أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - مطاردة مجالس الصحوة: يا ليت شعري ما الصحيح؟!














المزيد.....

مطاردة مجالس الصحوة: يا ليت شعري ما الصحيح؟!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أبرزت صحيفتا "نيويورك تايمس"، و"هيرالد تريبيون"، على الصفحات الأولى في عدد 23 – 24 الجاري، أخبار مطاردة القوات الحكومية لمجالس الصحوة، واعتقال عدد من قادتها، ومئات من أعضائها في ديالى، وصدور أوامر قبض على 650 منهم في غرب العراق. عناوين صحفية بارزة تقول: "الشيعة العراقيون يطاردون السنة الذين يساعدون الولايات المتحدة."

إن هذا الموضوع يحتاج لوقفات، ويجب أن يكون موضوع سجال بين مختلف وجهات النظر حوله. إن مجالس الصحوة المسلحة، جاءت من إفرازات، وحاجات، وضع أمني استثنائي، والجهة التي بادرت لتسليحها، وتمويلها، هم الأمريكان، لا حكومة المالكي.

من الناحية المبدئية، إن وجود أية مليشيات مسلحة مرفوض في أي بلد كان، إذ يجب أن تكون المهمات الأمنية في أيدي القوات الحكومية حصرا، وكل سلاح في أيدي المواطنين يجب تسليمه للحكومة. وهكذا، فإن مجالس الصحوة لا يمكن أن تبقى ظاهرة مستمرة، بل يجب ضم من يمكن ضمهم للقوات الحكومية، والاستغناء عن المجالس في الوقت المناسب، مع تثمين دورها الكبير في مطاردة القاعدة حتى في بغداد، وتقليص تفجيراتها سواء ضد العراقيين، أو القوات الأمريكية، كما أن محاولة بعض قيادات الصحوة أن تكون قوة سياسية جديدة لا يمكن قبولها.

إن أي قرار مبرر ومهم، يجب أن يأتي في وقته، فإذا اتخذ في غير وقته، أدى لعكس المطلوب. إن التقارير تتحدث عن استياء القيادات العسكرية الأمريكية، وقد تساءل أحدهم أمام المراسلين عن الحكمة في تأليب هذه التنظيمات، وخلق مشاعر الإحباط، والشعور بأنهم صاروا ضحية "الغدر". أما حسب تصريحات القادة العسكريين العراقيين، فإن أوامر إلقاء القبض تشمل نسبة صغيرة من المجموع، ولكن جلال الصغير يصرح أن "الدولة لا يمكن أن تقبل بالصحوة، وقد باتت أيامها معدودة" قول استطرادا للصغير، وللسيد المالكي، هل عوقب أفراد حماية الصغير الذين ضربوا الطلبة بالرصاص؟!

لا شك في أن معظم عناصر الصحوة كانوا سابقا قد حاربوا القوات العراقية والأمريكية، وانضموا للقاعدة، وآووهم، وساهموا في تفجير المواطنين، ولكنهم استدركوا، لعدة أسباب، وبتشجيع أمريكي، ليرتدوا على القاعدة، وينظفوا المدن الغربية، وبعض مناطق بغداد منهم، وقد تعرض عدد من زعمائهم للاغتيال، أو محاولات الاغتيال، على أيدي القاعديين، اللذين لا تزال لهم مواقع وقوى في العراق، وخطرهم باق رغم الضربات التي تعرضوا لها.

لقد كان على الحكومة أن تصدر بيانات توضح، وتبرر الحملة: فهل من قوات الصحوة من يلعبون لعبة مزدوجة، أي يتعاونون سرا مع القاعدة؟ هؤلاء، بالطبع، يجب اعتقالهم، ومحاكمتهم. أما إذا كانت الحملة موجهة ضد المجالس كمجالس، فيجب أيضا أن تعلن الحكومة أسباب الحملة، ومبرراتها.

