أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - من وحي كتاب فهد، الحلقة الرابعة - احتكار الماركسية















المزيد.....

من وحي كتاب فهد، الحلقة الرابعة - احتكار الماركسية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 741 - 2004 / 2 / 11 - 04:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في الصفحة ١٨٠ من الكتاب جاءت الفقرة التالية بعد اقتباس من تقرير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في اجتماعها المنعقد في كانون الاول ١٩٤٢ الوارد في الصفحتين ٣٩٧و٣٩٨ من مؤلفات الرفيق فهد وبعد تعليق الباحثين على ذلك بالقول "ويتضمن هذا النص جملة من الافكار والممارسات التي هيمنت على نشاط الحركة الشيوعية العالمية على امتداد عقود طويلة كنا شهودها وساهمنا فيها، ومنها":
"*الاصرار على احتكار الماركسية من جانب الاحزاب الماركسية ــــ اللينينة، الشيوعية، واستنكار تبنيها من اية جهة اخرى."
وجذبت عبارة احتكار الماركسية انتباهي وحفزتني على كتابة هذا المقال.
وعبارة احتكار الماركسية واردة في اماكن اخرى من الكتاب وتعزى الى الاممية الثالثة والى قيادة ستالين وفي العراق الى قيادة فهد الذي كان ملتزما بشروط الانتماء الى الاممية الشيوعية. ويوجه الباحثان القارئ الى الملحق رقم ١ من الكتاب الذي يبحث شروط العضوية في الاممية الشيوعية.
ورجعت الى الملحق وليسمح لي القارئ ان اقتبس السطرين الاولين منه :
"صادق المؤتمر الثاني للاممية الشيوعية على شروط العضوية في الاممية الشيوعية، الثالثة، (الكومنترن) المقترحات التي صاغها وطرحها لينين على المؤتمر بعد مناقشات بشأنها، ولم يجر اي تغيير على تلك المقترحات." (الكتاب ص ٥٠١)
قرأت الشروط كلها كما وردت في الكتاب وهي تتضمن شروط الانتماء الى الاممية الشيوعية ولكني لم اعثر على كلمة ماركسية او ماركسية ـــ لينينية فيها ولو مرة واحدة.
فلماذا اعتبرها الباحثان اصرارا على احتكار الماركسية واستنكارا لتبنيها من اية جهة اخرى؟ وما معنى احتكار الماركسية؟ وهل لعبارة احتكار الماركسية اي معنى علمي؟
قبل ان ابدأ في مناقشة هذه العبارة اود ان ابدي الملاحظة التالية: في الكتاب يعزو الباحثان موضوع احتكار الماركسية الى الاممية الثالثة والى ستالين وطبعا في نطاق الحزب الشيوعي العراقي الى فهد. ولكن استهلال قرار الاممية الشيوعية المقتبس اعلاه يشير صراحة الى ان القرار طرح من قبل لينين بدون ان يجري اي تغيير على اقتراحاته. ففي الحقيقة يجب ان يعزى موضوع احتكار الماركسية الى لينين وحده لان الاممية الثالثة سواء اكانت تحت قيادة زينوفييف او بخارين او ستالين او ديمتروف فانها كانت تنفذ القرار الذي وضعه لينين. فسياسة الاممية الشيوعية في هذا الموضوع هي سياسة لينينية بحتة ولينين هو الوحيد الذي يتحمل تبعات هذه السياسة سلبا ام ايجابا.
ماهي الماركسية؟ يمكن في اعتقادي تعريف الماركسية بعبارة واحدة هي "ان الماركسية هي القوانين الطبيعية التي تتحكم في حركة المجتمع." وهذا التعريف في اعتقادي تعريف دقيق للماركسية لان قوانين الديالكتيك والقوانين الاقتصادية هي التي تتحكم في حركة المجتمع. والقوانين الطبيعية في الطبيعة وفي المجتمع هي قوانين تعمل بالاستقلال عن ارادة الانسان ولذلك لا يستطيع الانسان امتلاكها ولذلك ايضا لا يستطيع احتكارها. ما رايك ايها القارئ العزيز اذا قال لك شخص ان نيوتن كان يريد احتكار قانون الجاذبية او ان لويس باستور كان يريد احتكار علم الطب او ان اينشتاين كان يريد احتكار الرياضيات؟ لا شك انك تستغرب هذه الاقوال ولا تقبلها لان هذه القوانين الطبيعية كانت تعمل قبل نيوتن وباستور واينشتاين وبقيت تعمل في حياتهم واكتشافاتهم وبقيت تعمل بعد وفاتهم وستبقى تعمل الى الابد. وليس لاي انسان المقدرة على امتلاكها او احتكارها. يستطيع الانسان فقط ان يكتشفها ويتعلمها ويستفيد من مفعولها لخدمة البشرية ويتحاشى مفعولاتها المدمرة اذا وجدت.
