أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن حاتم المذكور - الخبز الحرية المساواة ...















المزيد.....

الخبز الحرية المساواة ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 01:08
المحور: المجتمع المدني
    


في حوار مع صديق ’ توصلنا الى ان : لا معنى للخبـز بدون الحرية ولا للحريـة معنى بدون الخبـز’ فكلاهما اذا ما توفرا يمكنهما اسعاد شعب اذا كان متشابهاً متماسكاً قومياً ودينياً ومذهبياً وتاريخياً وحضاريـاً وجغرافيا وبيئيـاً ولغويـاً وثقافياً ايضاً اي موحـد الهويـة ’ لهذا فالأمر بالنسبـة للعـراق المكون مـن عـدة قوميات واديان ومذاهب وايديولوجيات وثقافات ولغات وغيرهـا ’ فلا يكفيـه عنصري الخبـز والحريـة ’ وكلاهمـا لا معنى لهمـا حيث لا يمكن تحقيقهمـا بـدون المسـاواة فـي اطار مـن الأخاء والتسامـح والثقـة والسلم والحريـة وفهـم الآخـر واستيعاب خصوصيتـه ودعمـه في تحقيق هويتـه .
العراق وعبر تاريخ طويل وبدون خيار مكوناتـه تشكلت هويتـه الرافدينيـة المشتركـة مـن شعوب واديان وثقافات وحضارات وخصوصيات وعادات وتقاليـد عديدة تفاعلت وتكونت فيـه وساهمت فـي تكوينـه ’ فيه عـرب وكورد وتركمان وكلدان واشوريين وايزيديين وكورد فيليين وصابئة مندائيين وارمن ويهود وكاكائيين ولكل مكون خصوصياتـه وهويتـه واهدافـه يتماسك حولهـا ويغنيهـا ويرسخهـا ثقافـة ’ وقـد تحدث بعض التطورات الداخليـة والأقليميـة او دوليـة تؤثـر وتفرض تغييراً على تطلعات وطموحات بعض مـن تلك المكونـات لكن يجب ان تكون لتلك التغييرات ارضية صالحة من الحريات والقناعات والثقة والعفوية الواعية
العربي مثلاً لـه كامل الحق في ان يحتفظ بخصوصياته الأجتماعية وهويته القومية ومعتقداته ومذاهبه شرط ان لا يجعلهـا عبئـاً على خصوصيات وهويات ومعتقدات وامال المكونات الأخرى ’ وليس لـه الحق اطلاقاً ان يدعـي امتلاك عراق الجميع ليفرض عروبتـه واسلامـه ومذاهبـه على المكونات الأخرى ’ كذلك غير مسموح للكوردي والتركماني والأخرين ان يتجاوزوا حدود الحفاظ على هويتهـم وخصوصيتهـم وتحقيق ذاتهـم وانجاز كـل مـا هـو مشروعـاً مـن حقوقهـم قوميـاً ووطنيـاً وعقائديـاً ’ وأن لا يفرضوا واقعـاً غير مناسبـاً وليس مقبولاً مرحليـاً مـن قبـل الآخرين .
العربـي لا يحق لـه وطنيـاً وانسانيـاً فـرض عروبتـه ’ اوالمسلـم بفرض شرائعـه ومذاهبـه ’ ليصبـح الأمـر حالـة مـن القمـع والألغـاء يترتب عليهـا الكثير مـن المظالم وخرقـاً فضـاً للحريـة والمساواة والسلم الأجتماعي وحرق خبـز الناس امام اعينهـم الجائعـة ’ كذلك على القوميات والأديان والمذاهب والمعتقدات الآخـرى ان لا تتجاوز حريتهـا المشروعـة فـي ممارسـة عقائدهـا ومذاهبهـا وعاداتهـا وحفاظهـا على هويتهـا وترسيـخ خصوصياتهـا وتحقيق اهدافهـا وتطلعاتهـا على المديين القريب والبعيـد ’ على ان تبقى الممارسات والفعـل الجمعي المرحلي ضمـن اطاره الوطني والأنساني المسالم شرط ان لا يصبـح ذلك الأطار ذريعـة او قفصـاً تذوب داخلـه تطلعات وأمـال المكونات الآخرى وسببـاً لضمـور اهدافهـم وهوياتهـم .
