أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - أسطورة وثنية لرجل قديس ..















المزيد.....

أسطورة وثنية لرجل قديس ..


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 06:42
المحور: الادب والفن
    


تهمــة ، زائفة ...
دســـها لي ، لينفـــر مني ...
أتعســــهُ شــــوقي ..
فأقام دعوة باطـــله بحق قلبي ...
ســكن مع حروفي أياماً وأحتضنها ...
ببراءة ...
نام على ذراع كلماتي وصمت أنفاسي ..
نام طويلاً ،،،،
ربما لدهور من ثواني أحلامي ..
قَبــلَها بعطش لافح ..
وأخيراً تأملها بشوق ...
وأرتمى بمرآة روحي ..
أعتقلوني وكبلوني بسلاسل عشقك ..
رموني بزنزانتكَ ..
وبقيت وحدي أناجي ليلكَ علٌكَ تتفقدني ..
أني ثَملةً بحبكَ ..
ولسُت بحاجة للمزيد ، فدمي باتَ كحولاً منهُ ..
سجينة مفعمة بغصات ومخاوف ..
مترعة بشهوات موت غامضة ..
غربة ملونة بالضباب ...
فتحوا سجني وفتشوا كومة أشيائي ..
بعثروها ليكتشفوها ويمسكوا دليلاً ضدي ..
فطارت كلمات حبي ..
وهمسات وجدي ، وأشتاقي ، ورغباتي ..
تناثرت حلقات لقاءاتنا ..
مسكوا يدي وتفحصوها بمجهر ...
دَونوا كل عناوين خطوطها ...
دوٌنوا أسماءكَ التي طرحها عرق نبضي عندما أحدثكَ ..
فتيبست وتحجرت وألتصقت عليها ...
فتحوا جفوني وسلطوا ضوءً على عيوني ...
لمحوا صوركَ التي حلمتُ بها في ليلي ...
تلمسوا أصابعي وفتشوا تحت أضافري ..
لملموا عينات حبر سقط من أرتجافاتي وأنا أكتبكَ ...
وضعوا جهاز يقيس ضغطي ..
وجدوه مرتفع الى قمة عوالمكَ ...
منخفض لحدود جذوري فيكَ ...
تحسسوا عضلاتي وجدوها لاتصلح الا لحمل صفحات ٍ ..
سطرتُ فيها اعترافات ومراسيم عشقي وشجوني ...
لاحقوني بكلمات رددوها عليٌ ...
لاتنكري حبُكِ لهُ ...
فأنتي متهمة مع سبق الاصرار والترصد ...
رموا اليٌ بوسادة ، وطعام مسموم ...
عهروني زوراً ..
وتركوني أنام ...
وأغلقوا الابواب وأطفؤا الانوار ...
وتركوني في قلعة مسجونة لوحدي ...
تتبخر حرارة أنفاسي من رطوبة أوجاعي ..
وقلبي ينبض عاري ...
مسكون بأحزان حبُكَ وأوهامهُ ....
تقع نظراتي على حاوية أوراقي فقد سقطت منهم ...
لانهم لا يقوون على حملها ، فهي ثقيلة ..
مثقلة بكل أحرفكَ وكلماتك َ وصوتكَ وصمتكَ ..
وهمسكَ وغضبكَ وفرحكَ وحزنكَ ...
لملمتها ورتبتها كما رتبتَ أيامي معكَ ...
أمرر يدي على تلكَ الحاوية وأحاول سحب أوراق حبي ..
فمددت جسدي وأنا بين أوراقي ..
ودفنتُ وجهي في أحضانها ...
أشم فيها رائحة طفولتي وصخبي وعشقي ..
وينتج عنها خدرُ ما ؟؟؟
خدَرُ جسدي وخدرُ نفسي ،،، لا أدري ؟؟!
ونمتُ بسلام ..
ذهبت بيٌ روحي ..
اليكَ ،،، أبحثُ عنكَ معها ...
أجووب السماء ، أخترق السحاب ..
أغوص البحار ، وأبحثُ عنكَ ...
دوامة بين السماء والارض ..
هذه ساعاتي الاخيرة ، أحاول أن أجدكَ ، لكنكَ غير موجود !!!
أني الآن مكرسة للوداع فقد ذكرتهُ ..
في الوداع نحن لا نفترق بل نزداد ألتصاقاُ ...
والتصقت روحي بجسدي ...
وصحوة على بعثرتي لأوراقي ...
في خوف ووحشة محزنة ...
وأستندتُ الى يداي لكي أقف ..
فارتطم رأسي بمقصلة معلقة لنزع أرواح العشاق ...
وسالت دماء رأسي بوجع ...
وسارت الدماء على يداي ودموعي تهرب بسرعة مذهلة ..
فأختلط الدمع بدمي وتاهه ألمي بينهما ...
فلم أعد أعي أين يكمن وجعي ؟؟
هل في رأسي وذاكرتي ؟؟
أم في يداي وأناملي ؟؟
عندها قررتُ أن أكتب لمن علمني الأبداع ..
أكتب لكَ لعلكَ تدري بحرف حب أو همس أشتياق ...
الى الرجل الانسان ...
لعلكَ تعلم بأنكَ حبيبي الذي صنعتهُ على ورقي ..
حروفي أسيره وكلماتي مسكونة بكَ ...
يارجل أعلم أنكَ قاتلي ..
وأعلم أنها تهمة لفقتها لي ...
لكي تحاكمني بعشقي ...
وتحكم علي المحكمة ...
ربما بسنين ودهور معدودة ...
وربما بألمؤبد ...
وربما بالاعدام ...
قد يكون أعدامي شنقاً بحبكَ حتى الموت ..
أو أعدامي جالسة على كرسي الفراق الآبدي ..
فأتلقى صعقاتكَ واحدة تلو الاخرى ..
وربما هي صعقةً واحدة وتنتهي المسألة ...
وقد يصلبوني كالعشاق ويحرقونني ..
أو أرجم بالحجارة حتى الموت ..
أو أدفن تحت أترابُكَ وأنا على قيد الحياة ...
وبعد موتي قد لا أدفن بجسدي ..
فجسدي مات وتحلل منذُ أحسستُ بحبي لكَ ..
فتلملمون عضامي وبقاياي ...
وترموها بحفرة وتدفنوني وتغلقوها عليٌ ..
وترحلون ..
وترحل وترحل وترحل ...
وصورتي معلقة بذاكرتكَ ..
كلماتي طلاسم تجتاحكَ وتحوم حولكَ ..
فلا تستطيع النوم ...
وتعود لزيارة قبري ...
ونبشهُ ...
فلا تجد أثر لي سوى قصاصة صغيرة مغبرة ...
مكتوب عليها بدمي ...
بدم عاشقة مجنونة ...
بدم عاشقة مجنونة ...
أحببتُكَ بحجم أثقالي المحملة على كتفي ...
أحببتُكَ بقدر هروبي منكَ ..
أحببتُكَ بقدر ضعفي وتحتملهُ ...
أنا عاشقة سئمت الوحدة ...
فأخترت قتلكَ لي ...
أحببتُكَ وأنا أسقط بحبكَ من جبل عالي ..
أحببتكَ وأنتَ تزحف بخوالجي وتسحب حياتي نحو هاوية حبكَ ...
فأعلم ياحبيبي أني باهرة وهشة وعابرة كالحب ...

