أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن حاتم المذكور - مظلوميات مشتركة وجهد ممزق ...















المزيد.....

مظلوميات مشتركة وجهد ممزق ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 11:22
المحور: حقوق الانسان
    


فـي لقـاء مـع قداسـة الكاردينـال عمانؤيـل ديللو قال : ان اهـل العراق مظلومين ويتاجون الى التضامن فالكارثـة وقعت على الجميـع ... كذلك طالبنـا سماحـة السيـد علي السيستانـي : ان نتضامـن مـع بعضنـا " جميعكـم عراقيون ومظلوميتكـم واحـدة ووطنكـم وشعبكـم يحتاجكـم جميعـاً متضامنين " كان هـذا اثنـا سفرنـا الى العراق وفـداً للتضامن مـع اشقاءنـا الكورد الفيليين ... فـي طريقنـا الى اربيـل واثنـاء استراحـة لنـا في مطعـم كان صاحبه مـن الأخـوة الشبك ’ رحب بنا ودعانـا ان نزورهـم الى ديارهـم وقراهـم لنتعرف عليهـم ’ وكرر " نحـن عراقيون واخوانكـم ونرحب بكـم " ’ فـي لقـاء مـع بعض الأخوة الأيزيديين عاتبونـا ايضـاً وطالبونـا ان نزورهـم حيث سكناهم واهلهم ومراجعهـم لنتعرف عليهـم ونطلـع على احوالهـم ومجازرالأبادة والأجتثاث التي تعرضوا ويتعرضون اليهـا ونشاركهـم احتفاليـة يـوم شهيـدهـم الذي سقط فـي المجزرة الرهيبـة في 14 / آب / 2008 واكدوا كذلك عراقيتهـم وانتماءهـم وشراكتهـم فـي الوطـن ’ وحـول مبـداء وواجب التضامـن الأخـوي عاتبنـا اشقاءنـا التركمـان وكذلك الكلدواشوريين والصابئـة المندائيين وغيرهـم ’ كمـا عاتبنـا اهلنـا في الجنوب العراقي ودعونـا زيارة مدنهـم وقراهـم حيث الفقر والجهـل والأمراض وغيرهـا مـن مظاهـر القـرون الوسطـى .
هكذا هـو العراق مظلومـاً مـن رأسـه حتـى اخمص قدمـه وجرحـه يمتـد مـن شمالـه حتـى جنوبـه ’ وشعوبـه ورغـم حجـم المآساة ’ تمارس غيبوبـة الوعي جلـداً وتعذيباً للذات .
تمامـاً كمـا قال رجلـي الدين الفاضلين : ان العراق مستباحـاً ومظلوميـة اهلـه مشتركـة وجلاديهـم لا يميزوا بيـن هـذا المكـون او ذاك .
نسمع احياناً صرخـة للكورد الفيليـة وبعيـدأ عنهـا استغاثـة للأيزيديين وابعـد منهـا للكلدواشوريين والصابئـة المندائيين والشبك وغيرهم ’ كـل يحمـل اسباب انفراديته وعزلته ثـم ضعفـه فـي مواجهة وحـدة الظلم والتنكيل .
