أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبتهال بليبل - أرهاب سحري ...















المزيد.....

أرهاب سحري ...


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 05:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


انه الفصل الاخير من قصة زواج ، البطل فيها هو الحب الذي بدأ يتمزق ألان هجراً وخصاماً وأنفصالاً وكرها وانتقاماً بين رجل وزوجته .... أذن ، بين الغيرة والغرور ، متناقضان هما ، الرجل الذي يسعى الى أثبات رجولته في ليلة حب لا مثيل لها ... والزوجة التي تختلق خلافا ، بدايته بيدها ونهايته بيد ( حبةٌ زرقاء سحرية) ..
البداية قصة حب أو زواج تقليدي ، وزفاف وفستان زفاف ، وطبول وزينات ، وليلة العمر ، وبيت زوجيه منسق وجميل ، ثم يحدث الشقاق والمشاكل ، وتتحول قصة الحب الى زواج روتيني تحكمه ورقة صغيرة ...
الزوجة تشكو من حالة زوجها ، الزوج عصبي المزاج لايحدثها ألا ماندر ، تنتابه موجات الضجر والحدة وربما التجريح واللامبالات كلما حاولت الزوجة الاقتراب منه او التحدث اليه بطريقة عفوية تدعو الى الحب والرومانسية !!!!!
تتفاجىء بأمور غير متوقعة في غرفة نومها .... كان سبباً في حيرتها وشعورها بالضياع .. بدأت الخلافات عندما أكتشفت الزوجة ضعفه الجنسي ومر عام بينهما وهو يزداد سوءً ، بدأ يعامل زوجته بقسوة كبيرة للتغطيه على عجزه ، تارة يغضب وتارة يشتمها وهكذا تعددت سبل القسوة ....
عندها أصبحت ... ( الحبة الزرقاء ) ملاذاً سحرياً رائعاً يُسقط الاوهام والوصفات التي عجز منها الرجل ، ولينتحي منحاً آخر بعيداً عن تكهنات المشعوذين ، الذي باتت موجوده حتى زماننا هذا . ليطول السهر وتبتسم الليالي ويبرهن الرجل لأنثاه أنه كامل الرجولة وليس لديه اي شائبات تسند في مجتمعنا الشرقي الى رجولته ..
ياتُرى ؟ لماذا هذا ؟ هل المرأة سبباً في عدم رغبة الرجل فيها ؟!! أم ان هناك امراً مخفياً لم نتوصل اليه ؟؟
نحن اليوم نعيش حالة خطيرة فقد اتسع نطاق استخدام المنشطات بين الرجال ، من دون استشارة طبيب .. ومن المعروف أن هذه الادوية المنشطة تلقي رواجاً صارخاً في الدول المضطربة وبين الشعوب التي تعيش أزمات الحروب أو نتائجها .. في مثل هذه الظروف تزداد الأمراض النفسية والجسدية نتيجة لحالات التوتر والحزن الدائم بالاضافة الى حالات الخوف والعصبية ( التعصيب ) وما يليه من نوبات قلق وأرق ..وأن تمعنا في المشهد أو الوضع العراقي لوجدنا فيه المثال الحي على ذلك ، حيث أن تداعيات الوضع السياسي والامني والاقتصادي تنعكس مباشرة على الناس وتحديداً الرجال .. بالاضافة الى القلق على المصير عموماً ، يحمل الرجال عبء الخوف اليومي على أنفسهم بسبب الأوضاع الأمنية ومسؤوليات العمل ، إن كان منزلياً أو وظيفة ، بالاضافة الى مشاكل شائكة ومتفرعة من الازمة الأساسية التي تعصف بالبلاد ومنها الارهاب والقتل ، كما أن للآفة البطالة وماتسببه من ضائقة مادية وخمول وملل ، وظاهرة الهجرة التي لطالما فرٌقت أحبه واستبدلت أوطاناً بحقائب سفر ...
تسوء الحالة النفسية كردة فعل طبيعية على الوضع المعيشي الصعب وتطغى الاضطرابات على الحالات النفسية والجسدية حتى على العلاقات الشخصية والعائلية ، فيضطر الرجال الى التقيد بمسؤوليات المهمة الأصعب ألا وهي تيسير الامور المهمة تجاه هذا الوضع ، وتدفع الاعصاب فاتورة الأزمات التي تحيط بالانسان وتجتاح نوبات القلق والأرق الدماغ ويسيطر الألم والتعب على الجسم ... يبدأ مسلسل الصراعات بين الرجل وزوجته لتنتهي بزيارات أسبوعية إن لم نقل يومية الى الصيدليات ، حيث لاتتخطى الوصفة الطبية في حالات القلق النفسي حبة يوميا ، يحصل الرجل على الوصفة وتصبح الصيدلية منبع الأمل والملاذ الأخير ...