إن الموضوع، كما قلنا، مفتوح للنقاش، ولكن القرار يأتي في وضع أمني لا يزال هشا برغم الثقة المبالغ بها للسيد المالكي في قدرة القوات العراقية. التفجيرات مستمرة، وهذه المرة انتحاريات مجرمات تسببن في المئات من القتلى والجرحى. إن ما يخشى جديا هو أن تدفع الحملة عددا كبيرا من الصحوة وقادتها للعودة إلى القاعدة، ومن ثم زيادة الوضع الأمني خطورة، على خطورة.

التقارير تتحدث عن حدوث شق بين الجانب العراقي والأمريكي حول الموضوع. والشعور الأمريكي بأن ضرب الصحوة ستشكل خطرا على القوات الأمريكية، كما ستثبط كل من يريد التعاون معهم. القادة العسكريون، بحسب التقارير الصحفية، يقولون، إنه رغم أن دفع مرتبات للصحوة هو إجراء غير معهود، فإنه" أدى لإنقاذ حياة المئات من الجنود الأمريكان" ، ويصرح الجنرال " دافيد بيركنس": "هذه الإجراءات لا تدار بشكل صحيح. إنك لا تريد إعطاء أي شخص حجة للعودة للقاعدة، ونخشى حدوث مشكلة أمنية لنا."
إن الاتفاق مع الولايات المتحدة يفترض أن ينص على مغادرة القوات الأمريكية للمدن العراقية خلال العام المقبل، وترك المسئولية الأمنية حصرا في أيدي القوات العراقية؟ سؤالنا: هل القوات العراقية قادرة حقا لوحدها بعد عام أن تنجح في مكافحة القاعدة في المدن، والفتن الجديدة المحتملة لمقتدى الصدر، الذي يقسم على مواصلة محاربة القوات الأمريكية، والعلمانيين، و"النواصب"، قاصدا السنة؟
من جانبنا نشك تماما، خاصة وإن الشطر الأكبر من القوات العراقية ملغومة بعناصر المليشيات الحزبية التي تدين بالولاء أولا لأحزابها.
24 آب 2008 ،



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات العمر (9)
- إيران، و-ملأ الفراغ- في العراق!
- ماذا يريد بوتين من جورجيا؟!
- تداعيات العمر (8)
- -كبار- العراق يتصارعون، و-الصغار- يعانون!
- تداعيات العمر (7)
- حرنا: معاهدة، بروتوكل؟، جدول؟، -فضاء-؟، أم ماذا؟!
- البؤس المزمن للسجال العراقي– العراقي..
- طالباني وباراك: لماذا هذه الضجة المفتعلة والمنافقة؟؟
- تداعيات العمر (6)
- إنها في السياسة أيضا، يا صديقي!
- عن الاتفاقية أيضا..
- تداعيات العمر (5)
- تداعيات العمر (4)
- تداعيات العمر (3)
- تداعيات العمر (2)
- تداعيات العمر (1)
- بين السياسة والأدب والحياة [3]
- جيش المهدي وحزب الله
- بين السياسة والأدب والحياة..[ 2 ]


المزيد.....




- ترحيل مصري بأمريكا بسبب ما فعله مع كلب تفتيش بالمطار.. والسل ...
- احتجاجًا على الزفاف الفخم.. دمية شبيهة بجيف بيزوس تطفو في قن ...
- إيران.. صور من تشييع جثامين شخصيات قتلت بالضربات الإسرائيلية ...
- صور أقمار صناعية حديثة تظهر نشاطًا جديدًا في منشأة فوردو الن ...
- إيران: بدء التشييع الوطني لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ...
- الحوثيون يطلقون صاروخًا باتجاه إسرائيل وسماع صوت انفجارات شر ...
- ترامب يرى وقف إطلاق النار في غزة -وشيكا- ويتوقع التوصل إليه ...
- نتفليكس تخمد أنفاس أشهر أعمالها على الإطلاق
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب بشأن الحرب مع إيران
- هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 100 ألف فلسطيني في غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - مطاردة مجالس الصحوة: يا ليت شعري ما الصحيح؟!