أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد الديوان - برنامج بالعراقي يتناول تاثير العنف على العراقي















المزيد.....

برنامج بالعراقي يتناول تاثير العنف على العراقي


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 2018 - 2007 / 8 / 25 - 08:29
المحور: الصحافة والاعلام
    


تناول برنامج بالعراقي (قناة الحرة) الاربعاء 15/8/2007، تاثير العنف على المواطن العراقي واستضاف الاعلامي د. كاظم المقدادي ومدير مستشفى ابن رشد للامراض النفسية ومستشار الامراض النفسية في وزارة الصحة (د. محمد العبودي).
انتقد السيد مستشار الامراض النفسية بشدة افتقار العراق لارقام محددة حول واقع الامراض النفسية (وصف ذلك بالعار)، وشكر منظمة الصحة العالمية WHO لمساعدتها في اعداد مسح ميداني في مدينة الشعب. ان واقع الصحة النفسية وانتشار الامراض النفسية (بشكل ادق الصورة الوبائية للامراض النفسية) يظهر من خلال تراكم البحوث والمسوحات الميدانية. والبحوث جزء من العملية التعليمية (الاكاديمية) ونتاج للدراسات العليا، وجهد حملة الشهادات العليا الاكاديمية بعد ذلك (تكامل عمل المؤوسسات الاكاديمية مع وزارة الصحة). ان انجاز البحوث يستوجب تخصصات في تصميم الدراسات واجراء الفحوصات الاحصائية لانجاز النتائج ومناقشتها ونشرها في المجلات العلمية التخصصية (جهد جماعي لعدة تخصصات)، ومن تراكم مثل تلك البحوث يتبين الواقع الصحي للبلد (انتشار الامراض الانتقالية والمزمنة والنفسية وعوامل الخطورة وغيرها). وقد اشار العديد من الاختصاصيين الى ضعف البحث العلمي في العراق حتى بعد قيام الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراة وزمالة المجلس العراقي للاختصاصات الطبية) , وتم اهمال ذلك الجانب من العملية التعليمية تماما. وعرقلت بعض المؤوسسات الاكاديمية تكامل العلوم الطبية من خلال الاشارة الى فوارق بين الشهادة الاكاديمية (الدكتوراة مثلا) والشهادة المهنية (زمالة المجلس العراقي مثلا) دون الدعوة الى تكامل هذه الجهود) ، ولم تستثمر طاقات الجميع لانجاز مهمات البحث العلمي ورسم صورة حقيقية للواقع في العراق (لا يعني ذلك التقليل من اهمية المؤسسات المشار اليها في اعداد كوادر متخصصة للعمل المهني في العراق). كما لم يستفد كادر وزارات الصحة والتخطيط والتربية والداخلية والدفاع والوقف الشيعي والسني من مؤتمر القاهرة لدراسة واقع الصحة النفسية في العراق وما ذكره الخبراء الاجانب من اشكاليات الحرب.
تبذل كوادر في وزارة الصحة جهودا لانشاء قاعدة بيانات للوضع الصحي، من خلال المسوحات الميدانية بالتعاون مع المنظمات العالمية (اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية وغيرها). الا ان الاشكالات الادارية تعطل تلك الجهود، وعلى سبيل المثال تعطلت لجنة تنفيذ مسح ميداني لطلاب المدارس المتوسطة في العراق يتناول صحة الطلبة بما فيها الصحة النفسية بالتعاون مع اليونسيف، وفي اعداد متطلبات ذلك المسح الميداني (اجتماعات الخبراء من مختلف الوزرات مثل التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والجهاز المركزي للاحصاء ومنظمات المجتمع المدني وغيرها)، وتعطلت اجتماعاتها حين قرر وزير الصحة السابق (هرب مؤخرا للولايات المتحدة الامريكية) قرر منع دخول اي شخص لمبنى الوزارة احتجاجا او اضرابا على القوات متعددة الجنسيات لدخولها مبنى وزارة الصحة، وتحمس لذلك حماية الوزارة فهذا موقف وطني ضد قوات الاحتلال! كما وضح احدهم ووصفنا بنعوت سيئة لرغبتنا بدخول المبنى لانجاز العمل (شاركت عضوا في تلك اللجنة). وتبين ان وزير الصحة متعاونا مع القوات الامريكية واستعرض شعوره الوطني ليعطل تلك الاعمال. ولم تكلف الحكومة نفسها لشرح ابعاد هروبه الى الولايات المتحدة الامريكية.
استفادت وزارة التخطيط والتعاون الانمائي من المنح الكثيرة في اجراء مسوحات ميدانية ومنها على سبيل المثال لا الحصر مسح معارف واتجاهات وممارسات الشباب لعام 2004، ومنها ظهرت دراسة حول الصحة العقلية لشباب العراق من خلال قراءة اخرى للمعلومات التي تم جمعها خلال المسح الميداني (جهد شخصي لتحليل المعلومات data التي تم جمعها). وتم انجاز مسوحات عنقودية متعددة المؤشرات (Multiple Indicators Cluster Survey وما يعرف اختصارا MICS) حيث الاشارة الى وفيات الاطفال الرضع والاطفال دون الخامسة من العمر ووفيات الامهات وسوء التغذية ومؤشرات اخرى عن نمو المجتمع. وتشكل وزارة التخطيط والتعاون الانمائي لجان لادارة وتنفيذ تلك المسوحات تضم خبراء من مختلف الوزارات (تم انجاز عدد من تلك المسوحات).
اشتكى مستشار الامراض النفسية ومدير مستشفى ابن رشد من اهمال السياسين للجانب النفسي ، ولم يستشرهم اي سياسي في موضوع الازمات (تكررت شكواهم بقلة عدد الكوادر الاختصاصية النفسية). وتعاني وزارة الصحة من توفير الخدمات الصحية لضحايا الانفجارات والاعمال الارهابية ومتابعتهم صحيا وتوفير مستلزمات العناية بالاطفال (العراق القطر الوحيد في العالم الذي سجل ارتفاعا ملحوظا في وفيات الاطفال الرضع خلال العقدين الماضيين). ويعيق ذلك تدهور النظام الصحي والخدمات الصحية في نهاية القرن الماضي .
ان المعالجة للتاثير السلبي للعنف يستوجب العمل الجماعي يشترك فيه اختصاصات علم النفس والاجتماع والاوبئة والصحة العامة والصحة المدرسية واطباء النفس وغيرهم وبامكان المراكز الصحية منفذة لهذه الخدمات. وتعتمد وزارة الصحة الرعاية الصحية الاولية اساسا لتقديم الخدمات الطبية والصحية عبر شبكة واسعة من المراكز الصحية وبذلك ينضم لهذه الجهود اعداد من اطباء المراكز الصحية. ان الرعاية الصحية الاولية تستند الى مشاركة المجتمع (منظمات المجتمع المدني) وتعاون القطاعات (التربية والتعليم العالي وغيرها) واستخدام التكنولوجيا المناسبة.
بدايات معالجة اثار العنف السلبية بتصورات وحصر اضرار العنف والارهاب، وتتشكل توتر عقابيل الحادث Post traumatic Stress disorders (PSTD) (ظهرت هذه التسمية من دراسات عديدة شملت اسرئيل في دراسة اضرار العمليات الفدائية فيها، وفترة ما بعد تفجيرات اا سمبتمبر 2001 وقبلها دراسات عن الاثار النفسية لغزو الكويت وحرب تحريره وكذلك الحرب الاهلية في رواندا وفي البوسنة). وقد درس العلماء تلك المتلازمة ووصفوها فاختلفت الصورة السريرية والوبائية وفق متغيرات العمر والجنس والمستوى الدراسي والالتزام الديني والعمل والسكن (بعده عن الحادثة الارهابية) وغيرها. ودرسوا وقت فترة المعاناة منها وكيفية تناقض الاعراض مع الزمن. ودرسوا تاثيراتها في انتشار تناول المسكرات والمخدرات وادمان العقاقير والتدخين. وتناول العديد من الباحثين اشكاليات العمل الذهني بين المصابين بتلك المتلازمة في الظروف المعروفة. وتوضح تاثير تلك الاعراض على الاداء الدراسي للتلاميذ، وعلاقات الناس مع بعضها. وكذلك انتشار الامراض النفسية مستقبلا بين الاطفال الذين تعرضوا لمثل تلك الحوادث (دراسات عديدة).
