أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبتهال بليبل - الحب وسيلة البقاء والخلود














المزيد.....

الحب وسيلة البقاء والخلود


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 09:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يوماً قال ( ميخائيل نعيمة ) :أتعس القلوب وأشقاها ، أرقُّها حسِّاً وأرهفها شعُوراً . الحب هي الكلمة التي تمنحنا غشاء لفظياً يناسب حياتنا الروحية ..... أننا عندما نسمع الكلمات الرقيقة نحس بأن المشاعر في طريق من حديد نحو الينبوع الباطني والخفي لسلوى الذات ، فنجد أنفسنا نبذل المجهود من اجل حلمنا لنعثر على الطابع العقلي للحب ، أن ذكريات الروح الكبيرة هي التي تعطي للروح معناها وعمقها ومع الأيام نكتشف إنها معقولة فلا نستطيع أن نبكي على كائن نحبهُ وأبتعد مع الأيام أطول مما يسمح به العقل ، ففي الحب ذاته يكون الفرد دائماً صغيراً ويبقى غير عادي وفي عزلة ، وان القلب المخلص يبقى دائماً هو نفسه ... أي بمعنى انه قد يتغير المشهد ألا أن الممثل واحد . أن لذة الحب في جدٌتها الأساسية قد تحدث المفاجأة والإعجاب ألا إننا عندما نعيشها في عمقها نعيشها ببساطتها .
رغباتنا وآمالنا وحبنا تصور لنا من خارج الكائن فينتقل من العقل إلى القلب ، وعن أحد الفلاسفة الذي قال عن معنى العذاب البشري الناتج عن الحسرة من الحب ، والذي الصق كلمات شعرية فلسفية على باب القبر قال : ( أن أعذب نعيم ذلك الذي تأمله )وكثير ممن أطلعوا على هذه المقولة قالوا ، ( أن أصفى حب ذلك الذي خسرناه ) ، بعض الفلاسفة والكتاب قالوا إن الحب في الأغلب خليط رواية في جو واقعي ساذج وبسيط ، وهو في أخر الأمر ليس سوى شكل بدائي لمشاعر الفرد ....
وأقـــــــــــــول :
أن الحب والهوى بقدر ماهو مختلف في نتائجه يكون بسيطاً ومعقولاً في مبادئه ، وأن النزوة العابرة لايمكن أن يكون لها ديمومة لتجمع بين كافة إمكانيات الفرد العاطفية .... ببساطة إنها وأقصى حد ...... إيقاعا موسيقياً عابراً ..
الحب العميق هو بخلاف ذلك هو تنسيق بين جميع إمكانيات الفرد العاطفية هو أساس ومثل أعلى في الترابط الزمني المنظم حيث يكون فيه الحاضر دائماً مستعداً للمستقبل وأنها في آن واحد ديمومة وإعادة وتقدم ...
ولتقوية الحب ومضاعفته يكون بالأخلاق وهذا يكون بالبحث عن الأسباب العامة للحب ، حينئذ نفهم قوة التناشد والربط بين التعاطف والقلق ، وهذا هو التنسيق الذي يفرضه القدر فمن اجل أن نحب ونتألم يمتد الزمن فينا ويدوم ....
أما بالنسبة للذاكرة والتعاطف هما في الأصل مصدر واحد حيث إن الزمن هو أساس عاطفي ، حيث نجد إن فكرة الذاكرة مبنية على الماضي وعمقها يوصلنا إلى المستقبل ، بذلك فهي شرط أساسي لكل ألم وقد تكون الذاكرة هي المبدأ في حياتنا الذي نستند عليه لمشاعر حبنا .... لأننا نصنع زماننا مثلما نصنع مكاننا بمجرد التفكير في المستقبل الذي يخصنا ونجد أنفسنا تجتاحها رغبة في التوسع بذلك .
لذلك نجد كياننا في القلب والعقل متصل بالزمن ( العالم ) ودائماً ينشد إلى البقاء ، فالإنسان دائماً نجده متعطش إلى البقاء الخلود ( الديمومة ) متعطش إلى اللانهاية ، يعذبه القلق من اجل قلق آخر ، وطبيعة الزمن عذاب طويل يختلف حسب حياة الفرد ... وهكذا نكون مدفوعين نحو العيش وبما إننا نحب ونتألم وإذا بقي حبنا بدون قوة ، فأن ذلك في الأغلب نكون فيه ضحية حبنا ، ونحن دائماً نربط حبنا بأنفسنا والأصح هو إن الحب مرتبط بالروح ....
ومختصر مفيد لهذا الكلام .... لو إن شخصاً يتكلم أمامنا ونحن ننصت في داخل أنفسنا ، ندرك إن هذه اللحظات تمنح في داخلنا وقائع تبلغ من دقة وتكامل تجعلنا نفهم الطابع العقلي للموقف .... أخيراً إن الألم والفرح هي منبع الوجود والألم مرتبط دائماً بألأخلاص لأمر انتهى ... أما الفرح يعتمد على المجهود الذهني .... وكل شيء يتضاعف في الإنسان عندما يريد امتلاك إمكانيات الوجود ( الديمومة ) .
نجد أكثر الفلاسفة وأصحاب المقولات المشهورة يقولون :
(أن أحببتم فأن الذي يغير حياتكم ليس هذا الحب الذي هو جزء من مستقبلكم وإنما الشعور بذاتكم ذلك الذي تعثرون عليه في قراره هذا الحب ، فأن خانوكم فليست الخيانة هي الشيء المهم أنما السموٌ والقريب من التعقل هي التي توجه حياتكم نحو الجانب الهادي للمصير والجانب الأكثر وضوحاً حيث تشعرون بالارتياح أكثر مما كان الناس مخلصين لكم ألا أنه أذا كانت الخيانة لم تقوٌ بساطة حبكم والثقة الغالية فيه ومداه تكون خيانة الناس لكم خيانة بدون فائدة ويمكنكم القول بأن شيئاً لم يحدث لكم ).
ختاماً نجد إن الكائن لايمكن إن يحتفظ من الماضي ألا بما يساعده على التقدم والحب والازدهار ويدخل في جو عاطفي تعتليه المودة فلا يدوم ويستمر ألا ماكان جدير بالاستمرار والديمومة ، وهذا ليس معناها إن صفة الماضي وقواه هي التي تنسق هذا العالم أو تسيطر على أجواءه ، وإنما الانسجام والحب هو الذي يسعى إليه هذا العالم لتحقيقه .....




#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )
- شبكة الإنفاق تهدد المسجد الأقصى
- حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها
- إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى
- أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
- مأساة الوطن والذات
- شيزوفرانيا
- محراب جنونكَ ..
- أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
- وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه ...
- أسطورة وثنية لرجل قديس ..
- برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و ...
- رسامو الجدران .... فنانون أم مخربون ...
- من أنا؟! ماذا أريد أن أكون؟! وكيف؟!
- هموم أمراة ( الليلة الثانية )
- العدالة المطلقة
- أرهاب سحري ...
- من المسؤول .....عن جرائم القتل والخطف
- هموم أمراة ..( اليوم الاول )
- عبث أمراة ...


المزيد.....




- رسالة مصرية إلى أمريكا حول التدخل الإسرائيلي في سوريا
- توافق على خارطة طريق لحل الأزمة بين الدروز والحكومة السورية ...
- بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع يقتل 57 فلسطينيًا في غزة
- مطالب بوقف التمويل الحكومي لحزب -البديل- بعد تصنيفه -يمينيا ...
- مصر.. قرار من النيابة في اتهام البلوغر -رورو البلد- بنشر الف ...
- اقتحامات وتهجير وتدمير للممتلكات العامة والخاصة في جنين وطول ...
- بيسكوف يحدد هدف وقف إطلاق النار الذي اقترحته روسيا بمناسبة ي ...
- ماسك يصف استبعاد القوى اليمينية من الانتخابات في دول أخرى با ...
- منظومات -Pantsir-S- تحمي سماء روسيا
- منظومة -غراد- الروسية تستهدف مربع تمركز للقوات الأوكرانية


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبتهال بليبل - الحب وسيلة البقاء والخلود