أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - إمتدادات الإخوان المسلمين الخارجية تمنعهم من قيادة التغيير المصري














المزيد.....

إمتدادات الإخوان المسلمين الخارجية تمنعهم من قيادة التغيير المصري


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 05:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمانون عاما من الإخوانية مرت على مصر هذا العام ، حفظنا خلالها شعارات كثيرة ، واحد منها موجه للناخب ، لا نختلف عليه ، مهما إختلفنا مع من أطلقه ، شعار : صوتك أمانة ، نعم فالصوت الإنتخابي أمانة ، يجب أن يؤديها الناخب لأجل صالح نفسه و أسرته و من أجل مجتمعه ككل ، و إن كنت أعتقد أن الوقت لم يحن بعد ليكون للصوت الإنتخابي قيمة فعلية ، لإستحالة أن يقود صندوق الإقتراع لأي تغيير حقيقي في مصر العصر الحالي .
لا شك أنه ما من ناخب – رجل أو إمرأة - يكبد نفسه عناء الذهاب للجنة الإنتخابات ، و الوقوف لساعات في صف طويل ، و ربما التعرض لما لا تحمد عقباه من زبانية الأمن ، أو مرتزقة النظام من البلطجية و محترفي الإجرام من الرجال ، و ربات السوابق المخلة بالشرف من النساء ، إلا من أجل شيء يحلم به ، يمكن تلخيصه و إجماله في كلمة واحدة هي التغيير ، على إختلاف طبيعة الحلم بين ناخب و أخر ، فمنهم من يحلم بالرفاهية ، و منهم من يحلم بدولة المساواة في الحقوق و الواجبات ، إلى أخر الأحلام التي تراود كل مواطن كلف نفسه عناء الذهاب للإدلاء بصوته .
جماعة الإخوان عندما أطلقت هذا الشعار ، و في كل مرة إستخدمته أو ستستخدمه في المستقبل ، فإن ذلك من أجل أن يدلي الناخب بصوته لها ، لا لأي جهة أخرى ، و بلا شك إنه على الجانب الأخر ، أي الناخب ، الغير منتمي لأي فكر سياسي – كغالبية الناخبين في مصر و العالم – فإنه عندما يدلي بصوته لها ، يكون في ذهنه و لو ذرة أمل في تحقيق حلمه ، التغيير .
السؤال إذا : هل بإستطاعة جماعة الإخوان ، أو التيار البناوي ، أن يحقق أحلام الناخب المصري- الغير منتمي لأي مدرسة سياسية أو فكرية - في التغيير ، أيا كانت وسيلة التغيير ، إنتخابات أو ثورة سلمية ؟؟؟
لا أعتقد ذلك ، ليس تقليلا من وطنية القيادات السياسية و الروحية بالجماعة ، و لكن لسبب داخلي في الجماعة يتعلق بصلب تركيب الجماعة ، و كيفية إدارتها .
جماعة الإخوان ، و خلال ثمانين عاما من العمل ، العلني و السري ، أصبحت متشعبة لحد كبير ، و أصبحت منتشرة الفروع على مستوى المنطقة ، كما هو معلوم ، فبالإضافة للفرع المصري الرئيسي ، هناك فروع بالأردن و سوريا و ليبيا و الكويت و فلسطين – المعروف بحماس – فضلا عن الفروع الأصغر حجما و شأنا في اليمن و السودان و دول المغرب العربي ، بالإضافة للنشاط الإخواني في بعض بلدان مجلس التعاون الخليجي .
فروع متعددة ، كالشركة المتعددة الجنسيات ، و لكن إدارة الجماعة ليست بنفس مستوى كفاءة إدارة الشركات متعددة الجنسيات الناجحة ، سواء في تحديد الأهداف الكبرى و الصغرى ، و تشخيص الوسائل التي تقود لتحقيق تلك الأهداف ، أو إدارة العمل المعتاد أو الروتيني ، أو في طبيعة علاقة الفروع ببعضها البعض و مع المقر الرئيسي ، و أخيرا في علاقة الشركة أو الجماعة بالمجتمع الدولي .
المشكلة الإدارية الأولى في جماعة الإخوان و التي تقيد حركتها هي أن أي فرع لها عند إتخاذ أي قرار ذا شأن فإنه ينظر لأثر هذا القرار ، ليس فقط عليه و على مجتمعه كما هو الواجب ، بل و أيضا على الفروع الأخرى ، و أكاد أقول أن عليه أن يحصل على مباركة الفروع الرئيسية الأخرى ، بما يدفع للقول بأن هناك ما يشبه حق الفيتو لكل فرع .
في مصر لا يستطيع الإخوان إتخاذ أي قرار كبير إلا بعد دراسة أثاره على حماس و على إخوان الأردن ، على وجه الخصوص ، كما أن كثير من تعيقدات الأزمة الفلسطينية ، و علاقات حماس بالسلطة الفلسطينية الفتحاوية و بالأردن و بإسرائيل ، تنعكس على سلوك جماعة الإخوان في مصر ، كما إن العلاقة القوية التي تربط إخوان مصر بفرعهم في فلسطين – حماس – تنعكس في صورة علاقات قوية مع جهاز المخابرات العامة المصرية الممسك بالملف الفلسطيني ، و يظهر ذلك جليا في مواقع المعارضة المصرية ذات الهوى الإخواني و العاملة من أوروبا ، و التي لا تكف عن تمجيد قيادة جهاز المخابرات ، حتى إنه يلحظ بسهولة أنهم يفصلون بين جهاز المخابرات و آل مبارك ، فالأول يتعاونون معه و يمجدونه ، و الثاني يعارضونه ، إنها حالة أشبه بفصام الشخصية ، قادهم إليها نفس السبب الذي يشل جماعة الإخوان بمصر .
النظام الحاكم المصري يعلم أنه يمسك إخوان مصر عبر إستمراره في إمساك بعض خيوط اللعبة في غزة ، بسبب حرص الفرع المصري على الحفاظ على مكاسب الفرع الفلسطيني و التي تحققت في الرابع عشر من يونيو 2007 ، و هذا أيضا يقود لبعض المكاسب لحماس ، التي تعلم أنها قادرة على الضغط على نظام آل مبارك ، و حيازة مكاسب منه ، من علاقتها القوية بالفرع المصري ، كما أن هذا يحمي الفرع المصري من بطشة أمنية قوية مثل بطشة عبد الناصر ، و ليس بعض التهويشات التي تمس بالفرع المصري بين وقت و أخر .
هذا دون أن نغفل العلاقات الإخوانية مع النظام الأردني ، و التي تتحرك في إتجاهين ، كتحرك العلاقات بين نظام آل مبارك و الإخوان بفرعيهم في مصر و فلسطين .
إنها علاقات متشعبة و معقدة في كل إتجاه ، و الكل يمسك بيد الأخر ، سواء للأخذ و العطاء ، أو لليها عند الضرورة ، و بذلك يضيع أي أمل في التغيير المحلي المصري ، فالقاطرة التي يحسبها البعض قادرة على السير في درب التغيير ، و قطر المجتمع المصري ، مكبلة بقيود كثيرة ، كبلت بها نفسها .
الإخوان سيكونون قادرين على إحداث تغيير فعلي في مصر ، حين يتم فصل الفروع عن بعضها البعض ، و يصبح قرار كل فرع شأن خاص به وحده ، و هذا لا يبدو في المستقبل القريب ، و لا في المستقبل المتوسط .
فإذا كنت عضو بجماعة الإخوان ، أو كنت منتمي لمدرستها السياسية و الفكرية و تصوت لها لدعم قدرتها على المناورة على المستوى الإقليمي فصوتك ذهب لمكانه الصحيح ، أما لو كنت مواطن مصري مثل الغالبية الغير منتمية لأي تنظيم سياسي ، و تكلف نفسك عناء الذهاب للجنة الإقتراع من أجل التغيير على مستوى مصر ، و تحقيق أحلامك الشخصية و الأسرية و الوطنية ، فصوتك للإخوان صوت ضائع ، لأنه يصب لصالح هدف غير الذي رغبت فيه حين أدليت به .
لا تغيير سيتم في مصر بقيادة الإخوان...



