أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد حسنين الحسنية - يا راكب القارب، تعال نصنع أوروبا في مصر














المزيد.....

يا راكب القارب، تعال نصنع أوروبا في مصر


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16 - 11:19
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أشك إنك شخص تحمل كل الصفات التي تبعث على التقدير، فلا شك إنك شجاع، مغامر، ذا روح وثابة ثائرة، و نفس طموحة متطلعة لما هو أفضل.
فأن تركب قارب، مع ثلاثين أخرين، لا يزيد طوله عن سبعة و عشرين متراً، و يفتقد لكل مقومات الأمان، و يفتقر لكافة وسائل النجاة، و يعمل بمحرك واحد أتعبته سنين طوال من الإهمال و عدم الصيانة مع الإستخدام الشاق، و ذلك لمسافة ألف و خمسمائة كيلو متر. و تدفع مقابل تلك المخاطرة سبعة ألاف دولار، ربما تكون حصيلة تعب سنين ما قبل المخاطرة، أو من ثمرة شقاء الوالد أو الشقيق الأكبر، أو جمعت بالسلف و الدين، أو ببيع الممتلكات، مع علمك بأن إحتمالات الفشل لا تنتهي عند الوصول لشواطيء أوروبا. فإنك، و بلا شك، شجاع، تملك عزيمة من صلب، و قلب من حديد، و إن كان محمل بالكثير من الإحباطات. و لا شك إن شخصيتك هي شخصية المغامر المستكشف، الذي تتوق نفسه لإستكشاف المجهول، مثلما تملك شخصية الثائر، الذي لا يقبل بالأمر الواقع، و الخضوع للواقع المر، و لا تقبل بالحلول التقليدية، كالذهاب للعمل في بلاد الخليجيين، أو عند أتباع آل سعود.
أنت تحلم - و تستحق ما تحلم – في أن تعيش حياة كريمة، من خلال دخل يأتيك من عمل شريف يناسبك، دخل يجعل بمقدورك أن تعتمد على ذاتك، فلا تظل عبأ على والديك، و يجعل بمقدورك أن تجد سكن صحي مناسب، و أن تؤسس أسرة، و أن تكفل لأسرتك الأمان المادي، و أن توفر لذريتك التعليم المناسب، و الرعاية الصحية الجيدة، و أن تأمن أنت و زوجتك غوائل الزمان و متاعب الشيخوخة، فلا تحتاجا إلى سؤال أحد، و حبذا لو تحقق ذلك في بلدك، و في ظل التمتع بالكرامة و الإحترام.
هذا هو حلمك حين ركبت القارب، و هذا هو حقك، و هذا هو برنامجنا في حزب كل مصر.
لسنا من أصحاب النظريات السياسية، و التخليطات الجدلية، و الكلام الكبير.
برنامجنا في حزب كل مصر بسيط، و هو العدالة، و ما تأت به العدالة من رفاهية.
و نحن – في حزب كل مصر – نرى أن تحقيق حلمك، لن يتحقق في ظل النظام الحالي، و تفرعاته المستقبلية، و أن السبيل الوحيد لتحقيق دولة العدالة، و ما تثمر عنه العدالة من رفاهية، هو من خلال الثورة الشعبية.
العدالة، و إبنتها الرفاهية، لا يأتيان من تلقاء نفسيهما، خاصة أن مصر، في ظل النظام الهكسوسي الحالي، تسير، و بخطى ثابتة متسارعة، نحو توسيع هوة الفقر، لتبتلع المزيد كل يوم، و قد هوى بالفعل في تلك الهوة معظم المصريين، و إنسحقت فيها الطبقات المكافحة.
فإذا أردت العدالة، و إن أردت الرفاهية، و إن أردت الكرامة، لك و لذريتك، و أشدد على كلمة ذريتك، لأن المستقبل لا يبشر بالخير مع هؤلاء الهكسوس الجدد، فعليك بالثورة.
أخي المغامر، إذا كنت تتطلع لأوروبا، فعليك بدراسة تاريخ تطور أوروبا، و لندع في تلك العجالة، تاريخ دول غرب أوروبا، فقد مضى عليه الكثير، و لندرس تاريخ كفاح معاصر أتى بالرفاهية، و أعني تاريخ كفاح شعوب شرق أوروبا في أخر عقد الثمانينات، و أوائل عقد التسعينات، من القرن العشرين.
لقد قبلت شعوب شرق أوروبا المخاطرة، مثلما قبلتها أنت، و إن كان بشكل أخر، و تحلت بروح الثورة، مثلما تتحلى بها، و لكنها ترجمت ذلك في النزول لشارع بلادها، فوقفت به، في درجات حرارة، كثيراً ما وصلت إلى أدنى من درجة التجمد، في سبيل الحرية و العدالة و الرفاهية.
لم تردع شعوب شرق أوروبا، في نضالها، تحرشات الأجهزة الأمنية القمعية، فقد أدركت تلك الشعوب، ان أوان الحرية و العدالة و الرفاهية، قد آن أوانه، و أن النضال ليس إلا حرب إرادات، و إنه إختبار للصلابة، و في النهاية تحطم الأضعف تحت تصميم و ضربات الأقوى.
تحطمت الأنظمة القمعية، و معها حراسها من الأجهزة الأمنية الدموية، تحت إرادة و تصميم الشعوب.
فإذا أردت أن تحيا في أوروبا، و دون أن تغادر مصر.
إذا أردت أن ترى الدولة الأوروبية، التي تحلم بها، تصبح هي مصر، و بدون الحاجة للإنسلاخ من هويتك، أو التعرض لأمراض أوروبا الأخرى، فكن أنت أيضاً مستعد، حين يحين الحين، و تنضج ثمرة المطالبة بالحرية و العدالة و الرفاهية، للنزول للشارع المصري، و تحدي أجهزة الأمن التي تحمي اللصوص الذين سرقوا حقنا في حياة كريمة في بلادنا.

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية
بوخارست – رومانيا
حزب كل مصر
تراث – ضمير – حرية – تقدم – إستعيدوا مصر



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا يساء للقرآن، إبحثوا عن بديل لكلمة إرهاب
- مبارك و بوتين، الفارق بين من فرط و من إسترد
- مبارك و بوتين، لا وجه في المقارنة بين من فرط و من إستعاد
- الجمهورية المصرية الثانية، هكذا ستقوم
- أحمدي نجاد، لا فارق بينك و بين آل سعود و آل مبارك
- لماذا أقف مع الأفرو ضد الجنية؟
- الخطوة القادمة شريحة تحت الجلد
- ماذا لو ان عرفات في غير عرفات؟؟؟
- حالة الطوارئ الباكستانية هل تختلف عن المصرية؟؟؟
- لا تتوسلوا للبناويين أو لأحد
- إنه مخاض لعصر أكثر إظلاماً، يا أستاذ هيكل
- و حملها الإنسان، الرد على مفكر النازية المصرية
- مش دورك يا أبو جيمي
- قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟
- موافقة آل مبارك على الإجتياح التركي، قصة تكرار الخطأ
- من سيقود القطاع المصري المسيحي في الثورة القادمة؟؟؟
- الثورة مسألة وقت فحسب
- سيخرج الأزهريون أيضا
- هذا هو حزب كل مصر
- يد بندر في موسوعة الأرقام القياسية


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد حسنين الحسنية - يا راكب القارب، تعال نصنع أوروبا في مصر