وهذا يصح على الماركسية ايضا. فالقوانين الماركسية، المادية الديالكتيكية والقوانين الاقتصادية، كانت تتحكم في المجتمعات البشرية منذ نشوء اول مجتمع انساني وفي مختلف مراحل تطور المجتمعات البشرية وستبقى تعمل طالما وجدت مجتمعات بشرية على الارض. وقوانين التطور الاجتماعي تتغير بتغير طبيعة المجتمع فيختفي بعضها وتنشأ قوانين جديدة تتحكم بالمجتمع في مراحل تطوره الجديدة ويصبح بعضها اكثر تاثيرا اثناء هذا التطور ولكن الشيء الذي لا يتغير هو وجود قوانين طبيعية تتحكم بحركة المجتمع في كل مرحلة من مراحل تطوره. لهذا اعتقد ان عبارة احتكار الماركسية عبارة لا معنى لها من الناحية العلمية. وسيجري في سياق هذا المقال شرح الاسباب التي ادت الى ان تخطر هذه الفكرة لدى الباحثين. ولكني اجد من المناسب قبل ذلك ان اتحدث قليلا عن كيفية عمل هذه القوانين على المجتمع وكيفية التحكم بحركته.
حين كنا ندرس علم الفيزياء بالمستوى الاولي الذي درسناه في المدارس الثانوية في ايامنا تعلمنا ما كان يدعى بمحصلة القوى. وقانون محصلة القوى يعني انه اذا وجهت عدة قوى باتجاهات مختلفة وبزخم مختلف الى جسم ما فان الجسم يتحرك في اتجاه واحد حتمي يمكن تحديد اتجاهه وقوته بكل دقة. وكان منا من تعلم كيفية حساب قوة المحصلة واتجاهها فكان ينجح في الاجابة على الاسئلة وكان منا من لم ينجح في تعلم كيفية حساب قوة المحصلة واتجاهها فيفشل في الاجابة على الاسئلة.
والقوانين الماركسية هي قوانين محصلة حركة المجتمع في كل مرحلة من مراحله. ولا يختلف قانون المحصلة في الفيزياء عن مثيله في الماركسية الا في كون عدد القوى واتجاهاتها في المجتمع اكثر بما لا يمكن قياسه. فالمجتمع المشاعي البدائي على صغره كانت به اتجاهات وقوى مختلفة. فكل شخص يعمل بما تمليه عليه مصلحته وكل مجتمع يتأثر بالمجتمعات المجاورة له بمختلف الطرق كالحرب والتبادل التجاري وغيرها. وحركة المجتمع تتحدد بمحصلة هذه القوى والاتجاهات كلها. ولكن المحصلة في كل مجتمع معين في مرحلة معينة هي واحدة لا بديل لها. هي اتجاه تطور المجتمع في المرحلة التي يمر بها. وطبيعي ان المجتمع اتسع في قواه كلما ازداد تطورا وازداد الترابط والتاثير المتبادل بين مختلف المجتمعات حتى بلغنا عالم العولمة الحالي الذي يجعل المجتمعات في كل العالم كانها مجتمع واحد يشمل العالم كله. ولكن الماركسية تبقى هي الماركسية، هي القوانين الطبيعية التي تحدد اتجاه حركة المجتمع الوحيدة في مرحلة تطوره والتي لا يمكن للانسان تغييرها. فكل انسان في مجتمعاتنا الحالية كما في المجتمعات التاريخية كلها يعمل وفق ما تتطلبه مصلحته الشخصية او العائلية او الاجتماعية وتبقى الماركسية هي التي تحدد محصلة هذه القوى الهائلة. وميزة كارل ماركس وانجلز وليننين وستالين وغيرهم من الماركسيين هو انهم اكتشفوا هذه القوانين الطبيعية واستطاعوا معرفة اتجاه حركة المجتمع الحتمية عن طريق تطبيق القوانين تطبيقا صحيحا. فالماركسي هو العالم الذي يفلح في معرفة هذه القوانين ويجيد تطبيقها على مجتمعه ويستطيع التاثير في دفع المحصلة في الاتجاه الصحيح اي ينجح في تغيير المجتمع.
