أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جواد الديوان - افتراضات الشبيب في مقامة الكيروسين














المزيد.....

افتراضات الشبيب في مقامة الكيروسين


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 2289 - 2008 / 5 / 22 - 10:08
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يتنقل طه الشبيب بين افتراضاته وتاكيداته ليرسم صورة مفصلة لقضية الدجيل حين عاقب الكائن السماوي (صدام حسين) مدينة بكاملها (قصة واقعية معروفة ادانوا بها صدام حسين واعدموه فغابت صورته في ماسي الشعب الاخرى). ونقل اشكاليات الاعتقالات وتصرفات زبانية الامن بشكل تفصيلي (افتراضات)، فعندما تم حشر القوم نساءا ورجالا في زنزانة واحدة في اول الامر وقبل نقلهم من الدجيل، كانت احداهن في المخاض وتوفت بعد ولادة ابنتها حمامة. وينقل الشبيب تفاصيل الولادة في زنزانة مغلقة ومظلمة وبين الرجال، فاستخدمت النساء العباءات يسترن به الولادة. وبتفاصيل دقيقة للولادة يهمل الشبيب وقت وفاة الام فتكتشف النسوة ذلك بعد ولادتها (عجزت عن تقبل الطفلة او الموافقة على اسمها)، ويستمر التحقيق اثناء ذلك الوقت فيضعنا الشبيب على التسويط والفلقة. واذ يعمل قوات امن النظام في عالم لا علاقة له بما يجري على الارض، فيقايض شرطي احول النسوة مصباح يدوي بحلقاتهن الذهبية، ولا يفي بوعده، فكانت ولادة في الظلام الدامس لتعطي الامل بحياة اخرى.
تنقل الشبيب في افتراضاته بين معتقلات المخابرات حيث جهل المحققين وعنفهم لارضاء الكائن السماوي (تفاصيل التحقيق مع اطفال)، والمعتقل الصحراوي (البصية في صحراء السماوة وربما اشار الى نقرة السلمان). ويعرف الكل بان بصية كانت مكان حجز اهالي الدجيل لسنوات طوال، ونقرة السلمان لاكراد العراق، وقبلها حجزت العهود السابقة اكثر رجال العراق اخلاصا للعراق. ولم يترك الشبيب تفاصيل نقل النساء والاطفال في سيارة مغلقة لم تتوقف الا لتبول السائق والحرس! واهملوا البقية داخل السيارة المغلقة ليقضي الاطفال حاجاتهم في السيارة. انها تاكيد لتكرار قصة قطار الموت (1963) فيرد على الفكيكي ومن حاول تبرئة ذمته من ذلك العنف والقتل، ليؤكد عنف التيار القومي العربي الديني.
يتابع الشبيب الاحداث ولحين سقوط نظام الكائن السماوي، فاصبحت حمامة طالبة في الكلية مع احمد (اخوها في الرضاعة وتوفت والدته في السجن الصحراوي). ويصور صعوبات الحياة ومعاناة ام علي (فقدت زوجها واولادها بالاعدام) في تدبير شؤون حياة اسرة تربطها مفردات اضطهاد صدام وحزب البعث (ام علي وحمامة واحمد وام غائب) حيث لا روابط بيولوجية بينهم. فهل كان يشير الشبيب الى ان كل المظلومين في زمن صدام (الكائن السماوي) عائلة واحدة فرقتهم تنظيمات القاعدة والعصابات المسلحة (جيوش بمختلف التسميات)، وسياسة الاحزاب التي ترعرت بعيدا عن الوطن.
يساهم سكان المنطقة في اعانة العائلة بعد اطلاق سراحهم وبالسر رغم العقوبات القاسية (الاعدام) فتدبر القوم المال لشراء ماكنة الخياطة لام علي، وتطورت الاخيرة في الخياطة، فنقل الشبيب امكانياتها في خياطة بدلة زفاف. وربما يؤكد الشبيب العلاقات بين العراقيين، والتكافل الاجتماعي حيث تغيرت الامور باشكاليات الارهاب، وخطب البعض وتهديداتهم.
تفاصيل الحياة في نوع الخضروات التي تحصل عليها ام علي (خضروات قاربت على التلف لسعرها الارخص) وايام اللحم في حياة العائلة اخذت حيزا كبيرا في تاكيدات الشبيب، وربما كانت نموذجا لعائلة عراقية ايام الحصار الاقتصادي حيث يتذكر العراقيون السيكار بيد الكائن السماوي.
يؤسس احمد حزبا سياسيا، وادبياته بيان التاسيس فقط! وينشط بين طلبة الجامعة دون شرائح الشعب الاخرى، في اشارة الى خلو الساحة العراقية من اي نشاط سياسي معارض، وقد قمع نظام البعث كل الحركات السياسية وزرع الخوف بين الناس من التفكير او حتى ان يحلم الانسان بذلك. وقد تكون اشارة انتقاص من الحركات السياسية في العراق حيث ظهرت بعد 9/4/2003.
لا يمكن تصور العمل السياسي نزهة، وفي متابعة الشبيب للمناقشات بين حمامة واحمد حول التنظيم السياسي يتعمد اظهار جهلهما، ويركز على عواطفهم الجياشة فيتبادلوا ادوار البكاء. يثير موقف حمامة الاستغراب حين اخبرها احمد بقرب نهاية الكائن السماوي ونظامه في اشهر الصيف (حزيران وتموز واب) اي قبل ستة اشهر من سقوط النظام (نيسان)، فقد انفعلت باكية بحرارة وحرقة مستنكرة ان تسقط نظام الكائن السماوي (حكم البعث) قوات اجنبية، مع التمنيات ان تسقطه قوى عراقية!. وقد روجت لهذا الراي بقايا نظام الكائن السماوي في محاولة لتعزيز ادوارها في المجتمع بعد عريها الكامل اثر فضائح النظام بعد السقوط، ويتذكر القاريء ما كان يصرح به ساسة ونواب ظهر تورطهم اخيرا بالارهاب او تحوم حولهم الشبهات. ويروج الشبيب لمثل هذا الموقف والراي ينشره على لسان حمامة فقد كسبت تعاطف القاريء بعد ولادتها في السجن ووفاة امها مرورا بكل السجون التي دخلتها وهي رضيعة، لينال من القوى السياسية الفاعلة في العراق.
وتتخوف حمامة من عاقبة دور القوات الاجنبية في اسقاط نظام الكائن السماوي، ولم تستطع ان تتبين ماهية الخطر ولكن هناك خطر (نظرية المؤامرة)، كما قد اغفل الخطر ساسة متمرسين وتبينته حمامة!. وتمضي حمامة بشرح معنى الوطنية كما كرستها القوى القومية في النصف الاول من القرن العشرين، ويغفل الشبيب التغيرات عبر الزمن في مفاهيم ولم تكن على لسان الوحي. وربما يوحي الموقف بعجز الاحزاب السياسية في العراق عن ادراك ذلك، ويدرك جيل جديد لم يضعنا الشبيب على امكانياته.
وفي تاكيدات الشبيب تصوير لتصرفات حمايات من قدموا من وراء الحدود، اطلاق نار عشوائي وفوضى عارمة، وتجاوز بذلك اعمال القاعدة وتحالفاتها مع القوى الدينية المتشددة وايتام نظام الكائن السماوي. وينقل الشبيب للاجيال القادمة عبر مقامة الكيروسين فشل سياسي دون ان يوضح دور اعداء الديمقراطية والحرية. واذ لا يمكن اغفال ابداع الشبيب وقابلياته على التصور ونقل وقائع، فان دور الشبيب في تسجيل براءة ذمة لقوى حاولت سلب المواطن العراقي فرحته بسقوط النظام واضح.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذج مثقف
- مع قرب موعد انتخابات مجالس المحافظات
- قوى اللقاء الديمقراطي في الذكرى الخامسة لسقوط نظام صدام
- في ذكرى سقوط نظام صدام تغيرات في الشرق الاوسط
- ذكريات بمناسبة عيد تاسيس الحزب الشيوعي العراقي
- وشعرت بقوة حماية كلية الطب!
- من بقايا الذاكرة
- مدنيون وقوى اللقاء الديمقراطي
- ذكريات اليماني عن صدام
- نموذج من العراق
- مدنيون ونزدهر في النور اتحاد قوى سياسية لا انشطارها
- التناقضات في شعر المتنبي
- الم في الذاكرة
- محاولات لبناء مفهوم علمي للعنف
- رواية حبال الغسيل
- جابر حبيب جابر يقترح حلا لازمة العراق السياسية
- برنامج بالعراقي يتناول تاثير العنف على العراقي
- تجمع القوى الديمقراطية جنوب وسط العراق
- بلال عبد الله ظاهرة شاذة في طب العراق
- ملاحظات حول المازق الثقافي العراقي


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جواد الديوان - افتراضات الشبيب في مقامة الكيروسين