أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - العراق و النقلة الحضارية














المزيد.....

العراق و النقلة الحضارية


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 05:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حيثما يكون الإنسان، يكون الشك و الكفر و الإيمان، من المستحيل أن يكون كل الناس مؤمنين أو ملحدين، فالإنسان هو ابن التنوع و الاختلاف و التنازع، و التنازع هنا ليس كلمة سلبية كما يظن البعض، صحيح أنها تكون سلبية حينما تكون على طريقة البدائيين ـ قانون الآكل و المأكول ـ لكن النزاع هنا هو النزاع عبر الأدوات الحضارية "الفكرة"، "التجربة"، "إختيار الأصلح".
إن تركيب و تفكيك الدول و المجتمعات و الأفراد و الأفكار، أضحى أشبه باحتكار غربي أو هو مختص بهذه الحضارة التي لم تعد بحاجة إلى التفاخر أو الحديث عن إنجازاتها لأن هذه الإنجازات بكل بساطة لم تعد تحصى و بعبارة أخرى فقد تجاوز التطور الغربي الحديث حتى عصر "تعدد الحضارات" لأنه بكل يسر استوعب التعدد الديني و القومي و الثقافي، صحيح أن لهذه الحضارة سمات معينة هي أقرب إلى "المفاهيم" و "القيم" التي تميز الغربي، و هذه المفاهيم تعدت الغرب الجغرافي إلى دول كاليابان و كوريا الجنوبية و ماليزيا و تركيا، فأصبحت قيم الحرية و حريات الفرد في التعبير و الإبداع و الاحتجاج التي تجسد كلها مفهوم "حرية التفكير" و تعدد أوجه الحقيقة، أصبحت مباديء تحكم التطور البشري متجاوزة جغرافية شعب بعينه.
استمر التاريخ البشري في دوراته المتعددة و التي تجسد تناقضات الإنسان مع نفسه فهو ـ و هذا تعبير ديني أيضا ـ عظيم و رائع و حقير و ناقص في الوقت نفسه، و مشكلة المجتمعات الضيقة الأفق، كالمجتمع العراقي مثلا، أنها تضع نفسها في محطة واحدة من محطات التاريخ المتعددة، هذه العقلية التي تضع حتى الدين الذي يفترض به أن يتحول إلى "فلسفة" تخلق واقعا جديدا من خلال النقيضين "الجماعة المؤمنة" مقابل "العالم الإنساني المتعدد" لخلق بناء جماعي و منظومة قيم تضاف إلى سلسلة و مجاميع القيم السائدة في العالم؛ فالنصوص المقدسة "الإسلامية بالأخص و حتى الكتب المقدسة للمسيحيين و اليهود" مليئة بهذه المصطلحات التي تشدد أحيانا على مصلحة الجماعة أو الطائفة أو الفئة و تتجاوز في خطابها أيضا إلى الحوار مع "الناس" = "الإنسان" = المتعددون في العقيدة، و هذا في حقيقته ليس تناقضا ضديا بقدر ما يمثل حاجة الإنسان إلى الضدين الواقعيين الذين بدون أحدهما يصبح الآخر فيه أمرا سلبيا تدميريا، فالحرية و مقابلها الدولة = القانون يكونان أساس الوجود البشري على هذه الأرض.
الحرية وحدها ليست كافية لضمان السعادة للفرد لأن الحرية في غياب القانون ـ الدولة التي تمثل وكيلا عن الجماعة ـ لا ضمان لها إذ سرعان ما يستعبدها حرّ آخر يملك وسائل أقوى أو مصادر اقتصادية أكبر، كما أن الدولة أيضا حينما لا تحترم حرية "الفرد" تنتهي بفقدان التبرير المنطقي لوجودها، إذ الدولة هي حاجة من الحاجات البشرية التي لم تظهر إلى الوجود إلا حينما وجد الأفراد أنفسهم في حاجة إلى من ينظم هذه الحرية أو تقسيم الغنيمة التي جاء بها الصراع البشري على هذه الأرض، و الصراع هو عقل الحيوان الغريزي المزروع داخل هذا الإنسان إذ كانت هذه الغريزة ضرورية في زمن القبيلة التي تعتاش على الصيد و تعتمد على قوة عضلاتها حالها حال "الحيوانات" ذات المخالب، لكن مخلب الإنسان الأقوى ـ العقل ـ هو الذي جعله سيد المخلوقات على هذه الأرض، لكن بما أن الإنسان طور هذه الأداة متجاوزة غريزته الحيوانية المحصورة في حفظ وجوده إلى أدوات تحفظ إنجازاته.
مجتمعنا العراقي لا يزال ينظر إلى كل شيء بمنظار العشيرة و القبيلة، فالدين و الدولة و المذهب و الحزب كلها تجسيد لعصبيات ـ لاحظ أن العصبية هي جزء من بيئة اللا دولة و للأسف فإن موقف الإسلام من رفضه للعصبية أُهمل من قبل المفكرين و الفقهاء ـ و العصبية هي نقيض القانون لأنها قائمة على أساس الدم و الرابطة الجنسية "بهذه الصيغة فإن القومية أيضا نقيض للدولة".
مهمتنا الشاقة و الصعبة التي تنتظرنا كعراقيين ـ هذه الأمة القائمة على الرابط الإنساني التاريخي البراغماتي رغم تنوع انتماءاته الجانبية الثانوية الدينية و العرقية ـ هي تحقيق أكبر توازن ممكن بين سعة الحريات الفردية و قوة القانون الذي سيتجاوز الثانويات التي تقف حجر عثرة أمام القانون و بالتالي تتماسك الجماعة بقوة القانون الذي يحفظ قوتها.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. نحو -الهوية الإنسانية-!!
- المواطن العراقي .. و حكم الأقلية الفاسدة
- سؤال حيَّر العراقيين!!
- حياة ثقافية.. للرجال فقط!!
- لبننة العراق و عرقنة لبنان!!
- المشهداني: -وا معتصماه.. وا صدّاماه-!!
- لن ننسى جرائم البعث.. و لن يخدعنا المسئولون الجدد
- تحيّة إلى أهل الجنوب..
- لا عيون و لا آذان..
- حول الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة
- لا لقوانين الصحافة..
- حول دعوة مقتدى الصدر للتظاهر.. -ضحايا-!! يبكون على صدام..
- وعي المواطن العراقي للإنتخاب!!
- العراق على عتبة الديمقراطية
- هل يعود البعثيون إلى الحكم؟
- لا يبني دوْلة..!!
- العراق .. من حقوق القُطْعان إلى حقوق الإنسان
- حزْب الله اللبناني في أزمته الأخلاقية.
- حوار هاديء مع الإخوة المسيحيين
- قُل يا أيُّها المسلمون .. لا أعبد ما تعبدون!


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - العراق و النقلة الحضارية