أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة ناعوت - ناعوت: «الهدم والبناء» في الوعي أصعب من «المعمار!-















المزيد.....

ناعوت: «الهدم والبناء» في الوعي أصعب من «المعمار!-


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:37
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار: عزة حسين

تحاول أن تُعيد «هندسة» العالم.. وتبحث عن اقتراح آخر للحياة، في جعبتها خمسة دواوين شعرية، ومثلها كتب مترجمة من الشعر، والقصة الإنجليزية والأميركية.

إنها الشاعرة.. المترجمة.. المهندسة فاطمة ناعوت: التي دخلت «الوسط» عالمها، في محاولة للتعرف على تفاصيله، فكان هذا الحوار.

*** ما طقوس ميلاد قصيدتك؟ ولماذا لا تولد قصيدتك إلا بالليل؟
* لكل قصيدة ظروف ميلادها الخاصة، ولكن هناك بعض الشروط الطقسية التي تؤهلني للعمل الإبداعي ليلا، أهمها الوحدة بمعناها الدلالي، والسكون التام للكون، اختيار الليل تحديدا جاء من كوني أنني أشعر بأن العالم يخصني وحدي، فلا بشر، ولا ضوضاء، ولا أشعة شمس!

*** كتاباتك متهمة بأنها صادمة.. فما ردك؟
* أنا متهمة بعدم التورط في كتابات الجسد، ولكن ما قصدك بكلمة «صادمة»؟!

*** أقصد صادمة من حيث تمردها على العالم ورفضه.. فما تعليقك؟
* كل شاعر هو بالضرورة متمرد على العالم، جانح نحو هدفه لمصلحة بناء عالم آخر، ليس بالضرورة أكثر جمالا، وإنما الأهم أن يكون مختلفا.

اقتراحات للحياة
*** هل مازلت تفتشين عن الاقتراح الآخر للحياة؟ وما هو؟
* بالتأكيد، وسأظل أبحث حتى النهاية، أما كوني أملك هذا الاقتراح فلا، فلو أنني أملكه ما كتبت، ولانتهت القصيدة، إذ أنها هي البحث عن تصور لهذا العالم.

*** في ديوانك الأخير «هيكل الزهر» طرحت فكرة «مصادقة الأشباح» و«العيش» داخل عالم شبحي.. فهل كان ذلك جزءا من هذا الاقتراح؟
* أنا كائن وحيد، لذا أحاول أن أصنع أصدقاء لي من الأشياء التي حولي: المقاعد.. الأوراق.. الأكواب الفارغة، حتى أنني في قصيدتي الأخيرة، صادقت «نملة»، والأشباح جزء من عالمي الصديق بالتأكيد!
*** ولكن هل يعني ذلك بعدك عن الأصدقاء الأرضيين؟
*لا.. فأنا لديّ أصدقاء أرضيون، صحيح هم قلة ولكنهم يثرون عالمي على قلتهم، ولكن.. دعيني أصدقك القول: أصدقائي السابقون هم الأقرب!

رهان
*** علام تراهن فاطمة ناعوت في الكتابة؟
*أراهن على تمكني من الكشف عن عالم آخر.. أي اقتراح آخر للحياة، ولكن على مستوى القصيدة، فطموحي أن أكتب قصيدة جديدة جدا، على المستوى الجمالي والمضموني في آن، وبالتأكيد ستكون هي القصيدة التي لم تكتب بعد، كما قال ناظم حكمت.
*** بعد عشرة كتب، وعشرين عاما من الكتابة، واقتراحات كثيرة للحياة.. هل اكتملت لديك رؤية العالم؟
* بالطبع لا.. وأرى أن الإنسان الذي يظن أن رؤية العالم قد اكتملت لديه، هو إما جاهل وإما ميت!

قصيدة النثر
*** في الفترة الحالية، استطاعت قصيدة النثر أن تؤسس لها وجودا ثقافيا، ولكن وقت بداية كتابتك لها، كان وجودها مجرد اقتراح مخنوق، سواء من قبل المتلقي، أو الناقد.. فكيف تعاملت مع هذه الأزمة؟
* اختلف معك، فقصيدة النثر مكرس لها في أوروبا منذ قرن ونصف القرن، وفي لبنان ومصر أيضا، منذ نصف قرن، كل ما هنالك أن الشعراء السلفيين، والنقاد الكسالى محجمون عن التعامل معها، لأنها لا تستجيب لحقيبة بوقراط «أبو الطب» التي يحملونها منذ خمسة عشر قرنا، تلك التي تحمل مشارط من شأنها تشريح القصيدة الكلاسيكية فقط، ولكن عندما يستخدمونها لسبر أغوار النص الجديد يخفقون، فيجدون الحل الأسهل في الهجوم على هذ النص واعتباره نصا لقيطا.

