أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رلى الحروب - إنه نصرالله!!!!















المزيد.....

إنه نصرالله!!!!


رلى الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 08:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما يحدث خلال الأيام الأخيرة الماضية في عمر هذه الحرب لا يمكن تفسيره من قبل البعض إلا بأنه نصر من الله!!
مجزرة الدبابات وملحمة الجنود خلال اليومين الماضيين كانت علامة فارقة في مسار هذه الحرب، فقد أنجز حزب الله ما لم تستطع الجيوش العربية إنجازه مجتمعة!!!
لم يقتصر هذا الإحساس على الشارع العربي فحسب، الذي بات يؤمن بأن طيرا أبابيل تشوش على أجهزة الرادار الإسرائيلية، وأن الله يمد حزب الله بجند من عنده، وإنما تخطاه إلى الداخل الإسرائيلي نفسه في مقالات الكتاب وعناوين الصحف!!
عنوان صحيفة هارتس أمس الأول على سبيل المثال جاء كالتالي: " ليس نصرا عسكريا! إنه نصر الله"!! أما تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز أحد صقور الليكود بالأمس فلا تقل إثارة: "علينا أن نعترف بأننا هزمنا"!!!
الكتاب الإسرائيليون من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار يتحدثون عن الهزيمة ويلقون باللوم على الولايات المتحدة التي جرتهم إلى هذه الحرب، بل إن تيارا متناميا في الشارع يصب جام غضبه على الحكومة وقيادة الجيش وبات يطالب باستقالة الحكومة وتنحية بيرتس وأولمرت وحالوتس، بعد أن تراجع التأييد للحرب إلى ما دون النصف وتراجع التأييد لبيرتس إلى ما يقرب من 36% وأولمرت إلى !! أما الجنرالات الإسرائيليون فيطالبون بتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن أسباب تأخر توسعة الحرب البرية إلى اللحظة الكارثية الحالية!!!
هذه الحرب ترتب عليها نتائج بالغة الأهمية منها:
1. تحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر في الشارع العربي والشارع المسلم، بل ولدى مطلقي الأسطورة أنفسهم، بعد أن فقد الداخل الإسرائيلي ثقته بقدرة الجيش الذي لا يقهر على حمايته، وبعد أن أثبت ذلك الجيش أنه عاجز عن مواجهة مجموعة مسلحة صغيرة مزودة بأسلحة بدائية قياسا بالترسانة الإسرائيلية!!!
2. قدرة حزب الله على الصمود والردع بل والتحدي والهزيمة دفعت الكثير من الجيوش العربية إلى إعادة حساباتها، ولا يخفى على أحد أن هناك تململا بين أفراد تلك الجيوش مفاده أننا قد خدعنا بكذبة اخترعتها مخيلة بعض الزعماء ممن لم يكونوا فعلا راغبين في الحرب، وأن ما لحق بنا من هزيمة لم يكن بسبب فارق التفوق العسكري والمالي، وإنما فارق العزيمة والإرادة اللتين لم تكونا متوفرتين في حروب العرب السابقة التي ميزت الخيانة والخديعة بعض فصولها وميزت الصفقات الفاسدة بعض فصولها الأخرى!!!
3. الدرس الذي يقدمه حزب الله للجيوش العربية هو ضرورة تغيير تكتيكاتها القتالية وتبني تكتيكات مشابهة لحرب العصابات تقوم على الجماعات الصغيرة المسلحة عالية التأهيل والتدريب المستقلة في القرار بعيدا عن المركز والقادرة على إدارة معاركها ضمن وحدات صغيرة مستقلة تتمتع بالمرونة والانضباط في ان معا!! ومع أن الاستراتيجية بين الجيوش العربية وحزب الله واحدة، فكلاهما يعتمدان الردع هدفا لهما، إلا أن الفارق الهائل في التكتيك كان السبب وراء نصر حزب الله ، كما سيكون السبب في هزيمة الجيوش العربية في حال أي مواجهة دفاعية قادمة مع العدو!!
4. درس آخر يقدمه حزب الله أو إيران للدول العربية وهو ضرورة بناء قوة ردع على غرار حزب الله وأكثر تطورا منه، عبر حيازة الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات والغواصات والبوارج الحربية، والحصول عليها بكافة الوسائل الممكنة وتحت أي شروط ومن أي دول توفرها لها، سواء كانت روسيا أم فرنسا أم إيران، بعد أن أثبتت إسرائيل أنها لا تتورع عن أي عمل ولا تحترم أي معاهدات ولا تحكمها أي قوانين دولية أو أخلاقية!!!
لقد أبدع حزب الله العجائب بحفنة صواريخ مضادة للدبابات، مع أن الميركافا كانت تعتبر فخر الصناعة الإسرائيلية، ولو توفرت لديه مضادات للـ ف-16 لما حدثت تلك المجازر البشعة التي دفع ثمنها المدنيون!! لا نطلب حروبا استباقية أو هجومية، ولا نطالب بأسلحة هجومية متطورة، خاصة للدول التي تربطها مع إسرائيل معاهدات سلام، بل مجرد تسليح كاف للردع يقينا شر جارة عنوانها الأذية!!
هذه الصواريخ يمكن شراؤها وهي ليست باهظة الثمن، كما يمكن تصنيعها كما فعلت إيران، لو توفرت فقط النية لدى الزعماء لحفظ أمننا، بعد أن ثبت أن لا رهان على صداقات أو أحلاف، بل قوة الردع وحدها لحل النزاعات!!
5. الخسائر التي أوقعها حزب الله بإسرائيل لا تشمل فقط المرئي من خراب لحق بالمباني والمصانع وتدمير للسياحة وتوابعها، أو المعنوي الذي لحق بالسكان، ولكنها تمتد لتشمل صناعاته الحربية الثقيلة في دبابات الميركافا التي تروج لها إسرائيل باعتبارها الأقوى في العالم، وشعارها التسويقي: "أنت حي ما دمت في الميركافا"!! هذه الدبابات لن تتمكن إسرائيل من بيعها بعد اليوم لأي دولة في مناطق الصراع بعد أن تمكن حزب الله بصواريخ بدائية من جندلتها وإلحاقها بمقابر الفيلة!!!
6. حالة التعاطف الشعبي الجارفة في الشارعين العربي والإسلامي مع مأساة الشعوب العربية في فلسطين والعراق ولبنان والحنق المتنامي على عجز النظم الرسمية وتخاذلها خلقت أجواء شبيهة بالخمسينيات والستينيات وما سبقها من مرحلة كان الشارع فيها يغلي ويفور ضد الحكام، وأدت إلى انقلابات عسكرية وحركات تحرر وطني وتغيير لنظم الحكم، وهي حالة لا يمكن أن تمر مرور الكرام، ولا بد ستثمر عن ولادات جديدة لشرق أوسط لن يكون هو ذاته ما يحلم به بوش وما خطط له تشيني ورامسفيلد ووولفوتز وغيرهم من صقور اليمين المتصهين!!
7. التفاف الشارع حول حزب الله ونصر الله الذي بات زعيما ملهما لغالبية العرب والمسلمين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وفئاتهم ساهم في التخفيف من حدة الانقسامات الطائفية والمذهبية والعقائدية والفكرية السابقة بحيث بات اليسار العربي متقاربا مع اليمين، وبات السنة ملتحمين في طموحاتهم مع الشيعة والمسيحيون مع المسلمون في مشهد لم نألفه في التاريخ الحديث يذكرنا بلحظات ولادة الأمة ونهضتها حين توحدت باتجاه هدف واحد وحول زعيم واحد!!
هذا المشهد لا ينقصه إلا تعديل وحيد لما يدور في العراق يصدر فيه مراجع الشيعة الدينيون فتاواهم بوجوب الجهاد ضد الأمريكيين بعد أن أصدروا فتاواهم بتحريم الدم العراقي أيا تكن هويته، هذا هو العنصر الوحيد المفقود القادر على قلب كل المعادلات وطرد الولايات المتحدة مذعورة مولولة من العراق وإفشال مخطط الشرق الأوسط الجديد، ولكن المشكلة أن إيران لها حسابات مختلفة في العراق، والشيعة العراقيون لهم حسابات مختلفة ولدتها أجيال من الممارسات الديكتاتورية وسيادة القمع والطغيان، على العكس من الحالة اللبنانية الديموقراطية التي وجدت فيها كل طائفة موقعها على الخارطة دونما اضطهاد فخرج اللبنانيون منتصرين من حربهم الأهلية التي عملت بمثابة المصل أو اللقاح في مواجهة العدوان الإسرائيلي اليوم !!
8. صحيح أن الحرب الحالية هي حرب أمريكية- إسرائيلية مشتركة، بمعنى أن أهدافها تخدم الطرفين، وصحيح أن القرار الأمريكي في هذه الإدارة الحالية ليس مستقلا عن القرار الإسرائيلي أو اللوبي الصهيوني العامل في الولايات المتحدة والعالم، إلا أن الحقيقة التي ينبغي أن نتذكرها أن هذه هي الحرب الأولى من نوعها التي تخوض فيها إسرائيل الحرب لخدمة مصالح أمريكية في المقام الأول وإسرائيلية في المقام الثاني، وهي الحرب الوحيدة التي لم تقم فيها أميركا بدور الداعم والمساند والحامي، وإنما المحرض والمحرك، وفشل إسرائيل في تحقيق الأهداف المرسومة يمكن اعتباره الإخفاق الأول في الاختبار الوحيد الذي تخوضه حتى الان لخدمة مصالح الامبراطورية العظمى!! وسيدفع هذا كلا الطرفين إلى إعادة حساباته، أميركا التي كانت تعتمد على إسرائيل كذراع لها في المنطقة، وإسرائيل التي كانت تثق في أميركا لحمايتها وضمان مستقبلها، وهو ما سيسبب شقاقات وخلافات بدأت بوادرها تلوح في الأفق، على الأقل إعلاميا!!!
حزب الله ربح الحرب بكل المقاييس، وكان يفترض بلبنان أن يستثمر هذا النصر لاسترداد أرضه ومياهه وأسراه، ولكن القرار الدولي الذي تنوي الحكومة اللبنانية الموافقة عليه يسلب من لبنان نصره ولا يرد له أيا من حقوقه ويمنح الطرف المهزوم نصرا سياسيا لم يحققه على الأرض! القرار لصالح إسرائيل وليس لبنان، وإن تخلى السنيورة عن شروطه السبع التي كانت تمثل الحد الأدنى المقبول خرج من الساحة السياسية منكس الرأس ومعه كل تيار الرابع عشر من شباط!!
حكومة السنيورة أمام خيار صعب، فإما أن تعمل كحكومة لكل لبنان، أو تعمل كحكومة لدولة أجنبية!! فأين ستضع أقدامها؟!



#رلى_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم خطر، ولكن.....!!!
- السم ممزوجاً بالعسل !!!!
- الفخ الدولي المنصوب للبنان والمنطقة
- الفخ الدولي المنصوب للبنان والمنطقة!!!!
- نصر الله وعبد الناصر!!!
- إلى أين تقودنا هذه الحرب؟!
- سوريا تقرر!!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رلى الحروب - إنه نصرالله!!!!