أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - تلبية النداء في الإسلام ..1..؟















المزيد.....

تلبية النداء في الإسلام ..1..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وفي الباب الأخير من كتاب شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة يبدأ الكاتب بعنوان كبير (الثمرة المرجوة:الطاعة المطلقة)..؟ أي ان السمة المتميزة والفريدة في التاريخ القديم والحديث وما بينهما هي طاعة الصحابة لمحمد الرسول-ص- طاعة مطلقة وبلا معارض......وتحت بند وعنوان تلبية النداء يتابع الكاتب ..؟
: اتخذت طاعة الصحابة لمحمد طابعاً فذاً لا نظير له ولم ير التاريخ في قديمه -أو وسيطه أو حديثه شبيهاً له وسبق أن أوردنا رأي كل من أبي مسعود الثقفي وأبي سفيان بن حرب في تلك الطاعة وكانا وقت إدلائهما بشهادتيهما من أعداء محمد و(الفضل ماشهدت به الأعداء) ولكن تلك الشهادتين على قدرهما لا تغنيان عنة ضرب الأمثلة التي توضح تلك الطاعة وتبرز ملامحها وتبين قسماتها ليتأكد كل من يطلع عليها أنها(=الطاعة) عديمة النديد:
1- عن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال: خرجنا مع رسول الله – ص- إلى مسجد بني عمرو بن عوف فمرّ بقرية بني سالم فهتف برجل من أصحابه يقال له صالح ، فخرج إليه فأخذ رسول الله – ص- بيده حتى إذا دخل المسجد نزع صالح يده من رسول الله –ص-فعمد إلى بعض الحوائط يعني البساتين فدخله فاغتسل ثم أقبل ورسول الله -0ص-على باب المسجد فقال له أين ذهبت ياصالح ؟ قال: هتفت بي وأنا مع المرأة مخالطها ’ فلما أن سمعت صوتك أجبتك فلما دخلت المسجد كرهت أن أدخله حتى أغتسل فقال رسول الله – ص- الماء من الماء(1) .
الصحابي صالح كان ممتطياً زوجه فما أن سمع صوت محمد يناديه حتى نزع نفسه منها قبل أن يقضي وطره وهرول ملبياً مجيباً وهذا معنى قبول محمد (الماء من الماء) أي الغسل من الجنابة عند إنزال المني فحسب ، وهو لم ينزل .
ان الرجل خشي لو انه انتظر حتى يكمل ما هو فيه لوُصم بالعصيان وهو جرم كبير خاصة وأن في تلك الأنحاء منافقين سجل القرآن نفاهم في سورة التوبة عند ذكره لواقعة مسجد الضرار فلو تلكأ صالح في إجابة النداء فإن هناك احتمالاً أن يُعدّ منهم .. والمهم أن صالحاً عندما حكى القصة لمحمد لم يقل له: ما ضرك لو أنك مكثت مع زوجتك حتى أتممت ثم أتيتني ولكنه فقط اعترض على غسله لأن الغسل من الجنابة لا يجب إلا بعد إنزال المني( نسخ هذا الحكم فيما بعد) أي أنه رأى أن ما فعله صالح حق له وواجب على صالح وأنه الصواب ولو أنه فعل خلافه لأخطأ وأثم.
2- وهناك قصة شبيهة بطلها صحابي يُسمى حنظلة وكان ذلك في ليلة عرسه (نسميها في مصر : ليلة الدخلة) فما أن انتهى من فض بكارة عروسه حتى سمع منادي محمد : أن اخرجوا إلى لقاء العدو في أحُد فأسرع مهرولاً قبل أن يغتسل وأخذ سلاحه ودخل المعركة فقتل ..(رسول الله – ص – قال: إن صاحبكم لتغسله الملائكة ، فاسألوا أهله ما شأنه فسئلت صاحبته عنه فقالت : خرج وهو جُنب حين سمع الهاتفة )(2) وحنظلة هذا هو ابن أبي عامر (الراهب) الذي أمر محمد أن يسمى(الفاسق) وكان زعيم المعارضة الدينية لمحمد في يثرب- المدينة وهو(= حنظلة) أيضاً صهر عبد الله ابن أبي بن سلول قائد المعارضين السياسيين لمحمد فيها ويطلق عليه في كتب السير (رأس النفاق) لأن عروسه تلك كانت جميلة بنت أبي سلول وبذلك وقع حنظلة بين شقي الرحى فأبوه(الفاسق) زعيم المعارضة الدينية وصهره(رأس النفاق)قائد المعارضة السياسية – فلو تأخر حنظلة الانصياع لنداء الهائعة على الفور وأجاب على مهل وريث لظنّ محمد به الظنون وخاصة وان الهاتفة كانت للاشتراك في عركة أحُد وهي موقعة انتقامية أراد بها صناديد قريش أن يثأروا بها لهزيمتهم النكراء في بدر الكبرى . ويرى بعض الإخباريين أن لأبي عامر الراهب أو الفاسق دوراً بارزاً في تحريض كفار مكة على شن الغارة وهذا بدوره يفسر لنا بلاء حنظلة في القتال حتى استشهد فنال شرفاً رفيعاً إذ أنزلت السماء عدداً من الملائكة يغسّلونه لم يرهم سوى محمد