الهدم والبناء
*** لعبة الهدم والبناء أصعب في المعمار أم في الأدب؟
*في الحقيقة هي أصعب في الوعي من الكتابة والمعمار، فإن تهدمي وعيا مطمئنا وتستبدليه بطرائق جديدة، في الإنصات إلى العالم، ورؤيته فهذا من شأنه أن يخلق عمارة جديدة، وقصيدة جديدة، وفنا جديدا ونحتا جديد.. إلى آخره.
*** يقال إن قصيدة مترجمة بنجاح، هي قصيدة أخرى.. هل توافقين هذا الرأي؟
*طبعا فترجمة الشعر.. هي فعل إبداع، أما الترجمة الحرفية فهي الخيانة الصافية، لأن القصيدة تفقد جزءا من طاقتها في رحلتها بين لغة وأخرى، ولابد للمترجم «الشاعر» أن يعوض هذه الطاقة المهدرة ببعض اللصوصية النبيلة.
*** ما موقفك من الأزمة التي يمر بها النقد العربي الآن؟ وهل طالتك هذه الأزمة؟
*أين هو النقد العربي «الراهن»، هذا المصطلح خطأ شائع، فالنقد الآن مجرد عربة مهترئة تتعلق بحصان جامح اسمه «الإبداع»، على اختلاف ألوانه.

جمهور الشعر
*** في رأيك.. من المسؤول عن انحسار جمهور الشعر؟ وهل من شأن ذلك أن يزعج الشاعر؟
*كل عصر انحطاط ينعكس رأسا على القارئ، ويضرب رأسا في مساحته الثقافية، ونحن في عصر انحطاط بامتياز، ومن ثم لم ينحسر قارئ الشعر، ولكن بوجه عام تحول إلى إسفنجة تمتص مضمون الفضائيات المفرغة لكل طاقات الإنسان الدماغية والروحية.
وبالنسبة لي لا يزعجني ذلك، لأني لا أراهن على شيء من خلال الشعر، سوى متعتي القصوى التي أحصلها بعد كتابة قصيدة أرضى عنها نسبيا.
*** كيف ترين فاطمة ناعوت من الداخل وكيف تحتمل المهندسة المعمارية تموجات الروح؟
*أراها طفلة، لم تفقد يوما ولا ساعة دهشتها بكل الأشياء التي لا تدهش أحدا، أما تموجات روحي، فدعيني أخبرك بأنني كائن مزاجي بامتياز في لحظة أصرخ وأهتف كطفلة، واللحظة التالية قد يتلبسني وجوم العالم، هذه التموجات هي التي تصنع مزاجي الشعري الذي لا يستقر على حال، إذ هو إن استقر خفتت طاقته.

تصنيف
*** يتم تصنيفك من الكاتبات النسويات فهل أنت راضية عن هذا التصنيف؟
* لم أصنف نسويا، وإذا قبلت هذا التصنيف، فعلي أن أقبل العمارة النسوية، والنحت النسوي، والموسيقى النسوية!
*** ولكن.. هل ترين أن هذا النوع من الكتابة يمارس في عالمنا العربي وفق رؤية ما؟ وهل نجح في تحقيق هذه الرؤية؟
* أنا ضد مجرد فكرة النسوية بالمعنى السوسيولوجي «الاجتماعي» فعلى الرغم من أن كثيرا من كتاباتي تعاضد المرأة، وتحاول أن تنتزع لها حقوقها ليس من الرجل، بل من المرأة نفسها، لكنني ضد هذا المصطلح، لأن الحرية والعدالة والمساواة أمور لا يُطالب بها.
*** هل يحمل ديوانك الأخير «هيكل الزهر» رأيك الأخير في العالم؟
* قصائدي لا تحمل آراء بل تحمل تساؤلات بشأن الإنسان؛ لكنها ليست الأخيرة بالنسبة لي ، فقد علمونا في الرياضيات أن نحترم القانون لكي نحطمه في اليوم التالي، ولذلك لن تكون لي وجهة نظر نهائية وحاسمة في الحياة إلا لحظة الموت.‏



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوبر قارئ
- عينا الأبنودي
- اِصمتْ حتى أراك!
- كلام شُعَرا...!
- أنفي والجيرُ المبتّل
- الجميلُ الذي أخفقَ أن يكونَ عصفورًا
- بالطباشير : عزيزي الله، من رسم الخطوط حول الدول؟
- بالطباشير: آخرُ مُعتزلةِ هذا الزمان
- بالطباشير:يا باب الورد، حِصَّة وين؟
- الشَّحّاذ
- بالطباشير: -سُرَّ مَنْ رآكِ- أيتها الغيوم
- بالطباشير: يحدثُ هذا، وشكرا لفلسفة المصادفة
- بالطباشير: أنا الأديبُ الألْمَعيُّ مِنْ حَيِّ أَرْضِ المُوصِ ...
- بالطباشير: اِسفكسيا الجمال
- قطعة من الفراغ-قصائد إيميلي ديكينسون
- صقيعٌ لم يَحُلْ دونه أحد
- الدينُ لله، فهل الوطنُ للجميع؟
- بالطباشير: لفرط حضورِكَ، لا أراك!
- بالطباشير: عِقابُ المرايا
- بالطباشير: يا قمر على دارتنا


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة ناعوت - ناعوت: «الهدم والبناء» في الوعي أصعب من «المعمار!-