أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - أوان الرحيل














المزيد.....

أوان الرحيل


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 07:49
المحور: الادب والفن
    


هل آن لنا أن نحمل متاعنا وذكرياتنا ورفات شهدائنا علي ظهورنا المنهكة من آلاف السنين.. ونرتحل الأرض إلي أوطان بعيدة، لم يلوث فيها الهواء، أو تدنس فيها المياه، أوطان نتملس فيها دفء الحياة وطمأنينة العيش .. أوطان لا تموت فيها الطيور محلقة في السماء.. ولا تنضب مياه النهر في مواسم الحصاد.. ولا تسجن بين جنبات الصمت ضحكات الأطفال.. أوطان يزرع فيها القمح ويطحن.. لا أن نقف في طوابير الخبز الأسود.. في انتظار مرور عربات الإعانة..
اشفقت علي حالي .. عندما تداعي الموت الناعم إلي أطراف بلدتنا.. يحصد فيها الأمل الباسم علي شفاة عجائزنا.. ويكتب علي جدار البيت المنهار أسماء الشهداء وحكايات الأجداد وحروف الهجاء الأولي ... خراب يعشش فيه الخراب، شارعي .. مدرستي.. بيتي .. نافذة الجار المفتوحة دوما.. نظرات الصبايا المختفية وراء رذاذ المطر في صباح يغرد.. اشفقت علي الدنيا عندما تتوالي سحابات الدخان لترسم لوحات الترحيل .. يذوب في الألم الجرح.. نتذكر بواكير طفولتنا..وشوارعاً طافت فيها عيوننا وتوحدت بالأحجار الخرسانية.. ينفض الجمع من حول المائدة العامرة بالونس والألفة وشجار الصبية.. وسمحت لنفسي أن امتطي حصاني الخشبي وأرحل حيث الشطآن الرملية وأشجار الصبر المسقية بدموع ثكلي.. لكن لا أملك في زمن الفوضي ورقة تحمل اسمي ورقم هويتي.. حتي يأذن لي المحتل بأن أرحل عن داري وعن نفسي وعن أهلي.. حتي الإبعاد محروم منه.. بأمر السلطة .. وبأمر الحاكم .. وبأمر العجز النفسي..
ماذا يعني الوطن؟.. أرض وبيوتا وانهارا وحدودا وبشرا .. أم شجنا مسكونا داخلنا.. نتدثر به من ليال البرد وسنين الغربة.. ماذا يعني الوطن؟؛ بنايات وقوانين ولوائح تقصم الظهور وتحني الروؤس، وتلوي الأيادي.. أم حضنا يتسع احتمالات الإحباط والتحليق.. يدا تربت علينا وتمسح دموعنا عندما تنهمر .. أم سياطا تطلق علي أجسادنا دون شفقة أو سبب.. ماذا يعني الوطن؟.. حالة من الانتماء أم خانة في دفاتر منسية في أرشيفات الوزارات تحمل الأوصاف والنشاط وعناوين الإقامة واسماء أمهاتنا وزوجاتنا وتسجيلا لمكالماتنا الهاتفية في فترات الخمول..
ندافع عن أوطانا حتي نموت.. ننزف آخر قطرات الدم ونموت.. نضحي بكل غال ورخيص ونموت.. نقمع نضطهد نسجن نشنق.. وعندما تدق طبول الحرب، نندفع بالآلاف لنلقي بأنفسهم في الحروب ونموت.. ويعيش الوطن معني جميلا لا يموت.. فيا وطننا عندما نموت أشفق علينا وأجعلنا ندفن في الأرض المسقية بدمائنا .. ولا تتنكر لنا عند الاحتضار، وتصنع ابتسامة صفراء عند طلوع الانفاس وشهقات الموت.. حتي لا تروعنا لحظات الإنكسار عندما نموت..
العامل يخلع سترته الرسمية
تحت السترة سترة
العامل يخلع سترته الثانية الرسمية
تحت السترة سترة
مازال اللون الأصفر في أعيننا
ويذكرني هذا أني ابغي أن ألقي تعليقا حول اللون الأصفر
