أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد الديوان - من بقايا الذاكرة














المزيد.....

من بقايا الذاكرة


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 2222 - 2008 / 3 / 16 - 11:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عاشت معي تفاصيل الحياة ابان شباط 1963 بكل مفرداتها، منذ اكثر من اربعة عقود. وتبرز في الذاكرة كلمات مثل البعث والحرس القومي ومراكز الشرطة ومواجهة (زيارة) الوالد العزيز في سجن البصرة ولحين نقله الى نقرة السلمان، وكذلك كلمة فتوى حيث تعرفت عليها لاول مرة، ورشيد مصلح الحاكم العسكري العام وقرارته القراقوشية، ومنها قرارات الفصل من الوظيفة، فاثرت على جدي لأمي بعد توقيفه!. وانتقلنا الى التنومة (شط العرب) فتعلمت العناية بالابقار والخراف في الحقل والزريبة (اعادة الحيوانات وتوفير ما تحتاج مثل الجت والشعير والماء وغيرها) والدواجن، ومتابعة اشكاليات النخيل (تكريب وتلقيح وتدلية وكصاص أي جني التمر ... الخ)، وكانت جديدة في تفاصيلها علينا حيث ولدت وعشت في بعيدا عنها. وكانت تفاصيل لا تخلو من طرافة حين زرعنا الفجل في حقول الجت! الا انها مضطربة من صعوبة تحمل اعباؤها الى لوم الاعمام وابناء العشيرة (يريد يصير وزير او رئيس وزراء) مما يضيف مرارة على تقبل مساعداتهم. الا ان تلك العلاقات (صلة الرحم والعشيرة) نجحت في تجاوز اخفاقات العقل العراقي المتنور وقتها حين شجع الانتقام، ومنح الفرد حق تطبيق قرارات قرقوشية بنفسه لا الدولة! بادعاءات قيل انها شرعية (فتاوي دينية)، اضافة الى التجويع.
حشدوا عليه الجوع ينشب نابه في جلد ارقط لا يبالي ناشبا
وعلى شبول الليث خرق نعالهم ازكى من المترهلين حقائبا
وشهدت بعدها اعدام البطلين كريم حسين وعبد الله رشيد رحمهما الله، وكان الاعدام علنيا بكل تفاصيله. واوصى كريم حسين ولده (كان في عمري وقتها) بان يكون رجلا ليكف عن البكاء والنحيب موضحا بان كل الحاضرين من الرجال اباء له، مؤكدا براءته من الجريمة (مقتل انس) ، وهتف مع عبدالله رشيد ضد عبدالسلام (عبد حرب وعدو السلام) وحياة الشعب العراقي لتنال منهما المشنقة فكانت بحق ارجوحة الابطال في تلك اللحظات وذلك الموقف.
لم اشعر وقتها بالخوف والقلق وغيرهما كما عانى اجدادي لامي وابي خوفا من اندفاعات الجهلة وتخويلهم الشرعي! وعانت والدتي العزيزة من ذلك وصاحبتها في مراجعاتها المتكررة للجان التحقيقية وتقديم العرائض وغيرها، ووصلنا بعريضة الى الحاكم العسكري العام (رشيد مصلح) مع عوائل اخرى، وانزعج من ذلك مصلح، وظهر في باحة دائرته مهددا بتمزيق العرائض، ومستعرضا قوته امام النساء والاطفال، وكان نصيبي منه دفعة لاكون خارج الدائرة، ورحم الله من قال "افرغٍِ على المخانيث دروع عنتر". فقد كان مصلح يعمل لصالح العراق وشعب الرافدين، لينتهي بالمشنقة مدانا بالتجسس لأسرائيل!. استمعت وقتها لاعترافاته امام التلفزيون وقتها لاحفظ كل كلمة قالها، واسماء من رافقه، وبمتعة، فقد شق عليً في عمر المراهقة الترفع عن مثل هذه المشاعر، ورحم الله من قال:
وحيث يُعيرُ ابناؤه بان لهم والدا مثل ذا
رواية الاحداث تنفيس عن التوتر الذي اشعر به، واعربت زوجتي لارتياحها من اشكاليات مزاجي (غضب وقلق وارق وغيرها) عند كل شباط من كل عام، منذ نشر الم في الذاكرة. سقوط الديكتاتور والبعث ومن اسقطها وفر هذه الفرصة، وساهم في معالجة التوتر والغضب والقلق والارق، وتحسن التركيز، وتطورت العلاقات الاسرية والوظيفية، وتضاعف انتاجي العلمي. وهذه الاسطر ايضاح للوالد العزيز ووالدتي الحبيبة وجدي لامي جبار رحمه الله، فقد ظهر اسم ابن الواعظ (رجل دين عزز فتوى شرعية واشار لذلك عدة مقالات وبعض الكتب)، ملحقا باسمي في بحث علمي نشرته مجلة طبية عالمية (البورد العربي)، وازعجتني هذه المصادفة بل ارقني تساهلي في هذا التعاون. لقد اضفت اسمه لمساهمة في تقديم التسهيلات لطالب دراسات عليا (طبيبة) فجمع الاخير معلومات، وبعد انجاز اطروحته نشرنا ما توصلنا له خدمة للعلم وانجازا لنا. وكان نشر البحث وفقا لبروتوكول نشر البحوث العلمية وهي تقاليد واعراف وتعليمات تختلف عن تقاليد النشر الادبي. وقد يكون ذلك مظهرا لتجاوز اشكاليات الثار والحقد وتجاوز الم الذكرة رغم صعوبة الامر والالم الذي كابدته في ترافق الاسماء في البحث
ولا زلنا نحاول تجاوز اشكاليات الثأر والانتقام وغيرها من اصول الثقافة العراقية والعربية والدينية، وشهد الشعب التهجير القسري والقتل على الهوية ومطاردة العلماء والفنانين وغيرهم واضطربت الجامعات والمدارس وغيرها. ويعجز الناس عن تحديد خصومهم، فلله در السابقون
واي الخصوم مددنا له
باي الاكف باي القنا
ضربناه بالفكر حتى التوى
وبالقلب حتى هفا بالردى



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدنيون وقوى اللقاء الديمقراطي
- ذكريات اليماني عن صدام
- نموذج من العراق
- مدنيون ونزدهر في النور اتحاد قوى سياسية لا انشطارها
- التناقضات في شعر المتنبي
- الم في الذاكرة
- محاولات لبناء مفهوم علمي للعنف
- رواية حبال الغسيل
- جابر حبيب جابر يقترح حلا لازمة العراق السياسية
- برنامج بالعراقي يتناول تاثير العنف على العراقي
- تجمع القوى الديمقراطية جنوب وسط العراق
- بلال عبد الله ظاهرة شاذة في طب العراق
- ملاحظات حول المازق الثقافي العراقي
- كثر من وزارة قصرت في فضيحة دار الحنان لشديدي العوق
- ملاحظات حول محنة الطفولة في مقالات الدكتور المقدادي
- قادة في العراق


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد الديوان - من بقايا الذاكرة