أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن حاتم المذكور - الترهل السياسي ...















المزيد.....

الترهل السياسي ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2391 - 2008 / 9 / 1 - 07:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


استذكر هتا جنـرالات الحرب العالميـة الثانيـة فـي الأتحاد السوفيتي ــ سابقـا ــ بعـد ان تجاوزوا السبعينيات مـن اعمارهـم ولم يتبق مـن عافيتهـم سوى تواريـخ ورتب ومداليات تجاوزت معناهـا ولم تعـد تعني شيئـاً لغير جيلهـا الذي يتناقص ’ يحملوهـا على صدورهـم وفوق اكتافهـم وذاكرتهـم كالطواويس المحنطـة ’ واذا ما حضروا مهرجانات اواحتفالات في مناسبات تاريخية كذكرى تأسيس الحزب او ثـورة اكتوبر الأشتراكية ومولـد لينيـن ’ تجمعهـم سيارات الدولـة او الأسعاف ان كان بعضهـم راقـداً فـي المستشفيات او المصحات وكثير منهـم يجلبهم الأقارب والأحفاد بعربات العجزة’ يرتدون بدلاتهـم العسكرية مثقلة بالرتب والمداليات والأوسمـة الأضافية ’ واذا مـا تحدثـوا الى بعضهـم او مـع مـن يجالسهـم فلا يعرفون غيـر تكرار المفردات العسكرية كالأوامر والطاعة وروح التوجيهـات الحاسمة والتعالي الأبوي على الآخرين واسهالات النصائح الهرمـة ومـا يتذكرونـه مـن بطولات لا يمكـن للواقع الراهـن الا ان يضعهـا فـي متحف الأعمال الوحشيـة وبشاعات ابادة الآخـر’ انهـا الخلفيات الكريهـة للحـروب ’ ودائمـاً يستشهـد بعضهـم فـي الأخـر في نمـط مـن الطاعـة الساذجـة واللاتركيز ’ ولم يكن دورهـم في المناسبات الا رمزيـاً او مجاملـة وهـم فـي حالـة انهـاك دائـم ومعنويات غافيـة .
الأمـر هنـا يذكرنـي بحالـة الترهـل الفكري لبعـض دينصورات السياسـة العراقيـة ’ انهـم اكثـر بؤسـاً مـن تلك الجنرالات التي ذكرتهـا ’ مـع ان تلك الجنرالات يملكون على الأقـل بعض المواقف المشرفـة وطنيـاً وقوميـاً ’ امـا جنرالات السياسـة العراقيـة ’ فهـي تتعكـز علـى تضخيـم الأوهـام والأعتـزاز المتصلب بالذات والمواقف التاريخيـة الطارئـة يشحنونهـا بالأضافات والأفتراضات وكـل اخـذ النسيان منهـه مأخـذه ’ يفتعلون بطولات وتضحيات او ينتحلوا حصـة مـن مآثـر غيرهـم ’ امـا الوجـه الآخـر لماضيهـم والمحطات الكريهـة مـن تواريخهـم وبعض مواقفهـم ’ فيحاولون تجاهلهـا ويطالبون الآخـر ان يتناساهـا معهـم ليحشوا فـي ذاكرتـه الوجـه الآخـر الذي يرغبـوه مـن شخصيتهـم المستنسخـة ويجهدون لتغطيتهـا تحت اكـوام مـن المبادرات والمقالات والبحـوث وترأس المنظمـات ولا يخلـع بعضهـم عـن ارثـهم السياسي او الثقافـي اوتصدر المسؤوليات فـي الدولـة والمجتمـع الا الموت ’ لأنـه المـؤسس والقائـد ( الظرورة دائمـاً ) والمرشـد التاريخـي وهـو ايضـاً روح اللـه ومهجـة الوطـن وبهجـة الشعب وبدونـه وبـدون الورثـة مـن سلالتـه فلا معنـى للحـزب ولا كرامـة للبلـد ولا مستقبـل للسياسـة والثقافـة ’ واذا مـا جاملهـم البعض انتهازية او رفقـاً بنهاياتهـم البائسة ’ فيصدقون الأمر ويحاولون القفـزعلـى ظلهـم اسـاءة للآخرين ’ واحياناً تتضخـم عندهـم ( الأنـا او النحـن ) فيشكلون حلقـة مغلقـة حـول الذات والجماعـة او يصبحـوا ورشـة لصناعـة الأدعاءات واجترار الأوهـام والأفتراضـات غسيلاً يدفـع ثمنـه الواقـع احيانـاً ويلحق الأذى بأجيال غيـرمعنية بأرهاصات ماضيهـم وتخريفات حاضرهـم ’ يحالفهـم الحظ احيانـاً فيجدون بعـض الدينصورات مـن جيلهـم وقـد رفعــه بؤس العمليـة السياسيـة القائمـة وسؤ حـظ الناس الى مـواقع سياديـة فـي موسسات الدولـة والمجتمـع فيتجمعون حـول كورتـه لشفط مـا تجـود بـه التزاماتـه