أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - تلبية النداء في الإسلام...6...؟















المزيد.....

تلبية النداء في الإسلام...6...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2218 - 2008 / 3 / 12 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عبد الله بن عمر بن الخطاب
يعطينا هذا الصحابي مثلاً فريداً في الطاعة المطلقة لمحمد(عن حفصة : نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي الليل )(56). وتكملة الحديث(قال سالم : فكان عبدالله لاينام من الليل إلا قليلاً)وكذلك نجد لديه نموذجاً فذاًفي تقليده له تقليداًكاملاً في كل ما كان يأتيه أو يمتنع عنه حتى في الأمور المعيشية. والصورالتي سوف نوردها فيما يلي يعز نظيرها ولولا أنها جاءت في المصادر الموثوقة ذات الرتبة العالية لقلنا وقال القاريء إنها من إبداع واضعيها .
ولقد لفتت هذه الطاعة المثالية التي أثمرت هذا التقليد غير المشروط- أنظار مخالطيه ومعاصريه ومن جاء بعدهم وعلقوا عليها بما يؤكد أنها أثارت دهشتهم واستوجبت عجبهم . وباديء بدء : فابن عمر لا يترك مجالاً ليستدل غيره بأن ما يفعله كان طاعة عن ابن عمر أنه كان يخرج إلى الصفا من الباب الأعظم ...فيكبّر ..ثم يدعو فيقول: اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك)57) . فهنا يصرح عبدالله بن عمر بطواعيته لمحمد بل يقرنها بطواعية الله دون فصل بينهما وهذا ملحظ بالغ الأهمية لدى جميع الصحب فقد تلا عليهم محمد آيات من القرآن تؤكد أن( من يطع الرسول فقد أطاع الله)(58)
يقول ابن الأثير الجزري في ترجمة ابن عمر(وكان كثير الأتباع لآثار رسول الله- ص- حتى أنه ينزل منازله ويصلي في كل مكان صلى رسول الله فيه وحتى أن النبي نزل تحت الشجرة فكان ابن عمر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس)(59)
بعد ذلك ننتقل إلى الصورة الفريدة في تقليد ابن عمر لمحمد في كل شيء ونبدأبـ:
1- الأمور التعبدية :
1- ( قال نافع : كان ابن عمر يرمي جمرة العقبة على دابته يوم النحر وكان لايأتي سائرها بعد ذلك إلا ماشياً ذاهباً وراجعاً وزعم أن النبي كان لا يأتيها إلا ماشياً ذاهباً وراجعاً )(60)
2- ( عن نافع قال: سمع ابن عمر مزماراً ، قال فوضع اصبعيه على أذنيه ونأى عن الطريق وقال لي : يا نافع هل تسمع شيئاً؟ فقلت: لا، فرفع اصبعيه عن أذنيه وقال: كنت مع رسول الله – ص- فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا)(61)
3- (قال نافع : كان ابن عمر يصلي بالأبطح الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويهجع هجعة ، يذكر ذلك عن رسول الله – ص- )(62) .
4- ( عن جابر قال : جاء رجل إلى عبدالله بن عمر فقال :ياأبا عبد الرحمن لقد رأيتك تصنع أربعاً لم يصنعها أحد من أصحابك فقال فما هن ؟ قال: رأيتك لاتمس من الأركان إلا اليمانى ورأيتك تلبس النعال السبتية وتصبغ بالصُفرة ، ورأيتك إذا كنت بمكة أهلّ الناس إذا رأوا الهلال ولم تهلل إلا يوم التروية ، قال ابن عمر: أما الأركان لم أر رسول الله- ص- يمس إلا اليماني ، وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله- ص – يلبسها وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله-ص- يصبغ بها وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله –ص- يهلّ حتى تتبعت به راحلته ، قال الربيع : النعال السبتية التي لاشعر لها)(63)
5- (قال ابن المنذر أن رسوالله- ص-لما حلق رأسه ولمّ أضفاره وكان ابن عمر يأخذ من شاربه وأظفاره)(64)
ولقد شهدت عائشة أم المؤمنين لابن عمر بمطلقية طواعيته لمحمد وأتباعه له في آثاره ومنازله(ذكر ابن سعد في- الطبقات الكبرى-عن عائشة- ر- قالت: ما كان أحد يتبع آثار النبي- ص- في مناله كما كان يتبعه ابن عمر)(65)
هذه أمثلة قليلة لتقليد أبي عبد الرحمن لمحمد في نطاق العباديات – ننتقل بعدها إلى الصور التي تؤكد تقليده إياه في :
2- الأمور الأخرى :
إذا كان ابن عمر يقلد محمدا في تلك الأمور تقليداً صارماً لاهوادة فيه فقد يقول قائل لاتثريب عليه في ذلك رغم أننا لسنا في مجال التثريب أو الإثابة لكننا نعني بالتوصيف والتحليل لتبيين الآثار الرائعة للخطة التي رسمها محمد نحو أصحابه ونفذها بحذق بالغ وكيف أنها أثمرت هذه المطاوعة اللا محدودة .
إذا كان التقليد في الأمور التعبدية مفهوما وله ما يبرره فما هو تفسير التقليد في مثل : تركه الإزار محلولاً- قضاء القيلولة تحت شجرة معينة- التظاهر بقضاء الحاجة في مكان معين ، رأى فيه محمداً وهو يقضي حاجته – لا تفسير لإتيان هذه الأعمال من قبل أبي عبد الرحمن إلا انقياده المطلق لمحمد :
1- ( ابن عمر كان يأتي شجرة بين مكة والمدينة فيقيل تحتها ويخبر أن النبي- ص- كان يفعل ذلك )(66)
2- (عن ابن سيرين قال : كنت مع ابن عمر في عرفات فلما أفاض أفضت معه حتى انتهى إلى المضيق دون المأزمتين فأناخ وأنخنا ونحن نحسب أنه يريد أن يصلي ، فقال غلامه الذي يمسك راحلته إنه ليس يريد الصلاة ولكنه ذكر أن النبي – ص- لما انتهى إلى هذا المكان قضى حاجته فهو يحب أن يقضي حاجته )(67)
3- ( عن زيد ابن أسلم قال : رأيت ابن عمر- ر- يصلي محلولاً إزاره فسألته عن ذلك فقال رأيت رسول الله – ص- يفعله)(68)

وحيّرت هذه الأفعال معاصريه ولم يجدوا لها تعليلاً أو تفسيراًوخشي مخالطوه عليه من هذا التقليد المطلق خاصة خارج نطاق التعبد مثل التظاهر بقضاء الحاجة وتركه الإزار محلولاً..إلخ أن يؤثر على عقله :
1- (عن مالك أن رجاءً حدّثه : أن عبدالله بن عمر كان يتبع أمر رسول الله- ص- وآثاره ويهتم به حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك)(69)
2- (عن عاصم الأحول عمن حدّثه قال : كان ابن عمر- ر-إذا رآه أحد ظن أن به شيئاً من تتبعه آثار النبي- ص -)(70)
3- (عن نافع قال : لو نظرت إلى ابن عمر – ر- إذا تبع آثار النبي- ص- لقلت هذا مجنون )(71)
وهذا الانقياد الشامل الكامل والتقيد الذي لاتحده حدود والذي تمثل في عبدالله بن عمر والذي صورته لنا بدقة الأحاديث السوابق وكأنها كالعادة موثقة ومنقاة من مصادرلا ترقى إليها ذرة من الريبة ، هذا التقليد يقدم لنا برهانا ساطعا على أن المخطط الذي رسمه محمد بحنكة فائقة قبل صحابته قد طرح ثماراً ناضجة وشهية إذ لم يحظ شخص قبل محمد ولا بعده بمثل هذه المطاوعة وهذا الاتباع .
لكن لانغفل عوامل أخرى ربما تكون قد ساعدت على هذا الانقياد منها أن أبا عبد الرحمن كان من السابقين-بين أبناء الصحابة- في اعتناق الإسلام بل أن هناك من يقول إنه أسبق من أبيه ولو أننا نخطيء هذا الرأي، زمنها أنه أخو حفصة إحدى زوجات محمد التسع ولو أنها لم يكن لها من الحظوة ما كان لعائشة ، ومنها أن ابن عمر عرف فضل الإسلام عليه فبعد أن كان في مقتبل عمره لايجد مكانا يبيت فيه إلا المسجد إذا به – خاصة بعد وطء العرب للبلاد المفتوحة – غدا ذا مال وفير :يمتلك الجواري الحسان اللاتي كان يحلّي أعناقهن بالقلائد والعقود الذهبية ويلبسهن ملابس الحرائر حتى طلب أبوه عمر من أخته حفصة – بصفتها إحدى أمهات المؤمنين- أن تلفت نظره إلى ذلك ، بخلاف الأرضين والأموال فهو يقر إذن بحسن صنيع الديانة التي بشر بها محمد، عليه وعلى أنداده ، وانها نقلته من طبقة إلى طبقة أخرى لاعلاقة لها بالأولى ومن ثمّ فهو يرد لها الجميل باتْباع مَنْ جاء بها أتْباعاً كاملاً كما أنه ربما كان يطمع إلى الخلافة – خاصة بعد أن عينه أبوه عمر(بعد أن طعن)في المجلس القرشي الذي أوكل إليه مهمة اختيار خليفة له (=عمر)ولقد راود هذا الهاجس – هاجس اعتلاء عبدالله سدة الخلافة-أخته حفصة إذ نراها عند التحكيم بين عليّ ومعاوية إثر وقعة صفين تحث أبا عبد الرحمن على حضوره إذ من الجائز أن يخلع الحكمان .. علي ومعاوية ويختار هو خليفة كما أن أتباع محمد وتقليده والالتزام بسننه وآثاره مؤهلات عليا في يد من تحدثه نفسه بالخلافة يفلج من يحوزها على من لا يتصف بها . وأياً كان الأمر فإن القدر المتيقن أن ابن عمر كان مقلداً ماهراً لمحمد وانه قدم لنا مثلاً رائعاً في طاعة الصحابة له ودليلاً على أن خطة محمد التي مارسها إزاءهم نجحت نجاحاً باهراً .
(56)جمع الجوامع للسيوطي ص3099 عدد25 ج4 (57)المغنى لابن قدامة –مج4 ص34 (58) 79 من سورة النساء (59)أسد الغابة مج3- ص341 (60)المغنى لابن قدامة ج4 ص75 (61)..نقلاًعن كتاب السماع لابن القيسراني تحقيق أبو الوفا المراغي ص59 (62)المغنى ص107 –ج4 (63) مسند الربيع ص2 – ج4 وفتح المبتدى ص342طبعة 1995(64)المغنى ص83ج4 (65) حياة الصحابة ص236 ج2 (66)نقلاً عن كتاب حجية السنّة ص349 طبعة 1989 (67)حياة الصحابة ص236 (68)المرجع السابق نفس الصفحة (69) حجية السنة ص349 (70)حياة الصحابة ج2- ص236(71) ذات المرجع والجزء والصفحة .
-من كتاب شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة لمؤلفه خليل عبد الكريم .







#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة الأمور الدينية بين الرفض والقبول ..؟
- الدكتورة وفاء سلطان تتجاوز الاتجاه المعاكس وبجدارة ...؟
- العلمانية هي الحل ...؟
- تلبية النداء في الإسلام...4..؟
- ظاهرة العنف ضد المرأة ينال من الرجولة الشرقية...؟
- العلمانية .. ياأشقاء الأرض اتحدوا...؟
- تلبية النداء في الإسلام ...5...؟
- العلمانية ووحدة الإنسان في القرية العالمية
- تلبية النداء في الإسلام ...3...؟
- تلبية النداء في الإسلام ...2..؟
- العلمانية وحرية العقيدة والحرية الشخصية...؟
- بؤساء فيكتورهيغو أم بؤساء سورية ...؟
- دولة مدنية ديمقراطية علمانية وقوى اليسار الداعم ...؟
- تلبية النداء في الإسلام ..1..؟
- تركيا ومعركة الحجاب بين الأحباب ...؟
- احذروا العباءة الإسلامية ..؟
- التغيير في الإسلام ...4...؟
- العلمانية وحق المساواة ...؟
- العروبة وبعدها القومي في مزاد القوميات ...؟
- مجلس الأمة الكويتي ينصف وهنيئاً للوزيرة نورية الصبيح ...


المزيد.....




- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - تلبية النداء في الإسلام...6...؟