أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - ليلة من ليالينا ...














المزيد.....

ليلة من ليالينا ...


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


الآن.....
حيــــث لا شـــــيء .....
يـــفصــــــل جثــــث المـــــوتى عـــــن أحــــذية المـــــــــــاره ....

ســـــــــــوى الاسفلـــــــــــــت ....
( محمد المـــاغوط )
في جوفي ورم يئن منذ زمن ، يصل صوته الى كل فضاء مثل صوت الريح .....، لكنه قادم من بعيد من بعيد ... ربما من نهاية الوجود ....
كانت ليلة طويلة جدا ...وكانت الريح تصدر أصواتاً مخيفـــة ونداءات أستغاثة مبهمة ...كأنني أسمــع تراتيل تنشد من معبــد مهجــور ....وكأنهم في الجاثمة ، فجأة ، ظهر سرب من الطائرات ، وكلها ...... تنعق أو تصفر ..... في آن واحد ..... تبتعد الاصوات عني وتقترب ، مثلما تبتعد سفينة فضائية عن الأرض .....كل شيء يصغر تدريجيا الى أن تصبح الاصوات نقطة شاحبة السواد ثم تختفي .....تعود الآن .....تكبر وتكبر نقطة سوداء أخرى .....الاصوات أخذت تصارع السكون في هذه الليلة الطويلة.... وكأن رغبة عنيفة لدي ، وثمة شيء بجواري ....أحس به وكأنه فيّ ، في مكان ما من كياني......
وينطلق صوتا من داخلي......
انه يستيقظ من جديد ... يتمطى متثائباً معلنا انبثاقه من خلف الشمس كغمام كثيف يرهق النفس من لون الرماد .. ، يحول الهواء في ذلك المساء الى هلام لزج يكتم الانفاس ويثقل على الصدر حتى الاختناق ... هاهو الصوت كالكابوس ياتي من رحم الموت الذي يحطم الامال ويصادر الحريات ويمنع اتخاذ القرارات ، يتطاول مثل قامة تمتد ظلالها الى قاع الارض ، ويقبض على الارواح ليدسها في ثغر الموت ....
يندمج مع الاحلام الصغيره ، ليتساءل في غمرةٍ مرعبة .... من اين جاءت هذه الاحلام اليكم ؟؟!!!
من اين؟!!! بعد أن أعياكم بؤس الواقع المتهجم ....
هو الحلم واكثر احلامنا الذابلات كأحلام الشعراء واطفال مدننا الموحشة ، الشرسة ، احلام تخترق الارواح العليلة وتجبرنا على الابتسامة وتناسي الكوابيس المقيمة في تلافيف الايام المثخنة بالجراح .....
وفي خضم ذلك تمتد يد دامية تقبض على عنقي ... وتهزه هزاً عنيفاً وتسحبه وتسحبه ... بقسوه ، وايضا بقسوه لتقتلع رأسي عن جذوري .... تضغظ بعنف بقوة بقسوة وأصرخ ، يختفي صوتي وتجحظ عيناي لتخرج الانفاس من صدري .... وقبل ان أفتقد الاحساس بمن حولي ....أنظر اليهم وعيناي تسألهم بخفيه لماذا هذا السكوت الغريب.... ؟؟؟؟!
الليلـــة نحن متعبون وحائرون ، نجرجر أذيال الهزيمة بشيء من الإصرار على التهام ما تبقى من جسد " الحـــرية " ، لا شيء سوى دويٌ الانفجـــارات وأزيز الطائرات ، ومكبرات الصوت التي اعتراها صدأ الأعوام الماضية تشي بأمسية مــرعبة تزيد من ســخونة الطقس ... ...
أنـــزوينا ، داخـــل حجراتنا ، خشية أن يتناثر صدأ مكبرات الصوت فوق رؤوسنا المتعبة هي الأخرى ، هناك . . خارج الزمن المبتذل ، اتخذنا مكانا لنا خلف الابــواب الموصــده التي بدأ يطغى هديرها علينا...... نحــن يا أصــدقائــي وحدنا من يعيش على الحلم ، هذا الحلم الذي استنفذ طاقته الظالمون.... بقدر ما تحقق لهم ، ولا نـــزال ضحية الفاتحين الغابرين والمحررون الجدد ، كان الفــاتحين ... يعلوقوننا على أعواد المشانق جثث ، أمــا المحررون الجدد .... يدفنوننــا تحت الأنقاض بلا رؤوس ولا جثث ..... أي أرض ستحتوينا وتاريخنا كله مسفوح بين أيادي الجلادين ، أي صــــرخــة سوف نطلقها ... ودمائنا مهدورة ....وبأختام رجــــال الدين والفقهــاء ........
الليـــلة تحطم ديارنـــا ، تدكنــا الطائرات والصواريخ ، تتقاذفنـــا فيما بينهــــا حبيبات المقـــابر ، مشردون ، وهؤلاء الذين يتطاحنون فيما بينهم .... نجـــد بيــن أقدامـــهم جثثنــا ، :
ألســــنتنـــا ملفوحة بنيران الـــــوجع ..... أغــــانينـــا مســـكونة بالفجيـــعة .... كلّ الأشياءِ هنا تقمعنا ، السماء ... الهواء .... الاشــجار .... وحتــى قبـــورنـــا....
وكــــلما حــاولنا النطـــق .... زجـــــوا في أفـــــواهنا العــــلقــم .... لنكتـــم أنفـــاسنـــا ..... ونذبحــــها ....
كلماتنـــا لا تحمل معنى .... فالســـماء تنام على صدورنـــا لتخنـــــق أصـــواتنـــا.......
يــــا ... أحـــــلام ..... كوني كفـــــن لــــنا .... أن لم تلفحـــــنا شمـــــس الصبــــــاح بعد هـــــذا المــســــاء ..... وأهلكنـــــا القـــــــــــــهر .....



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزوير بزي رسمي
- التأريخ قوة لايميزها الشعب
- أرض الجهل وبذرة الخوف تُثمر العنصرية
- حروب بقوانين لعبة الشطرنج ..
- (2)تعاليم الدين الجديد بلسان ( أبو المنصب )
- العراق هو الموت والحياة والحياة فيها الموت والقيود
- (1)تعاليم الدين الجديد بلسان ( أبو المنصب )
- الجزء الثالث / قبعة الدين للمرأة .. سلسلة تقاليد سياسية محلي ...
- الجزء الثاني / قبعة الدين للمرأة ، لتقاليد سياسية محلية
- قبعة الدين للمرأة ، سلسلة لتقاليد سياسية محلية
- الدكتورة نادية (( روح أنثى ملوكية )) ، تعقيباً على مقالة الك ...
- تَصفيات بوجوه أخرى
- - مفاهيم خفية- مع أوضد ؟؟
- البطالة والفقر والتنمية الاجتماعية
- الشر رديف الحياة
- على ذمة الراوي
- مجرد أسماء ...
- أمراة مفخخة بالحزن
- رجل ميت ...
- الغموض النووي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - ليلة من ليالينا ...