أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العلمانية تطفو من الأعماق ...؟














المزيد.....

العلمانية تطفو من الأعماق ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ بدء الخليقة كانت سيطرة القوة في سبيل الحصول على الغذاء والمأوى وحمايته يتساوى فيه الإنسان والحيوان .. وبما أن الإنسان قد خُلِقَ عاقلاً فقد تطور بتطوير وسائل القوة والحماية .. فبدءاً من الأسرة كان الرجل هو الذي يمثل أس القوة بعضلاته وهيئته المخيفة بشعره الكثيف الذي كان يغطي جسمه ولحيته الكثة وشاربيه الطويلين ونظراته التي تقدح شرراً .. ثم نشأت الأسرة وبرز إلى الوجود عدد غير قليل من الذكور الأقوياء أيضاً ولكن الأقوى عضلاً وعزماً واندفاعاً وبطشاً هو المسيطر على الذكور الآخرين الذين كانوا ينصاعون إليه بالرغم عنهم ثم تعددت الأسر وبرز من بين أقوياء الأسر من هو الأقوى والأمكر تفكيراً ليقود بقية الأسر ويوزع عليهم المهام ووجوب طاعته حرباً وسلماً، وكانت بداية نشوء السلطة الفردية
وبتعدد التجمعات الصغيرة برز إلى الوجود قائد أعلى يقود التجمعات الصغيرة وحكومته تتألف من قادة تلك المجموعات .. ثم راحت المجموعات الكبيرة تتناحر فيما بينها للسيطرة على موارد الطعام وتأمين الكلأ والمرعى لحيواناتهم وحماية أنفسهم من طمع الآخرين بهم .. وهنا عمل العقل واخترع الإله العادل القادر على حماية أتباعه إذا اتبعوا تعاليمه بعدم الاعتداء الإنسان على الإنسان والاستيلاء على أمواله واتباع الصدق والأمانة وإلا تعرّض إلى غضب الإله الذي سيجازي من يكفروا بتعاليمه إلى عذابات في الدنيا والآخرة وجعل الفردوس مأوى الصالحين والمؤمنين وجهنم مستقر الفاسدين الكفرة .. ومع اختراع الأديان صار الإنسان بطريقة أو أخرى تابعاً للإله وهالته الجبارة وعبداً لمن يمثله على الأرض .. وتنوعت الأديان وتعددت الألهة ولكن كل تلك الأديان ومختلف الألهة يدعون إلى اتباع الوصايا العشر .. لاتقتل لاتسرق لا تكذب ...إلخ .. وبتعدد الأديان وتعدد المذاهب نشأت حروب أهلية ومذهبية كثيرة وبنشوء الدول الكبيرة صارت الأطماع أكبر ليكون سيد أقوى في العالم دائماً .. وفي خضم تلك الصراعات البشرية البشرية وتاريخ حروب وسفك دماء طويل بدأ الإنسان يبحث عن إنسانيته الأولى وولادته بريئاً مسالماً ويبتسم للجميع ولا يحقد على أحد دينه المحبّة وقوميته شاملة العالم أي أن بداية خلق الإنسان كان ذو جذور علمانية وحاجته إلى مجتمع مسالم وبناء علاقات إنسانية مابين الأفراد يسود فيه الاحترام المتبادل وتبادل المنافع وبجو من الحريّة .. إلا أن الوقائع بدأت من جهل بدأ يتطور ويتنور بعد أن ثبت أن الظلم والجور يؤديان إلى خراب المجتمعات عقلاً وتكويناً .. فبدلاً من أن يتجه العقل والتفكير إلى تنظيم العلاقات الاجتماعية برابط إنساني مسالم كان يعمل على تدبير الخطط الإجرامية وشن الحروب لسيطرة شعوب على أخرى وترسيخ التبعية والعبودية وأمم حاكمة وأخرى محكومة وكان لابد للسلطات المستبدة الديكتاتورية من السقوط أمام الحكومات الديمقراطية التي صادرت القرارات الفردية الشمولية إلى قرارات تصدر من الشعب وعن طريق حكوماتها المنتخبة بعدالة ونزاهة .. وهذا الشكل الديمقراطي تعرض أيضاً لخروقات من قبل تجمعات دينية التي ركبت موجة الديمقراطية لتفوز بالانتخابات التشريعية وتعلن عن قيام حكومة ديمقراطية ولكن بالشكل فقط والحكم أولاً وأخيراً والقرار الحاسم فيها لفرد واحد وهو ولي الله الفقيه المعصوم عن الخطأ ، ويقابلها أيضاً تشكيل حكومات قومية أو عقائدية وبشكل ديمقراطي أيضاً ولكن الحاكم فيه بالحقيقة فرد واحد مع وجود مجالس تشريعية ولكنها ديكورية وتمثل وتشيد برب السلطة الواحد الأحد ...
وكان لابد من تطوير العدالة الديمقراطية إلى العلمانية التي تنص على تحييد الديانات من ممارسة السلطة وربط المواطنة بأرض الوطن دون أية ميزة أخري دينية أو قومية أو جنس أو للون .. كل المواطنون في الدولة العلمانية متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن دينهم أو قوميتهم أو جنسهم أو لونهم .. بحيث تتحقق العدالة الإنسانية بعد تجارب ضارية تعرضت فيه الإنسانية لأقسى درجات التعصب والعنصرية والعلمانية تحترم الأراء والمعتقدات الدينية والدنيوية بصورة شخصية ولهم ممارسة شعائرهم الدينية ومناسباتهم القومية بكل احترام وتقدير .. فالعلمانية بدأت مع ولادة الإنسان ولكنها استقرت في الأعماق زمناً طويلاً حتى آن لها أخيراً أن ترى النور على يد شعوب حضارية ذو ثقافة علمانية إنسانية ...؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان تائه في المعمعة الكردية ما بين الدين والقومية ...؟
- عندما يتحول حادث دهس أرعن إلى معركة قضاء وقدر ..؟!
- عقوبة الإعدام ونظام السجون لا يواكبان عدالة العصر ...؟
- احترام العلمانية للأديان والعقائد ...؟
- جملة اعتذارات تاريخية ..؟
- الفيدرالية ليست تقسيماً ، ولكن أين الفيدراليون ...!؟
- الزواج المختلط مابين الإباحة والقباحة وتطبيق الحدود ...؟
- إن تعددت تاحارات فالباب واحد ...؟
- طقوس العبادة بين المظهر والجوهر ...؟
- الدعوة إلى الفيدرالية في العراق خطوة حضارية أم أشياء أخرى .. ...
- أتلفوا الكروم ومزارع التفاح ولا تزرعوا الشعير ولا للخمرة ... ...
- الحوار بين الأديان هل يشمل الإسلام ...؟
- ومركب العلمانية يطفو على بحرٍ من الجهل ...؟
- من حمص أيضاً ..عملية جراحية تتحول إلى نكتة وتعويض يزيد على ا ...
- حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بدأ يسفر عن توجهاته الإ ...
- أمنيات حسين عجيب وسيل ثرثراته وطيبته والواقع الذي لم يتغير . ...
- ! ذئب العذارى الحمصي يدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية في ال ...
- سورية لأبنائها الشرفاء وليس للقتلة والفاسدين ...؟
- قابلية النصوص للتجديد ومواكبة متطلبات العصر ...؟
- قبائل من الجان الهنود الجائعين يحتلون البطون .. رواه أبو شها ...


المزيد.....




- عالم دين سني يطالب الأمة بالإستشهاد بطريقة الامام الحسين (ع) ...
- خبيرة دولية: الحوار بين الأديان أصبح أداة لتلميع صورة الأنظم ...
- رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا: الجزيرة صوت ال ...
- الاحتلال يبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر
- دمشق.. انطلاق مجالس سماع -موطأ الإمام مالك- بالجامع الأموي
- مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: رؤية إسلامية لنهضة اقتصادية ش ...
- الهباش يدين اقتحام رئيس مجلس النواب الأميركي المسجد الإبراهي ...
- إسرائيل تبعد مفتي القدس والديار الفلسطينية عن المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يصدر قرارا بإبعاد مفتي القدس 6 أشهر عن المسجد الأقص ...
- سلطات الاحتلال تبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى 6 أشهر


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العلمانية تطفو من الأعماق ...؟