أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جواد الديوان - الم في الذاكرة














المزيد.....

الم في الذاكرة


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 11:18
المحور: حقوق الانسان
    


وبعد اكثر من اربعة عقود لازالت ذكريات شباط 1963 الاسود حية في الذاكرة. الوالد نزيل نقرة السلمان (تبرز تقرة السلمان في قضية الانفال لتروي قصص من عذابات الاكراد، ومعها ذكريات اضطهاد المتنورين ابان حكم البعث، الفصيل الاقسى من القوى القومية على الساحة العربية)، وممارسات الحرس الوطني (سماه عبد حرب بالحرس اللاقومي لاحقا في محاول لتبيض وجه القوى القومية)، والفتاوي الدينية (اشار اليها رشيد خيون في كتابه المذاهب والاديان في العراق)، وقرار الحاكم العسكري العام رشيد مصلح (تم اعدامه في بداية السبيعينات لتورطه بالتجسس لصالح اسرائيل) بفصل الموقوفين من وظائفهم حيث انها وسيلة فعالة في محاربة الافكار ولجم الالسن وهي وسيلة قديمة تعرض لها الكثير:
حشدوا عليه الجوع ينشب نابه
في جلد ارقط لا يبالي ناشبا
وعلى شبول الليث خرق نعالهم
ازكى من المترهلين حقائبا
ورغم الاثار السلبية لتلك الاسلحة وقسوة المجتمع في اللوم والاهانات لينالوا من سمعة الوالد (الوصم بالكفر)، ولم تنهار تلك الصورة ولا المثال لنقلده في صموده وصبره وعمله وتعامله مع الحياة، واحمد الله فقد وجدت نفسي طبيبا كما اولاد الحاكم العسكري العام رشيد مصلح، فكنت في ثمانينات القرن الماضي طبيبا اختصاصيا يشارك في قيادة الخدمات الطبية والصحية ويعمل من اجل تطوير النظام الصحي (كان العمل صعبا في مفاصل الرعاية الصحية الاولية بين كوادر وزارة الصحة التي تمرست على العمل التقليدي للطبيب)، وكانت الهموم من وفيات الاطفال الرضع والاطفال دون الخامسة من العمر في العراق (العراق كان القطر الوحيد في العالم الذي سجل تزايد مستمر في تلك الوفيات) حيث مارس النظام قسوته معهم في الحروب المتواصلة ومشاكسة النظام العالمي ليكون الحصار.
لقد كان لذلك الحشد (الجيش والقوى القومية وعلماء الدين) ضد اتجاه يمثل فسيفساء الشعب العراقي فقد ضم كل الطوائف والمذاهب والاديان والقوميات فتقاربوا فكريا وعملوا اجل الوطن للبناء والاستقلال والانتاج وغيرها لتظهر الفرقة باسم الدين والطائفة بعد اربعة عقود من تلك الاحداث (اشارت العديد من الصحف والمؤسسات البحثية الى ان ما يحصل في العراق حربا اهلية). ويسعى العقلاء لتجاوز ذلك دون جدوى! فقد انهارت تجربة صهر طوائف العراق ومذاهبه وقومياته ومذاهبه بعد ان تعصب ساسته للعرب منذ التاسيس (1921)، وهكذا حال دعاة القومية وبعض رجال الدين دون التعصب للعراق (تناولت ذلك في مقال سابق).
ويستمر الضرر طيلة الاربعة عقود الماضية ليفتقر العراق للابداع الادبي وبروز قيادات متمرسة وواعية لمصالح الشعب (تشير عدة صحف غربية وشرقية الى ان القادة السياسيين في العراق مبتدئين لا خبرة لهم) ويتدهور الانتاج الادبي بعد ان ساقت قوى الظلام الادباء والشعراء الى المحاكم (بحر العلوم وسعدي يوسف وغيرهم ...) وبقى في المنفى القسم الاخر (الجواهري وغيره)، فاصبح العراق في سنواته الحاضرة يشبه الى حد كبير العراق في القرن الرابع الهجري! (تناولت ذلك في مقال سابق)، فيصف المتنبي ذلك بقوله:
انا من نظر الاعمى الى ادبي
واسمعت كلماتي من به صمم
ورغم اصرار المعري بانه الاعمى المذكور! في هذا البيت الشعري، الا اني اجزم ان المتنبي اشار الى جهل الناس وقتها المنتشر (القرن الرابع الهجري) بحيث كأن شعره بينهم كما وصفه! وتؤد النصوص المقدسة انتشار الجهل وعسر التفكير بين العرب قبل الاسلام (عمي صم بكم فهم لا يفقهون_ سورة الاية ) وبسبب ذلك اضطر قادة المجتمع الى الاختفاء عن عين السلطة. ولم يعكس ذلك غروره او تكبره على شعراء عصره رغم ما شابت علاقته بشعراء عصره من اشكاليات. انه تعدى ذلك في وصف الجهل وانحراف الناس (تناولت تاثير تدهور الانتاج الادبي على الصحة العقلية في المجتمع في مقالات سابقة).





#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات لبناء مفهوم علمي للعنف
- رواية حبال الغسيل
- جابر حبيب جابر يقترح حلا لازمة العراق السياسية
- برنامج بالعراقي يتناول تاثير العنف على العراقي
- تجمع القوى الديمقراطية جنوب وسط العراق
- بلال عبد الله ظاهرة شاذة في طب العراق
- ملاحظات حول المازق الثقافي العراقي
- كثر من وزارة قصرت في فضيحة دار الحنان لشديدي العوق
- ملاحظات حول محنة الطفولة في مقالات الدكتور المقدادي
- قادة في العراق


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جواد الديوان - الم في الذاكرة