اسأل احيانـاً : لماذا لا يتوحـد الجميع حول وحـدة مظلومياتهـم ليتضامنـوا مـع بعضهـم ... ؟ السؤال بأجوبتـه يجرنـي الى سؤال آخـراكثر اهميـة واستثنائيـة ... لمـاذا لـم يتوحـد الكورد الفيليـة مثلاً حول وحـدة مظلوميتهـم ...؟ بعكسـه مع الأسف نرى هـذا التنظيـم يصـرخ هنـا وذاك التنظيم يستغيث هنـاك والثالث لا نعرف ايـن وتحت عبـاءة مـن ... ؟ وكذلك الكلدواشوريين تصرخ وتستغيث مظلوميتهـم بثلاثـة حناجـر او اكثـر وتتفرق بعـدّة اتجاهات بينمـا مظلوميتهـم لا تملك الا مصيراً واحـداً واتجاهـاً اوحـداً ’ والأمـر لـم يكن افضـل بالنسبـة للأشقـاء الأيزيديين وكذلك التركمـان ... واحيانـاً يهبط الأمـر في علاقات ممثليهـم مـع بعضهـم الى مستوى الأتهامات والتخوين والتنكيل وبأسم مـن يدعون تمثيلهـم ويضـع البعض منهـم مآساة ومصيـر شرائحهـم فـي بزارات المنافع والمكاسب السريعـة فئويـاً وشلليـاً وشخصيـاً ’ وتبلع سلبيـة تلك الأنانيـة حـد التضحيـة بحاضـر ومستقبل الشريحة وبأسم الحرص والدفاع عنهـا !!! بينما الأمـرفي حقيقتـه حالـة تمزق واضعاف وتهميش يستغلـه الأخرون ارقاماً واصواتـاً انتخابيـة يحشون بهـا صناديقهـم ’ بعدهـا تستيقض الشريحـة متأخـرة على واقعهـا المآساوي وخسارة جهدها وصبرها وتشظي احلامها في مطبات الوعود والمجاملات والتسويف ورشوة المتصدرين واسكاتهم .
مظلومية الجميـع عراقيـة ولا يمكـن لهـا ان تتحلحـل وتحــل ثـم تحدث المعجزة بقدوم الفرج مشتركاً ان لـم يتوحد الجميع حول مصالحهم وحقوقهم فـي وطـن للجميع .. ان يتوحـد جميع الكورد الفيليـة حول خصوصيـة ومظلومية شريحتهـم وهكـذا يفعـل التركمان والأيزيديين والصابئـة المندائيين والكلدواشوريين وغيرهـم ’ ثـم يتوحـد الجميع عراقيـاً ’ حيث لا يمكـن لأية شريحـة ومهمـا كانت جهاديتهـا ونضالهـا ان تؤكـد ذاتهـا وتعالـج مآساتهـا وترفـع مظلوميتها وتحقق اهدافهـا وتسترجـع حقوقهـا خارج اطـار الجهـد الوطنـي المشترك ’ والأمـر لا يتعارض اطلاقاً مـع الأنتمـاء القومـي والطائفي والمذهبـي وكذلك الحزبي لهـذه الشريحـة وتلك الفئـة وذاك الفـرد او هـذا ’ كذلك لايمكـن للقوميـة والطائفـة والمذهب والحزب ’ ان يكونـوا منصفين اذا مـا حاولوا ان يلغوا خصوصيـة الشرائـح التي تتكون منهـا تاريخيـاً او تؤجـل معالجـة ازمتهـا ورفـع مظلوميتهـا مـن اجـل العافيـة المتضخمــة لمصالحهـا .
