أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد علي - تدهور الوضع العام فرض نقض نظام التخلي عن المواطن















المزيد.....

تدهور الوضع العام فرض نقض نظام التخلي عن المواطن


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 10:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعدما دخلت الدول الراسمالية في نشوة ما سموه بنصر الفكر و التطبيق الراسمالي على الاشتراكي في صراعهم الطويل بعد انفكاك الاتحاد السوفيتي ، ودخول الدول الاشتراكية و اليسارية في ظروف املت عليها افعال متسارعة محاولة القفز على الواقع و الهروب الى الامام ، و منها ما استسلمت كليا للقطب الراسمالي و حاولت اعادة النظر كاملة في افكارها و افعالها بشكل جذري و منها اعادت تنظيم نفسها و وضعها الداخلي و نظامه السياسي بعقلانية محاولة عدم فرط الوضع و السيطرة على الواقع بكل الطرق، كانت للولايات للمتحدة الامريكية يد طولى و خفية في بعض منها في اكثر الاحيان في العديد من تلك الدول فيما آلت اليه اوضاعهم و ايقنت بانها المنتصرة الجبارة و عليه اعتقدت بان تستمر الحياة وفق ما تتصور و حسب تنظيراتها و مصالحها و بها تتمكن ان تحكم العالم بقوتها و جبروتها و امكانياتها الاقتصادية و العسكرية ، وما الدول الاخرى في نظرها الا مطيع لما تامر به و تستعملها كما تشاء في تنفيذ مخططاتها و افكارها . تلهفت منذ البداية في الركض نحو الدول التي كانت موالية للاتحاد السوفيتي السابق و حاولت بكل الطرق فرض سيطرتها و سحب بساط روسيا من تحت رجليها و جهدت نفسها كثيرا في هذا المضمار بكل الوسائل المغرية و اعتمدت طرق متعددة حسب الواقع و الظروف الاقتصادية الاجتماعية لتلك الدول و نجحت بالفعل في العديد منها و فرضت شروطا قاسية استنادا على اعتقاداتها و نظرتها الخاصة للعالم بعدما تخلصت من منافستها . استمرت في نهجها هذا بكل الوسائل و دخلت مجموعة غير قليلة من الدول المحايدة سابقا ايضا تحت خيمتها ، الى ان وصلت الحال و بعد الفشل فيمحاولتها لتحقيق الكثير من اهدافها استعملت اساليب عدة تارة بالترغيب و اخرى بالترهيب، محاولة التاكد نهائيا من انها انهت مهمتها و تمكنت بشكل مطلق من السيطرة على الوضع و هي قادرة على فرض ما تعتقد و تؤمن هي على العالم بدون اعتراض او رادع يذكر و سوف تنتصر في جميع صراعاتها الثانوية بعد ان اسقطت غريمها الاكبر ، الى ان تاكدت كما كانت تعتقد من انها لابد ان تنتقل الى مرحلة اخرى في تطبيق اهدافها و هي فرض شروط و آلية تطبيق النظام الراسمالي في اية بقعة تسيطر عليها و اجبرت بعض من هذه الدول بالفعل الى الرضوخ لاوامرها و كانت للمؤسسات الراسمالية العالمية التابعة لها بشكل من الاشكال دور فعال في تنفيذ اوامرها و منها منظمة التجارة العالمية و صندوق النقد الدولي و البنك الولي و المنظمات ذات الصلة الاخرى التي تسيطر عليها هنا و هناك، و استغلت في اكثر الاحيان الوضع الدولي العام و الوضع الاقتصادي المتدني و الفقر العام لتلك الشعوب في فرض شروطها الراسمالية و منها تحرر السوق و التخلي عن المواطن و الخصخصة بشكل عام و الغاء دور الدولة في تلبي متطلبات الفرد، و لكن خلال فترة قصيرة جدا ظهرت سلبيات هذا النظام لتلك الدول و بدات اعادة التنظيم مما اقدمت عليه من جديد ، ويجب ان لا ننسى ان دولا عدة قاومت بكل الوسائل و لم ترضخ لتلك الظروف المفروضة نتيجة افرازات سيطرة القطب الواحد ولحد اليوم .
كما هو حال الراسمالية عمدت على اجبار الدول على تحويل كافة وسائل الانتاج الى الملكية الخاصة مما نتجت بطالة فاضحة و فوضى عارمة في الانتاج و الازمات المستمرة و ازدادت المنافسة و الحروب و فقر الجماهير بشكل كبير، وفي كل هذا التخبط لجات الى استعمال القوة في اكثر الاحيان ليس من اجل الشعوب المنكوبة كما تدعي بل لفرض طوق سيطرتها و تامين مصالحها وفشلت في العديد منها هنا ايضا، و تحولت العديد من الدول الى مرتع لكل العقائد و الافكار المضادة لابسط حق من حقوق الانسان و هي التي ادعت ضمانها و تشدقت بها و حولت اقتصاد العديد من الدول الى اقتصاد عسكري و غرقت في بحر البطالة و الفوضى و الديون، وفي اكثرها سيطرت الظلم و الغدر و الاحتكارات في الاقتصاد و توسعت البون الشاسع بين الفقير و الغني و انعدمت الخدمات العامة للمواطن في ااكثر المناطق ، وانتشرت راسمالية الدولة الاحتكارية في مواقع اخرى و بذلك تعمقت التناقضات الاساسية فيها و أُستغل الشعب و قمعت العديد من الحركات بشكل مرعب، اي ارادت امريكا ان تكون الدول الراسمالية كما ارادت و هي بعيدة عن مصالح الشعب . و من هنا ظهرت ان الدول التي تعتني بافراد الشعب و تؤمٍن لهم الخدمات اعتمادا على ما كانت سواء اشتراكية بحتة او اشتراكية ديموقراطية او ليبرالية اشتراكية هي التي سيطرت على وضعها ، و توضحت فيما بعد بانها سوف تتخلى كليا عن افراد الشعب بتطبيق شروط امريكا و مؤسساتها الراسمالية، و هي بعيدة جدا عن امكانية تطبيق ذلك و الارضية التي حكمت فيها غير تلك التي تريد امريكا فرضها فوقيا، وفي مقدمة الثغرات التي تجلت هي عدم توفير فرص العمل اي انتشار البطالة و ازداد الفقر و انخفض مستوى الانتاج العام المحلي و ازدادت نسبة الواردات على حساب الانتاج المحلي، وانتشرت الفوضى الاقتصادي و جلبت معها الهزات الاجتماعية الثقافية،واضرت بمصالح الشعب كافة، والفرد بشكل خاص وقع في حيرة الفكرو العمل.
ولكون الراسمالية تنطلق من الاقتصاد و من مفهوم الاحادي الجانب، لذلك اعتمدت قبل الخوض في اي تغيير في الافكار و النظريات الراسخة، توجهت الى التغيير الاقتصادي و اعتبرت ان هذا الهدف هو الذي يجلب وراءه التغييرات الاخرى و اعتبرت الاقتصاد الحر الراسمالي هو القوة الوحيدة في التطور الاجتماعي و هذا ما اضفى طابع فج لفهم الاقتصاد و الافكار و المعتقدات التي اعتقدت تنبع منه.
و اهم التوجهات التي تبنت عليها الراسمالية و فرضتها على الدول بعد سيطرتها هو التخلي عن الفرد، و لم تاخذ العلاقة المتبادلة بين الفرد و المجتمع بعين الاعتبار ، و لم تنظر الى ان المجتمع القائم على الملكية الخاصة يدمر الفرد و يحطم كيانه و يفسد تطوره وتغلق الطريق الى التطوير الشامل له من حيث الثراء الروحي و النقاء الخلقي و الجمالي لكون كل كائن يتصف بالخصائص الفردية الكامنة لشخصيته و عقله و طبيعته التي اثر عليها الظروف الاجتماعية من حيث الطبع و القدرة الذهنية و المزاج و هذه كلها في تغيير مستمر و تتوقف شكلها و جوهر هذه الصفات على الاستقرار النسبي لمعيشته واي تغيير في التكوين العام للفرد تنشا نتيجة المتغيرات الحياتية المحيطة به ، و اعتمادا على كون الفرد هو المجمل الكلي للخصائص و السمات الكامنة فيه، فان اهمال هذه الصفات و الاستناد على الوجه الاقتصادي فقط ياتي بنتائج سلبية حتى للنظام العام للمجتمع ككل اثر تجمع المعاناة الفردية عند التخلي عنه و عن متطلباته .
و بعدما ظهر للعيان و توضح بشكل دقيق سلبيات التخلي عن الفرد من قبل الدولة و اعتماد نظام الملكية الخاصة و ما افرزت منه، تراجعت العديد من الدول في حساباتها و اعادت تنظيم كيانها و مؤسساتها و عملها، و تبين له ما لا يمكن انهاء دور الدولة في العديد من الواجبات التي تقع على عاتقها و تحويلها الى واجبات الفرد بذاته ، واعادت النظر في تلك المهمات و اظهرت مدى فشل النظام الراسمالي في بقعة ما عند فرض افكارها فوقيا من دون الحساب لتراكمات التاريخ و الوضع الاقتصادي و المستوى الثقافي و الاجتماعي و التي ادت الى صدور نتاجات عكسية، وبه يتبين ان الوضع العام للمجتمع هو العامل الحاسم في فرض او تطبيق الافكرا و النظريات و هذا ما فرض و اجبر نقض الدول للتخلي عن الفرد بعد كل تلك التغييرات التي فرضتها الظروف السياسية العامة بعد انهيار المعسكر الاشتراكي ، اي تخلت الدول عن التخلي عن الفرد في اخر المطاف.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاثيرات الخطاب السياسي و الثقافي على بعضهما في العراق اليوم
- كيف تواجه المراة التحديات المفروضة عليها في العراق اليوم
- افتعال ازمة كركوك في هذا الوقت، من اجل اهداف مخفية
- دور المؤسسات التعليمية في توعية المجتمع
- في حضرة المسؤول الشرقي المبجل
- الاعتراف بتقرير المصير للشعوب كحق من حقوق الانسان
- ما بين مؤتمري نقابة صحفيي كوردستان و العراق
- مجتمع مدني و فلسفة نظام حكم جديد في العراق
- نحتاج الى الاشتراكية ام الليبرالية في العراق اليوم?
- نعم انها انسانة حقا
- الاحساس بالاغتراب رغم العيش بحرية في الوطن
- الشعب العراقي بحاجة الى الحب و الحرية و الحماس و الحكمة في ا ...
- من هم دعاة حقوق و حرية المراة؟
- حذار..............مازال امامنا الكثير
- التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان استنادا الى قرارات محكمة د ...
- سالني استاذي عن جاويد باشا
- ما دور اقليم كوردستان في دعم استتباب الامن و ترسيخ السلم الع ...
- من اجل قطع دابر الدكتاتورية في العراق
- المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة السلام
- من اجل اجتثاث ظاهرة التهجير من جذورها


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد علي - تدهور الوضع العام فرض نقض نظام التخلي عن المواطن