ولكن المجتمع الذي يضم الملايين من البشر توجد فيه فئات كبيرة او صغيرة نسبيا تكون لها مصالح اقتصادية او اجتماعية متشابهة. ولذلك تكون لهذه الفئات محصلات قوى ثانوية او جزئية تشكل قوة واحدة في التأثير على المحصلة الكبرى، محصلة المجتمع كله، في اتجاهه المعين. وقد اصطلح علماء المجتمع على تسمية مثل هذه الفئات بالطبقات او المراتب حسب تركيبها ومصالحها المشتركة. فهناك طبقة الفلاحين او مراتب الفلاحين حسب مستوى تطور المجتمع ومراحله، وهناك الطبقة العاملة والطبقة الراسمالية والطبقة الاقطاعية وطبقة العبيد وطبقة اسياد العبيد. وميزة الطبقة هي ان افرادها لهم مصالح اقتصادية مماثلة توحد دفعهم للمجتمع وتجعل لهم محصلة فرعية ذات اتجاه واحد في التاثير على المحصلة الاساسية. واكبر هذه المحصلات الثانوية في مجتمعنا الراسمالي هي محصلة الطبقة العاملة. فرغم ان كل عامل يعمل وفقا لما تقتضيه مصلحته الشخصية والعائلية الا ان كل العمال يشتركون في انهم لا يستطيعون العمل بدون ان يرتبطوا بوسائل الانتاج التي يمتلكها الراسماليون. وكلهم يعانون من جشع الراسماليين الذين يريدون سلب الجزء الاكبر من انتاجهم ولو ان ذلك قد يؤدي الى تردي حياة العامل وعائلته الى مستوى الفقر والجوع والحرمان. وهذا ما يجعل محصلة الطبقة العاملة تدفع في اتجاه التخلص من هذا الوضع وتحقيق وضع تتهيأ الفرصة لكل عامل ان يتصل بوسائل الانتاج بدون الوسيط الراسمالي. وقد اطلق على وضع كهذا اسم الاشتراكية. توصل كارل ماركس الى تشخيص قانون محصلة الطبقة العاملة وحدد اتجاهه لذا اصبحت الماركسية النظرية الهادية للبروليتاريا في نضالها من اجل الوصول الى هدفها، الاشتراكية. ولذلك ايضا يرى الماركسيون ان حركة الطبقة العاملة يجب ان تسير في اتجاه محصلة الطبقة العاملة، اي في الاتجاه الذي تحتمه قوانين المجتمع الراسمالي. فالماركسي ايا كانت تسميته هو الشخص الذي يعمل على توجيه الحركة العمالية في اتجاه محصلتها الحتمي. فكل من يعمل في هذا الاتجاه هو ماركسي وكل من يعمل خلاف هذا الاتجاه فهو غير ماركسي مهما اطلق على نفسه من عبارات واسماء. واذا انتظم الماركسيون للعمل المشترك في هذا الاتجاه تكون منهم حزب سياسي. وهذا الحزب السياسي يضم الماركسيين لانهم كلهم يعملون على السير بحركة الطبقة العاملة في اتجاه محصلتها. ومن هنا نشأ مصطلح حزب الطبقة العاملة. فحزب الطبقة العاملة ينبغي ان يضم اعضاء ماركسيين اي اعضاء يعملون على تطبيق القوانين الطبيعية لحركة المجتمع الراسمالي في اتجاه محصلة الطبقة العاملة. وهذا كان الاساس في ان للطبقة العاملة حزب واحد يمثلها ويقودها في اتجاهها الحتمي.
