أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبتهال بليبل - ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )















المزيد.....

ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 08:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يقال أن ماينجح في الانسلال الى دهاليز اعماقنا لا يغادرها الى الابد ولكن يظهر بطريقة او باخرى في اعمالنا ، وربما بصورة غير مباشرة مشكلا خلفية اساسية لمنطلقاتنا ، والصوت الذي يسكننا مرة لا يغادرنا قط ..جذور العنف تُحدد حسب ثقافة الدولة ، العنف في كل مكان له أصول متنوعة ، ولو تتبعنا بعض جذور العنف نجدها ذات علاقة مباشرة تَوَلدت نتيجة التناقضات الغامضة داخل الإنسان ( الفرد ) ، العنف يولد من الطبيعة البشرية ذاتها ، وخاصة تلك التي لها خاصية الميل إلى التقليد ، العنف يأتي من الأنماط الدينية ، ومن الخصومات التاريخية ، ومن الهياكل الاجتماعية ..أن محاولة استكشاف الجذور الأساسية للعنف هي مسألة معقدة للغاية ، حيث أن مرجعية بذور العنف ترجع إلى أصل مبني على أساس عمق العنصرية وهذا يعزى إلى أي بلد مستعمر ، وذلك لان ثقافة الاستعمار تثير خاصية العنف ، وإحدى أهم طرق تسويق العنف إلى الدول المستعمرة هو خنق أحلام تلك الشعوب بنشر الإحباط ، حيث أن القيمة الفورية لراحة تلك الشعوب تخلق تزايد في رغباتهم وأحلامهم وهذا لا يخدم المستعمر فيلجأ على الفور إلى إحباط تلك الراحة وبالتالي يودي إلى العنف المتطرف ، هذه هي حقيقة أسطورة العنف الذي يحاول تطبيقها المستعمر ، كما أنها تركز على الذات ( الفرد ) فهي تهتم في عرقلة الفرد من الوصول إلى الكمال وبالتالي يأتي الشعور بالإحباط ، وهذا يولد بدوره ضررا على العلاقات الشخصية المتبادلة ، وعلاقة الفرد مع ربهُ ، وأيضا علاقتهُ مع الجميع ، وبمعنى أصح كسر أي روابط تتعلق بالإنسانية والدين ، كما أن هناك تفاعلات تحصل لدى الفرد داخلية تكون أصولها من جذور العنف كالجشع مثلا ..ويحاول من يرغب في تعميم أو تسويق ثقافة العنف أن يسلط الضوء على الآباء والمربين والقادة والسياسيين ، لان هؤلاء يجعلون من واقع العنف على درجة عالية من التعقيد ولما لهم أيضا دور كبير في تعزيز هذه الثقافة ..
العنف هو مظهر من مظاهر الغضب والشهوة والجشع والإحباط ، فالغضب والخوف كامنة في دواخل كل فرد كالعاطفة التي تعيش في النفوس تماما مثل البخار الذي يترشح من غليان الماء ، أما الشهوة فهي الرغبة في شكل قانوني لأسباب غير منطقية وغير أخلاقية ، وعلى الرغم من إن الطمع هو عاطفة ناجمة عن خوف وانعدام الأمن فهي بذلك تتسبب في ظهور اعتبارات معنوية لكسر جميع القواعد والقوانين ، والإحباط يتولد نتيجة عدم المساواة بين مجموعة من الطوائف والتي اقصد بها هنا ( العنصرية والتفرقة ) وبالتالي فأن جميع ماذكرت يولد الظلم والفساد ..العنف هو كالآلة كلما تقدم بها الزمن تنتج كمية مفرطة من الغضب والشهوة والجشع والرغبة في السيطرة ، وكل هذه الأمور ماهي إلا عبارة عن مادة خام موجودة لدينا لكنها عندما تقمع تتخذ شكل من أشكال العنف ، حيث إن العنف أساسا ماهو إلا جسد وكل ماسبق هي روح تلك الجسد ..
السينما والأدب والإعلان وانتشار وسائل الإعلام ماهي إلا شكل من أشكال التعبير عنه ، فهي مثل البذور التي تنشر على الحقول ، ليتسع العنف مع السحب المشعة ، ونحن غير واعين لذلك ..
ولان المجتمع هو في الأصل استهلاكي فهو يستهلك شكل من أشكال العنف في الأغذية والمشروبات والتسلية واللعب والحديث والتعليم وفي السلوك والدين ، وعندما يحدث ذلك فأن الإنسان هو من يصنع الأسلحة وبذلك نسخر نحن وتلك الأنظمة على قتل أنفسنا ..
العنف مخلوق مع الطبيعة ، حيث سابقاً وقبل ملايين السنين ، قد دَمرت الإنسانية نفسها ذاتياً ، فأعمال العنف في العقل البشري تندلع كالبراكين وتذوب في رأينا كالحمم البركانية الساخنة وتتبخر حرارتها كمشاعر الروح التي تعاني ..فعندما يخلق الظلم في جهة معينة أو مكان معين يسقى هذا الظلم من دماء الأبرياء باعتبارات عنيفة والأطفال يموتون من اللعب على حقول الألغام ، ووحوش الشر تستخدم الثقافات الشعبية والدين والحكومات وغيرها من الأنظمة التي تخترعها لنشر إيديولوجيات تجرع السم مكرهين ، فكل حوادث الألم والمعاناة والقلق الذي يسببه الشر على أرواح الأبرياء هو مُسجل في اعتبارات عالمية ، مما ينتج المزيد والمزيد من سلاسل الغضب والشهوة والجشع والإحباط والخوف الذي يبدو كأنه مثل شبكة العنكبوت تغطي العقل البشري ، وعندما لا يكون هناك رد فعل أو أي محاولة للتعبير عن المعاناة فأنها تصبح عنيفة مع الذات ومع الآخرين .. وان دوامة العنف ليست دوامة عشوائية أنما هي ثقافة مقررة وتحصل نتيجة تراكمات في محاولة العمل على العقل البشري واستخراج هذه المشاعر السلبية وتسخيرها للكثير من القضايا التي تخدم كثير من المصالح العالمية .. الكثير من الأفراد والأديان والمنظمات ووسائل الإعلام والقيادات المجهولة والكتاب والمفكرين من جميع أنحاء العالم يبحثون عن السلام وفي وضع حد للعنف ، إنهم كمن يبحث عن المياه في الصحراء ، حيث إن السلام لا يعني غياب العنف ولا يمكن للسلام أن يتحقق إلا عندما نزيل الخوف من العودة إلى وضع مصالحنا الفردية على اعتبارها الأهم ، وهي بذلك ستساعدنا في نهاية المطاف ، العنف لا يمكن أبدا أن يتم استئصالهُ من خلال إعلان الحروب والصراعات على بعضنا البعض ، فهو كالمشاعر الخفية التي تذهب بنا إلى أدراج الرياح وهي التي تحاول قمعنا جميعا كل يوم ، ونحن نستهلك العنف الحقيقي من معنى كلمة واحدة ، لإنتاج المزيد منه ، حتى نخدر أنفسنا بأننا في مأمن من خطر ما ونحن نعلم بذلك في كل مكان ولكننا نتجاهلهُ ..والإرهاب هو تدمير واسع النطاق هو الأكثر وحشية وهو من أشد أنواع العنف والشر الذي يستخدم عقول جاهلة متخلفة ، لأنها تأخذ رهينة أي نظام عقيدة ، بمعنى ذلك الحكومات أو المجتمعات ، ولا يمكن فصل الإرهاب عن العنف ولا يمكن أيضا التخلص منه سوى بطريقة واحدة هي تصحيح عقول الجهلاء السذج بدعم الإعلان عن هذه الطريقة الوحشية المتطورة وإضاءة العالم المظلم عنها وأزالت مصادر الظلام والتي هي الخوف ، الغضب ، الشهوة ، الجشع والإحباط . إذن علينا أن ننظر لهذه الاعتبارات فأن من الممكن لشمعة واحدة أن تنير ملايين الطرقات أمامنا وهذا لا يكون إلا أن نبدأ بأنفسنا أولا بذاتنا الخاصة ، حيث عن طريقها نحقق التوازن بين مفردات العقل ومنه نخرج إلى تنوير الآخرين ،
العنف -- ليس مجرد عمليات للقتل بوحشية ، والتفجيرات ، أو إلحاق الألم في الآخرين ، في ثوب الدين ، القومية ، والجنون الجماعي ، وعدم الاهتمام بالحكومة ، والعدوان العسكري أو مجرد التحريض الغوغائي.
