أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - البؤس المزمن للسجال العراقي– العراقي..














المزيد.....

البؤس المزمن للسجال العراقي– العراقي..


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 03:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سبق لي لأن نشرت مقالات عديدة، في المواقع، وقبل ذلك في صحيفة (الحياة) البيروتية، تحت عنوان "بؤس السجال العراقي – العراقي." المحزن أنه ليست عندنا تقاليد للحوار البناء، سواء بين المثقفين أو السياسيين العراقيين. وقد تجلى هذا المرض الخطير بدرجة رهيبة في أعقاب ثورة 14 تموز المجيدة، التي نحتفل اليوم بذكراها الخالدة.

لم يكن عند الطبقة السياسية أي استعداد يذكر لتبادل الرأي بموضوعية، أو للحلول المعتدلة،، أي التوافقية، بل كان كل طرف يؤمن بأنه وحده المصيب، ووحده يمتلك الحقيقة المطلقة، ومن خالفه فهو بين "عميل"، و"خائن"، هذا إذا لم تسمح الأوضاع بممارسة العنف الدموي في الخلافات السياسية. إننا نعرف اليوم كم لعبت الصراعات العنيفة في سنوات الثورة دورا تخريبيا، نعاني من عواقبه حتى اليوم.

إن هذه الظاهرة المرضية، خصوصا في أوساط المثقفين والكتاب العراقيين المسيسين، راجت منذ سقوط صدام، ولا تزال رائجة بامتياز، ورغم أن القوات الأمريكية هي التي حررت العراق، فإن تهمة "عميل أمريكي"، أو ما يشبه صارت تتداول في سوق السجال العراقي، رغم علم الساسة العراقيين، والمثقفين، بأنه لولا الدور الأمريكي لظل العراق رهينة للمقابر الجماعية، والمغامرات الحربية.

في منتصف الأربعينات الماضية كتب الكاتب والرحالة المصري، حسين فوزي ما يلي:
" درجت على حب الغرب، والإعجاب بحضارته ، وقت أهم أدوار التكوين من عمري في أوروبا، فتمكنت أواصر حب، وتقوت دعائم إعجابي، فلما ذهبت إلى الشرق، عدت إلى بلادي وقد استحال الحب والإعجاب بكل ما هو غربي."

من جانب غالبيتنا يمكن القول إننا لم نعش سنوات التكوين في الغرب، وكنا نكره الغرب، كرها أعمى بوصفه سبب كل مآسينا، ومشكلاتنا، وكان الماركسي منا يعتقد اعتقادا جازما بأن كل الخير، والتقدم، والعدالة، هي في الشرق الأوروبي، وكل الشرور، والرذائل، والمظالم هي في الدول الغربية، أما عندما جاء أمثالي لدولة أوروبية غربية كفرنسا، فقد تبدلت تلك المعتقدات تماما، دون أن يعني ذلك أن كل شيء هنا على ما يرام، وأنه لا توجد مظالم، وسيئات.

لقد شارك في تأجيج المشاعر المعادية للغرب، ولاسيما أمريكا، الساسة والمثقفون العرب من مختلف التيارات السياسية والفكرية، وغالبا يجري ذلك باسم فلسطين، وحتى عندما تقوم الولايات المتحدة بعمل يتفق مع مصالحنا الوطنية، كإسقاط صدام، فإن التشنج العدائي نحوه يبقى في العقول والنفوس.

لقد اقترفت الولايات المتحدة خطايا سياسية كبرى أضرت بشعوب العالم، ولكن ذلك الماضي لا ينبغي أن يظل معيار اليوم في التقييم، وهذا لا يعني السير وراء المواقف الأمريكية كيفما كانت، ولا تجاهل ما تقترفه من أخطاء، بل يعني حسن الاستفادة من الفرص الجديدة التي يعود الفضل الأكبر منها للتضحيات الأمريكية، البشرية التي قدمتها أمريكا في عملية تحرير العراق من أبشع نظام همجي ديكتاتوري في التاريخ[ أكثر من 4000 قتيل، والمادية، [300 مليار دولار].

إن الجدال الدائر اليوم حول العلاقات المستقبلية مع الولايات المتحدة شاهد على مدى تخلف، وتشنج هذا السجال، كما في الوقت نفسه، تشهد بأحقية تصريح لمسئول أمريكي، نشرته صحيفة "هيرالد تريبيون"، إذ يقول نصا: " إن أكثر الساسة العراقيين لا يتعاملون مع الواقع. إنهم لا يقدّرون الثمن الذي ندفعه."
لقد نشر الدكتور عبد الخالق حسين ثلاث مقالات، ونشر في ذلك أيضا كل من أمير طاهري، وكاتب هذه السطور، مقالات عن موضوع الاتفاقية الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، والتي كانت إيران أول من أعلن مناهضة عقدها، ومارست مع الإعلام السوري والعربي حملة تشويش وابتزاز، جعلت الحكومة العراقية تتأرجح، وتقع في تناقض بعد آخر، بالانتقال من اتفاقية، إلى مذكرة تفاهم، ومطالبة أكثر الأحزاب الحاكمة بجدولة الانسحاب.

ليس لي ما أضيف إلى مقالات طاهري والدكتور عبد الخالق، فما أعالجه هنا هو المستوى المتدني لمناقشات فريق من المثقفين العراقيين حول الموضوع، وتوجيه التهم جزافا، والحديث عمن "يقبض" بالباون، أو اليورو، أو الدولار!! هذا النوع من النقاش المتدني مارسه أيضا بعض المثقفين تعقيبا على مصافحة طالباني ـ باراك، كزعيمين لحزبين في الاشتراكية الدولية. إن عددا من الكتاب الموضوعيين لم يجدوا في المصافحة إياها ما يستدعي لوما، أو توضيحا من طالباني، فتعرض هؤلاء الكتاب لتهمة "الصهيونية، [ بس!!]
أجل إنه بؤس السجال، الذي يدل على الإفلاس الفكري، والافتقار التام إلى الموضوعية، والإنصاف، ونزاهة الكلمة.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طالباني وباراك: لماذا هذه الضجة المفتعلة والمنافقة؟؟
- تداعيات العمر (6)
- إنها في السياسة أيضا، يا صديقي!
- عن الاتفاقية أيضا..
- تداعيات العمر (5)
- تداعيات العمر (4)
- تداعيات العمر (3)
- تداعيات العمر (2)
- تداعيات العمر (1)
- بين السياسة والأدب والحياة [3]
- جيش المهدي وحزب الله
- بين السياسة والأدب والحياة..[ 2 ]
- بين السياسة، والأدب، والحياة.. (1)
- تحية لعيد الأول من أيار..
- عيدنا نوروز: كفاح كردستان، ووحدة الشعب العراقي..
- في وداع عام!
- نحو -أممية- شافيز الغوغائية، اليساروية!
- الرئيس مشرف بين خطر الإسلاميين والهوس الانتخابي الغربي!
- العقل والحكمة في قضية حزب العمال الكردستاني!
- عندما تكون المرأة العراقية ضحيتهم الأولى..


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - البؤس المزمن للسجال العراقي– العراقي..