أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - تلبية النداء في الإسلام ...7..؟














المزيد.....

تلبية النداء في الإسلام ...7..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 10:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه الطاعة التي قدمها الصحاب لمحمد والتي لم ير لها التاريخ مثيلاً تفاعلت عدة عوامل لتخليقها ومن الصعب إحصاؤها جميعها ونذكر منها ما استطعنا الاهتداء إليه
1- ان العربي خاصة في تلك الأيام الغوابر كان يقدّس حريته الشخصية ويأنف من التحكم فيه والسيطرة عليه ولكنه في المقابل كان لابد له من العيش في قبيلة ينتسب إليها وتحميه وتطالب بديته إذا قُتِلَ وإذا نبذته وتبرأت منه عُدّ خليعاً طريداً كوحش الفلاة- والقبيلة من الحتم اللازم أن يكون لها رئيس يسوس أمورها في السلم والحرب (قد يعاونه في المسائل الحربية أي في الغزوة من يطلق عليه- العقيدة-أ.هـ )ومن ثم فإن كلمته نافذة وأمره مطاع مع وجود (مجلس القبيلة).
إذن هو يجمع بين النقيضين: عشق الحرية على المستوى الشخصي والإلتزام بالعرف الذي يقضي بطاعة شيخ القبيلة على المستوى الجمعي والذي يهمنا في هذا البحث هو تعوده على مطاوعة زعيم أو رئيس أو قائد ، إذن ملمح الانقياد لرتبة عالية أمر معروف لدى العربي.
2- ان محمداً كان من قريش – أكبر قبائل جزيرة العرب منزلة- يحترمها الجميع ويسمّون أفرادها (أهل الحرم) إذ في قريتهم تنتصب الكعبة التي تقدسها كل القبائل بل حتى أهل الديانتين الساميتين اليهودية والمسيحية وكذلك الصابئة باعتبار أن الكعبة هي من إرث إبراهيم أبي الأنبياء ورغم أنه كان في الجزيرة العربية ثلاث وعشرون كعبة فإن كعبة مكة كانت هي الأشرف والأكثر تميّزاً وموضع تقديس الكل .
وكانوا يعتبرون قريشاً صريح ولد اسماعيل وكان الإصهار إليهم شرفاً رفيعاً- وأكدت واقعة انكسار أبرهة الحبشي وهي المعروفة بحادثة الفيل مكانة قريش ووثّقتها فقد طفق العرب يقولون لولا أنهم أهل الحرم ما هُزم الأشرم دون إراقة نقطة دم واحدة .
وفي يوم السقيفة سقيفة بن ساعدة صرّح ابن أبي قحافة(أبوبكر) للأنصار أن العرب لاتدين (لاتخضع) إلا لهذا الحي من قريش .
وكان محمد من بني هاشم ذؤابة قريش العليا وهم ان لم يكونوا يملكون المال الوفير مثل بني أمية وبني مخزوم ... إلا أنهم في السؤدد والمجد ولا يجاريهم أحد .
3- إنّ محمداً كان صاحب شخصية آسرة يسميها الفرنجة (الشخصية الكارزمية)وهي التي تأسر من يقترب منها وتأخذ بمجاميع لبه (عقله) ووجدانه فلا يملك إلا الخضوع والانقياد طواعية واختياراً والسير في ركابها(بالمعنى الحرفي للكلمة) والائتمار بأمرها والتسليم لها ، وقد يرجع ذلك إلى صفات خلقية (بكسر الخاء) أو عقلية أو خُلقية (بضم الخاء) ، والإجماع منعقد على أن محمداً حازها كلها-(ويمتلك القائد الكارزمي استعدادات ومهارات ومواهب يعتقد أتباعه أن مصدرها إلهي)(72)
4- إن محمداً عرك الحياة حلوها ومرها: رعى الغنم واشتغل بالتجارة وسافر مع القوافل وخالط الناس أ بتعبير القرآن كان يمشي في الأسواق وكانت مكة مدينة القداسة والتجارة معاً تعجّ بالحجاج والمعتمرين والوافدين والمتاجرين والجواسيس(يعملون لحساب الفرس والروم)ومن أولئك يهود ونصارى وحنفاء وصابئة ومجوس...إلخ وقد اختلط بهم وحاورهم وسمع منهم .
ومن جماع ذلك تكونت لديه خبرة نادرة بالحياة والنفوس مكّنته من قيادة كل أولئك الصحاب بمهارة فائقة يعز نديدها.
5- ساعدت آيات القرآن على ترسيخ هذه الطاعة في نفوس الصحبة وقرنتها بطاعة الله ووعدت من يطيع الله والرسول بجنات تجري من تحتها الأنهار فيها الحور العين والثمار الشهية والعسل واللبن ...إلخ وبالجملة ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ومهما تخيلوا من لذائذها فهي(=الجنات)تفوق خيالهم .
وعديدة هي آيات القرآن التي تقرن طاعة الله بطاعة رسوله وتحض عليها وتنذر من يخالفها ولو قيد شبر وتتوعده بعذاب أليم لا طاقة له به وتقرنها بإقامة الصلاة (عمود الدين) وإيتاء الزكاة. وفعلت هذه الآيات المباركات فعل السحر الحلال في نفوس الصحاب وكانت من أهم البواعث على الامتثال والانقياد لمحمد .
6- وتختلف أسباب الطاعة من فريق إلى آخر : فالقرشيون كانت تدفعهم إلى ذلك عاطفة انتمائهم للقبيلة نفسها التي ينتمي إليها محمد وإدراكهم من الوهلة الأولى أنه كان يشيّد دولة قريش التي وضع أساسها جدهم الأعلى قصيّ بن كلاب. وهناك من دفعته الغنائم الوفيرة التي جاءت بها الغزوات والسرايا إلى الطاعة والانقياد طمعاً في نوال قسمة منها وأقرب مثل على ذلك المؤلفة قلوبهم الذين أجزل لهم محمد العطاء من أموال هوازن في وقعة حنين .
ومنهم من كانت النزعة الدينية لديه مشبوبةً مثل الأنصار ربما جاء ذلك نتيجة لتأثرهم بجوار يهود فوجدوا في طاعة محمد في المنشط والمكره طريقاً مأموناً لدخول الجنة والفوز بلذائذها .
وفريق آخر كان يتمتع بحصافة وسعة أفق ، أستشف مما كان يجري أن هيمنة دولة قريش على الجزيرة أصبحت حقيقة ملموسة وأن محمداً غدا بحقٍ (سيّد الناس وديّان العرب) فأسلموا قيادهم إليه مختارين .
وهذا أوضح ما يكون ظهورا فيما حدث في العام التاسع الهجري المسمى بـ (عام الوفود ) .
وخلاصة القول أنه أياً كانت الأسباب والدوافع للطاعة فإنها تحققت على أرض الواقع بصورة يعز نظيرها وأنها(= الطاعة) كانت الثمرة الناضجة للخطة البارعة التي رسمها محمد ونفذها بمهارة فائقة .
(72)علم الاجتماع الديني ص97 مكتبة غريب بمصر .
-من كتاب شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة لمؤلفه خليل عبد الكريم .





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيهما أخطراللغم الإسلامي المتحرك أم ألغام العالم الثابتة …؟
- العصرنة بين الطموح والواقع ..؟
- العرب ومسلل القمة الدرامي ...؟
- الشارع العربي بين الوجود و العدم
- العلمانية و مفهوم الحرية
- قد تصْدُق الأحلام أحياناً .. يتدهور الباص ويقتل 22 طالباً وا ...
- علمنة الدين الإسلامي بين الواقع والممكن ...؟..2
- علمنة الدين الإسلامي بين الواقع والممكن ...؟
- تلبية النداء في الإسلام...6...؟
- مناقشة الأمور الدينية بين الرفض والقبول ..؟
- الدكتورة وفاء سلطان تتجاوز الاتجاه المعاكس وبجدارة ...؟
- العلمانية هي الحل ...؟
- تلبية النداء في الإسلام...4..؟
- ظاهرة العنف ضد المرأة ينال من الرجولة الشرقية...؟
- العلمانية .. ياأشقاء الأرض اتحدوا...؟
- تلبية النداء في الإسلام ...5...؟
- العلمانية ووحدة الإنسان في القرية العالمية
- تلبية النداء في الإسلام ...3...؟
- تلبية النداء في الإسلام ...2..؟
- العلمانية وحرية العقيدة والحرية الشخصية...؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - تلبية النداء في الإسلام ...7..؟