لنكـن هنا اكثر دقـة ومباشرة : فأي قلق وذعـر وخوف على مستقبل الهويـة والخصوصيـة والوجود والأنسان تثيـره دعوات " العراق جـزاءً مـن الأمـة العربيـة " في نفوس الشعوب والمكونات الأخرى داخل المجتمع العراقي ’ وجروح التعريب والتهجير والأنفلـة والأجتثاث العرقي والطائفي والأبلدات البشعـة لـم يتوقف نزيفهـا ... ؟ وأي قلق وذعـر وخوف مشروع على مستقبل الخصوصيـة والهويـة والأنتمـاء ومصير الأنسان تثيـره دعوات " ان العراق جزاءً مـن الأمـة الأسلاميـة مقرونـاً بفرض شرائعها ومعتقداتهـا السماويـة والوضعيـة علـى غيـر المسلمين ’ ولا زالت جروح القمـع الديني والمذهبي والأبادات الجماعيـة والألغـاء التام للآخـر قائمة وبأكثر وحشيـة حتى اللحظـة ’ يعاني منهـا المسيحي الذي اضطره الأرهاب الديني على ان يهجرارض اجداده ’ والأيزيدي الذي فقـد اخيراً وبدقائق قليلة اكثر مـن ( 300 ) شهيداً وضعفـه مـن الجرحى وللصابئـة المندائيين العريقيين على هـذه الأرض لـم يتبقى منهـم سوى بعض المئآت وربمـا العشرات ولليهودي المكون التاريخي ليس اكثر مـن (30 ) عجوزاً ناهيك عـن الأرمن الى جانب الصراعات التاريخية والدمويـة بين المذهبين الرئيسيين في ذات الأسلام ’ ان العراق يجب ان يتخلص نهائيـاً مـن العقـدة المدمـرة لأنانيـة وضيق افـق الأكثريـات المنهكــة لكيانات المكونات الأضعف .
الخبـز والحريـة والمساواة : هـل ستتحقق لمجرد انهـا امنيات جميلـة واهداف انسانيـة ساميـة ... ؟ ام ان طريقهـا طويـل ملتـو مكلفـاً معبداً بالتعقيدات والعثرات وتراكـم السلبيات وفقدان الثقـة بالآخـر ’ ومزروعـة بأخطـر مصائـد قـوى الشر والفتنة الى جانب اختراقات شرسـة لقوى اقليميـة ودوليـة لا ترغب للعـراق خيـراً ولا تسمح لـه بطريق ينقذه مـن واقعـه المآساوي ’ ولـم يبقى امـام اهلـه المشتركين فيـه حاضراً ومستقبلاً الا ان يبداء مـن نقطـة الصفـر التي يجب ان يبـداء فيهـا كـل مكون في كشف وفهـم هويتـه ضمـن محاولـة جديـة فـي فهـم هويـة الآخر وتقبـل خصوصيتـه ثـم يشترك الجميـع فـي اعادة كتابـة تاريخهـم المشترك صحيحـاً والذي كتب خطـاءً مشوهـاً منحرفـاً فـي ازمنـة متأخـرة مـن مسيرة وجودهـم ’ وفيـه يبحثون عـن الهويـة الحضاريـة والثقافيـة لهم وجذور وصلات النسب فيما بينهـم وكـل يدعم جهـد الآخـر فـي تحقيق ذاتـه وبلورة كيانـه طريقـاً امثلاً للتوحـد الأنساني ’ العربي يفهـم على انـه جـزاءً مـن المكون الوطني وليس الكـل ’ ولا يمكن لـه ان يكون كاملاً خارج وجوده الجغرافي والبيئـي والحضاري والتاريخي ... وهكذا يجب ان تفكـر وتعمـل جميع مكونات العراق الآخرى ’ ومـن ذات نقطـة الصفـر تبداء مواجهات الوعـي وتحرير الأنسان العراقي مـن هـوة الجهـل والتخلف والفقـر والخوف والضعف والتردد وعبثيـة الدوران غيـر المجدي خلف انظمـة وقيادات الهزائـم والأنتكاسات والفتـن وجلد حاضـر الناس واستعباد مستقبلهـم قبـل ولادتـه ’ احيـاء الأرادة الجمعية عبـر مؤسسات عملاقة مؤثـرة مستقلـة لمنظمات المجتمـع المدني واطلاق المبادرات الخلاقـة امام المثقفين الوطنيين مـن اجـل انعاش واحياء الثقافـة الوطنيـة والأنسانيـة عبـر اعادة كتابـة التاريخ الوطني المشترك بين جميع المكونات العراقيـة وترسيخ الجراءة والشجاعـة الواعيـة لنقـد الأوضاع والحالـة العراقيـة بمجملهـا ’ ورفـع القذارات الماضويـة عـن وجههـا واعادة صياغـة الجوانب المشرقـة مـن تاريخ وحضارات مـابين وحول النهرين الخالدين ارتباطـاً وطنيـاً تتعايش فيـه هويات وخصوصيات جميع المكونات فـي اطار مؤسسات دولـة ومجتمع قطـع مشروع دمقرطتـه شوطـاً مقنعـا على طريق العلم والتقنيـة والمعرفـة والوعي ووفـرة الخبـز والحريـة والمساواة .
امـراً مهماً ’ ان يتسلح الجميع بالثقـة والمحبـة والتسامح والأخاء والجراءة الواعيـة على فهـم العلاقـة الجدليـة بين الوحـدة الوطنيـة وعلاقات المكونات الأجتماعيـة حـول القيمـة المقدسـة للأنسان ’ حيث لا يمكـن الأقتناع بالظاهـر مـن تقاسيم الوحـدة الوطنيـة التي تحمـل في جوهرهـا انفصالاً وتمزقـاً روحيـاً ونفسيـاً ومعنويـاً وتدميراً فضـاً لقيمـة الأنسان وآدميتـه ’ فالوحـدة الوطنيـة الحقيقيـة تبـداء حيث تنتهـي كـل اشكال وآثار المظالـم والأكراه واساليب القوة والعنف ... وحيث يمتلك كـل مكون عراقي كامـل حريتـه فـي تقرير مصيـره وطبيعـة علاقاتـه بالمكونات الآخرى على اساس متين مـن الثقـة والمنافع على ان تكون القيمـة الأنسانيـة والوطنيـة للأنسان مصونـة محترمـة مقدسـة داخـل اطار كـل مكون .
ويبقـى الخبــز الكريم والحريـة والمساواة وحـق الأختيـار والأفق الديموقراطي الواسـع الطريق الأنجـع امام مكونات المجتمـع العراقي .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكوردية كما افهمها واتمنى لها ...
- الترهل السياسي ...
- الفريق وفيق السامرائي ... مجرد سؤال ؟
- فدراليات اليوم وليس غداً !!! ؟؟؟
- الأستفتاء المدهش ....
- مظلوميات مشتركة وجهد ممزق ...
- حكومتنا تخشى الثقافة الوطنية ...
- من اجل كركوك فقط ...
- كاترين ميخائيل : امرأة في قلبها عراق ...
- لن نكون حصة لهذا واخرى لذاك ...
- الى امي : امراءة ...
- السيد المالكي في برلين ...
- وندعيك وطناً ...
- جميعهم الا انا !!!
- ما مر الصبح تموز ... ؟
- اقليات ام مكونات ... ؟
- عراق : نريده وطناً للجميع ...
- 14 / تموز ... عيدنا الوطني .
- ثقافة الخوف من الآخر ...
- السيد المالكي : رفقاً بميسان ...


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن حاتم المذكور - الخبز الحرية المساواة ...