أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - فتوى تجيز للزوجة رد عنف الزوج بعنف مماثل ..؟















المزيد.....

فتوى تجيز للزوجة رد عنف الزوج بعنف مماثل ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2126 - 2007 / 12 / 11 - 11:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نعم الفتوى تسمح للزوجة أن تردع زوجها فيما إذا أقدم على ضربها .. أي أن تنهال عليه ضرباً وتؤدبه .. مما يوجب إحداث حلبة قتال ومصارعة في كل بيت ولا بأس من تواجد حكم من الاتحاد الرياضي ليرفع يد الفائز بالنقاط أو بالضربة القاضية ..والجمهور هم أفراد العائلة من أولاد وأخوة وجد وجدة .. والآية القرآنية التي تجيز للزوج .. ( فاهحجروهن في المضاجع ...فاضربوهن ..) باتت تقض المضاجع بعد هذه الفتوى وكيف استطاع الشيخ العلامة تجاوز هذا النص، ان سماحة الشيخ فضل الله على ما فهمت من إذاعة لندن بي بي سي أجاز للزوجة الرد على العنف الزوجي بالعنف أيضاً .. وأعتقد أن المقصود من الفتوى هو ردع الأزواج من استعمال الحق المطلق لهم دينياً باستعمال الشدّة مع زوجاتهم .. وقد اطلعت من موقع لايف على مضمون الفتوى حيث قسم العلامة اللبناني والذي يعتبر من مرجعيات الشيعة فتواه إلي قسمين حيث جاء في الأول بان الإسلام لم يبح للرجل أن يمارس أيّ عنف علي المرأة، سواء في حقوقها الشرعية التي ينشأ الالتزام بها من خلال عقد الزواج، أو في إخراجها من المنزل، وحتّى في مثل السبّ والشتم والكلام القاسي السيّئ، ويمثّل ذلك خطيئة يُحاسب الله عليها، ويُعاقب عليها القانون الإسلامي.
و أشارت صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن إلى أن فضل الله وصل للجزء الثاني المثير للجدل عندما قال: أمّا إذا مارس الرجل العنف الجسديّ ضدّ المرأة، ولم تستطع الدفاع عن نفسها إلا بأن تبادل عنفه بعنف مثله، فيجوز لها ذلك من باب الدفاع عن النفس. كما أنّه إذا مارس الرجل العنف الحقوقي ضدّها، بأن حرمها من بعض حقوقها الزوجيّة، كالنفقة أو الجنس، فلها أن تمنعه تلقائيّاً من الحقوق التي التزمت بها من خلال العقد
وقد استنكر كثير من المشايخ فتوى العلامة الشيخ محمد حسين فضل الله في عمان ولكن هناك من العلماء من وقفوا إلى جانبه منهم الداعية الإسلامي الشهير الأردني الشيخ عبد المنعم أبو زنط اعتباره بعد الثناء علي علم ومعرفة ومواقف الشيخ فضل الله ان في أثر السلف من كبار الأئمة والعلماء ما هو حاسم في فهم هذه المسألة الإشكالية، بانه ضمنيا يوافق علي مضمون ما جاء في فتوى فضل الله لكن مقابل قيد محدد سلفا يتمثل في توفر جدي لنية الدفاع عن النفس ودفع الأذى بدون توفر أي نوايا مسبقة لإيذاء الزوج.
وقال ابو زنط ردا علي استفسار القدس العربي ان فقهاء الاسلام من السادة العلماء والأئمة سبق ان قالوا لو أن أبا صال بسيفه لقتل ولده فمن حق الولد الدفاع عن نفسه مع إنعقاد نيته علي ذلك دون ان ينوي قتل أبيه او إلحاق الأذي به بل نوى الدفاع عن النفس . بالقياس (يضيف الشيخ أبو زنط) يمكن ان ننظر لمسألة ضرب الزوجة للزوج فلو صال الرجل علي زوجته ضاربا ومؤذيا وخشيت علي حياتها المهددة بالخطر، عندئذ يكون حق الدفاع عن النفس مشروعا دون انعقاد النية المسبقة بإيذاء الزوج.
ويري الشيخ أبو زنط و حسب ما ذكرت القدس العربي ان الزوجة يمكن ان تخشي في حال صولة زوجها عليها بالسيف مثلا صولة شرسة ان يشج الرأس او يقطع اللحم او تكسر الأضلاع او يراق الدم فعندها تدافع عن نفسها دون إنعقاد النية للإيذاء
وقال ابو زنط انه طلب من إحدى النساء الدفاع عن نفسها عندما راجعته شاكية من ضرب زوجها لها طوال عشر سنوات.
في كل الأحوال يمكن للرجل وهو صاحب العصمة أن يرمي الطلاق على زوجته وهو أهون من أن يضربها كما حدث في مصر عندما أقدم الزوج على ضرب زوجته مما أدى إلى وفاتها لأنها لم تستطع أن تسكت وليدها الرضيع .. واستغرب الزوج من القبض عليه مستفسراً أليس من حق الزوج تأديب زوجته .. قد يكون هذا مقبولاً قبل أكثر من ألف عام عندما كانت الأمية تحكم كلا الجنسين .. الرجل والمرأة وجل ثقافتهم ما يتلقونه من علوم دينية تعظم من شأن الرجل وتحط من قيمة المرأة ..؟ ولكن المرأة في هذا العصر تدرس وتنال الشهادات العالية وماعاد للتأديب بالضرب من مطرح وبالأخص أن المرأة بإمكانها أن تضع العصمة بيدها .. وكذلك ووفق القانون السوري قانون الأحوال الشخصية أن تطلب التفريق لعلة الشقاق ودون أن تبين الأسباب والقاضي يحكم لها ويرد كافة دفوع الزوج ... ..