أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رلى الحروب - هموم محلية















المزيد.....

هموم محلية


رلى الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 00:25
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أكثر من خمسمائة مواطن أصيبوا بتسمم بسبب تناولهم وجبات شاورما من أحد مطاعم الرصيفة بمحافظة الزرقاء!!!

المطعم ليس مجرد مطعم متواضع، بل مطعم بفروع عديدة في المملكة حسب البيان، وهذا يعني أن عيون البلدية ووزارة الصحة عليه بكافة إداراتهما المعنية يجب أن تكون مفتوحة على الآخر، لأن أي فساد في الأطعمة – كما حدث في حادثة أمس الأول- يعني ضحايا بالعشرات أو المئات!!!

كمواطنة، لا أستطيع أن أفهم غياب الرقابة لتلك الإدارات وموظفيها الذين يتسلطون على بعض المحلات والمطاعم ويتركون بعضها الآخر دونما سبب مفهوم، وهو ما يمكن أن يثير شبهات حول المعايير التي تحكم جولات التفتيش ومدى انتظام تلك الجولات، وهل يقوم أولئك الموظفون بواجبهم بالفعل أم أنهم يتعاملون بالرشاوى والمحسوبيات كما يزعم بعض المواطنين وبعض أصحاب المطاعم، خاصة إن علمنا أن المطعم المذكور قد تسبب في حوادث تسمم مماثلة الشهر الماضي ومع ذلك عاد إلى ممارسة العمل بسرعة وإعادة ارتكاب الخطأ بسرعة أيضا !!!

كارثة بهذا الحجم لا يمكن توقعها في عمان مثلا حيث تمارس الأمانة ووزارة الصحة بإداراتهما المختلفة بالإضافة إلى جهات أخرى رقابة صارمة للحفاظ على سلامة المستهلك كثيرا ما تغضب أصحاب المحلات الذين سمعت أحدهم يحتج على ملاحظة وجهت له بشأن لحم شاورما فاسد قائلا: يعني أرميه في الزبالة؟! حرام يا أخي!! أي أن صاحب المطعم الكريم يريد أن يرمي هذا اللحم في بطون المستهلكين كي لا يكون مسرفا ومبذرا وجاحدا لنعمة الله!!!!

في المقابل، فإن حوادث التسمم كثيرا ما تتكرر في المحافظات المختلفة مثل الزرقاء وإربد والكرك مما ينم عن وجود تسيب أو على الأقل إهمال في شروط السلامة الصحية في تلك المواقع وإهمال مقابل في الرقابة عليها!!

حادثة كهذه لو وقعت في أي دولة ديموقراطية حقة لأطاحت بوزير الصحة ووزير البلديات ورئيس بلدية الزرقاء دفعة واحدة، ولكننا مع ذلك لا نرضى الإطاحة بأولئك المسؤولين الذين نحترمهم لأننا ندرك أنهم لا يتحملون مسؤولية الخطأ بقدر ما يتحمله موظفون أصغر منهم بكثير هذه هي مهمتهم المباشرة. ولذلك فإننا ندعو أولئك المسؤولين المعنيين إلى المباشرة بتحقيق فوري واتخاذ إجراءات صارمة بحق كل من يتبين تقصيره في تلك الحادثة المشؤومة التي تزامن حدوثها مع تاريخ مشؤوم عالميا هو الحادي عشر من سبتمبر!!

بعيدا عن الطعام المسموم هناك كارثة أخرى تنتظر الأردنيين جميعا، وليس خمسمائة فرد فقط، وهي التحرير الكامل لأسعار الطاقة مع مطلع العام القادم!

أمام الانفلات المخيف في الأسعار الذي سيصيب كل السلع بناء على تلك الخطوة لم تبادر الحكومة إلى دراسة أي من المشروعات التي طالبنا بها الحكومتين السابقة والحالية منذ أكثر من عام ، بالأخص المتعلقة منها بتحسين وتطوير وسائل المواصلات العامة!!

لم يطرأ أي تحسين يذكر على الباصات التي بقيت قذرة قديمة مخجلة لا يستطيع أي فرد يحاول أن يحفظ هيبته وكرامته أن يستقلها، كما لم يطرأ أي تحسن على سلوك سائقي الباصات وما يدعي كونترول الباص، الذين يتصرفان بطرق غير لائقة في كثير من الأحيان!!!

لم يطرأ تحسن على نشر اللافتات المتعلقة بمواقف الباصات في المملكة وإلزام السائقين على التوقف أمامها، وأمامها فقط ، وليس أينما يحلو لهم، كما لم نر المظلات تنتشر في شوارع المملكة لتشجع المواطنين على استخدام الباصات دون الاكتواء بوهج الشمس الحارقة في الصيف أو الاصطلاء ببرد الشتاء وأمطاره!!

لم نر أرقاما للباصات وجداول برحلاتها ومواعيدها معلقة في مواقف الباصات أسوة بما يحدث في الدول المتقدمة كي يتمكن المواطن من معرفة أي باص يستقل كي يصل إلى وجهته، كما لم نر ماكينات لقطع تذاكر الباص مسبقا بدل الاحتكاك بالسائق والكونترول الذين كثيرا ما يأكلان باقي المبلغ بحجة عدم توفر "الفكة"!!

لم تبادر الحكومة إلى طرح عطاءات لإنشاء مشروع للسكة الحديد يربط أجزاء الأردن، بالأخص المحافظات بعضها ببعض لتوفير الوقت والمال على المواطنين الذين لن يكونوا قادرين على التوجه إلى أعمالهم بعد تحرير الطاقة، لأن كثيرين منهم يعيشون في محافظة ويعملون في أخرى!!!

لم تبادر إلى طرح عطاء لقطارات الأنفاق (subway) مع أنها شائعة في كل دول العالم حتى مصر، وتستخدمها كافة الطبقات بدءا من الفراش ووصولا إلى المليونير!!

لم نر أي مبادرات من هذه الحكومة باتجاه تخفيف معاناة الناس أمام غول الغلاء الذي التهم كل شيء في ظل غياب الرقابة الحقة على الأسعار وغياب جمعيات حماية المستهلك الفعالة ذات السلطة القانونية على توقيع العقوبة على المخالفين!!
نعم! لقد أشبعتنا الحكومة كلاما حول وجود تلك الرقابة ولكننا كمستهلكين لا نلمس آثارها البتة!!

اقترحت في مرات سابقة ضرورة استقطاب المشاريع الصناعية، خاصة تلك التي تعنى بالصناعات التكنولوجية والصناعات الحربية والثقيلة لأنها الكفيلة بتشغيل مئات آلاف الخريجين من حملة التخصصات الجامعية والعليا الذين اكتظت بهم البلد، ولكنها بدلا من ذلك تكتفي بنشوة استقطاب الاستثمار السلبي في العقارات والاستثمار الأقل سلبية في المولات والمطاعم الذين لا يشغلان إلا الفئات الدنيا من المجتمع، في حين تبقى المشاريع الإنتاجية الحقيقية غائبة، بل إن ما هو قائم منها بالفعل في طريقه إلى الإغلاق بعد رفع أسعار المحروقات وتعديل قوانين الضريبة، والأسوأ من ذلك كله أن النية تتجه إلى مساواة كافة القطاعات الصناعية والتجارية في الضريبة خلال السنوات القادمة ، وفي هذا إجحاف أي إجحاف للقطاع الصناعي المنتج !!

سبق وأن طرحت على مكتب دولة الرئيس اقتراحا من إحدى الشركات الأجنبية الكبرى يتضمن إقامة مثل تلك المشاريع المتخصصة في مجالات التصنيع الحربي والكفيلة بتشغيل آلاف الأيدي العاملة المحترفة والمختصة في مجالات التكنولوجيا الكهربية والدقيقة والهندسة والحاسوب وغير ذلك ولكن أحدا لم يتحرك لمجرد الاتصال بالشركة وجمع المزيد من المعلومات عما يمكن أن تقدمه للأردن، فإذا كانت الحكومة لا تستجيب للمبادرات من قبل الغير، فكيف لنا أن نتوقع أن تقوم هي بالمبادرات أصلا؟!!

أذكر أيضا أن جلالة الملك عبد الله الثاني دعا العام الماضي في منتديات عدة منها دافوس إلى ضرورة تحول الأردن إلى سوق لإنتاج التكنولوجيا الدقيقة وتكنولوجيا الحاسوب في الشرق الأوسط أسوة بدول كهونج كونج تشاركنا قلة الموارد ووفرة العقول، ولكن هل تحققت تلك الرؤيا الملكية على أرض الواقع؟!

