كشف حساب

أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:34
المحور: الادب والفن
    

فلنتحاسب عن كل الأشياء. عن عمرى الضائع في عينيك، عن أيامى السابحة فى بحور أنانيتك. عن أمنية تبحث عن مرفأ ترتاح فيه من ظلمة قلبك. ولندع نواح النسوة جانبا حتى لا تتدحرج كلمات العتاب ما بين الرغبة فى الإشفاق وضياع الحق بين أنين وآه. فلنتحاسب. فالحب عطاء. الحب فى أبسط معانيه عطاء. لا ينتظر كشف حساب. لكنك أخطأت حروف الكلمة. وأردتى أن ترسمى قمرا بغير نجوم، شريدا وحيدا كئيبا فى سماء عابثة مطرقة للصمت، سابحة فى الأوهام والصرخات الكاذبة. هل يعقل أن يولد قمر يتيم؟ يا حسرة قلب العشاق.

فلنتحاسب. لا تصرخى. والتزمى الصمت. لا تجرى. لن تجدى تلك الأفعال. لست مجنونة. أنت أعقل امرأة فى التاريخ. تحاصرني الأسئلة المخنوقة. لن أستسلم. آن الآن أوان الحساب. جمعى ما لديك من شجاعة واقرئى ما عندك من اتهامات.

أحببتك. ملء القلب والوجدان وسنين العمر الباقية والفائتة والمنتظرة حنين الأيام. دغدغت مشاعرى تحت قدميك. عبأت الشمس فى كفى ونسجت من عمري عقود فل وياسمين. أخلصت حتى ذابت كلمات الحب فى شفتى. لم أبخل يوما بقصيدة شعر. نظمت فيك أبيات المجنون.

فلنتحاسب. لم أبغ شيئا منك. فطوال العمر المزهوق لم أطلب شيئا. أعطيتك كل الأشياء. كل الأشياء.. العمر والإحساس والحكمة وقليلا من بعض الحكايات. ومنحتك دفء مشاعر فياضة. لم أبخل يوما.

أيكون عزائى أن تمشى على عظامى. أن تشرب شفتاك المجرمة من مجرى دمائى. فلنتحاسب لربما يكون الحق لك. فلنتحاسب الآن. فكل الأشياء تنهار على رأسى. وربما يكون الحق لك. الحق لك. الحق لك.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل