صحي وسريع برنامج للتثقيف الصحي

جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 10:44
المحور: الطب , والعلوم
    

تطورت الكيمياء الحياتية بشكل سريع خلال القرن الماضي، وتوضحت عمليات التمثيل الغذائي ودور مكونات الطعام والفيتامينات وغيرها في الصحة والمرض. واختفت قبل ذلك امراض نقص الفيتامينات الكلاسيكية مثل الاسقربوط (نقص فيتامين C) وPellagra (نقص فيتامين B1) وغيرها. وللاسف عانى اطفال العراق في عقد التسعينات من نقص فيتامين A (العمى واضطراب البصر) بسبب الحصار الاقتصادي (تم تسجيل عدة حالات) اضافة الى انتشار سوء التغذية.
ولعب علم الاوبئة دورا اساسيا في تحديد عوامل الخطورة لانتشار الاصابة بامراض القلب (الجلطة والذبحة الصدرية وغيرها) في العالم المتقدم خلال النصف الثاني من القرن العشرين. واعقبت ذلك حملة تثقيفية واسعة للابتعاد عن الدهون المشبعة وتجنب البدانة وممارسة الرياضة وتناول الالياف في الغذاء (الخبز الاسمر والشعير والخضروات والفواكه) والاقلاع عن التدخين والتعامل الصحي مع التوتر وغيرها، فانخفضت اصابات تلك الامراض في بلدان العالم المتقدم وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، بعد ان شعدت انتشارا وبائيا لتلك الامراض في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. انهم استطاعوا ان يغيروا السلوك الفردي في تلك المجتمعات، وعلى سبيل المثال غيروا مقاييس الجمال، فتجاوزوا البدانة. وقد تصور الجواهري التغير في ذوق طرفة بن العبد عند عودته لهذا العصر فيستعيض عن البهاكن بالرشيقات بقوله:
وعن البهاكن كل رود تسرج الليل الغدافا
والبهاكن تشير للنساء السمان (بدانة)، والرود الشابة الحسنة اشارة للرشاقة، فقد تحسس تغير مقايس الجمال لدى الشعوب الغربية.
وبالمثل تعاملوا مع داء السكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها. وتوضح بشكل جلي دور السلوك الانساني (نوع الغذاء وممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين والافراط في تناول الكحول وتجنب الانفعالات والتوترات وترك مساحة للترفيه عن النفس وغيرها) في اصابات الامراض المزمنة.
لقد استطاعت مونيك باسيلا زعرور في برنامجها صحي وسريع على قناة الان، من تقديم سبل تجنب الدهون المشبعة بتقديمها وجبات تتجنب الدهون المشبعة وتكثر من تناول الالياف وغيرها. ولديها امكانية واسعة على الشرح والتبسيط، كما انها محاورة جيدة فاستضافت اطباء واختصاصين في مختلف العلوم في نقاش يضيء عتمة مفردات التغذية وعلاقتها بالصحة والمرض. وتناولت مشاكل صحية متعددة لتشرح طرق الوقاية من الاصابات بامراض القلب وداء السكر وغيرها. وتناولت مشاكل الاطفال الصحية عبر مراحل نموهم. وشجعت الرضاعة الطبيعية، وحددت للامهات نوعيات الاغذية ولمختلف اعمار الاطفال. وغطت خلال حلقات برنامجها الحساسية الغذائية (اشكاليات اللاكتوز والكلوتين)، وكانت لها وقفات مع اشكاليات صحية اثناء نمو الاطفال.
لقد حذرت من البدانة! واكدت على نوعيات الغذاء وقدمت بدائل لها، وعالجت ضيق الوقت لدى النساء العاملات، وكانت محاولاتها لتقديم نماذج من الاطعمة المجمدة رائعة فاعطت نكهة للبرنامج، وتشجع الرجال والنساء على متابعته. وربما وجدت دعواتها المتكررة لممارسة الرياضة والحركة المستمرة (استخدام السلم عوضا عن المصعد في الطوابق الواطئة وتكرار صعود السلم وهبوطه في الدار والمشي وغيرها) اذان صاغية، فاستضافت من يروج لانواع من الملابس الرياضية ومن يقدم وسائل لممارسة الرياضة في المنزل. واخيرا الرقص باعتباره رياضة مستضيفة مدربة رقص.
حذرت من تشبه المراهقات بموديلات عرض الازياء، فيتجنبن الاطعمة ويفقدن الوزن حتى تغدو احداهن هيكلا عظميا (anorexia nervosa)، وتناولت تغيرات في مقاسات عارضات الازياء حيث يتوقى المجتمع الغربي من حالات محاكاة عارضات الازياء واستضافة طبيب امراض نفسية لمناقشة ذلك.
وعندما شجعت على تناول الخبز الاسمر، حاولت ان تلغي اعتبار لحوم الاغنام الافضل، ففضلت لحوم البقر وشرحت ذلك ببراعة. ولكنها تعيش في مجتمع مترف (الخليج العربي) فيتصرف القصاب بادب جم ويقدم خدمات عديدة منها تقطيع اللحوم باشكال يرغبها الزبون.
وفي محاولاتها تقديم وجبات من المطاعم تجنبت الدعاية لها مشيرة الى خطر استخدام الدهون وكمياتها. وجالت بالناس حول العالم تقدم انواع الاطعمة في مطاعم من بلدان مختلفة، وبرز ابداعها في تحويل وجبات كلاسيكية الى وجبات صحية وسريعة.
اشارت الى تحولات مهمة في حياة المراة (الزواج والوظيفة والحمل والرضاعة)، اي انها تناولت التوتر في بداية مثل هذه الاحداث وتاثيرها على التغذية. وقدمت نصائح لتجاوز تاثير تلك التحولات على الغذاء.
لقد حاولت مونيك باسيلا زعرور جاهدة تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة على شكل نصائح مكتوبة على الشاشة، فقدمت المعلومة بشكل مقبول ليتعامل معها المشاهد بعيدا عن اليات النصائح في مجتمعنا العربي. فكان برنامجها للتثقيف الصحي اضافة الى كونه برنامج طهي.

#جواد_الديوان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل