أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبتهال بليبل - شبح غلاء الاسعار .....يُعمق ثلاثية ( الفقر والمرض والجهل )















المزيد.....

شبح غلاء الاسعار .....يُعمق ثلاثية ( الفقر والمرض والجهل )


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 10:38
المحور: حقوق الانسان
    


يقــال : الجوع حالة من الفراغ الغذائي، تستوجب الانطلاق إلى مناطق الوفرة الطعامية،ونقص الرغيف يؤدي إلى الجوع، والجوع يغري أسود الغاب بالجيف، كما يقول المتنبي، واستمرار الجوع يطرح الأسئلة، والأسئلة عند الشاعر البردوني إذ يقول: لماذا ليَ الجوعُ والقَمْحُ لَكْ يُناشدُني الجوعُ أنْ أسألَكْ ففي أضلُعي في دمي غضبةٌ إذا عصفتْ أطفأتْ مِشعَلَكْ اللهم أطعمنا من جوع، وآمنا من خوف .... الى متى نبقى في ذيل القائمة ؟ نصادق الحزن ونخلص له كل هذا الاخلاص،ونناصب الفرحة كل هذا العداء..نخاف من مواجهة انفسنا والاخر، ونحترف الهروب الى الوهم والانبهار بالأقاويل؟....الى متى..الى متى يظل الاستغلال والجشع ايقاعنا الخالد، وعدم الشعور بمعاناة الاخرين منهجنا المعتمد، ونفضل السطو على افكار سابقة بالتقليد الاعمى والمحاكاة بدلا عن رعاية الافكار الطازجة التي تحتاج مجهود ومتابعة؟؟الى متى يسيطر الجهل وينقرض العلم والرغبة في المعرفة ؟؟؟ بعد عام 2004م شهد العراق زيادات سعرية طبيعية وعشوائية مبررة وغير مبررة شملت معظم السلع الغذائية والاستهلاكية وخصوصاً المواد الأساسية وبنسب متفاوته .. وحالياً فإن القمح والدقيق والأرز بالإضافة إلى زيوت الطبخ والألبان واللحوم والفواكه ، ناهيكَ عن أستئجار خطوط الكهرباء ، وتعبئة رصيد الهاتف النقال ، والوقود إضافة الى قناني الماء الصالح للشرب ، اليوم باتت أسعارها تلهب ظهور المواطنين وتهدد أمنهم النفسي واستقرارهم الاجتماعي. الان نفتح ملف ما يوصف عند البعض بـ « السوق نار » ولنجري استطلاعاً حول «غلاء الأسعار» مسؤولية من؟! وتأثيره على الأسرة العراقية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وعلى مستقبل التعليم (المتدهور أصلاً) وعلى صحة الأطفال وطموح الشباب وآمالهم التي تبدأ بالعيش وتنتهي بتكوين الأسرة... ورميتُ بأسئلتي في شوارع بغداد وأسواقها فوجدت مواطنين بمختلف انتماءاتهم ووظائفهم وأعمارهم, العاملين والعاطلين, المثقفين والأميين على وجوههم الفزع من المستقبل والخوف من المجهول.. اليوم ، ننقل آهات المواطنين لمن يهمه أمرهم وأمر هذا البلد. البعض أجاب بصراحة والبعض رفض قائلاً:وماذا يفيد الكلام؟ والبعض تردد خوفاً من الحديث في زمن الديمقراطية. وكانت إجابات المواطنين طافحة باليأس وبدت بعضها متثبتة بالأمل, وتفاوتت إجاباتهم عن من يتحمل المسؤولية في ارتفاع الأسعار الدولة أم التجار أم أحداث البلاد؟.. فمنهم (وهم الأغلب)من ألقى المسؤولية على الدولة بحكم وظيفتها الدستورية والقانونية في رعايتهم وحمايتهم, وآخر رمى الكرة في مرمى التجار, وقليل رد الأمر لتأثير الاحداث ،وعلي يوسف (كاتب): يؤكد أن القضية قد لا تكون في ارتفاع قيمة الأشياء وإنما في القدرة الشرائية للمواطن وفي قيمة العملة وفي مرتبات الموظفين والعمال.. وان ارتفاع الأسعار دليل على فشل الخطط الاقتصادية و التنموية. وعبد الله محمد حسن - موظف قال: لماذا كلما أصدرت الحكومة قرارات جديدة ارتفعت الأسعار.. الزيادة في المرتبات التي تعدنا بها الدولة ، أصبحت لا قيمة لها في ظل ارتفاع للأسعار, ويرى أن التجار يستغلون الوضع العام وأصدار القرارات من قبل الحكومة . وعن محلات الثياب يقول وسام جابر - صاحب محل: ان نسبة الربح تتضاءل لقلة الإقبال لدرجة أن القطعة تباع أحياناً برأس مالها.. ويؤيده سيف- عامل في محل أخر- متوقعاً إقفال بعض المحلات أبوابها في حال استمرار الوضع بينما يشير- علي - أن زبائنه من ذوي الدخل المحدود كالمعلمين والموظفيين قل بشكل كبير نسبة إقبالهم على الشراء بسبب غلاء الأسعار في المواد الغذائية مما يؤثر بدوره على نسبة شراء الكماليات .تدق ناقوس الخطر / خطر غلاء الأسعار على الحالة الاقتصادية للأسرة والذي يؤثر سلباً على الصحة والتعليم لتتعمق ثلاثية ( الفقر والمرض والجهل ) جميع الاقتصاديين بمختلف مشاربهم الفكرية يجمعون ـ كما يقول د / عبد اللطيف أستاذ الاقتصاد ـ على تأثير حركة ارتفاع الأسعار على التنمية وعلى وجه الخصوص الاستثمار ... ونوه د / عبد اللطيف إلى أن « المستثمر لا يريد وعوداً وأحلاماً براقة لأن عدم كبح التضخم يحجم المستثمر عن الاستثمار . ويؤكد بدورهُ ، أن ارتفاع الأسعار يعني « تناقص الدخول المعيشية للأسرة العراقية الأمر الذي يجعلها تعيد ترتيب أولياتها لمواجهة متطلبات الأكل والسكن على حساب التعليم والصحة، مشيراً إلى أن هناك المئات من الأسر وجهت أبناءها إلى الخروج لسوق العمل وهم في سن التعليم الأساسي لمساعدة الأسرة لتغطية نفقات المعيشة, والأمر ليس سراً فجميع الصحف ، تتحدث عن « عمل الأطفال في العراق « وهذا يزيد من نسبة التسرب من التعليم ويرفع من مستوى الأمية . والصورة بتعبير الدكتور أكثر قتامه في التعليم الجامعي فالطالب الجامعي لديه متطلبات شخصية ( كمصاريف النقل مثلا ) ناهيك عن ارتفاع رسوم التعليم الجامعي، منوهاً إلى وجود طلاب يحاولون التوفيق بين العمل والدراسة, وهذا يؤثر سلباً عل التحصيل العلمي للطلاب, وبالتالي على مخرجات الجامعي، ثم على مستقبل الخريجين في قبولهم بسوق العمل . وتصف الدكتورة / سناء عثمان ( باحثة أجتماعية ) أثر الغلاء على الأسرة والتعليم في مجتمع أفراده في خطر الفقر بأنه أشبه بحروب الإبادة الجماعية، ولكن على القيم والأخلاق .. ويخلق أمراضاً نفسية مزمنة ليس أقلها الهلوسة التي تأخذ كل يوم موظفاً محترماً أو مثقفاً كبيراً، كما أن الغلاء الفاحش، يوجد طبقة طفيلية تثري على حساب الأغلبية المطحونة، ويؤدي لتدهور التعليم المتدهور أصلاً . كما وأن الغلاء يسبب المشاكل الزوجية والتي تؤثر بدورها على الأطفال ومتطلباتهم وخصوصاً الدارسين منهم، وكما أن أكثر ألاطفال يذهبون الى مدارسهم بدون مصاريف وآخرون يتجهون نحو ( التسول ) أو العمل في الشوارع مما يؤدي بهم إلى الانحراف, وهذا الوضع أيضا ، يؤثر نفسياً على المدرس والطالب والأغلب ليس لديه رغبة حقيقية للتعليم أو التعلم, كما أن هناك تنامٍ في ظاهرة عدم دعم الأسر أبنائها لاستمرارية التعليم .. معتبراً أن الأب لا يجد مصروفه فكيف سيوفر مصروف أبنائه؟!. كما أن الغلاء ليس فقط عائق أمام تنمية الأسرة والزواج بل أنه يؤدي إلى جعل البعض يرتكب جرائم مثل السرقة والغش والكذب والقتل أحياناً . ولغلاء الأسعار وتتابع الجوع تأثير مباشر على كل شيء في حياتنا وأولها التربية المدنية بما تحمل من قيم ومعان عليا كالمواطنة والخصوصية وحقوق الإنسان والديمقراطية.ارتفاع الأسعار والفقر هما اللذان يدفعان نسبة كبيرة من المواطنين لبيع أصواتهم بما لا يساوي كيساً من القش وهما اللذان يجعلان مرشحاً ما يقنع المواطن من بطنه لا من عقله ما يعني يبيع وطناً والإجهاز على قيم الديمقراطية.. وحين يقصر المدرس في أداء رسالته العظيمة بسبب الإنهاك الذي عاناه من ارتفاع أسعار الإيجار وتدهور صحتهُ ويبادر الموظف والمسؤول الى السماح بتفشي الرشاوي و.. و..الخ, هذا غير امتهان كرامته والاستخفاف به من قبل البقال والمؤجر.. ماذا يعني ذلك؟ الكثير من الخبراء يحللون أسباب انهيار الأسرة وتفككها إلى عوامل كثيرة أهمها الفقر وارتفاع الأسعار وضغوط الحياة الاقتصادية، إن الجوع كافر، إذ يخرج المرء عن طوره، وقد قيل: "كاد الفقر أن يكون كفراً"، وعلة نقص الغذاء، تشعل البطون وتعطل العقول، والطعام صديق يعرفه الناس كل الناس، ونقولـــ ، اليوم ، من المسؤولــ ؟! وكيف الخلاص ؟؟؟




#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة من ليالينا ...
- تزوير بزي رسمي
- التأريخ قوة لايميزها الشعب
- أرض الجهل وبذرة الخوف تُثمر العنصرية
- حروب بقوانين لعبة الشطرنج ..
- (2)تعاليم الدين الجديد بلسان ( أبو المنصب )
- العراق هو الموت والحياة والحياة فيها الموت والقيود
- (1)تعاليم الدين الجديد بلسان ( أبو المنصب )
- الجزء الثالث / قبعة الدين للمرأة .. سلسلة تقاليد سياسية محلي ...
- الجزء الثاني / قبعة الدين للمرأة ، لتقاليد سياسية محلية
- قبعة الدين للمرأة ، سلسلة لتقاليد سياسية محلية
- الدكتورة نادية (( روح أنثى ملوكية )) ، تعقيباً على مقالة الك ...
- تَصفيات بوجوه أخرى
- - مفاهيم خفية- مع أوضد ؟؟
- البطالة والفقر والتنمية الاجتماعية
- الشر رديف الحياة
- على ذمة الراوي
- مجرد أسماء ...
- أمراة مفخخة بالحزن
- رجل ميت ...


المزيد.....




- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى
- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبتهال بليبل - شبح غلاء الاسعار .....يُعمق ثلاثية ( الفقر والمرض والجهل )