فأخبر حبه عنهم وصدقت الخبر العروس الثكلى المكلومة وأفادت بأنه غادر بيته مهرولاً وهو جُنب . وكافأه محمد بدوره فسمّاه(غسيل الملائكة) وهو لقبٌ لم يحمله غيره من المسلمين . وبذلك حظي بجائزتين إحداهما إلهية والأخرى نبوية. وتكررت هذه الواقعة بذاتها مع أحد الأنصار هؤلاء عرفوا بإخلاصهم لمحمد وتفانيهم في نصرة دينه- ولكنهم لم يفطنوا إلى أنه كان يؤسس دولة قريش في قلب مدينتهم- يثرب(3) فقد أرسل إلى واحد منهم فكان في ذلك الوقت يجامع امرأته فنزل من عليها واغتسل سريعاً وذهب إلى محمد الذي لاحظ ذلك عليه ( عن أبي سعيد الخدري- ر – أن رسول الله – ص – أرسل إلى رجل من الأنصار فجاءه ورأسه يقطر فقال له رسول الله-ص- لعلنا اعجلناك فقال نعم فقال رسول الله – ص- إذا أعجلت فقحطت فعليك بالوضوء(4) فقيل أن هذا الرجل هو رافع بن خديج وعندما سأله محمد(لعلنا أعجلناك) ردّ بالإيجاب فلم يقل له محمد : لم العجلة لماذا لم تتريث حتى تقضي وطرك ..إلخ إنما علمه حكماً فقهياً وهو انه عند عدم الإنزال إما للعجلة أو الإقحاط أي احتباس المني فليس عليه غسل ويكفي الوضوء ( قلنا قبل ذلك إن هذا الحكم نُسخ وعلى نسخه أجمعت المذاهب الأربعة ) أي أن محداً يرى في لبية رافع لندائه على الفور وتركه ماكان يمارسه هو صحيح الدين وانه لو تقاعس لكان من الخاطئين .
هذه الحوادث الثلاث تقدم لنا برهاناً لايعتريه شك على الطاعة اللامتناهية التي كان يقدمها صحب محمد له ، والتي لم يصل درجتها أحد .
3 - بنو المغيرة من ذؤابة قريش العليا أي من فروعها الارستقراطية ويطلق عليهم (درة قريش) رجالهم من الأثرياء الأماثل منهم الوليد بن المغيرة الذي قال في حقه القرآن ( وجعلت له مالاً ممدوداً) (5) ونساؤهم تميزن بالجمال الفائق وقد شهد لهن محمد في فتح مكة عندما ردّ على سعد بن عبادة زعيم الخزرج الذي استهان بالقرشيات ، وإلى بني المغيرة أصهر محمد فتزوج هند بنت سهيل أبي أمية بن المغيرة وشهرتها أم سلمة بنت زاد الركب وقد جمعت بين الحسن الرائع والعقل الراجح ...
وخالد بن الوليد من بني المغيرة من بني مخزوم وهو قائد حربي فذ لم يهزم لاقبل الإسلام ولا في الإسلام وهو الذي أنقذ بعبقريته النادرة ألوف المسلمين من القتل والأسر على أدي الروم وأحابيشهم في وقعة مؤتة .
وعمار بن ياسر مولى لهاشم بن المغيرة وكان أسود ولكنه كان من السابقين في الإسلام وكذلك أبوه وأمه سُمية أول شهيدة في الإسلام وعذبت الأسرة جميعها عذاباً فظيعاً ، لإجابتها دعوة محمد والدخول في دينه . وحدث خلاف بين خالد الارستقراطي القائد العبقري سليل بني المغيرة وبني مخزوم وعمار الأسود المولى ، الأقرب إلى العبد وأحد المستضعفين المعذبين واستعزّ عمار بالإسلام فأغلظ القول للسيد الماجد خالد بن الوليد وكانت هذه في نظر خالد كبيرة من الكبائر.
( عن ابن عباس قال: يارسول الله أتدع هذا العبد يشتمني فوالله لولا أنت ما شتمني وكان عمار مولى لهاشم بن المغيرة، فقال رسول الله-ص- يا خالد كف عن عمار فإنّ من يسبّ عماراً يسبه الله . ومن يبغض عمار يبغضه الله فقام عمار وتبعه خالد وأخذ بثوبه وسأله أن يرضى عنه فرضي عنه)(6) .
وصدق خالد فلولا محمد ما جرؤ عمار على سبه وهو الذي كان يعتبر بموازين ما قبل الإسلام( يسمونها الجاهلية!) سيداً من سادته ولكن ما أن سمع ما قاله محمد لم يسعه إلا أن يتطامن ويبتلع كبرياءه ونسبه وحسبه وثروته ومكانته في قريش ويكفكف من غلوائه ويعتذر لمن كان في منزلة أحد عبدانه ويسترضيه حتى يرضى عنه . كل ذلك من أثر طاعة أصحاب محمد له .
(1)روي نقلاً عن أسد الغابة ص -5مج-3 (2)السيرة النبوية لابن هشام ص 154ج-3 (3) لمزيد من التفصيلات الرجوع إلى كتابنا قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية طبعة عام 1993د- بن سينا القاهرة(4) فتح المدى في شرح مختصر الزبيدي 1995 د- الشعب بمصر (5) الآية13 من سورة المدثر (6) أسباب النزول للنيسابوري ص 106طبعة 1968 م.
- من كتاب شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة لمؤلفه خليل عبد الكريم .



