أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - اِستمرْ في العزف يا حبيبي!














المزيد.....

اِستمرْ في العزف يا حبيبي!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 11:08
المحور: الادب والفن
    


يقول بول إيلوار في إحدى قصائده ‘’إنها تقفُ فوق جفوني/ شَعرُها في شَعري/ لها لونُ عيني/ جسدُها يداي/ تغمرُها ظلالي/ مثل حجرٍ في مواجهة السماء/ لا تغمضَ عينيها أبدا/ ولا تتركني أنامُ/ وأحلامُها في رابعة النهار الوَهِج/ تجعلُ الشموسَ تتبخرُ/ وتجعلني أنا أضحكُ أبكي وأضحكُ/ تجعلني أتكلمُ/ حين لا يكون هناك ما يُقال. ‘’ ويقول صباح فخري ‘’عيشة لا حبَّ فيها، جدولٌ لا ماءَ فيه!’’. أما طاغور فقال ‘’الفنُّ مثلَ الحبِّ، كلاهما لا يُفسّر’’.
هذا اللغز الأعظم: الحب، ما خطبُه؟ كيف يحدث؟ ومتى؟ ولمَ؟ وعلامَ يتمُّ الاختيار، إن كان ثمة اختيار؟ هل الحبُّ بالفعل أعمى كما قال شكسبير في مسرحية ‘’تاجر البندقية’’ على لسان جيسيكا ‘’ها هنا/ امسكْ هذه القبعة/ كم أنا سعيدةٌ إنه الليل/ وإنكَ لا تراني/ فإنني خجلة جدا من التحوّل الذي طرأ عليّ/ لكنَّ الحبَّ أعمى/ والعشاقَ عميان/ لا يقدرون أن يروا تلك الحماقاتِ التي يرتكبونها هم أنفسُهم!/ لأن المحبين لو كانوا يرون/ لخجل كيوبيد نفسُه/ حين يراني وقد تحوّلت إلى ولد!’’. أما في مسرحية ‘’حلم منتصف ليلة صيف’’ التي كتبها عام 1595 فيقول ‘’الحبُّ الحقيقيّ، لا يمكن أن تجري أمورُه بسلاسة’’.
هل حقا ما يقوله شكسبير؟ هل الحبُّ اليسيرُ السهلُ الذي ‘’لا غبار عليه’’ هو حبٌّ زائفٌ غيرُ حقيقي؟ ألابد أن يكون الحبُّ عسيرا موجعا كي يبرهنَ على حقيقيته؟ ربما معه حق. الحبُّ الناعمُ اليسرُ الرَخْص هو شيء يشبه الموات. مثله مثل القصيدة السهلة التي تنكتب في لحظة، وتقرأ في لحظة، وتنسى وتموت في لحظة. الحبُّ يجب أن يكون ‘’غُبارٌ عليه’’. الحبُّ الحقيقيُّ شائكٌ. مشتعلٌ. مُضنٍ. عسرٌ. قاسٍ. شرسٌ. مُعذبٌ ومُعذب. وإلا ماذا سيكتبُ الشعراء؟ وعلام يتعذب الصَّبُّ حين تفضحه عيونه؟ وفيم ينتحرُ المنتحرون؟ عسرا يكون الحبُّ وإلا ما وصلنا خبرٌ عن روميو جولييت، وجميل بثينة، وقيس ليلى. وما كنا قرأنا عذاب قيس إذ يقول ‘’أحِبُّـكِ يَا لَيلَـى مَحَبَّـةَ عَاشِـقٍ/ عَلَيهِ جِميـعُ المُصْعَبَـاتِ تَهـونُ/ أحِبُّـكِ حُـبًّا لَوْ تَحِبِّيـنَ مِثلَـهُ/ أَصَابَكِ مِنْ وَجْـدٍ عَلَـيَّ جُنُـونُ/ أَلاَ فَارْحَمِي صَـبًّا كَئِيبـاً مُعَذبـاً/ حَرِيقُ الحَشَا مُضْنَى الفؤادِ حَزِيـنُ’’. ولا ما حكاه جميلُ بثينة الماكر عن جهاده الخاص ‘’يقولون: جاهد يا جميلُ بغزوةٍ/ وأيُّ جهادٍ غيرهن أريدُ!/ لكلِّ حديثٍ عندهن بشاشة/ وكلُّ قتيلٍ عندهنَّ شهيد’’. ثم هذا عبدالله الفيصل يقول ‘’يا فاتنا لولاه ما هزَّني وجدٌ/ ولا طعمُ الهوى طابَ لي/ هذا فؤادي فامتلكْ أمرَهُ/ فاظلمْه إنْ أحببتَ أو فاعدلِ’’.
لكن كل ما سبق لم يجب بعد عن السؤال: ما هو الحبُّ؟
في ‘’أنت عمري’’، أحد الأفلام المصرية الحديثة، يقول البطلُ للبطلة بعدما أخبرته أنها تحب البحرَ جدا: تعرفي البحر؟ قالت ايوا وبحبه أوي! قال لها: كلام فارغ، جلوسك قدامه لساعات وتأملك جمال موجه لا يعني معرفتك به، لازم تغوصي فيه وتشوفي كل عوالمه اللانهائية قبل ما تقولي انك تعرفيه، كمان الحب، كل الناس والأغاني تتكلم عن الحب كل يوم، لكن كم واحد فعلا غاص فيه وعرفه؟’’ فتطرق البطلة، ولا ترد.
يذكرنا هذا بمقطع من رواية ‘’دون كازمورو’’ للبرازيلي ماشادو دي أسيس، يقول ‘’سيدي، قالت دودة طويلة سمينة، نحن لا نفهم شيئاً على الإطلاق بين النصوص التي نقضمها، كما أننا لا نختارُ النصوصَ التي نقضمُها، كما أننا لا نحب أو نكره ما نقضم. نحن نقضم’’. وكيلا أنهي المقال بهذا المثال الذي سقته على سبيل القياس لا الشبه، أعود لشيء عذب، وهل أعذبُ من الموسيقى؟ أعود لشكسبير في مسرحية ‘’الليلة الثانية عشرة’’ حيث يقول دوق أورزينو ‘’إذا كانت الموسيقى هي غذاءَ الحبِّ، فاستمر في العزف’’.الوقت البحرينية 3/7/08



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسه الأغاني ممكنة؟
- ارفعْ مسدسَك عن أنفي، أُعْطِكَ فرجينيا وولف
- سؤالُ البعوضةِ والقطار
- ترويضُ الشَّرِسة
- مَن يخافُ -حين ميسرة-؟
- ولم يكنِ الفستانُ أزرق!
- أعوامٌ من النضال والاعتقال-مشوار فخري لبيب
- إلى أين تذهبُ الشمسُ... يا جوجان؟
- انظرْ حولك في غضب
- ثقافةُ الوقوف في البلكونة !
- بالطباشير: فقدانُ الهالة
- داخل رحم
- الأحدب والجميلة
- ناعوت: «الهدم والبناء» في الوعي أصعب من «المعمار!-
- السوبر قارئ
- عينا الأبنودي
- اِصمتْ حتى أراك!
- كلام شُعَرا...!
- أنفي والجيرُ المبتّل
- الجميلُ الذي أخفقَ أن يكونَ عصفورًا


المزيد.....




- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - اِستمرْ في العزف يا حبيبي!