أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الأحزاب -الشعاراتية- العابرة للحدود














المزيد.....

الأحزاب -الشعاراتية- العابرة للحدود


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2275 - 2008 / 5 / 8 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بلد تحكمه الأحزاب العابرة للحدود لا يمكن أن نحصل على استقرار حقيقي و لا على رفاهية أو استقرار، ذلك أن أي بلد حر و آمن لا بد أن تحكمه أحزاب أو فئات تقيم فكرها و ثقافتها على الأسس الوطنية ـ لا الطائفية و لا القومية ـ لأن الولاء و العمل يجب أن ينطلق من و إلى العراق، و إلا فإن الأحزاب ذات الآيديولوجيا الطائفية و القومية العنصرية هي أقرب إلى التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود.
و هذه الأحزاب تذكرني بالأحزاب الشيوعية الماركسية التي كانت ترفع شعار "الوطنية" بينما هي على أرض الواقع كانت خادما مطيعا للإتحاد السوفيتي ـ روسيا ـ أو الصين الشعبية التي تضطهد شعبها، فلكل حزب من الأحزاب خارطته "العرقية" التي تمتد عبر دول المنطقة أو يروج لآيديولوجيا تتجاوز العراق لتشمل دولا عربية و إسلامية، بالتالي فهي توصلنا إلى نفس الاستنتاج و الواقع المأساوي الذي خلقه بعث صدام حسين بفضل شعورهم القومي و الطائفي الذي جلب الهلاك و الدمار للعراقيين.
في كل العالم المتحضر بدءا من الولايات المتحدة و كندا، مرورا بأوروبا إلى دول جنوب شرق آسيا، كل هذه التجارب الناجحة قائمة على أساس الإرتباط بالشعب و الدولة التي تقوم فيها الأحزاب الوطنية بخدمة المواطنين دون الترويج لحلول خيالية، فالوحدة الأمريكية و الأوروبية نجحتا بفضل الثقافة السياسية الوطنية القائمة على أساس المصلحة الاقتصادية و السياسية لهذه الشعوب دون أن يكون هناك تسويق إعلامي للشعارات كما هو حالنا نحن العراقيين، و نحن طبعا جزء من الثقافة الشرقية الشعاراتية.
فما أكثر المحطات و الإذاعات و الجرائد التي تنشد "حب العراق"، "حب الوطن من الإيمان"، "أحبك يا عراق" و .. إلى غيرها من الكلمات، لكن الواقع يعكس صورة أخرى يسودها صراع و كراهية، طبعا أنا لا أعني أنه لا يوجد بين العراقيين من يحب الشعب و الوطن حقيقة، لكن الذي يضعف الشعور الوطني هو كثرة ترديد الشعارات و خلط الوطنية بالقومية و العنصرية و التدين الطائفي السياسي.
يضرب لنا أستاذنا الكبير المرحوم علي الوردي مثالا على شعورنا الوطني مقارنة بشعب كالشعب الأمريكي، فالأمريكيون معروفون بأنهم لا يرددون أي شعارات إلا فيما ندر، لكن حينما يحتاجهم بلدهم يسارعون في تلبية النداء و السبب بسيط فالأمة الأمريكية تقدم لمواطنها كل شيء، الحرية، العيش الكريم، العمل، ضمانات الحياة و السكن و الصحة، لهذا فحينما يحتاج البلد أو تحتاج الأمة إلى الأبطال و الشجعان تجدهم بكل سهولة إذ يتقدمون برضا تام للدفاع عن الأمة الأمريكية التي لا تسأل أحدا من مواطنيها عن أصله العرقي أو إنتمائه الديني، بينما نحن العراقيون نردد الكثير من الشعارات و لا نقدم لوطننا الكثير لسبب وجيه هو أن حكوماتنا فاشلة إذا قارناها بالأمم المتحضرة لكنها ناجحة إذا قارناها بحكومات العالم الإسلامي و العربي القائمة على الشعاراتية.
العراقيون بدأوا بالخروج من هذه الثقافة و إن بشكل بطيء، لكن ما لم نحصل على حكومة ذات أحزاب وطنية تنطلق من و إلى العراقيين دون عروبة أو طائفية أو أي شعارات قومية فارغة، حينها سنجد كيف أن العراقي لا يقل عن الأمريكي و البريطاني و الأوروبي شجاعة و ثقافة و إنتاجا، لأن الرابط الحقيقي بين الشعوب هو تبادل المصلحة الإنسانية و أنّ القومية و الدين "المُسيس" لن يزيدنا إلا انقساما و ضعفا.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق و النقلة الحضارية
- العراق .. نحو -الهوية الإنسانية-!!
- المواطن العراقي .. و حكم الأقلية الفاسدة
- سؤال حيَّر العراقيين!!
- حياة ثقافية.. للرجال فقط!!
- لبننة العراق و عرقنة لبنان!!
- المشهداني: -وا معتصماه.. وا صدّاماه-!!
- لن ننسى جرائم البعث.. و لن يخدعنا المسئولون الجدد
- تحيّة إلى أهل الجنوب..
- لا عيون و لا آذان..
- حول الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة
- لا لقوانين الصحافة..
- حول دعوة مقتدى الصدر للتظاهر.. -ضحايا-!! يبكون على صدام..
- وعي المواطن العراقي للإنتخاب!!
- العراق على عتبة الديمقراطية
- هل يعود البعثيون إلى الحكم؟
- لا يبني دوْلة..!!
- العراق .. من حقوق القُطْعان إلى حقوق الإنسان
- حزْب الله اللبناني في أزمته الأخلاقية.
- حوار هاديء مع الإخوة المسيحيين


المزيد.....




- بوتين يثير تفاعلا بحركة قام بها قبل مغادرة ألاسكا بعد لقاء ت ...
- أناقة بلا أخطاء.. الأصول الكاملة لاختيار النظارات الشمسية
- مصر.. تدوينة تطلب بمنع الخليجيين من أم الدنيا ونجيب ساويرس ي ...
- -التهديد بحرب أهلية-.. نواف سلام يرد على أمين عام حزب الله
- ترامب نقلها باليد خلال قمة ألاسكا.. رسالة من ميلانيا إلى بوت ...
- قمة ألاسكا بلا اتفاق نهائي… ترامب يمنح اللقاء -10 من 10- وبو ...
- اختتام قمة ترامب ـ بوتين في ألاسكا دون اتفاق بشأن أوكرانيا
- مصرع 18 شخصا بسقوط حافلة في واد بالجزائر وإعلان حداد وطني
- هل تهزّ التحديات المالية عرش كوداك، أسطورة التصوير منذ 133 ع ...
- كييف تقول إن موسكو أطلقت 85 مسيرة هجومية وصاروخا باليستيا خل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الأحزاب -الشعاراتية- العابرة للحدود