فـي العراق الجديد مـن زاويتنـا ’ تتشكل افاق جديدة للتحرر والديمقراطيـة والسلم الأجتماعي والعدل وسيادة القانون والمساواة بين جميـع مكونات المجتمـع العراقي ... افاق حقوق الأنسان وتحرر المـرأة عبر التحولات الأيجابيـة في مجال الديموقراطيـة الوليـدة ’ حيث ليس هناك ثمـة ديمقراطيـة سليمـة ان لـم تضمـن حقوق الفـرد والمرأة والطفولة ’ انها العلاقة المتطورة انسانياً بيـن الأفراد وبينهم والمجتمع والمجتمع والدولـة ’ الديموقراطية والحريات العامة والحقوق والمساواة لهـا علاقة وثيقة بالعلم والتقنية فـي اطار الوعـي والمعرفـة والأبداع ’ وليس بأمكان القوميـة والطائفيـة والمذهبيـة والعشائرية القفـز بسهولـة على واقعهـا وتجاوز تلال التراكمات الماضويـة او اصلاح بصيرة اتلفهـا رمـد الظلاميـة لتصبـح مؤهلـة على رؤيـة التطورات والتحولات العملاقـة عالميـاً واقليميـاً ووطنيـاً ’ انهـا لديهـا شعوراً ووهـمـاً راسخـاً : لو انهـا حاولت الأنفتاح موضوعيـاً على محيطهـا الوطني والأقليمي والعالمي وجربت الخروج مـن شرنقتهـا التي تكون نسيجهـا مـن الثقافات والقيـم والعادات والقناعات التي كرست تهميش الأنسان والتنكر لدوره وفرضت رسوخهـا واستمراريتهـا عبـر العنف والدمـار والأساليب والممارسات السافلة ... لشعرت وكأنها خارج اطارالحقيقـة الوطنية المنفتحـة على مستقبلهـا ... مظلومـة مغـدورة وان الديمقراطيـة لا تحسـن مجاملتهـا والحريات لا تستسيـغ ظلام ماضويتهـا والوطـن يتنكـر لتاريـخ اجدادهـا فتوحات وتـوسع بحـد السيف ودفـع المعلقـات ولـم يحترم اطلالهـا الخالـدة ... والشعب يمارس الوعي والمعرفـة والأرادة الحـرة فـي تمزيق مـوروثاتهـا التي تكـون منهـا شـرف الأمـة وكرامتهـا وضميرهـا ومجدهـا ويحاول ان يلغـي تاريخهـا التليـد ليعيـد كتابتـه صحيحــاً .
اريـد هنـا التأكيد فقط ’ على ان الشعوب العراقيـة وجميع مكونات المجتمع ’ سوف لن تحقق خصوصيتهـا وترفـع مظلومياتهـا التاريخيـة عـن كاهـل حاضرهـا وضمـان مستقبل اجيالهـا ’ ان لـم تسارع الى تحقيق وحدتهـا مـن داخلهـا وتنفتح على وحـدة الأهداف والمصالح والمصير مـع غيرهـا داخـل اطار الوطـن المشترك استناداً على الوعي والمعرفة والعلم والأزدهـارفـي اطار الحريات الديموقراطيـة وتترك للعلاقات والروابط القوميـة والطائفية والمذهبيـة مرونتهـا وروحيتهـا ومثاليتهـا وعواطفهـا دون ان تخـلق منهـا جـداراً مـن التعصب والتطرف يبعدهـا عـن مشتركاتها الوطنية والأنسانية ويمزق ارادتها ويضعفهـا فـي مواجهاتهـا مـن اجـل استرجاع حقوقهـا وضمان سلامـة مستقبلهـا ’ فمظلوميـات العراقيين مشتركـة ومصادرهـا واسبابهـا واحـدة ربمـا تتخـذ واجهات قوميـة او دينيـة او طبقيـة لكن تبقـى المظالـم واحـدة والأنسان ضحيتهـا وهنـا يجب رفعهـا بجهــد واع مشترك .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومتنا تخشى الثقافة الوطنية ...
- من اجل كركوك فقط ...
- كاترين ميخائيل : امرأة في قلبها عراق ...
- لن نكون حصة لهذا واخرى لذاك ...
- الى امي : امراءة ...
- السيد المالكي في برلين ...
- وندعيك وطناً ...
- جميعهم الا انا !!!
- ما مر الصبح تموز ... ؟
- اقليات ام مكونات ... ؟
- عراق : نريده وطناً للجميع ...
- 14 / تموز ... عيدنا الوطني .
- ثقافة الخوف من الآخر ...
- السيد المالكي : رفقاً بميسان ...
- بين زمنين ...
- وللمثقفين مواقفهم الوطنية ...
- بين اجراءات المالكي و همجية المليشيات ...
- مؤتمر ام مطبخ للتحاصص ...
- مستقلون من اجل العراق ...
- الكورد الفيلية: شعار في عيون الثقافة الوطنية . 4


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن حاتم المذكور - مظلوميات مشتركة وجهد ممزق ...