أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رلى الحروب - صوت العقل...هل يسمعه الفرقاء؟!















المزيد.....

صوت العقل...هل يسمعه الفرقاء؟!


رلى الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 2293 - 2008 / 5 / 26 - 09:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان الرفيق نايف حواتمة وما يزال يمثل صوت العقل في النضال العربي الفلسطيني، هذا الصوت الذي يحاول توحيد الفرقاء وجمعهم على كلمة سواء تعيد القضية إلى مسارها الذي حادت عنه بعد أن قزمت من قضية وجود ومصير لشعب بلا أرض ولا دولة ولا سيادة إلى قضية معاشية مرتبطة بالغذاء والماء والوقود والحواجز وأخرى أمنية مرتبطة بوقف إطلاق الصواريخ والعمليات الفدائية مقابل وقف قصف الدبابات ومدافع الهاون وطائرات الشبح والـ ف 16.
القائد حواتمة في ندوة جمعته بعدد من الإعلاميين والمثقفين الأردنيين في مقر حزب حزب الشعب الاردني قال بالأمس إن القضية الفلسطينية تقف على مفترق طرق خطير وأخطر ما فيه تحويلها من قضية سياسية إلى قضية أمنية، فقد انحدرت المفاوضات بين أطراف المعادلة كما يراها إلى مفاوضات على الأمن مستشهدا بالمباحثات الجارية حاليا بين حماس وإسرائيل عبر وسيط عربي ( هو المخابرات المصرية) لعقد هدنة أمنية والمفاوضات التي دارت بين ممثلي السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية حول الحواجز والمعابر، مذكرا بأن القضية الفلسطينية إن خرجت من بعدها السياسي فقدت جوهرها ومضمونها كصراع وباتت مجرد أزمة أخرى.
أما المفاجأة التي فجرها الرفيق حواتمة بين جمهور الحاضرين بالأمس فقد كانت إعلانه عن لقائه بعباس أمس الأول حيث تداول مع أبو مازن بأن أولمرت يعرض خريطة جديدة للضفة الغربية تتضمن اقتطاع 12% من قلب الضفة الغربية أو "معدتها" كما شبهها حواتمة بالإضافة إلى اقتطاع 20% أخرى تحت السيادة الامنية الاسرائيلية هي المساحة المتمثلة في الذراع الممتد على الحدود الأردنية بالإضافة إلى الأراضي التي ابتلعها الجدار العازل وإبقاء كافة المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية مع غض الطرف كليا عن القدس التي يراد لها أن تكون "يهودية" مقابل شق طريق ضيق للحجاج والمصلين الفلسطينيين والضيوف الراغبين في زيارتها!
الصفقة التي يعرضها أولمرت تتضمن أيضا بقاء الإسرائيليين على الحدود بين الدويلة الفلسطينية المجزأة والأردن إلى أجل غير مسمى، بمعنى أن يكون الفلسطينيون في قبضة إسرائيل بالمطلق تطوقهم من كل الاتجاهات وتخنقهم وقتما شاءت، ليس جغرافيا فحسب، بل اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا وأمنيا.
في ظل هذا التصريح الخطير يمكننا أن نفهم لماذا هدد عباس بتقديم استقالته أكثر من مرة خلال الشهر الماضي، فالرجل على ما يبدو لا يريد أن يوصم باعتباره الزعيم الذي فرط في فلسطين بعدما أدرك نوايا إسرائيل الحقيقية التي دعمها بوش في خطابه الميمون في الكنيست وفي جولته السابقة إلى المنطقة قبل خمسة أشهر، ويمكننا أن نفهم أيضا اللغة التنبيهية التي استعملها الملك عبد الله الثاني في خطابه في المنتدى الاقتصادي العالمي بشرم الشيخ بالأمس حيث حذر إسرائيل من أن احتفالاتها باستقلالها تبقى جوفاء ما دام السلام لم يتحقق وحين أكد أن المستقبل يبدأ برفع ظلال النكبة عن الفلسطينيين والمنطقة وأن القوة والعزل يحققان سلاما خادعا وأن السلام الخادع هو أمن خادع، كما يمكننا أن نفهم لماذا أصر نتانياهو في كتابه الأخير على اعتبار أن أمن إسرائيل الاستراتيجي لا يمكن أن يتحقق إلا باستيلائها على وادي الأردن وجنوب لبنان والجولان وسيناء.
في ندوته بالأمس نبه حواتمة إلى أن طبيعة المفاوضات الدائرة حاليا بين الفلسطينيين والإسرائيليين مقلقة بحد ذاتها، فقد أشار إلى وجود أربع قنوات تعمل معا بمعزل عن أي تنسيق عربي مباشر، هي قنوات أبومازن- أولمرت، وقريع- ليفني، وفياض مع الفريق الاقتصادي في الحكومة الإسرائيلية، ومجموعة التفاوض الفلسطينية في أوروبا التي تعمل تحت مظلة اللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي، وأكد حواتمة على أن تلك القنوات جميعا لا تملك حتى اللحظة أي تفاهمات خطية مع الإسرائيليين ولا تملك أكثر من الكلام الشفهي الذي تستطيع إسرائيل التنكر له صبيحة اليوم الثاني دون أن يرف لها جفن.
وفي ظل التقارير الإعلامية الكثيرة العربية والأوروبية والأمريكية والإسرائيلية التي تتنبأ باجتياح إسرائيلي قريب لغزة رجح حواتمة ذلك الاجتياح بالفعل، خاصة بعد تأييد بوش اللا محدود لإسرائيل في الكنيست والذي ستعتبره بمثابة ضوء أخضر لتنفيذ عملية واسعة النطاق في غزة، أسوة بما حدث في زيارة بوش السابقة إلى المنطقة والتي آذنت بالفعل بعملية مماثلة استفزت ضمير العالم أجمع، واعتبر أن المخرج الوحيد من هذا المأزق هو توحيد الصف الفلسطيني وبين السلطة وحماس، لأن إسرائيل ستشن هجومها هذا تحت ذريعة غياب الشريك الفلسطيني واضطرارها لمواجهة الإرهاب في ظل عجز السلطة الفلسطينية وانفراد حماس بالقرار في غزة.
الرفيق حواتمة أشهر سرا آخر حين قال إنه سأل عباس عما قاله لبوش حين التقاه في شرم الشيخ بعد خطابه غير المسبوق في الكنيست، فما كان من عباس إلا أن أجابه بأنه نقل له استياء الشعب الفلسطيني من خطابه وطالبه بتعديل ما قاله في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي، وهو ما يفسر ذلك التحول في خطاب بوش بالفعل بين جبل المكبر وشرم الشيخ، وإن كان لا يفسر لماذا نصب محمود عباس من نفسه مدافعا عن بوش أمام الإعلام حين أكد بالنيابة عنه التزامه والتزام إدارته بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام.
الصفقة التي تريدها إسرائيل بمباركة أمريكية لا يمكن أن تكون مقبولة لدى العرب أو الفلسطينيين، والرخصة التي قدمها بوش في الكنيست لن يسحبها إلا اتفاق فلسطيني يعيد توحيد الصف بدعم عربي سياسي ودبلوماسي واقتصادي وحتى عسكري إن تطلب الأمر.
الفلسطينيون وحيدون الآن في معركة لا تمس أمنهم وحدهم بل أمن العرب جميعا، والأدهى أن نزاعاتهم الداخلية أنستهم قضيتهم المصيرية، بعد أن طغت مشاعر عدائهم لبعضهم البعض على مشاعر عدائهم لإسرائيل، وهي عدوى انتقلت على ما يبدو إلى الزعماء العرب الذين لا يشتكون من إسرائيل بقدر شكواهم من حماس وحزب الله وسوريا وإيران.
لا نجاة إلا باتفاق وطني بين شقي المعادلة الفلسطينية يعيد توحيد الضفة وغزة ويتم بدعم عربي غير مشروط يعيد الكفة التي ارتطمت بالأرض إلى وضع يقترب من التوازن كي لا يفيق الجميع على واقع مر لن يتمكنوا من تغييره.



#رلى_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع نايف حواتمة ...
- هموم محلية
- مستقبل كئيب
- أين ضمير العالم؟
- عمل إجرامي أم إرهابي؟
- هل يمثل السنة لبنان؟
- العضو الدخيل
- لبنان والاردن
- إيران وحيدة في مواجهة إسرائيل
- حرب الإعلام والسياسة
- عفو عام
- خونة الداخل
- صدام وأزمة المثقف العربي
- استقالة عباس
- ملامح الشرق الأوسط الجديد
- الإعلام العربي ودعاوى الموضوعية
- خطأ جسيم ستعقبه ندامة!!!
- إنه نصرالله!!!!
- عالم خطر، ولكن.....!!!
- السم ممزوجاً بالعسل !!!!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رلى الحروب - صوت العقل...هل يسمعه الفرقاء؟!