أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عماد علي - الشباب و دورهم في تغيير و تطوير الوضع و الخروج عن المالوف















المزيد.....

الشباب و دورهم في تغيير و تطوير الوضع و الخروج عن المالوف


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 04:07
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


اغلبنا على الراي بان الزمن و ما فيه من المميزات و الاوصاف و ما يحتويه من الخصائص و ما هو عليه من الحالة الاجتماعية الثقافية الاقتصادية في تغيير مستمر، لذلك لابد ان يتغير ما يمس هذه الصفات ، و ما تتضمن فترة معينة من الزمن يجب ان لا يكون كما كان عليه الوضع قبل التغيير في الفترات او العصور او العهود الاخرى، حتى المفاهيم و اللغة و القيم و المضامين و الجواهر الحياتية و الاخلاق و العلوم و المعرفة في تغيير و تطور مستمر في جميع الاوقات، اي الارضية و العوامل الفوقية و التحتية التي تبنى عليها الحياة في تطور دائم تلقائيا، و لذلك فان الافرازات او المؤثرات الناتجة عن ما يتصف به عصر او عهد ما لها تاثيراتها المباشرة و الجذرية على المخلوقات و لو بانت التغييرات في هذا المجال تدريجيا او في فترات متلاحقة فيما بعد، فكل عصر يتميز بمجموعة من الصفات و المفاهيم المالوفة عند الجميع، ربما تكون هناك استثنائات في فترة ما للخروج عن المالوف و في مجال او اتجاه ما ولاسباب معروفة كالخروج من التقليد و عدم السير وفق ما يفرضه الواقع، و لكن هناك دائما ثوابت مستقرة راسخة مالوفة للجميع، و يدخل الانسان كعامل حاسم و قوي في العمل بحيث يخرج البعض عن ما هو المالوف في المجتمع و هو مقتنع به و يعمل كليا على ذلك المنوال و تظهر صحة وجهة نظره فيما عد بعد ثبوت ما هو متغير و اكثر ملائمة و استفادة للعصر الجديد من الامور المبتذلة النافذة تارخها تلقائيا بعد التطورات المتلاحقة الحاصلة فيه.
لابد ان نشير دائما الى ان هناك شواذ فيما نقول ، و لكن الاكثرية التي تدير مسيرة التغيرات الحياتية هم من الاجيال الجديدة و هم الذين لهم الدور القاطع فيما يمس العمل على التطوير و تغيير الوضع المالوف بكل ما فيه، اي يظهر هنا دور الشباب في الابداع و هذا ما هو المؤكد في كل زمان و مكان مع العديد من المخضرمين الذين ان لم يكن العمر عاملا معطلا في تصرفاتهم و تفكيرهم فيعيشون حسب ما يتطلبه زمانهم و ما في زمانهم من المتغيرات الحاصلة في امور الحياة .
المعلوم، اننا لو تاملنا فيما يخص الشباب و دورهم ، يتبين لدينا ان التطور و التراكمات الايجابية في حياة المجتمع له تاثير كبير على تفكيرهم و طريقة عيشهم و عقلياتهم ، و هناك فرق قليل جدا بين المبدع و المشعوذ او المجنون في الامور العامة، اي من اتى بشيء غير مالوف يكون في نظر اقرانه غير اعتيادي فيوصف بما هو عليه جموع المجتمع من المفاهيم الراسخة بانه خرج من ما اعتاد عليه المجتمع ، و ربما كان هو الوحيد على الصواب . لذا لابد ان يفكر المختصون بتطوير المجتمع عن طريق المبدعين و الخارجين عن الصفات المالوفة و عن التقاليد وو محاولة تمييز ما هو المفيد لدعم امكانياتهم و بعقول متفتحة.
ان الفئة الهامة و العامل الحاسم و الوسيلة الصحيحة لتغيير و تطوير المجتمع هم الشباب ذو القدرة الفائقة و الفعالية الخارقة و الامكانيات العقلية الصحيحة القادرة على ما لايمكن ان يعمله غيرهم.
اما الواجب المهم الواقع على عاتق الحكومة و الدولة بشكل عام و المؤسسات العلمية الانسانية بشكل خاص هو ايجاد طريقة ملائمة لدعم الشاب القادر على الابداع سوى عن طريق الاثراء البيئي المحيط له او الاهتمام الشخصي الخاص به و بالمجال الذي يبدع فيه ، بحيث يجب ان يشمل الدعم هو و محيطه العائلي و امكانياته المادية و المعنوية و طرق و ظروف معيشته.
اما بالنسبة لما هو عليه الوضع العام في العراق بعد كل تلك الاضطرابات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية جعلت الارضية و المحيط غير خصبان لابراز المبدعين بعد انشغال الجميع في الحصول على لقمة العيش، و هذا ما يناقض القول بان المعاناة تخلق الابداع الا في مجالات انسانية بسيطة فقط، بحيث الظروف الذاتية غير الطبيعية يمكن ان تصنع الالهام في الاعمال و الافكار الانسانية البحتة و منها الابداع في الكتابة و الشعر و ما الى ذلك من العلوم الانسانية البحتة فقط، الا ان العامل الاهم في تغيير الوضع التقليدي هو الابداع في المجالات كافة و القدرة على تطبيق الافكار و النظريات الابداعية في الواقع، و هذا ما لا يمكن ان يطبق في العراق الذي يأنٌ حتى اليوم تحت ثقل الحروب و يرزح تحت صعوبات المعيشة و الكبت و الاضطرابات التي نتجت من فعل ايدي الدكتاتورية و العقليات المتخلفة، بحيث لم يعش الفرد بشكل يمكنه ان يغير ما هو يعيش فيه و ان يخرج عن المالوف و يبدع، و توفر الاسباب الذاتية و العقلية و النفسية الصحيحة للشاب يمكنه ان يهتم بما يريد ان يختص فيه و منهم ما يبدع و يخلق كما هو غير مالوف و مترسخ و يخرج عن العمل التقليدي لما كان عليه الجيل الذي قبله ، و بالعكس تماما كان النظام الدكتاتوري يخلق جوا ارهابيا مفزعا و مرعبا بحيث اعاد وضع الجيل الجديد او الشباب الى الوراءو لم يتمكنو ان يعملوا و يبدعوا كما هو ابائهم على الاقل ، و هذا ما فرض العجز التعليمي على عدد من الاجيال و صنع شرائح واسعة من المتخلفين العقليين و النفسيين و الجهلة.
ولو نظرنا الى حياة المبدعين في العالم نرى انهم كانوا يعيشون في حياة طبيعية و الايام الجميلة لهم اكثر من غيرها في حياتهم، و هم كانوا على كفاءة عالية و عيش سعيد و تصرفوا بما غير مالوف وعاشوا في جو يساعدهم على ما اقدموا عليه، و المزاج و الاضطرابات المزاجية الموجودة في محيط حياتهم له تاثير مباشر على عملهم و ابداعاتهم ، فالشباب المنتج من الجو الصحي يمكن ان تكون نسبة ابداعاته و خروجه عن التقاليد المالوفة اكثر من اقرانهم في ظروف مختلفة اخرى، و هناك شواذ كما هو القاعدة طبعا.
المهام الاول للسلطة اليوم هو جعل الشاب يجري وراء المعرفة و العلم اكثر مما هو عليه اليوم ،وهو يسير وراء الايديولوجية قبل اية ثقافة و هذا هو العائق الاكبر امام التغيير و التطور و بقاء الوضع المالوف كما هو، و وضع الخطط العلمية الدقيقة لتغلب الثقافة العامة التقدمية على الايديولوجيات المتعددة الخاصة المسيطرة هذه الايام ، وايجاد البدائل اللازمة لتوفير الجو الصحيح و الامكانيات المطلوبة لهذا الامر، اي الوسائل المطلوبة توفيرها لشباب في دعمهم من اجل ان يكونوا هم عامل تغيير و تطورو الغوص في العمل على تغير الظروف العائلية و البيئية الصحية لهم و اختيار النخبة المبدعة و ابعاد الحيل السياسية المتبعة اليوم في طريقهم و دعم احتكاكهم باقرانهم و ابناء جيلهم في الدول الاخرى ، بالاضافة الى توفير وسائل الرفاه و السعادة و الامكانيات المادية لهم، و تمييزهم عن الاخرين و الاهتمام بالفروق الفردية فيما بينهم.
يتميز اي مجتمع فيه من الشباب المبدعين بالحيوية و النمو و التطور الدائم، و هذه الفئة و حدها التي يامكانها العمل او الجهد اللازم لنقل الوضع الاجتماعي من مرحلة الى اخرى، ومن الطبيعي ان يكون الشعب الذي نسبة شبابه اكبر من كهله و شيوخه و اطفاله و فيه من الظروف الملائمة البعيدة عن القلق و الفوضى و الحروب، و مستقرة امنيا و اقتصاديا يتمتع بالمواصفات الحيوية الطازجة ، وبه تندفع قافلة التقدم الى الامام ، و المجتمع الذي لا يحوي المواصفات المطلوبة يتخلف عن المسيرة ،و هذا ما يحتاج الى دراسات وافية خاصة بكل مجتمع لتشخيص السلبيات و تحديد العلاج و العوامل المساعدة لتمكين الحصول على المقومات و تفعيل الشاب بكافة اتجاهات للعمل المطلوب لتغيير المجتمع.




#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المراة قادرة على تحقيق اهدافها العامة لوحدها
- الاقلام المحايدة مراقِبة للسلطة دائما و ليست موالية لها
- بدا موسم المزايدات الانتخابية في العراق
- الانسان اولا هو الشعار الانسب لجميع العراقيين
- تدهور الوضع العام فرض نقض نظام التخلي عن المواطن
- تاثيرات الخطاب السياسي و الثقافي على بعضهما في العراق اليوم
- كيف تواجه المراة التحديات المفروضة عليها في العراق اليوم
- افتعال ازمة كركوك في هذا الوقت، من اجل اهداف مخفية
- دور المؤسسات التعليمية في توعية المجتمع
- في حضرة المسؤول الشرقي المبجل
- الاعتراف بتقرير المصير للشعوب كحق من حقوق الانسان
- ما بين مؤتمري نقابة صحفيي كوردستان و العراق
- مجتمع مدني و فلسفة نظام حكم جديد في العراق
- نحتاج الى الاشتراكية ام الليبرالية في العراق اليوم?
- نعم انها انسانة حقا
- الاحساس بالاغتراب رغم العيش بحرية في الوطن
- الشعب العراقي بحاجة الى الحب و الحرية و الحماس و الحكمة في ا ...
- من هم دعاة حقوق و حرية المراة؟
- حذار..............مازال امامنا الكثير
- التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان استنادا الى قرارات محكمة د ...


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عماد علي - الشباب و دورهم في تغيير و تطوير الوضع و الخروج عن المالوف