ولكن العمال شأنهم شأن كل البشرية، يعمل كل واحد منهم وفقا لما يراه في مصلحته الشخصية او العائلية. ولذلك لا يمكن ايجاد مجتمع يعمل كله في الاتجاه الصحيح لمحصلة الطبقة العاملة. فهناك من يعمل قصدا او عن غير قصد ضد هذا الاتجاه مما يؤدي الى اضعاف زخم محصلة الطبقة العاملة على محصلة المجتمع. فهناك بين العمال مثلا ما يسمى ارستقراطية العمال. وهم عمال يكون مستواهم الاقتصادي اعلى من مستوى العمال الاخرين بحيث يكون من مصلحتهم استمرار الوضع الذي هم فيه. يكثر بين هؤلاء من يعمل ضد اتجاه محصلة الطبقة العاملة ويؤثر على اتجاهها وعلى زخمها. هؤلاء يعملون ضد مصلحة الطبقة العاملة عن قصد. وكذلك يوجد اشخاص يريدون فعلا ان يخدموا مصالح الطبقة العاملة ولكنهم لا يعرفون اتجاه عمل القوانين الطبيعية في المجتمع ولذلك يكون عملهم ضد مصلحة الطبقة العاملة عن غير قصد. ولكن كون وجود مثل هؤلاء العمال الذين يعملون عن قصد او عن غير قصد ضد مصلحة الطبقة العاملة يؤخر حركة الطبقة العاملة ويضعف من زخم محصلتها على حركة المجتمع كله. وقد اطلق على مثل هؤلاء العمال اسم الانتهازية او التحريفية او "اليسارية" او اليمينية او غير ذلك. لذلك فان الماركسيين الحقيقيين يجب ان يكافحوا ويشرحوا للعمال خطأ الخط الذي يرشدهم اليه هؤلاء الانتهازيون. وكل شروط الاممية الثالثة لعضويتها يمكن تلخيصها بضرورة السير في دفع محصلة الطبقة العاملة بالاتجاه الصيحيح وضرورة النضال ضد الانتهازيين الذين يحاولون تغيير اتجاه هذه المحصلة واضعافها. فالصراع بين اعضاء الاممية الثالثة اذن هو صراع بين الماكسيين واللاماركسيين، وليس صراعا بين ماركسيين يعتنقون الماركسية بصور مختلفة.
نأتي الان الى السؤال "هل فكر اي ماركسي باحتكار الماركسية؟" رأينا اعلاه ان الماركسية، لكونها قوانين طبيعية تفعل بالاستقلال عن ارادة الانسان، لا يمكن تملكها ولا احتكارها. ولكن الماركسي على العكس من ذلك يرغب في ان يجعل كل الناس تؤمن وتعمل وفقا لقوانين الطبيعة المتحكمة في المجتمع في كل مرحلة من مراحل تطور البشرية. واكثر من ذلك يعتقد الماركسيون ان كل عالم من علماء العلوم الطبيعية هو ماركسي، اي مادي ديالكتيكي، في مختبره، رغم انه قد ينكر المادية ويؤمن بالمثالية وينكر الديالكتيك ولا يؤمن به. فالعالم الطبيعي مهما كان رايه الفلسفي يعمل على الطبيعة في مختبره معتبرا ان ما يعمل عليه هو مادة حقيقية مستقلة عن فكره وان الانسان قادر على كشف اسرارها وتعلمها وحتى صنعها. ان فلسفته المثالية واعتبار المادة مجرد انعكاس للفكرة يختفي حين يعمل هذا العالم نفسه في مختبره. وليس هذا صحيحا فقط بعد اكتشاف الماركسية بل كان صحيحيا حتى قبل اكتشافها. واكبر مثل على كل هذا هو داروين الذي قال عنه ماركس انه فعل في علم الاحياء ما فعلته انا في علم المجتمع. كان بحث داروين العلمي ماديا ديالكتيكيا رغم انه في حياته الاجتماعية مثالي ومتدين ولم يكن يعرف عن الماركسية شيئا. وحين يتحدثون عن حياة اينشتاين يقولون انه كان متدينا رغم انه في مجال العلم كان ماديا ديالكتيكيا. فالماركسي اذن ليس فقط لا يفكر في احتكار الماركسية بل انه يريد كل انسان ان يكون ماركسيا ويعتقد ان العلماء في مختبراتهم هم كلهم ماديون ديالكتيكيون رغم ارادتهم.