الأدبيـة والأخلاقيـة والأنسانيـه احيانـاً او ( شبيـه الشـي منجذبـاً اليـه ) وهكذا يواصلون البحث عـن اخـر.. وآخـر حتـى يجدون ايديهـم وبدون تحفظ فـي جيوب هـذا السياسي وذاك المحنـك القادم مـن ازمنتهـم ايضـاً ’ وبدون تعفف او حـذر مـن ان يجدوهـا فـي جيب مـن هـو متهمـاً بالفساد والأختلاس والرذائـل وأمـور مخجلـة اخـرى ’ واذا مـا قـدر للمـراء صدفـه او رغبـة ان يقترب منهـم او يشترك معهم فـي مشروع اوطنـي او انساني ’ فلا يحصـد فـي النهايـة الا ضريبـة مكلفـة اخلاقيـاً ونفسيـاً واجتماعيـاً ’ انهـم كمـن ضيـع المشيتين ’ فلا هـم يستطيعون ان يتخلصوا مـن شخصيـة ماضويـة مموهـة مرهقـة بالعيوب والأخفاقات مبتلـة لا يخيفهـا مطـر التدنـي ’ كمـا انهـم اعجـز مـن ان يفـرغوا ( لأنـا والنحـن ) مـن قيـح اورامهـم او يخففـوا مـن توتر انتفاخهـم ليعاملـوا الآخرين بمـا يستحقوه ’ وأن كان الأمـر مشكلتهـم ’ فأن الآخـر لا يستطيع تجنب دفـع ضريبتهـم بهـذا الشكل او ذاك ’ ان الآخـر بالنسبـة لهـم هـو : امـي متخلف لا يحترم قـواعد الرفع والنصب والجر مهينـاً اصول اللغـة العربيـة الجميلـة ’ او انـه لا يعـرف التاريخ النضالـي ولم يلتقونـه في السجون والمعتقلات والمنافـي ’ ثـم مـن هـو وايـن كـان يـوم كـانوا !!! ؟ ويضربون امثلـة اغلبهـا يفتقـر الى الأمانة عـن تواريـخ ومواقفـاً تميزهـم عـن الآخرين ’ لا يهـم ان كان اغلب تلك الأدعاءات واهيـة او صحيحـة فمن اين يجـد المراء فائض الوقت ليبدده فـي البحث والتحقيق عنهـا فـي ازمنـة اجيـال رحـل اغلبهـا ومـراحل كان اكثـر حصادهـا حصرمـاً ’ انهـم يحاولون تمرير الواقـع العراقي الجديد عبـر ثقـب ابـرة مفاهيمهـم وقناعاتهـم ومنطلقاتهـم التي لم تحاول على الأقـل مغادرة مـربع الأنتكاسات والهزائـم ’ ولـم يستطيعـوا استيعاب القفزة النوعيـة وحـرق المراحـل للواقـع العراقي ويفتقرون للعافيـة الفكريـة والمعرفيـة التـي تجاوزت الأيديولوجيات المحنطــة .
انـا هنـا لا ارغب التعميم اطلاقـاً ’ مـع ان الحالـة تثيـر الفـزع احيانـاً ’ فهنـاك كوادراُ مـن حيث الحيويـة والقدرة الأبداعيـة ورغبـة التحول وتغذيـة الوعـي والأدراك وتجديدهمـا واستيعاب الواقـع والتفاعـل معـه لأنتاج الجديـد المثمـر حلولاً ناجعـة لمعالجـة الأزمـات الحاصلـة ودفـع عمليـة التحرر والديموقراطيـة وقيـم العدل والمساواة داخـل المجتمـع العراقي الى الأمـام ’ وحتـى لـو اختلفنـا مـع بعضهـم في تلك النقطـه او ذاك الجانب لكنهـم يبقون رواداً ونجوماً اجتماعية تـزيل ضباب المرحلة عـن بصيرة اهـل العراق ’ انهـم تراث يصـل بين المشرق مـن الماضي مـع نظيره فـي الحاضـر ’ لكـن هـذا السمـو وفـي جميع الحالات لايمكـن لـه ان يكون شفيعـاً للمترهليـن .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفريق وفيق السامرائي ... مجرد سؤال ؟
- فدراليات اليوم وليس غداً !!! ؟؟؟
- الأستفتاء المدهش ....
- مظلوميات مشتركة وجهد ممزق ...
- حكومتنا تخشى الثقافة الوطنية ...
- من اجل كركوك فقط ...
- كاترين ميخائيل : امرأة في قلبها عراق ...
- لن نكون حصة لهذا واخرى لذاك ...
- الى امي : امراءة ...
- السيد المالكي في برلين ...
- وندعيك وطناً ...
- جميعهم الا انا !!!
- ما مر الصبح تموز ... ؟
- اقليات ام مكونات ... ؟
- عراق : نريده وطناً للجميع ...
- 14 / تموز ... عيدنا الوطني .
- ثقافة الخوف من الآخر ...
- السيد المالكي : رفقاً بميسان ...
- بين زمنين ...
- وللمثقفين مواقفهم الوطنية ...


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن حاتم المذكور - الترهل السياسي ...