الخطورة الحقيقية في بلدنا في تقبل الكثير من الاشخاص تكمن لمقولة " أسال مجرب ولا تسأل حكيم " وفي هذا السياق يتناول الكثير من الناس المنشطات تبعاً لوصفات الاصدقاء والأقارب ونصائحهم وبدون أستشارة طبية ...يتبادل الجميع وتحديداً الرجال هذه الادوية كما يتبادل أي شيء أخر وارد ، حتى نجد أحد منهم أذا اشتكى أو عانى من عجز أو ضعف جنسي تنهمر عليه وصفات الادوية وأهمها ( الحبة الزرقاء ) ويتحول الجميع الى أطباء ومختصين .
هذه الظاهرة المتفشية تدل بعمقها ومضمونها على كثرة المشاكل وألاعباء النفسية التي تلم بحياتنا ، ومع ذلك لاتزال الشريحة الاكبر منا تواجه مشكلة زيارة الأطباء والمختصين ....
حاولت الولوج الى هذا العالم المخفي عن الانظار لآسأل أحدى النساء عن عمق هذه الحالة وهل هي حقيقة موجودة ؟ فكان جوابها : أنا متزوجة ، ويبلغ إبني من العمر ثماني سنوات ، أحاول دائماً أن اكون قريبة من زوجي قدر المستطاع ، ولكنه حقيقة أجده بعيداً وكلما مرة الايام يبتعد أكثر ، والسبب كثرة همومه وأعباء الحياة التي نعيشها ، كما أنه دائم التذمر والشكوى بالتعب وكثير الابتعاد عن مخدعنا الزوجي ، كنت في بداية الامر أشك في أحتمال خيانته لي مع أخرى ، ولكن بعد المتابعة والترقب أكتشفت أنه لا رغبة لديه بالتقرب مني بسبب الوضع العام المتأزم وسوء حالته النفسية .. كما أنه صارحني بتناوله لهذه ( المنشطات ) والتي تدعى ( الفياغرا ) حيث أن صديقاً نصحه بها ، كما اكد لي انها مفيدة ومريحة وليس لها أي عواقب أو تأثيرات جانبية ... وحقيقة بعد فترة وجدته لايستطيع الاستغناء عنها ، انا خائفة ..!! أجده أدمن عليها ...
وعن أخرى تقول : تسود حياتنا المشاكل بسبب الاوضاع التي باتت مخلفاتها تسيطر علينا بشكل مباشر أو غير مباشر ، حتى وصل الحال الى زوجي أن يستخدم هذه الوصفة التي كان يطلق عليها " سحرية " وها أنا أعاني من فجوة كبيرة في علاقتي مع زوجي بسببها ، لانني أشعر بها دمرت حياتي ، وأبعدت زوجي عني ، كما أني لا أحتمل رؤية زوجي وهو يتناولها ، عندما يقرر أن يكون بجانبي ، من غير الممكن أن تسيطر الاوضاع علينا لدرجة فقدان أنفسنا وتُسيٌر رغباتنا حبة لعينة سحرية ...
عن هذه المنشطات قال الدكتور عبد الوهاب : لايوجد مايسمى بالمنشطات الجنسية ، وأنما هنالك أدوية تعالج الضعف الجنسي بأسبابه المختلفة ، عن طريق الهرمون الذكري ، ويمكن التوصل الى أعراض الضعف الجنسي الذي يرجع لتناول المنشطات الجنسية ، التي أصبحت متوافرة ومتداولة في الاسواق مثل " الفياغرا " وغيرها والتي يجب أن تصرف من قبِل الطبيب المختص بعد دراسة حالة المريض . كما أن هناك أنواعاً أخرى يتناولها الرياضيين ،أو الرجال الذين يعملون في بناء الدور والمساكن وحمل المواد الثقيلة ، أو اصحاب المهن التي تحتاج من صاحبها شدة وقوة ..ويؤدي أستعمالها الى أحتباس السوائل داخل الجسم وبناء وتضخم بعض العضلات وآثار جانبية أخرى .. وأكد الدكتور أنه لاتوجد حتى اليوم منشطات مصرح بها في بلادنا ، كما أن هنالك بعض الفيتامينات والمعادن المتوفرة رسمياً ومسجلة لدى وزارة الصحة وتفيد الجسم بشكل عام ، وعلى الرغم من ذلك فأن الاكثار منها يؤدي الى نتائج عكسية ...
وعن تعريف هرمون التسترون و المنشطات " الفياغرا " : قال الدكتور : أنها الهرمون المسؤول عن الصفات الذكرية عند الرجال الى جانب تنظيم الشهوة ، وفي حال كان الانسان خالياً من الامراض يوجد الهرمون بمستويات عالية عند الشباب ، ، وعندما تقل نسبته بسبب وجود مرض يتطلب ذلك تعويض الجسم لهذا النقص ، ويكون ذلك بإعطاء وصفة من طبيب مختص ، حيث أن هذا الامر يؤثر على الجسم ووظائفه ..