نعلم أن ميكروسوفت وسيسكو سيستمز قد أبديتا بعض الاهتمام بالتشغيل والتدريب والاستثمار في السوق الأردني، ولكن حجم ما أنجز من عمل لا يوازي على الإطلاق حجم الكارثة الاقتصادية المقبلة، ليس على الدولة وخزينتها التي تعاني من الضمور كل عام مقارنة بالعام الذي سبقه فحسب، بل على المواطن الذي بات يعاني من التضخم وبأرقام أكبر بكثير من تلك التي يذكرها الزميل العزيز الدكتور فهد الفانك في مقالاته اليومية!!!

لقد عبأت هذه الحكومة أيدينا بالخواتم، ولكننا لم نر أي تحسن يطرأ على حياتنا باستثناء ورشات العمل والمؤتمرات والملتقيات والندوات، أما على صعيد الفعل فهو غائب حتى النخاع، مع ذلك فما زلنا مؤمنين بمنح الحكومة فرصة، علها تنتبه إلى الداء الحقيقي وتخلي عنها قصص التنمية السياسية وتوليد الشعارات التي تطرحها الحكومات عادة بين آونة وأخرى والتي لا يراد لها أن تتجاوز حيز الإلهاء والإشغال في ظل وجود بعض العقليات العرفية والقمعية التي تعوق كل محاولات النهوض رغم جهود وزير التنمية السياسية الحالي المخلصة!!

لا نريد برلمانات تجيز كل مشاريع القوانين التي تتقدم بها الحكومات، لأنها ليست إلا ستارا تضحك به تلك الحكومات على الغرب كما على الشعب وتبيع كليهما أوهام الديموقراطية، ولذلك فإنني كمواطنة أقترح عليكم حل البرلمان وإراحة الخزينة من رواتب النواب ومصروفاتهم وامتيازاتهم الطائلة، وما يتبعها من وقت وجهد ومال تنفقه وسائل الإعلام في تغطية قصص البرلمان المعادة وجلساته !!

ولا نريد أحزابا لن يقدر لها يوما ما أن تشكل حكومات، أو حتى تصل إلى قبة تلك البرلمانات المصنوعة والمفصلة على مقاييس ليست بالضرورة شعبية، ومن ثم فإننا لا نريد حكومات منتخبة، فنحن شعب قنوع لا يحلم بالمشاركة في الحكم أو صنع القرار !!!

كل ما نريده منكم هو أن تطعموا هذا الشعب الجائع، وتؤمنوا له وسائل محترمة للنقل، ومدارس حضارية تحتضن أطفاله، وتأمينات صحية واجتماعية لائقة تحفظ صحته وترعى شيخوخته، كي لا تنزلق البقية الباقية منه من خانة الوسط إلى خانة الفقراء ثم المعدمين، وفي سبيل ذلك فإننا لن نسألكم من تحالفون، وأي قرارات تتخذون، ما دمتم تقومون بالدور المطلوب ، فهل ما نطلبه كثير؟!!



#رلى_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل كئيب
- أين ضمير العالم؟
- عمل إجرامي أم إرهابي؟
- هل يمثل السنة لبنان؟
- العضو الدخيل
- لبنان والاردن
- إيران وحيدة في مواجهة إسرائيل
- حرب الإعلام والسياسة
- عفو عام
- خونة الداخل
- صدام وأزمة المثقف العربي
- استقالة عباس
- ملامح الشرق الأوسط الجديد
- الإعلام العربي ودعاوى الموضوعية
- خطأ جسيم ستعقبه ندامة!!!
- إنه نصرالله!!!!
- عالم خطر، ولكن.....!!!
- السم ممزوجاً بالعسل !!!!
- الفخ الدولي المنصوب للبنان والمنطقة
- الفخ الدولي المنصوب للبنان والمنطقة!!!!


المزيد.....




- حرب غزة تصرف صندوق بيزوس عن استثمار 30 مليون دولار في إسرائي ...
- وزير المالية الأوكراني يعترف بوجود صعوبات كبيرة في ميزانية ا ...
- تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي وارتفاع معدلات التضخم بالربع الأ ...
- انخفاض أسعار مواد البناء اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في الأسو ...
- نمو الاقتصاد الأمريكي 1.6% في الربع الأول من العام
- بوتين: الاقتصاد الروسي يعزز تطوره إيجابيا رغم التحديات غير ا ...
- الخزانة الأمريكية تهدد بفرض عقوبات على البنوك الصينية بزعم ت ...
- تقرير: -الاستثمارات العامة السعودي- يدير أصولا بنحو 750 مليا ...
- البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن ا ...
- معضلة الديون في فرنسا.. وكالات التصنيف قلقة ونظرتها سلبية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رلى الحروب - هموم محلية