تنقسم الآراء بشأن اللون الأصفر
فيراه بعضهمو لون الذهب الوهاج
ويراه بعضهمو لون الداء، ولون الوجه المعتل
لون الموت
صلاح عبدالصبور
عندما تشتد حالات السكوت في شوارعنا الصامتة حيث البراح الفسيح..نسمع ما بين الحين والحين صوت ذبيح يتألم يستنجد.. في تلك اللحظة نشعر بأن هناك شيئاً غير مألوف يعد له خلف النوافذ المغلقة.. فتبدو الفوضي المنظمة، عندما يعيدون بقوة السلام ترتيب الأشياء من جديد.. فتقلع البيوت من الأرض، والزيتون من الأشجار والسعف من النخيل، بحجة تنظيم المرور ، ثم يصدر الحاكم العسكري أوامره لجنوده المنتشرة في البلاد بحظر تجوال السيارات.. وعندما نسأل لماذا هدمتم ما هدتمونه ، تأتي الإجابة المستحيلة؛ حتي يمر السكون في صمت دون ضجيج، فهم ينشرون أحكامهم العرفية علي حبال الغسيل..ويلصقون بياناتهم علي ظهورنا ويعصبون عيوننا حتي لا نراها، وعندما تخطئ الأقدام المحاذير يحاكموننا بتهمة مخالفة اللوائح .
من يستطيع أن يمنحني تأشيرة دخول بغداد.. دون تفتيش أو اعتقال أو جلد أو بصق أو قتل.. من يستطيع يجعلني أن أشم هواء بغداد لآخر مرة .. هل يستطيع عربي أن يزور بيوت العراق.. هل تستطيع طيورنا العربية من اجتياز الحدود العراقية .. من يستطيع أن يدخل العراق بتأشيرة عربية وملامح عربية وأسماء عربية.. هم وحدهم الذين يستطيعون أن يدخلوا ويخرجوا ويناموا ويشربوا دون سؤال ..
حديد، حديد
وأم تبيع السرير العتيق
تبيع الحديد الذي أمس كان
مهادا عليه التقي عاشقان
وشد نداء الحياة العميق
ذراعا بأخري، فما تخفقان
حديد عتيق
رصا.....ص
حديد...
حديد عتيق لموت جديد
بدر شاكر السياب
مازلنا نتراشق الاتهامات، وهم ينوون الصلاة في الأقصي.. مازلنا نرفع الشعارات، وهم يرفضون رجوع 12 مليونا من المنفي.. ومازلنا في السبات الأخير ولم نفق نبتسم حينما يلقون نكاتا سخيفة .. ونوقع دون أن نقرأ.. ونقرأ دون أن نفهم.. ونوافق دون أن نرفض .. ومازلنا نتراشق بالاتهامات و....و...
2



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معذرة .. سيدي العزيز
- عصر الشهداء والجواسيس
- غرام الافاعي
- أعياد ميلاد ومواكب أموات
- الموت الرحيم
- عبد السلام النابلسي : حسب الله السينما المصرية .. فقر و-عنطز ...
- عاطف الطيب : رادار الموهوبين
- سينما ما بعد النكسة : تكذب .. ولا تتجمل
- بهيجة حافظ : بنت الإسكندرية الارستقراطية التي عشقت الفن
- خطاب التنحي: وانتفاضة الجماهير في 9و1. يونيو
- الإرهاب في السينما : تخاذل مقصود أم وعي مفقود
- في عام النكسة : السينما لم تدفن رأسها في الرمال
- سينما نجيب محفوظ : واقعية وجريئة
- المرأة والسينما والانتخابات
- سعاد حسني في ذكراها السابعة: حالة خاصة جداً
- فؤاد المهندس سفير الكوميديا
- شبح اللمبي .. يطارد محمد سعد
- يوسف شاهين : تنويعات من التمرد والغضب والحب
- «الأم» في السينما المصرية.. نهر متدفق من العطاء
- فوضي حالات الاستثناء


المزيد.....




- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - أوان الرحيل