وهذا ماهو إلا مجرد غيض من فيض ، العنف هو في الواقع ، أي شكل من أشكال الانفعال ، ما نحن فيه من قمع الحقيقة ، إنكار حقيقة لواقعة حقيقية ، أوتجاهل الظلم ،
وإيقاع الألم المرغوب فيه أو غير مرغوب فيه على الآخرين ، أو على الذات ،
والتحايل على الحياة ، وتخدير الحواس لدينا لبؤس الآخرين فينا ، والاساءه إلى أحد
و أنشاء الفقر والفقراء و المعاملة القاسية ، وعدم الإحساس بالأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدتنا واخذ حقوق الآخرين جورا و سرقة سعادة الآخرين
وقبول الظلم والقول أنها على الأقل لم تحدث لي أو لعائلتي أو تمسنا ،والهروب من العالم ، وانه ينبغي التخلي عن هذه الأمور التي تتمحور حول الذات والآخرين ، ولا نحبذ الالفه والمحبة وتدمير أي محبين لإيواء انتشار الألغام الارضيه والكراهية وتقسيم الشعب والتمتع برؤيتهم يتقاتلون فيما بينهم الخ...
السم ينتشر الحقد والعنف هو السلوكية التي نتلقاها يوميا ولكننا تجاهله ، العمى الروحي الديني هو انتشار لإعمال العنف التي ونحن كل يوم في شكل من أشكال تقرير المصير ونحن لدينا المعرفة ومعرفة الحقيقة. العنف الروحي واحدة من أكبر أسباب الحرب والحالة الحربية اليوم.
وتكديس الأموال من العملة هو محض للعنف المادي ، لمجرد إن احدنا يشعر بعدم الأمان.
وتزايد أعمال العنف كالضوضاء. فالسيارات أيضا تسبب العنف البيئي للإنسان . و الصناعات الضخمة التي أنشئت لتجعل حياتنا أفضل .
العنف في كل مكان حولنا ونحن نعيش معه مثل الحب ونحن غافلين عن بعد. نحب العنف لان ذلك هو جزء من الحياة ، و المتأصل في نفوسنا جميعا ومنذ اليوم الأول
ومجرد فتح أي صحيفة ، نجد الإبلاغ عن العنف في كل صفحة هي واحدة من الأشكال المقنعة جدا والجميلة الغنية مع الكلمات ، في جميع الأحوال ، هناك قوى تعمل مصممة على خلق سبب لهذا العنف . هذه القوى هي السلطة والجشع ، والانتقام ، والغرور! متفردة أو أي مزيج من هذه القوى يمكن بلا رحمة وبطريقة منهجيه تهيئة الظروف التي يمكن أن تسبب تدمير الغاية منها مثلا اندلاع الحروب....






#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبكة الإنفاق تهدد المسجد الأقصى
- حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها
- إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى
- أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
- مأساة الوطن والذات
- شيزوفرانيا
- محراب جنونكَ ..
- أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
- وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه ...
- أسطورة وثنية لرجل قديس ..
- برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و ...
- رسامو الجدران .... فنانون أم مخربون ...
- من أنا؟! ماذا أريد أن أكون؟! وكيف؟!
- هموم أمراة ( الليلة الثانية )
- العدالة المطلقة
- أرهاب سحري ...
- من المسؤول .....عن جرائم القتل والخطف
- هموم أمراة ..( اليوم الاول )
- عبث أمراة ...
- حذار من أحتراق أوراقنا مرة أخرى


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبتهال بليبل - ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )