أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبتهال بليبل - إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى















المزيد.....

إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2391 - 2008 / 9 / 1 - 07:30
المحور: كتابات ساخرة
    


لن أنسى أبداً مقولة ( لكور ناي ) أيها المجنون الذي يعتقد أنني لست أنتَ ، حين أكتب عن نفسي أحس أنني أكتب عنكَ ، ومقولة ( بن جوزيف أكببا ) الأوراق قد تحترق ، لكن الأسطر التي عليها تطير ، نحن نشأنا في بيوت تحكمها وتربطها أيضا التقاليد الشرقية ، هذه التقاليد التي تشبثت في كل جزء من أجسادنا ودماءنا وباختيارنا أو رغماً عنا ، زمن بعد آخر ، كما ومن غير الممكن والمعقول أن نكتشف شخصية لكاتب أو شاعر وسبر غور العقلية التي تحتويه من خلال الطريقة التي تحرك أبطاله في كتاباتهُ أو من خلال كلماته التي يسطرها على أوراقه ، حقيقة أنا فخورة بحريتي بمقدار ثقتي على مقدرتي تحمل مسؤولياتها ، وأنني لا أخاف من الرجل ولا أشعر بأي نقطة ضعف أو إحساس بالنقص تجاهه لذلك أتعامل معه بطريقة ربما لا تناسب أفكاره وطموحاتهُ ونظرتهُ إلى المرآة الشرقية ، وربما أيضا لا تناسب أفكار الناس ، هذا الأمر يتعبني طبعاُ ويتعب كل من تتعامل هكذا مع الرجل الشرقي ، ولكن كان عليٌ أن اختار مابين أما أن احتفظ بشخصي أو احتفظ بأفكار هؤلاء الناس ، أكثر النساء تجده اختيار صعب فتحاول أن تكسب أفكار هؤلاء الناس وتحتفظ بها على حساب شخصيتها ، على الكاتب أن يكون واثق بصدق كلماتهُ ، وعند ذلك تقال أشياء كثيرة عن هذا الكاتب ، ربما يطلقون عليه أنه غامض ، غريب الأطوار ، وربما ضائع أو يحتاج إلى عاطفة أو يعاني من غربة أو أنه لا يعرف حقيقة نفسهُ ، ليس المهم أن نناقش مدى صحتها هذه الأقاويل ، الأهم أن نناقش من حيث المبدأ مدى صحة الاهتمام بها ، وبعد ذلك يمكننا الاعتماد عليها كمصدر لتقرير ( شخصية الكاتب كإنسان ) .
حقيقة أن ما يجعلني أتحدث عن هذا الأمر ، هو أن هناك أشخاص يمتلكون ثقافة عالية يتخذون من نصوص الكُتاب مصدر لتقرير شخصية الكاتب ، وخاصة أذا كانت أنثى ، فتكثر الأقاويل والهمسات بأن ماتدونهُ هذه الكاتبة هي مذكراتها وخاصة أذا كانت قصيدة شعرية مصحوبة بلوحة فنية أو صورة ترمز لمحتوى القصيدة ، وتبدأ الثرثرة من الرجال تحديداُ ، فربما تكون هذه الكاتبة تعاني من حب أو فقدان حبيب أو من خيانة أو من حرمان عاطفي وهكذا إلى أن تنسج حول شخصية الكاتبة خيوط من نسج نفوس خبيثة أو حاقدة ..
سأحاول توضيح الأمر إليكم أكثر ، قرأت مرة في أحدى الكتب عن لوحة فنية في إحدى صالات العرض الكبرى ، إن هذه اللوحة كلما يمر من أمامها شخص يلقي بعض الكلمات عليها والأقاويل ، كل من يراها يقول أنها فعلا لوحة جميلة ومعبرة ، الأ أن احدهم مرة من أمامها وقال هذه اللوحة جميلة ولكنها ربما ليست لوحة لسيدة هي لوحة لرجل والذي رسمها هو شخص ذو شخصية شاذة ، لأنه رسم رجل بملامح أنثى ..
أنا هنا أحب أن الفت نظركم إلى أن كل مايقال ليس بالضرورة أن يكون خالياُ من الصحة ، وليس بالضرورة من نسج تلك العقول المريضة الحاقدة ، ولكن الحقيقة فعلا هو أن لا ننسج من لوحة أو من قصيدة أو رواية تحديداُ لشخصية الكاتبة كإنسانة ، الكل يقول الحقيقة التي يعرفها هو ويفهما هو ، ومع ذلك أقول ليس بينهم من يقول حقيقة الشيء الذي يقولهُ في محاولة فهمهُ .
أن هذا الأمر فعلاً مهزلة وأية مهزلة هذه أن نعيش مع هذه الأقاويل ونكون بينها ، ربما الكثير سيقولون ما يقولون عن هذه الكاتبة أو ( الأنثى ) ، وبما أني اعُتبر كاتبة وأيضا أنثى على حد تعبيرهم ( الرجال ) فأنني لست ملزمة ، أو مجبرة على نشر مذكراتي الشخصية ومعاناتي العاطفية ، في كتاب خاص أو في مقالات عديدة ، ليكون عنوانها ( إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى ) ..
لاتوجد كاتبة أو بالأحرى أنثى ليس لديها أسرار ومذكرات وربما تكون في نظر الآخرين غامضة وهذا طبعا بسبب أسلوبها في الكتابة ، نعم فعلا هناك غموض ولكن لكي تحوي حزنها وفرحها بكبرياء ، وأنا أرفض الوضوح أذا كان يستجدي عطف الرجال وتأييدهم لي كوني كاتبة ..
