إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:42
المحور:
كتابات ساخرة
عن مسلسل ( سنوات الضياع ) المهم جداُ ، أقول ، لقد شغل الناس اليوم هذا المسلسل ، وحتى عن متابعة أنباء السياسيين ، شغلوا بها كقضية قد تخسف أرض السياسة ، علماً أنني الى هذه اللحظة لم أشاهدهُ ، ولكني أسمع عنهُ في الشوارع يتحدثون عنهُ وفي مقر عملي ، وحتى في بيتي أسمع أبنتي تُحدث زميلة لها عبر الهاتف عن آخر أحداث هذا المسلسل ، وكيف أني ألاحظ أبنتي تُقدس وقت مشاهدتها لهذا المسلسل ، وتفرض عليه قوانين بعدم اللجوء اليها أو مناداتها عند حاجتي لأي أمر في هذا الوقت المقدس عندها ...
بدأت أقول لنفسي ، لماذا لايهتم كُبار هذه الدول التي تعرض هذا المسلسل بمناقشة مدى تأثيره على الفوز بالانتخابات ومدى مكانتهُ عند الاحزاب المرشحة ، وهل لهُ تأثيراً على الديمقراطية ؟ ، والافضل أن يناقشو النتائج السياسية كواقع حال لمسلسل سنوات الضياع وكيف أصبح لهُ دور في الشارع بحيث يكون من نتائجهُ أنتحار شاب سوري وترك رسالة يذكر فيها ، أن سبب انتحارهُ تأثرهُ بهذا المسلسل ..
حقيقة أجدني اليوم مضطرة الى مناقشة مفهوم أو قضية هذا المسلسل بصورة عامة ، حتى وأن كان ليس أمراً واقعاً ، فليس المهم أن يكون واقعاً ، المهم أنهُ أمر قائم ولهُ دور كبير في التغيير ...
أن قصة مسلسل سنوات الضياع تولد لدي سؤالاً آخر بعيداً عن السياسة ، وهو هل من الممكن أن يكون لهذا المسلسل تأثيراً على الانسانية البشرية ؟ ولماذا مجتمعنا ضد الخيانة أو ضد المعرفة بها ؟ وهل كان عدلاً تمزيق مستقبل بطلة المسلسل ؟ كما يحدث في المسلسل العالمي ( نور) ، وهل هناك مايبرر الاتهام بانخراطها بعلاقات شخصية وتحويل كل مراحل حبها الى مشروع أغتيال أمراة حية ؟
اليوم أنا لا أطرح قضية الحب والاتهام والهجر والالم ، أنما أطرح موقف المجتمع من قصة هذا المسلسل او ذاك ...القضية هنا ، هي قضية الانسان المعاصر الذي مايزال سجين التفاهة بمفهوم فكري ، وهذا يقاس منه في مجتمعاتهُ كافة ..
اليوم بات علينا إعادة النظر في المفاهيم الحالية والسابقة ، التقليدية وغير التقليدية ، إنطلاقاً من مبدأ جديد ، هو البحث في حقيقتنا ، حيث أن الكثير من الامور التي نستند عليها تزيف حقيقتنا ...
أليس المهم أن لا نستغرق في هذه العواطف ، مع الرغم أن مجتمعنا ليس ضد أي شي مزيف ، وأنما هو ضد الصدق من هذه الاشياء التي ترغب دائماً أعطاء الصورة الافضل لها هو الزيف ، حيث أنه يحرضنا على رفضها وجعلها ضمن صورتنا ...
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