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا ومعركة الحجاب بين الأحباب ...؟
- احذروا العباءة الإسلامية ..؟
- التغيير في الإسلام ...4...؟
- العلمانية وحق المساواة ...؟
- العروبة وبعدها القومي في مزاد القوميات ...؟
- مجلس الأمة الكويتي ينصف وهنيئاً للوزيرة نورية الصبيح ...
- عَمرو رايح عَمرو جاي ...؟
- بإرشادالملائكة وتسليحهم يذبح زوجته ..؟
- خوش بوش ..؟ وديمقراطية بوش ...؟
- العلمانية ونمطية شعوب النخبة ...؟
- العلمانية والليبرالية خطان متوازيان ...يلتقيان ...؟
- العلمانية وحقوق المرأة....؟
- جرائم الشرف بلا شرف ...!؟
- التغيير في الإسلام ...3...؟
- اغتيال بوتو نصر لنورية الصبيح وانتصار لفتاة القطيف وستقود ال ...
- ألحجاب ...عقاب أم ثواب أو ....؟
- التغيير في الإسلام ...2...؟
- تركيا مرة أخرى في متاهات جبال كردستان ...؟
- التغيير في الإسلام ....1...؟
- برغم حجم المأساة انه نصر لأنثى القطيف وللمرأة عموماً ..؟


المزيد.....




- بعد مظاهرة داعمة لفلسطين.. يهود ألمانيا يحذرون من أوضاع مشاب ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف ميناء حيفا بصاروخ -الأرق ...
- يهود ألمانيا يحذرون من وضع مشابه للوضع بالجامعات الأمريكية
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف ميناء حيفا الإسرائيلي بصاروخ ...
- المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها ...
- الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة
- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...
- إدانات لإسرائيل.. إسطنبول تستضيف مؤتمرا دوليا لمكافحة العنصر ...
- مفتي رواندا: المسلمون يشاركون بفاعلية في تنمية الدولة
- هاجروا نحو -الجنة- في أوروبا... أسر تونسية تبحث عن أبنائها ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - تلبية النداء في الإسلام ..1..؟