وان يحاولون القول ان الانثى الكاتبة لا تعرف من هي ولا تجد نفسها ، حقا صحيح هذا الكلام وليست الانثى هي فقط من تعاني من هذا الامر الرجل ايضا يعاني من عدم معرفة نفسه وكل المخلوقات ، الكمال لله وحده سبحانه وتعالى ، وربما خلق الله الرسل والانبياء وجعل فيهم صفة معرفة الذات والنفس ، وحتما أنا لست رسولة أو مبشرة ، وانت أيها الرجل لست نبي أو رسول ، ولن تكون لا ن هناك سبب واحد فقط ممكن أن أطرحهُ لكَ هو أن زمن الانبياء أنتهى ، وعند محاولتنا معرفة أنفسنا لن ولن نستطيع ، فأدراك النفس غاية صعبة جدا ..
وان كانت الكاتبة الانثى ضائعة كما يطلق عليها بعذ الكُتاب والقراء من خلال أستنتاجاتهم لكتاباتها وتحليلهم النفسي لشخصيتها كأنسانة تكتب قصيدة مثلا عن الغربة او الرحيل او الفراق أو أو ، أقول أن هذه الكاتبة ليست ضائعة في عالمها أو عن عالمها بقدر ما لا حقت من ضياع العالم كلهُ ضاع عن نفسه وعن كل مايمتلكهُ ، والذي يفسر لوحة مرفقة لقصيدة لامرأة ورجل معاً على أنها لوحة أباحية لتعلن لنا هذه اللوحة عن مدى الشعور بالنقص لدى هذه الكاتبة وأقصد هنا ( فقدان الرجل وحرمانها العاطفي ) أو الافضل أن نقول أنها غير مستقرة عاطفيا وضائعة ، أنها مهزلة فعلا أن من يفسر على أنه ضياع فما هو أصلا الآ رفض للضياع في صور وإشكال لكثير منها ( الكليبات الفاضحة العربية ، مسلسل نور " المدبلج " وأيضا الموضة والازياء وغيرها الكثير لو حاولت طرحها ) نراها في هذا العالم من حولنا ..
أن ما تقولون عنه هو استقرار يزرع في تربة خاوية رخوة ، استقرار خائف وذليل وجبان ، وهو ضياع انساني مروع ومخيف ، وكما أن هذا التشرد والضياع التي تُدونه الكاتبة ليس بالضرورة دليل على ضياع الكاتبة وتشردها ، بقدر ماهو مسيرة دربها في الترحال والبحث لأكتشاف هذا العالم الذي من حولها ، وبالتالي هو واجب يفرض عليها بحكم أنها كاتبة ، ولا يوجد أنسان في هذا الكون ليس فيه عقدة أو لديه اوجاع ومن كان لديه هذه العقد والاوجاع ، فليبتعد عنا بعيدا ولا يحاول أن يبرز عضلاتهُ ويتوقع هذه كذا وتلك كذا ..
كلنا نسير في طريق هو المثابرة والكفاح الى هدف ، هو أبراز كل ماتحتويه الحياة من أوجاع لكي يفهمها من لم يفهمها ..
وأنا على يقين أن الكاتب هو كالاسطورة القديمة التي تضعهُ في موقع الشك واليقين ، الكاتب هو الذي يعطي والجميع يستمتع ويستفيد مما يهبه لهم ألا هو ..
أما بالنسبة الى نظرة الرجل للكاتبة على أنها تكتب عن الحب وللحب وهي أنثى ، أقول اليكم أن الحب الحقيقي الصادق هو الذي يحرر الانسان من الخوف والظلمة ، والاحساس بالذنب ، هو كالماء الزلال يطهر الانسان ويتركهُ نقياُ ، واعيا ونظيفاُ ، ينظف دواخلهُ ومعتقداتهُ الموبؤة بجراثيم نفسية حقيرة ، وأخيرا اقول أي كانت الكاتبة ( انسانة ) فهي لا تستطيع أن تنثر ذكرياتها واسرارها للآخرين ، والا لما كانت أسرار .
وفي مجتمع مكبوت كمجتمعنا لا يمكن القول على كاتبة صادقة بكتاباتها سوى أنها تسير عكس التيار ، وبذلك يكون طريقها صعب وشاق ..
ومنذ البداية كان هناك حصار ضد أنسانية الانسان ، وأكثرها خطورة ذلك الوجه الذي يصبح مألوفاً عندك ولا تستطيع أن تلاحظ اي تغيير يطرا عليه لانه يصير روتيناُ ، وتفاجىء في يوم أنه أصبح مدجن وبينما هو يكبر مع مرور الزمن والايام ولا نحس الا وهو يصغر داخل نفوسنا كأنسان رغم كبر أيام عمرهُ وبذلك يكون أنسان غير صالح للحياة معنا ..
واليوم أنا لا أهرب من آرائكم وأفكاركم ، لانني ببساطة أرفضها وأتحداها وأخرج من قصور جناتكم الضائعة الزائفة الى صحراء صدق نفسي وجرحي ونزفهُ .



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
- مأساة الوطن والذات
- شيزوفرانيا
- محراب جنونكَ ..
- أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
- وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه ...
- أسطورة وثنية لرجل قديس ..
- برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و ...
- رسامو الجدران .... فنانون أم مخربون ...
- من أنا؟! ماذا أريد أن أكون؟! وكيف؟!
- هموم أمراة ( الليلة الثانية )
- العدالة المطلقة
- أرهاب سحري ...
- من المسؤول .....عن جرائم القتل والخطف
- هموم أمراة ..( اليوم الاول )
- عبث أمراة ...
- حذار من أحتراق أوراقنا مرة أخرى
- الديمقراطية سمكة غربية استحالت حوتاً
- عربة مجهولة الملامح
- أتغوص في بحور ،،، جنيةُ نصفُها يشبُهكَ


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبتهال بليبل - إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى