برغم حجم المأساة انه نصر لأنثى القطيف وللمرأة عموماً ..؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 11:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

وأخيراً تدخل الملك السعودي ولجم هيستريا التخلف المعشعش في أصول قضاة لازالت تعيش ألف عامٍ إلى الوراء في تقييم الأنثى كناقصة عقل ودين وعورة بكاملها من أخمص قدميها وقمة رأسها وحتى صوتها وليس لها أية مكانة أمام الرجال والرجولة و لم يكونوا منصفين عدالياً بل كانواأيضاً صورة قاتمة للفكر السلفي المتحجر المغلف برداء الماضي الآفل والذي بقي في ظلمة الماضي رغم غزو نور أديسون وتنويره العالم
لقد دفعت فتاة القطيف ثمناً باهظاً ولكنها في النهاية كانت هي الفائزة وقد طأطأ القضاة رؤوسهم خجلاً وانتكست رايات ورموز التشدد وأحس الجناة الذكور المنتمين إلى عقلية العضو المنتصب دائماً وأبداً والذي بواسطته سيغزون العالم وسيحررون الشعوب ويرفعون رايات الانتصاب الذكوري فوق هاماتهم ..
نعم لقد انتصرت فتاة القطيف على طغمة الظلاميين وانقلبت الآية على المُتصبين الجناة ليكونوا هم مُغتًَصَبون .بيئتهم وعاداتهم وكبتهم الأزلي .
لقد انتصر العاهل السعودي بقراره الجريء وتصديه للقضاء السعودي المتحجر كما تصدى ويتصدى لجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتعسفة في مجال الحريات ودس أنوفها في مداخل بات محظوراً عليها تلمسها وفق قوانين العصر المتطورة رغم أنوفهم ..
ان وقوف الملك السعودي إلى جانب امرأة ضحية اغتصاب جماعي شنيع هو خطوة ناجحة تفسح الطريق أمام المرأة السعودية لنيل حقوقها وإنقاذها من الكابوس الرجولي التقليدي الذي عفى عليه الزمن وهاهي المرأة تتبوأ أعلى المناصب بدءاً من رئاسة دولة ( مستشارة ألمانيا ميركل ) وقبلها أنديرا غاندي في الهند واليوم تتألق بناظير بوتو في مجابهة سياسية لا تحسد عليها في باكستان وبالأمس الإمرأة الحديدية مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا من 979 ولغاية 990 وتلك المرأة القوية جلوريا أروبو رئيسة الفلبين .. وعشرات من الوزيرات وحتى في عالمنا العربي حيث تم أخيراً تعيين ثلاث وزيرات في الكويت وآلاف من الطبيبات ومنهن أيضاً قاضيات .. ووظائف لا تعد ولا تحصى وفي كافة المجالات نداً للند مع الرجال والمرأة المعتدة بنفسها وبالأخص المثقفات منهن يستطعن الحفاظ على سمعتهن ولو وجدن بين كمٍ من الذكور .. وان الإصلاح والتقدم الفكري لايمكن إنجازه إلا في مناخ من الحرية واحترام المواطن رجلاً كان أو امرأة وأنقل مقتطفات من مقابلة السيد عبد الواحد بلقصري مع الدكتورة وفاء سلطان إذ تقول في المقال المنشور في الحوار بتاريخ 28/11/2007 :
الإصلاح الفكري في العالم العربي والإسلامي لا يتم إلا من خلال ضمان واحترام الحريّات الشخصية. الإنسان، وحسب طبيعته البشرية، يميل إلى إختيار الأفضل، ولكن إذا كان يجهل الأفضل كيف سيختاره؟! المعلومات اليوم في متناول الجميع ومتى أتحنا للمسلم الفرصة كي يتعرف على الأفضل وأعطيناه حرية الإختيار سيختاره.
لا نحتاج إلى إصلاح الإسلام، نحتاج إلى منح المسلم حرية البحث عن المعرفة وحرية الإختيار، ثمّ أن نترك الباقي له. (تم)
بالنتيجة هل علينا أن نتبع فتوى إرضاع الكبير لتتمكن المرأة في مجتمعنا من التواجد مع الرجال في أمكنة العمل أو ضمن مركبة في جلسة حوار بريء .. ان منح المرأة الثقة كإنسانة مفكرة تعرف الخير من الشر هو مطلب عصري وحضاري ..
وطوبى لفتاة القطيف وللمرأة عموماً ..؟

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل