارك؟؟؟؟؟
الكل لدي إذاً سواء، فقيمة الإنسان، و منها حرية ضميره، ترتفع فوق أي قيمة إقتصادية أو سياسية. فما قيمة أن تكون الرئاسة في إيران بالإنتخاب، و أنها تقف أمام الهيمنة الأمريكية في المنطقة، و لكن الإنسان الإيراني يتعرض للإضطهاد إن إختلف ضميره مع السلطة؟؟؟
لقد كان المتوقع غير ذلك، في بلد كان يبدو شبه ديمقراطي.
في بلد كان أحد أهم البلدان التي أسهمت في إقامة صرح الحضارة الإسلامية، بما أنجبه من عبقريات العقول، في شتى المجالات، و منها مجال العلوم الدينية، و بشكل متنوع يثير الإعجاب.
فمن إمام أهل الرأي، و مؤسس أقدم المذاهب السنية الأربعة، و أكثرها إنتشاراً في العالم، و أعني الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي، إلى مؤسس المذهب الظاهري، الإمام الجليل داود بن علي الأصبهاني، إلى الإمام الغزالي، صاحب إحياء علوم الدين، إلى فلسفة ابن سينا، و فكر علي شريعتي في التاريخ المعاصر، إلى فطاحل الصوفية مثل البسطامي، و الجنيد، و الخرقاني، و العطار، و التبريزي، و جلال الدين البلخي الرومي، و السهروردي، الذي تمر به سلسلة الطريقة النقشبندية، و هو غير السهروردي المقتول، و القطب الصوفي الكبير عبد القادر الجيلاني، مؤسس أقدم الطرق الصوفية القائمة إلى اليوم، و غيرهم كثير، فقائمة المتصوفة الإيرانيين، تطول، و المقام يضيق على السرد، و قائمة علماء الدين و الفكر الذين أنجبتهم إيران، في مختلف فروع الإسلام، أطول.
للأسف الشديد، فإن التنوع الديني الإيراني، و الذي إشتهرت به المنطقة الثقافية المعروفة بإيران الكبرى، أصبح اليوم يتعرض للإنكماش، و الإختناق، و أصبح هناك توسع للون واحد، بدأ يطغى على اللوحة الموزيكية الإيرانية البديعة المتناسقة، المتعددة الألوان، و التي للأسف أصبحت و منذ عدة قرون قليلة التنوع، و اليوم فإن ما تبقى من هذا تنوع في طريقه للإندثار.
للأسف إيران أصبحت تنزلق، في عهد الرئيس أحمدي نجاد، في مجال الحريات، نحو النموذجين السعودي و المباركي، و أصبح أبناء السهروردي و الجنيد و الجيلاني، يضربون و يعتقلون في بلادهم، مثلما يضطهد أبناء ذو النون الإخميمي المصري، المؤسس الحقيقي للتصوف، في بلدهم، على يد سلطة آل مبارك، التي فرضت وصاية مجموعة من علماء الدين المتسوعدين على التصوف، و ما إنفكت تصادر الكثير من الكتب الصوفية بتحريض منهم، و أصبح التعرض للصوفية من قبل بعض المهووسين، يتم على مرأى و مسمع من السلطات الرسمية، و تحت حمايتها، و أصبح التعرض الإعلامي الرسمي للتصوف، بالتشوية، يتم بصورة منظمة و منتظمة.
أحمدي نجاد، إنني لا أرى فارق بينك و بين آل مبارك و آل سعود، في ميدان الحريات.
و يا من حرض من علماء الدين في إيران، إنني أيضاً، لا أرى فارق بينكم و بين ابن جبرين، و سلمان العمر، و القرضاوي، لأنكم جميعاً ضد الإعتدال و الحرية، و حق الأخر في الإختلاف، فقيمة من كرمه الله، سبحانه و تعالى، و جعل الملائكة تسجد لأبيه الأول، ترتفع فوق أي إدعاء.




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أقف مع الأفرو ضد الجنية؟
- الخطوة القادمة شريحة تحت الجلد
- ماذا لو ان عرفات في غير عرفات؟؟؟
- حالة الطوارئ الباكستانية هل تختلف عن المصرية؟؟؟
- لا تتوسلوا للبناويين أو لأحد
- إنه مخاض لعصر أكثر إظلاماً، يا أستاذ هيكل
- و حملها الإنسان، الرد على مفكر النازية المصرية
- مش دورك يا أبو جيمي
- قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟
- موافقة آل مبارك على الإجتياح التركي، قصة تكرار الخطأ
- من سيقود القطاع المصري المسيحي في الثورة القادمة؟؟؟
- الثورة مسألة وقت فحسب
- سيخرج الأزهريون أيضا
- هذا هو حزب كل مصر
- يد بندر في موسوعة الأرقام القياسية
- لا تسمحوا لهم بإخافتكم من الثورة
- إدعموا الفانوس المصري الأصيل في هذه الحرب الثقافية
- يجب رحيل الإحتلال السعودي أولاً
- نريد مسلمين كالطيور لا السلاحف
- تهانينا لوائل عباس و تضامنا مع إبراهيم عيسى و الدستور


المزيد.....




- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...
- غورغييفا: 800 مليون شخص حول العالم يعانون من المجاعة حاليا
- الأمن السعودي يعلن اعتقال مقيم هندي لتحرشه بفتاة ويشهر باسمه ...
- اعتقال مئات الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة مع استمرار ...
- كيف تفاعل مغردون مع صورة اعتقال الشرطة الأميركية تمثال الحري ...
- بسبب حرب غزة.. مذكرات الاعتقال الدولية ترعب نتنياهو وقادة جي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد حسنين الحسنية - أحمدي نجاد، لا فارق بينك و بين آل سعود و آل مبارك