بل أن الزوجة يمكنها أن تدعي على الزوج أمام القضاء بإيذائها وإذا نالت تقريراً طبياً بمعاينة ثانية يوقف الزوج فوراً ويقدم إلى القضاء وإذا تجاوز التعطيل عن العمل العشرة أيام للزوجة المضروبة ولم تسقط حقها الشخصي يمكن أن يحكم على الزوج بالحبس وإذا تسبب بعاهة لزوجته يحبس مع الشغل .. أي أن أسطورة الزوج العنتري لم يعد لها مكان حتى في الأساطير الخيالية .. ان المرأة وصلت إلى شغل منصب وزيرة وقاضية .. وهل بإمكان زوج الوزيرة أو القاضية أن يضربها ... وأن ترد عليه الوزيرة والقاضية بالضرب .. مشاهد غير ممكنة إطلاقاً .. الذي ندعو له أن يكون هناك احترام متبادل بين الزوجين وأن تكون هناك جمعيات ومنظمات مدنية تتدخل وبناء على طلب أحد الزوجين لرأب الصدع فيما إذا تعرض البناء الزوجي إلى صدع .. وذلك عن طريق الحوار الإنساني واستعمال الكلمة الطبية .. وبكل صراحة يجب أن يكون للإسلام مرجع ديني أعلى يجمع عليه كل المسلمين في العالم .. ويجب العودة إلى مثل الاجتهادات العمرية .. هناك آيات للعبادة وآيات للمعاملات .. لنترك آيات العبادة ولا نقربها .. وأن يلتفت المجتهدون إلى الآيات المتعلقة بالمعاملات المتطورة بين ساعة وأخري والعمل بالقواعد الفقهية الكلية ..لا ضرر ولا ضرار .. الضرورات تبيح المحظورات .. تبدل الأحكام بتبدل الأزمان ، الضرر الأشد يزال بالأخف ويتحمل الضرر الخاص لدفع العام .. قد يقول بعضهم هناك قاعدة لم تذكرها وهو ألا يتعارض الاجتهاد مع نص .. وأرد عليهم إذا كيف اجتهد عمر وألغى نصوصاً وأوقف أخرى .. وهل يمكن لنصوص معاملاتية بعمر أكثر من ألف عام عندما كان الإنسان يستنير بنار الشحوم والشموع ويقطع مسافة مئة كيلو متر بعشرة أيام سيراً على الأقدام أن تبقى مثل هذه النصوص سارية برغم تبدل الأزمان والنص المعاملاتي غير مقدس وإلا لما اجتهد فيه عمر بن الخطاب .. وألغى سهم المؤلفة قلوبهم ، مخالفاً للنص القرآني ، وأوقف حد السرقة على المحتاج ثم عطله في عام المجاعة ، وعطل التعزير بالجلد على شرب الخمر في الحروب ، خالف السنة في تقسيم الغنائم فلم يوزع الأرض الخصبة على الفاتحين ، وقتل الجماعة بالواحد مخالفاً قاعدة المساواة بالقصاص مستخدماً عقله في التحليل والتعليل ، ولم يقف عند ظاهرة النص مطبقاً روح الإسلام وجوهره من أن العدل غاية النص وان مخافة النص من أجل العدل أصح في ميزان الإسلام الصحيح في مجافاة العدل بالتزام النص الذي فهمه عمر وفهمه الشيخ فضل الله وان الأحكام يجب أن تتبدل وتتماشى مع معطيات الأزمان ، وزمننا هو زمن الإنسانية الشاملة والمساواة بين البشر على أساس الأنسنة وليس على حساب العقائد والقوميات أو القوة العضلية .. لم يعد الصراخ والعويل والتكبير والتهويل في مكبرات الصوت يحل المشاكل .. التفكير الهاديء والكلام المتزن أيضاً بهدوء وروية واجتهادات معاصرة تقرب مابين البشر وتلغي الفوقية الرجولية وتعطي للمرأة حقها في العيش بكرامة في منزل الزوجية وفي جو من الاحترام والحقوق المتبادلة وبوضوح المصباح الكهربائي وليس بالعودة إلى بصيص أضواء ذبالات الشموع والشحوم ... ؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلقيب في الإسلام ...5...؟
- العلمانية هوية إنسانية ...؟
- التلقيب في الإسلام ....4...؟
- الحوار المتمدن ثورة ثقافية إعلامية علمانية تواكب العصرنة ... ...
- إجازة المستثمرين في سورية بتملك العقارات بدون سقف يثير احتجا ...
- التلقيب في الإسلام ...3...؟
- التلقيب في الإسلام ..2...؟
- التلقيب في الإسلام -1-..؟
- مباديء الساي بابا : الحقيقة،السلام، اللاعنف، الاستقامة ...ول ...
- العلمانية بين المادية والروجية ...؟
- رش الأسيد على الفتيات هل هو صحوة أم جنون سلفي أم أشياء أخرى ...
- متى يتطور التوكل القدري إلى توكل عقلاني...؟
- لا معركة حرية بدون ديمقراطية علمانية ...؟
- علينا أن نبارك للطبقة المتوسطة انحدارها لا أن ننعيها ..؟
- العلمانية ليست رداءً نلبسه ..؟
- القهقهات....؟
- هل يمكن لأردوغان أن يكون علمانياً ...؟
- العلمانية تطفو من الأعماق ...؟
- أردوغان تائه في المعمعة الكردية ما بين الدين والقومية ...؟
- عندما يتحول حادث دهس أرعن إلى معركة قضاء وقدر ..؟!


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - فتوى تجيز للزوجة رد عنف الزوج بعنف مماثل ..؟