فمن اين جاءت هذه الفكرة وكيف اعتقد الباحثان ان الاممية الشيوعية وستالين وكذلك فهد كانوا يريدون احتكار الماركسية؟ اعتقد ان ذلك يرجع الى الخلط بين الماركسية والشيوعية. فالماركسية كما راينا قوانين طبيعية خارجة عن ارادة الانسان. ولكن الشيوعية حركة سياسية ارادية ينفذها الانسان برغبته ولذلك فهي قابلة للتغير وقابلة للاحتكار من الناحية النظرية والى حد ما من الناحية العملية. ان الماركسي يعتبر ان معرفة قوانين حركة المجتمع، واتقانها، والتدرب على السير بموجبها والاستفادة منها هي الطريقة المثلى لتطوير المجتمع وتغييره. وشروط العضوية في الاممية الشيوعية التي وضعها لينين هي الشروط التي يجب ان تتوفر في الحزب الذي يتبنى الماركسية، قوانين حركة المجتمع، طريقه في الصراع الطبقي. ان شروط الانتماء للحركة الشوعية التي وضعها لينين هي شروط تبتغي جمع القوى التي تناضل فعلا في اتجاه محصلة الطبقة العاملة في كيان واحد. وقد اطلق على هذا الكيان اسم الاشتراكية الديمقراطية فكانت الاممية الاولى والاممية الثانية تتألف من احزاب اشتراكية ديمقراطية وحين انحرفت هذه الحركة الاشتراكية الديمقراطية عن السير في اتجاه محصلة الطبقة العاملة الصحيح تركها الماركسيون وشكلوا كيانا اخر اطلق عليه اسم الاممية الثالثة او الاممية الشيوعية. وحين انحرفت الاحزاب الشيوعية عن هذا الطريق الصحيح في اتجاه محصلة الطبقة العاملة في اعقاب الخروشوفيين اصبح اسم الشيوعية ذاته لا يعبر عنها. فاي اسم يجب ان يطلق على الماركسيين الحقيقيين الذين يعملون عن وعي واخلاص في اتجاه محصلة الطبقة العاملة؟ لا ادري لان هذه الاحزاب الجدية لم توجد بعد او انها في مراحل تكونها الاولية اذا وجدت.
اذا اخذنا العراق اليوم مثلا، نجد وجود عدد كبير من الاحزاب والمنظمات التي تدعي الشيوعية والماركسية. ولكنها كلها في رايي لا تمثل الخط الماركسي الصحيح. ولذلك كتبت في مقالي عن تكوين حزب جديد للطبقة العاملة سنة ١٩٨٨ وفي مقالي عراق اليوم الذي كتبته مؤخرا عن ضرورة تكوين حزب يمثل حركة الطبقة العاملة فعلا ويوجه الطبقة العاملة في اتجاه محصلتها الحقيقي، اتجاه الاشتراكية، ووضعت الشروط التي يجب ان تتوفر في مثل هذا الحزب ولم اطلق عليه اي اسم غير ان يكون ماركسيا وفقا للماركسية التي وضعها ماركس انجلز لينين ستالين. قد اكون انا ايضا على خطأ ولكن الحقيقة العلمية الصحيحة الوحيدة هي ان اتجاها واحدا هو الاتجاه الصحيح، اتجاه محصلة الطبقة العاملة، وان كل اتجاه مخالف لذلك هو اتجاه غير صحيح. ولذلك لا يمكن ان تكون للطبقة العاملة عدة احزاب صحيحة. يمكن ان تكون للطبقة العاملة عشرات الاحزاب غير الصحيحة ولا يمكن ان يكون لها سوى حزب واحد صحيح اذا وجد.
حسقيل قوجمان
١٠ شباط ٢٠٠٤



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي كتاب فهد (الحلقة الثالثة) ثورة اكتوبر
- من وحي كتاب فهد (الحلقة الثانية)العبودية المقيتة
- من وحي كتاب فهد - الحلقة الاولى
- المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي
- زوار موقعي الاعزاء
- جواب على رسالة ! حول الحزب الشيوعي الاسرائيلي
- لماذا مادية ديالكتيكية؟
- رسالة مفتوحة من حسقيل قوجمان الى آرا خاجادور
- ديمتروف والانتقال السلمي الى الاشتراكية
- حينما يصبح البتي برجوازي شيوعيا
- سياسة الاحلاف والجبهات بين الماركسية والانتهازية
- عبادة الشخصية بين المادية والمثالية
- عراق اليوم بنظر ماركسي يتتبع الاحداث من بعيد
- الحوار المتمدن
- مستلزمات انشاء الحزب البروليتاري الجديد
- من يزرع الريح يحصد العاصفة - حول انهيار المانيا الشرقية واتح ...
- أنهاية حرب باردة ام بداية حرب حارة؟
- دفاع عن الماركسية في محنتها
- التعايش السلمي من ستالين الى خروشوف
- أزمة الخليج


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - من وحي كتاب فهد، الحلقة الرابعة - احتكار الماركسية