أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحاج - تداعيات العمر (6)














المزيد.....

تداعيات العمر (6)


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 06:01
المحور: الادب والفن
    


اللحظة ..!

.. وأظل أنتظرُ ..
والليل يطويني ..وأنتظرُ..
والنوم يجفوني ..وأنتظرُ..
والفجر ينهرني ..وأنتظرُ..
لكن قلبي ليس ينزجرُ،

والحب ، رغم العمر ، يستعرُ..
ما كنت أعلم أن عاطفتي
نار الشباب ، وكلها شررُ!
فأنا، كعهد صباي ، في ولهي ..
ذاك الجنون كأنه قدرُ!
فإذا رأت عيناي مقدمها
من ألف خطو ، يختفي الكدرُ
وأكاد أرقص ، غيرَ ملتفت
للعابرين ، ويختفي الحذرُ
وأحس أن النار صائرةً
نبعا من الأفراح ينهمرُ
وأحس أن الطير تنشد لي،
ولحبها يتألق الشجرُ
وبأنها لحن يهدهدني ،
وبأنها في رملتي مطرُ ..
فإذا مضت عني، تظل معي
شوقا ، وتبقى عنده الفِكَرُ ..
وتطلّ في الأحلام ترضعني ،
ويُبِلّ روحي ثغرُها العطِرُ
وتصب من أسرار فتنتها
ماءَ الشاب، فيختفي الكِبرُ.. !
حلم جميل كم يراودني عند المساء
.. .. وأظل أنتظرُ..!
******************

قارئ الكف..
راحت إلى القس كي تروي خطاياها
ولخوف من وطأة الأوزار أبكاها
فقال : " وا أسفا ! قد جئت حاملةً
كل الذنوب ، وما كنا عددناها
أدميت للعاشق المحروم خافقَه،
وفي الجناية قد جاوزت أقصاها
لكن إذا شئتِ غفرانا ، فعند فتى
شيخ ، تمرس بالدنيا وعرّاها
هيمان ، يقرأ يمنى كل فاتنة ،
ويجتلي كل سر من خفاياها
يهوى الحسان ، وفي أشواقه لهب ،
..بالوصل يغسل للأنثى خطاياها
دعيه ينفذْ لما في الحسن من عجب ،
وما الأنوثة تخفي في حناياها
دعيه يحرثْ لكي تخضرّ ، من وله ،
صحراءُ روحك ، بستانا تولاها
يداه ينبوع سحر في عناقهما ..
ونشوة كله إن قبّل الفاها
..فأسرعت نحو ركن القس راقصةً
وقبلت يده شكرا فخلاها
وأسندت رأسه كالطفل حانيةً
فصاح :" إنك في دنياي معناها..!"
ـ 1981 ـ
*****************

رثاء ..
سلوه أين راح ، وكيف غابا
حبيب لا أقاضيه العتابا
سلوه كيف يتركني وحيدا
أكابد من تباعدنا العذابا
أطل على خريف العمر نورا
يبدد غيمَ عيشي ، والضبابا
أرى خطواته في كل ركن
وأسمعه متى أغلقت بابا
ويغمرني شذاه على فراشي
وطاولتي وإن أفتح كتابا
يحاورني يمينا أو يسارا ،
وفي صور تؤلقه شهابا
بعيني حالم يرنو بعيدا
ليكشف كل سر و الحجابا
يطل علي من جدران بيتي
ملاكا حارسا يزهو شبابا
فهل هذا الذي آواه نعش
ومن قد صار مسكنه الترابا ؟!
أراه رغم مصرعه أمامي
وأحضنه كمن نسي المصابا ..
فقل ، يا من صدقت الود صرفا ،
وفيا حين لم أجد الصحابا
أحقا قد رحلت ، وأنت باق
بقلبي وهو قد ضج اكتئابا؟!
أحقا قد ذهبت بلا إياب ؟!
أم الحب المقيم غدا إيابا ؟؟
20 تموز 1997
*****************

اللغز ..!
تسلل حبها دون انتظارِ
وأضرم خافقي بشواظ نارِ
عجبتُ،وإنها عجبتْ وقالت
"أجدًّ ، أم تعاني من خمارِ ؟!
" ألم نكُ ،قبل ، إلفين التقينا
على ود الصداقة والجوارِ ؟!
" ولم تكُ عاشقا لي، مستهاما ؛
فكيف غدا مدارك من مداري ؟!"
فقلت :" الحب يسحر ،لا يبالي
بتفسير ، وإني غير داري،
" وأنت اليوم من ملكت كياني،
وأحلامَ الليالي والنهارِ
" وألحاني التي هزت خيالي ،
وعاطفتي وأنت ضياء داري
" فلا تسلي متى ، أو كيف ،أضحى
هيامي اليوم مشبوبَ الأوارِ
" ولا تسلي لماذا؟ لست أدري ..
فلم أعشق بأمر او قرارِ !!

"يباغتني الهوى في غيم عمري
كأني قد عرفتك من شبابي
" كأنك كنت حبي طول عمري ،
وعدت إلي من بعد الغيابِ
" كأنك كل من أحببت قبلا
بسعد وصالهن ّ وبالعذابِ
" وسر هواك لغز ، لست أبغي
له سبرا ، ولا فهما لما بي !
فإنك أنت ،أنت، حبيب روحي
فلا تسلي ..فعاطفتي جوابي !"
*****************

النخلة ..
لمّا شكت نخلتي للنهر باكيةً ،
أجابها : " نحن ، يا أختاه سيانِ
جففت من فرط دمعي عندما اغتصبوا
بغدادَ ، وامتدت البلوى لشطآني،
وأحرقوا الزورق الهيمانَ راكبُه،
ولم يعد نوْرسي الغالي لأحضاني،
وكسّروا كل مجداف يدغدغني
وأطفئوا الشمع إذ يطفو ليلقاني.."
لما بكت نخلتي والنهر من غصص ،
تفجرت غربتي من وجع أحزاني
تفاقمت محنتي ما بين كارثة
حلت ببغداد ، فارتاع الفراتان ،ِ
وبين وحشة روح نابها قلق
مضنٍ ، وغيبةُ أحباب وإخوانِ
وهدني ظمأ في النفس ملتهب
كأنني الطير في أهوار ميسانِ
رأيت نفسيَ مخذولا ومنسحقا
في وحدة طاردتني ، ليس تنساني
وإن طيف التي أهوى يطالعني
أنّى ذهبت ، ونصل البعد أدماني ....
لما شكا الجبل القاني ، ونخلتنا ،
والنهرُ ، والهور ، من أهوال طغيانِ ،
وشقت القبرَ أمي في جدائلها ،
وقبلتني بصدر مشفق ، حاني ،
تهاطلت ذكرياتي عن ملاعبنا ،
وعن مراجيحنا إن حل عيدانِ ..
غاب العراق الذي قد كنت أعرفه
وعدت بالغربة الحيرى و أشجاني ..!

حزيران 2002



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها في السياسة أيضا، يا صديقي!
- عن الاتفاقية أيضا..
- تداعيات العمر (5)
- تداعيات العمر (4)
- تداعيات العمر (3)
- تداعيات العمر (2)
- تداعيات العمر (1)
- بين السياسة والأدب والحياة [3]
- جيش المهدي وحزب الله
- بين السياسة والأدب والحياة..[ 2 ]
- بين السياسة، والأدب، والحياة.. (1)
- تحية لعيد الأول من أيار..
- عيدنا نوروز: كفاح كردستان، ووحدة الشعب العراقي..
- في وداع عام!
- نحو -أممية- شافيز الغوغائية، اليساروية!
- الرئيس مشرف بين خطر الإسلاميين والهوس الانتخابي الغربي!
- العقل والحكمة في قضية حزب العمال الكردستاني!
- عندما تكون المرأة العراقية ضحيتهم الأولى..
- عن الجدل المثير حول قرار الكونغرس
- سلمان شكر في ذمة الخلود


المزيد.....




- خريطة أدب مصغرة للعالم.. من يفوز بنوبل الآداب 2025 غدا؟
- لقاءان للشعر العربي والمغربي في تطوان ومراكش
- فن المقامة في الثّقافة العربيّة.. مقامات الهمذاني أنموذجا
- استدعاء فنانين ومشاهير أتراك على خلفية تحقيقات مرتبطة بالمخد ...
- -ترحب بالفوضى-.. تايلور سويفت غير منزعجة من ردود الفعل المتب ...
- هيفاء وهبي بإطلالة جريئة على الطراز الكوري في ألبومها الجديد ...
- هل ألغت هامبورغ الألمانية دروس الموسيقى بالمدارس بسبب المسلم ...
- -معجم الدوحة التاريخي- يعيد رسم الأنساق اللغوية برؤية ثقافية ...
- عامان على حرب الإبادة في غزة: 67 ألف شهيد.. وانهيار منظومتي ...
- حكم نهائي بسجن المؤرخ محمد الأمين بلغيث بعد تصريحاته عن الثق ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحاج - تداعيات العمر (6)