وذكر الدكتور أيضاً : أن تناول هذا الهرمون بشكل عشوائي ومن دون سبب ، سواء عند الرجال المتزوجين أو غيرهم ممن يضنون أنه منشط جنسي له تأثيرات سلبية كبيرة ، أهمها التأثير على الكبد وأحتباس السوائل في الجسم أو تثبيط عمل النطاف ، مما يسبب إيقاف إفراز الجسم للهرمون بسبب التعاطي الخارجي مما يترتب عليه كسل عمل الاعضاء الجنسية والغدة الكضرية ، وأخيراً للثقافة الجنسية دور كبير في توعية الشباب ، وبخاصة المقبلون على الزواج بألا يتناول أي عقار عشبي أو كيمياوي أو منشط وأن هذه العملية عملية فسيولوجية طبيعية وغير معقدة ... كما أكد الدكتور على أهمية التغذية الجيدة وألابتعاد عن التدخين الذي يعتبر من العوامل المؤثرة سلبياً على القوى الجنسية لدى الشباب ، كما حذر الدكتور على تناول العقاقير التي تباع بصورة غير رسمية أو غير مسجلة لدى وزارة الصحة بالبلاد بشكل رسمي ، والتي تعتبر قانوناً ، أدوية محظورة لاتحمد عقباها ....
وفي محاولة منا لقراءة أسباب هذه المشكلة نجد ان هناك وجهين للمشكلة : وجهاً متخوفاً ووجهاً رافضاً ، الوجه المتخوف والذي يمكن أعتباره الاكثر شيوعاً هو وجه من تقٌيد بسلاسل المجتمع الشائكة ، أذ نحن نعيش في مجتمع متقارب للغاية ، ما يجعل حياة المرء وتحركاته مكشوفة للآخر في معظم الاحيان ، فيهاب الرجل من ألسنة الناس وآراءهم وتكهناتهم تجاه هذه المشكلة ، أذ أننا في مجتمع شرقي ويعتقد الرجل أن الرجولة تقاس بها ، أن اتقن علاقته الخاصة بزوجته دل على أنه رجل أما أذا احبط وفشل بها دل على أنه عكس ذلك ، ويتحول المجتمع في هذه الحالة الى مسبب أساسي لازدياد المشاكل والاضطرابات .. عند ذلك نجد الرجل يلجأ الى هذه المنشطات بغية الابتعاد من هذا المعتقد السائد ، وهو لا يبالي بخطورة الانجراف وراء " الحبة الزرقاء السحرية "...
أما الوجه الرافض فهو قسمان : وجه يرفض العلاج عند طبيب مختص إذ تبرز الحاجة الى العلاج النفسي وعن جهل معرفاً إياه كعلاج لضرب الجنون وواصفاً الذين يتبعونه بالمجانين ومختلي العقل !
والقسم الاخر يتجلى بمن يرفضون الاعتراف بمشاكلهم وأضطراباتهم ، وبالتالي يعيشون حالة من النكران والاستسلام ، وهذا بدوره ينعكس على علاقته بزوجته ، التي قد تصل الى حدود الانفصال ..
والجدير بالذكر آنه في كلا الوجهين البعض أو الاغلبية في مجتمعنا ، يستسهلون ويفضلون أستخدام المنشطات حسب أهواءهم على زيارة الطبيب مما يجعلهم يتكلون على حبة الفياغرا لحلحلة مشاكلهم الشخصية ، فيما يرفضون الغوص في أسباب هذه المشاكل ومعالجتها تدريجياً مع طبيب مختص ...
أن تفضيل الادمان الجسدي للمنشطات على المعالجة المنطقية والفكرية لاسباب المشاكل والاضطرابات ، آفــة أجتماعية كبيرة تولد من رحم الجهل والخوف وتسبب ويلات وكوارث جسدية وعقلية ونفسية .
أنها نوع آخر لارهاب جديد يعصف بشبابنا نحو الهاوية ..... نناشد من تصل أيديهم لقمع من يتلاعب بمصائر أبناء وطننا الجريح .....





#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول .....عن جرائم القتل والخطف
- هموم أمراة ..( اليوم الاول )
- عبث أمراة ...
- حذار من أحتراق أوراقنا مرة أخرى
- الديمقراطية سمكة غربية استحالت حوتاً
- عربة مجهولة الملامح
- أتغوص في بحور ،،، جنيةُ نصفُها يشبُهكَ
- مقابر الغدر
- تحرير المرأة بطريقة الأحزمة الناسفة
- نكبة أعيادنا وأحزاننا
- خليخ خراف نومكَ
- تجارالموت المجاني
- الاختراق المر للحزن العراقي
- قرارات إيجابية وتطبيقها سلبي
- مسلسل سنوات الضياع وتأثيره على الديمقراطية
- الجات مكان لا سقف لهُ
- شبح غلاء الاسعار .....يُعمق ثلاثية ( الفقر والمرض والجهل )
- ليلة من ليالينا ...
- تزوير بزي رسمي
- التأريخ قوة لايميزها الشعب


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبتهال بليبل - أرهاب سحري ...