ألتــــوى أصبعي هذه الليلة وهو ينقش أسمكَ على شيخوخة صفحاتي ..
أصيب بالاعوجاج ...
أصيب بفقدان الذاكرة ...
وأرتجف ...
هو أسمكَ ..
أطلق عليه النار ..
وشنقهُ قبل أن يُعطيكَ رسالتي ..
أحرفَ أسمكَ ألتهمتهُ ، وأمتصت عنفوانهُ ...
كأن يتنفس ليلاً ، ويتنهد ســراً ، ويسمعني ..
أصبعي ..
كان دوماً يتسكع ، في عوالمكَ ..
بحذر ..
ويأتيني محملاً بأخبارك ..
أشواقك .. همساتُكَ .. تنهداتُك ...
رفضكَ .. هروبكَ ... رجوعكَ ..
اليــــوم ..
بدأت حياتي التي أخفيها ...
ألتي أهرب اليها من لعنة اليقضة ...
أنا الآن لا أكتب بأصبعي لأنهُ ألتوى ومال ..
أنا أكتب بأعصابي العارية التي تلفها مسامير مُتصدأ ..
ولكن أعصابي لم تنسى أنها قادمة من زمن لا يعود ...
أيها القريب البعيد ..
عندما أنثر حروف أسمكَ ، وملامحكَ ...
أترك جسدي مكوماُ هنا ...
وأنسل منهُ لكهوفكَ المنهارة ومغاراتكَ المطمورة ...
أتشبث في الظلمة بأي جدار وأرتطم بصخوركَ ...
لتنهار عليه سقوفكَ ..
ويضيق نفسي وأختنق ..
أنا ضعيفة بصدق مشاعري نحوكَ ...
و قوية بقتلك لأنزوي بصمت بعدك ...
وتجلد أحاسيسي ..
فأنت جلادي ...
من العصر الحجري ..
تمتطي صفحاتي ، وتجلدُ أحرفي بسوط منحوت من قلبكَ ..
أسطورة وثنية لرجل قديساً ...
وأمراة شريدة في وهج ثورتكَ ...
وجود غامض ...
في قلب الزلزال هناك ..
قتال شرس ..



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و ...
- رسامو الجدران .... فنانون أم مخربون ...
- من أنا؟! ماذا أريد أن أكون؟! وكيف؟!
- هموم أمراة ( الليلة الثانية )
- العدالة المطلقة
- أرهاب سحري ...
- من المسؤول .....عن جرائم القتل والخطف
- هموم أمراة ..( اليوم الاول )
- عبث أمراة ...
- حذار من أحتراق أوراقنا مرة أخرى
- الديمقراطية سمكة غربية استحالت حوتاً
- عربة مجهولة الملامح
- أتغوص في بحور ،،، جنيةُ نصفُها يشبُهكَ
- مقابر الغدر
- تحرير المرأة بطريقة الأحزمة الناسفة
- نكبة أعيادنا وأحزاننا
- خليخ خراف نومكَ
- تجارالموت المجاني
- الاختراق المر للحزن العراقي
- قرارات إيجابية وتطبيقها سلبي


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - أسطورة وثنية لرجل قديس ..