أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - قطعة من الفراغ-قصائد إيميلي ديكينسون














المزيد.....

قطعة من الفراغ-قصائد إيميلي ديكينسون


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:53
المحور: الادب والفن
    


ترجمة: فاطمة ناعوت

نُربي الحبََّ مثل كلِّ شيء آخر


نربي الحُبَّ
مثلما نربي كلَّ الأشياء الأخرى
ثم نوْدعُه الأدراجَ،
حتى يبلى
ويغدو عتيقًا مُتْحفيَّ الطراز
مثل ملابس أسلافنا.

***

الذي لم يجد السماء في الأسفل


مَنْ لم يعثر على السماء تحته
سيخفقُ في رؤيتها في الأعلى.
الله يقطنُ في البيت المجاور لي،
أثاثُ بيته
هو الحُب.

***

أنا لا أحد! فمن تكونُ أنت؟


أنا لا أحد!
وأنتَ
من تكون؟
هل أنت أيضًا، لا أحد ؟
وإذًا
فثمة اثنان منّا-
إيّاكَ أن تخبر أحدا!
وإلا
ألقوا بنا في المنفى
كما تعلم.
كم هو موحشٌ وكئيب
أن تكون شخصا ما.
كم هو شعبيٌّ وعموميٌّ ومُشاع،
مثل ضفدع.
أن أناديك باسمك اليومَ بطولِه
في ذلك المستنقع البديع.
***

لأنني لا أقدرُ أن أوقفَ الموت


لأنني لم أستطع أن أوقفَ الموتَ
فإنه- مشكورا-
قد أوقفني
بكل لطف؛
المركبةُ
في موكب الموت
لم تحمل سوى أجسادنا
والخلود.

ببطء كنّا نقود العربة ،
فهو
لا يعرفُ الاستعجال،
وكنتُ تركتُ وراءي
مشاغلي،
وأوقات راحتي حتى
تأدبًا أمام لطفه.

مررنا بالمدرسة حيث يلعب الأطفال،
وحيث الواجباتُ المدرسية
نادرا ما تُؤدَى؛
مررنا بالحقول
حيث سنابلُ الحبوبِ
تحدّق،
ومررنا
بالشمس التي تغرب.

لبرهة توقفنا
أمام بيت بدا كأنه
مجردُ ورمٍ صغير في الأرض؛
السطحُ بالكاد يُرى،
والسورُ حوله
ليس إلا بعضَ ركام.

قرونٌ طويلة هي الحيوات
سوى أن كلَّ حياة منها
بدت أقصرَ من نهار
وأنا
خمّنتُ أن رؤوسَ الخيول
هي الأولى
في طريقها
نحو الأبدية.

***


فيما بعد الوجع الأكبر


بعد الألم العظيم،
يعودُ الشعورُ المعتاد
الأعصاب تقيم مراسمها،
مثل الأضرحة
القلبُ المتصلّب يسائلُ
هل كان هو،
الذي أُجهِد وسئمَ،
وهل كان ذلك بالأمس فقط،
أم منذ قرون؟

الأقدامُ،
الماكيناتُ،
تدور وتدور
حول الأرض،
والهواء،
وتنهبُ الطرق المتيبسّة
ليس مهمًّا كم ممتدة هي،
فيما السعادةُ والقناعةُ بلّوريةٌ،
مثل حجر كريم.

ها هي ساعة الحياة
يمكن تذكّرها،
إذا ما عمّر المرء طويلا،
مثلما يتذكر البشر المتجمدون الصقيعَ.
في البدء
تكون القشعريرةُ-
ثم الذهولُ والغيبوبةُ-
ثم الإذنُ بالرحيل.


***

الوجعُ يحمل قطعةً من الفراغ


الألمُ
يحملُ قطعةً من الفراغ
تلك التي لا يمكن تذكّرُها
متى بدأ الألم،
أو هل ثمة يوم
لم يكن فيه الألمُ موجودًا.

الوجعُ لا مستقبلَ له
إلا نفسه،
مملكتُه المترامية اللامحدودة
تضمُّ ماضيه،
الذي هو مهيأٌ لاستقبال وإدراك
فتراتٍ جديدة من الألم.

***

القصيدة 1150


كم من المخطّطات قد تخفق
في ظهيرة يوم قصير
مجهول على نحو تام
بالنسبة إلى أولئك الذين
يقلقون كثيرا-
الرجلُ الذي لم يمت
لأنه
وبمحض صدفة
حادَ عن طريقه المعتادة
بمقدار بوصة-
الحُبُّ الذي لم يُجرَّب أبدا
لأنه جوار المدخل
حيث المسابقات يجب أن تكون
كان ثمة حصان مطمئن
مربوط في الباب
يتمرّغ في يأسه.

إيميلي ديكينسون
شاعرة أمريكية (1831-1886)



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صقيعٌ لم يَحُلْ دونه أحد
- الدينُ لله، فهل الوطنُ للجميع؟
- بالطباشير: لفرط حضورِكَ، لا أراك!
- بالطباشير: عِقابُ المرايا
- بالطباشير: يا قمر على دارتنا
- بالطباشير: عمتِ صباحًا يا استاطيقا القبح
- بالطباشير: أنا أندهش إذًا أنا إنسان
- بالطباشير: شاعرةُ الأشياء الصغيرة
- أيُّ مسلمين وأيُّ شعراءَ يا شيخ يوسف؟
- مهرجان الشعر العالمي 2007
- الشعر والطبقية - نعم للبستاني ولا للقروي!
- صعوبةُ أن تُختَصرَ في حذاء أو حقيبة
- -طنجة الأدبية- الآن في مصر والبحرين
- الأخبارُ القديمةُ ذاتُها تتكررُ مثل تبغٍ رخيص
- الفتنة في مصر- أين تنامُ؟ ومن الذي يوقظُها؟
- الحجاب، وصعوبة أن تُختصَرَ في حذاء
- عادل السيوي يقدم مرثية للعمر الجميل
- صراع التاريخ مع المصير في رواية -ينزلون من الرحبة-
- الرهان على الشباب في صنعاء- فكرةٌ نبيلة يعوزُها شيءٌ من القس ...
- راشيل كوري في يوم المرأة العالمي بمسرح الهناجر في مصر


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - قطعة من الفراغ-قصائد إيميلي ديكينسون