لم يشر مدير مستشفى ابن رشد للامراض النفسية ولا مستشار الامراض النفسية او الصحة النفسية لاشكاليات التوتر الذي رافق العراقي طيلة العقدين الماضيين حيث الحروب العبثية والحصار الاقتصادي وغيرها. وما يحصل في العراق الان لم يكن وليد اللحظة ابدا، ولم تتناول المؤسسات الاكاديمية العراقية مثل تلك الامور، والدراسة الوحيدة التي تابعت الطفل العراقي لمدة تزيد على خمسة سنوات نفذتها كوادر سويدية ونرويجية. ان اشكالية الشخصية العراقية هذه الايام ناتجة عن تلك الظروف وما تعرض له الطفل في تلك الايام. ولا يغيب امكانية التنبؤ من تلك الدراسات، ما يحصل للشخصية العراقية، ولبناء صورة اوضح بعد ان ترك لنا الدكتور الوردي ازدواجية الشخصية للفرد العراقي (يبذل عدد من الباحثين العراقيين جهودا لتحليل هذه الاشكالية ومنهم الدكتور قاسم صالح).
ركز ضيوف البرنامج على اشكاليات التعرض للعنف في الكابة والقلق، واخذت هذه الاشكاليات الوقت الاكبر. واضافة الى ما تم ذكره اعلاه تبرز محاكاة رجال المليشات من قبل الاطفال والمراهقين والشباب (يتمتع رجال المليشات بالسلطة والنفوذ والحظوة وخوف الناس منهم) مشكلة تفاقم اشكاليات التعرض للعنف.
اشار د. كاظم المقدادي الى مساحة الحرية الواسعة للحديث فهو يتحدث ما يريد واشار بمرارة الى ان الاعلام الامريكي وراء تلك القناة الاخبارية. ان الحرية جاءت مع رجال القوات الامريكية فتحررت الاقلام بعد ان كبلها الفكر القومي والدولة القومية وتحاول بعض القوى الدينية ذلك. واعترض المقدادي حول نقل صور ضحايا الاعمال الارهابية على شاشات التلفاز ليقلل من تعرض الطفل لتلك المظاهر. ان ما يتناقله العامة من وصف عبر المجالس الخاصة واعداد اليتامى المتزايد وما يعيشه يوميا من خوف وتوتر الاهل عند كل ذهاب الى المدرسة او انطلاق والده الى العمل تشكل اكبر معاناة للطفل من الارهاب ستترك اثارها السيئة في المستقبل. ان نقل صور الارهاب عبر التلفزيون تنقصه الاشارة الى المنظمات التي تمارسه ونوعية الرجال والافكار وما يتعلق والقراءة الخاطئة لقصص التراث والنص المقدس ممكن ان تخفف معاناة الكثير من المواطنيين. ان الاشارة الى اهداف المنظمات الارهابية الفارغة في مناهضة قوات الاحتلال ومحاولات التحرير! وازالة غير المسلمين من الارض ومحاربة الطوائف جزء من العملية الاعلامية (يتهرب الكثير من الحديث عن الموقف من غير المسلمين حتى بعد المذابح الاخيرة).
اصاب المقدادي في اشارته الى عنف الدولة، وتعامل القوات المسلحة الخشن في الشارع (اطلاق نار عشوائي وسب وشتم المواطن وغيرها) اشارته بكونها اشكالية للمواطن، واكد المقدادي بان تلك الظاهرة تعكس ضعف الساسة واهتمامهم بالمناصب والكراسي. لم يشعر قادة الاجهزة الامنية بالاسى والفشل في اي من الحوادث الارهابية! وكذلك عندما تعثر وصول الاجهزة الكاشفة وقد سربوا خبرا مفاده بان الملاكات العراقية تطور مثل هذه الاجهزة تناقلتها الفضائيات وارتفعت بعده التفجيرات.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجمع القوى الديمقراطية جنوب وسط العراق
- بلال عبد الله ظاهرة شاذة في طب العراق
- ملاحظات حول المازق الثقافي العراقي
- كثر من وزارة قصرت في فضيحة دار الحنان لشديدي العوق
- ملاحظات حول محنة الطفولة في مقالات الدكتور المقدادي
- قادة في العراق


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد الديوان - برنامج بالعراقي يتناول تاثير العنف على العراقي