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات طلبهم منا الإنتظار ، السلطة خائفة
- يكفيك ما قمت به يا شيخ قرضاوي
- مصر تستحق علم مصري ، لا ألماني قيصري و لا تركي الأصل
- مبارك و الخديوي إسماعيل ، مقارنة لازالت في صالح الثاني
- الدعاء وحده لا يكفي يا شيخ إبراهيم
- في مسألة التمييز ، لماذا لا نعدل فتأمن مصر ؟
- عرب الحضارة ضد عرب البداوة ، صراع قديم قائم
- غزة ، مرحباً بالإنضمام ، و لا لعودة الإدارة المصرية
- يوم الفخر - يوم الدرعية 9-9-1818
- أوباما أو ماكين ، العبرة بالموقف من القضية المصرية
- لسنا ضد أهل الخليج ، و لكن ضد بيع مصر لهم
- تصوراتنا للإتحاد المتوسطي ، دراسة مدرسية متبادلة لتاريخ بعضن ...
- عبد الوهاب المسيري حي بنا
- لا تنامي يا محلة ، فمن يتحدى آل مبارك لا ينام
- هل ينقص مصر الطلاب ؟
- المحكمة المتوسطية العليا لحقوق الإنسان
- تصوراتنا لإتحاد المتوسط ، السفر و العمل و التجارة و البيئة و ...
- إستفتاء شعبي لكل قانون ، هو الطريق للحرية و العدالة
- إتحاد شمال شرق أفريقيا هو الأقرب للواقع
- أئمة المساجد بالإنتخاب


المزيد.....




- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - إمتدادات الإخوان المسلمين الخارجية تمنعهم من قيادة التغيير المصري