أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبتهال بليبل - مأساة الوطن والذات














المزيد.....

مأساة الوطن والذات


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2389 - 2008 / 8 / 30 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما هي فترات مروعة التمزيق ، حتى أجد نفسي عاجزة عن التواصل بالآخرين ، كإنسانة برية ، شرسة ، وبائسة ، أهرب من الجميع كي أخفي دمعة الغربة وأنا بينهم ، ولكني لا أفسر ولا أعترف ، فأبدوا من الخارج مجرد مزاجية وأحيانا أخسر المزيد من أصدقائي ...اليوم ، العلاقات الاجتماعية هي علاقات اصطناعية هشة مزورة ، تتكسر عند أول ارتطام لها بجدار الوطن ، عند ذلك تحتضر روحك وتزداد غربة ، والأحرى وعياً بغربتكَ ..
أسمعوني يا أصدقائي ...
أن ذاتي ليس هو قط ، أنهُ يتبدل كل سنة وربما كل شهر أو يوم ، كل يوم أمتلك ذات جديدة ، غير تلك التي احتوتني ، فبعد كل طعنة أتغير وبعد كل جرح ، وكل فراق وكل موقف وكل حقيقة وكل فقدان وكل توهان ، فكل شخص منا يمتلك ذات وهذه الذات غريبة وطريفة تمتلك قدرة على الحب والتعاسة في آن واحد ..
ولكن ماذا أقول لكم عن الجرح الملتصق بجرح الوطن والروح النازفة بعظمة نزفهُ ، وماذا لو قلت إن في وطني أناس يحاولون إجهاض الشعور بالانتماء ، ويمارسون لجم وطمس قدرة الإبداع ، أنا بائسة وفي قلبي شهقة وجع عن كل صرخة عبر عمل جماعي بين أفراد منظمة واحدة أو بين أثنين من الصحفيين لعمل تحقيق صحفي أو الخروج ميدانياً معاً ، ماذا وماذا ؟ ، هل أقول لكم أني أدون في أوراقي كل شيء لا يُدٌون ، هل أقول لكم أني أمرآة تتعذب لأنها تفتقد الانتماء بين أبناء شعبها ومؤسساتهم وفي كل تنظيمات أعمالهم ، أراهم ينتهزون الفرص لنهش زميل لهم أو تجريحهُ أو الطعن فيه ، وأن حدث واجتمعوا لعمل ميداني معاً ، كلا يحاول سحبه إليه ، وتجدهم ينحتون منابرهم بنحت متقن ، ويلقون شعاراتهم بتقنية أعلى ..
خذ ذاتي وأنشره على جدار عالي تحت ضوء الشمس ، وأمعن النظر فيه وأكتشف مايحتوي ، ستجد قرار تحت اليد ، صداقة تحت التجربة ، حب قيد البحث ، ووو ومن هنا ينبع وجعي الكبير وغربتي اللا محدودة ..
دهشتي اليوم قدرة بعض الكتاب على أنهم كُتاب ، بالنسبة لي أن هذه القدرة مزيفة وهشة كباقي النظريات التي في نهاية المطاف تُركن إلى الهاوية ، أن هذه البداية المطولة ماهي إلا تعبير ضئيل عما نعانيه من غربة في دواخلنا وشتات وضياع ، ناتج عن العلاقات الاجتماعية المزيفة التي تخدمها المصالح الذاتية ، فكم هو مؤسف أن نلاحظ زملاء صحفيين يخرجوا معا لعمل ميداني للتحقيق في واقع حالة معينة أصابت فئة معينة من المجتمع ، والقلوب متخمة بكل الأقنعة ، تسكنها مدن من حب الذات على حساب الغير ، وتهطل عليها أمطار الشعور بالنقص ، والولع باستغلال الغير والضحك عليه ، أني أعاني من هذه التجربة وأتمزق كما يتمزق الرداء البالي في عالم من الغربة عالم المجتمع الانتهازي ، حتى ألان لا أعلم أي شيء أكرههُ أكثر ، هل أكره استغلال الآخرين لطيبة الروح وحب المساعدة أم أكره العمل مع أمثالهم ..
وأنا أعلم أنه كلما ازداد الحديث عن سمو الروح والتعاون ، كلما زاد حصار النفس ، وسجنها بشعور الغربة ، وكلما أزداد الحديث عن التعاون وحب الآخرين كلما أزداد الشقاق ، الكاتب الحقيقي ذات بائسة غريبة مخلوق في زمن الانهيارات ، وعاجز عن لصق ثقوب الغربة ، أنهُ يمتلك الحدس ويقرا كالعراف ويعلم بالمأساة قبل وقوعها لكنه يعجز عن محاولة ألامساك بها عند وقوعها وقبل ارتطامها بأرض الحقيقة ..
لقد سقط وطننا وأصبح محتل ، وأنا لا أعرف أي العبارات يمكن أن أطلقها على وطني ، لكي أوكد لكم أنه سقط ، ولكن الأ نرى كل ماقاله كبار الأدب وأساتذتنا ، عن هذا السقوط حق ولم نلتفت إليه يوما ً ...لماذا لم نعي لقصيدة الراحل محمود درويش عندما قال ..أيها المارون في كلام عابر أحملو أسماءكم وانصرفوا ...أسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا ..وخذوا ماشئتم من صور ، كي تعرفوا .. أنكم لن تعرفوا ..كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء ... أيها المارون بين الكلمات العابرة ... كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن ... لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة ...كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس ..
أنهُ الافتقار إلى الحب الصادق ، هذا مايعانيه الشعب ، ومصاب بهِ ، هم لا يحبون الوطن وترابهُ ، ويحبون اليد التي طعنت جسد هذا الوطن ، نحن جيل مهشم على صخور الخيبة والغربة ..
تلك هي الضحكات والجروح والصرخات والوجوه والصمت والأقنعة كرجت على سطوح وطني الحبيب ، تبقى أرضي جرحاُ ينزف من تمزق دواخل تلك النفوس التي توقد روحها فانوساُ لتخرج مابجعبتها من حب وتضحية للوطن الذي أمتلئ بالغربة كقطرة فوق صحراء شاردة ، في ليل يصرخ عن مأساة الوطن والذات .







#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيزوفرانيا
- محراب جنونكَ ..
- أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
- وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه ...
- أسطورة وثنية لرجل قديس ..
- برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و ...
- رسامو الجدران .... فنانون أم مخربون ...
- من أنا؟! ماذا أريد أن أكون؟! وكيف؟!
- هموم أمراة ( الليلة الثانية )
- العدالة المطلقة
- أرهاب سحري ...
- من المسؤول .....عن جرائم القتل والخطف
- هموم أمراة ..( اليوم الاول )
- عبث أمراة ...
- حذار من أحتراق أوراقنا مرة أخرى
- الديمقراطية سمكة غربية استحالت حوتاً
- عربة مجهولة الملامح
- أتغوص في بحور ،،، جنيةُ نصفُها يشبُهكَ
- مقابر الغدر
- تحرير المرأة بطريقة الأحزمة الناسفة


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبتهال بليبل - مأساة الوطن والذات