أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى حقي - إن تعددت تاحارات فالباب واحد ...؟















المزيد.....

إن تعددت تاحارات فالباب واحد ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2062 - 2007 / 10 / 8 - 12:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ي كل رمضان تشدنا بعض الأعمال الدرامية في مجريات أحداثها إلى حد الانفعال, ففي العام الفائت شُغفنا بمسلسل أسياد المال وباب الحارة في جزئه الأول وخرجت منها بمقال عنوانه صفعة المرأة في أسياد المال حطّمت باب الحارة ...؟المنشور في الحوار 29/10/2006وفيها أقول :
كم كانت رائعة تلك الصفعة التي وجهتها الممثلة في مسلسل أسياد المال إلى الممثل ابن الثري الكبير وهي عروس في ليلة الدخلة بعد أن كان البطل المعتز بثروته وشاربيه عنوان رجولته قد استقبل عروسه بصفعة بلهاء ليثبت انه رجل شرقي ومازال العصر ما قبل الحجري يشده إلى جهل أهبل أدمن عليه وهو الذي شاهدناه في مسلسل باب الحارة التافه قصة وواقعا تاريخياً مؤسفاً في الحط من شأن المرأة والرائع تمثيلاً وبخاصة الممثل بسام كوسا المبدع وبلا منازع ولولاه لما كان للمسلسل من طعم درامي ، تلك الصفعة ردّت وبذات العنف على عبودية وإذلال المرأة في حارة الضبع وكل حواري الشام ، فلا رأي للمرأة وهي عبارة عن خادمة مطيعة للرجل الآمر الناهي وتزوج إلى من يختاره الأب وتساق إلى دار زوجها دون أن تعرف عنه شيئاً ، وتُطلق لأتفه الأسباب ،والغريب أن المسلسل لم يتعرض إلى أي مشهد يبين فيه التعلم والتعليم حتى بالنسبة للذكور ، وبقدر الحط من شأن المرأة إلى درجة الإذلال ، حطّ كاتب السيناريو المجتمع الدمشقي في ذلك الوقت إلى الحضيض أي أن الكاتب تعمّق في اللون الأسود القاتم ولم يحاول أن يدخل بعض الألوان المفرحة والحضارية في العمل سوى ظاهرة ايجابية لأخلاق الزعيم وحكمته وقرارته العالية والمؤثرة ..
وكنت أتمنى ألا يفتح هذا الباب ثانية والمليء بالسلبيات حتى التخمة .. وبالأخص لمكانة المرأة ودونيتها فيها والحط من آدميتها وإنسانيتها واستمرارية اضطهادها وكلمة واحدة قالتها الزوجة لزوجها ( ما فشرت ...؟ ) حتى قامت الحرب العالمية الثالثة .. وكان يجب أن يطلق على المسلسل اسم ( مافشرت ..؟)
لقد سبقني الزميل نضال نعيسة ودخل تلك الحارة مردداً في مقاله ( زمن الحارات) المنشورة في الحوار : حارات ذات أسوار عالية وشاهقة ومغلقة الأبواب، ولا مجال، البتة، فيها للنشاط البشري وللفرح والفرفشة والسرور والانشراح. أجواء مكفهرة على الدوام. حارة تخرج من أزمة لتقع في أخرى. وتتجاوز مطباً لترى نفسها على أبواب مطب آخر. نفوس عابسة منقبضة مكفهرة متحفزة ومتوثبة. يمكن أن تحصى آلاف التكشيرات والعبسات وبالكاد تحصل على ابتسامة نادرة في المسلسل حتى الآن. إنها الحارة العربية الأنموذج الأصغر للحارات الأكبر التي تحفل بشتى الصراعات والمتناقضات.
يفتح هذا المسلسل باب النقد الموضوعي لهذه الحقبة التاريخية بكل ما فيها من سوداوية وعلاقات ناقصة وغير موضوعية، أكثر مما يمجدها ويحاول أن يبيضها، ويظهر، ربما عكس ما أراد، الصورة الحقيقية والفعلية للتزمت والانغلاق السائدين في تلك المرحلة المبكرة التي ازدهر فيها تراث "الحرملك"، بكل ما فيه من عيوب وعبودية واسترقاق، ويظهرها عارية على حقيقتها ومجردة من أية رتوش وأصباغ.
لقد غاص الزميل نضال نعيسة في عمق سلسلتنا التراثيةالتي لم تتبدل ولم تتغير برغم التبديل والتغيير الهائل الذي ساد مجتمعات كنا نسبقهم بأشواط مع أن الإنسان هو هو وقد خلقه إله واحد .. والمشكل أنهم استعملوا عقولهم في التفكير الحر وضمن مجتمعات تؤمن بالحرية وقالوا للأديان هذه دور عبادتكم مارسوا طقوسكم وبحريتكم ولكن لا تقربوا السياسة ووصلوا إلى ما وصلوا إليه لدرجة ان تبعيتنا لهم وصلت إلى أقصى درجاتها وإبرة خياطةلايمكننا صنعها إن لم نستورد الآلة الصانعة وقس على ذلك ، لينظر كل منا حاله وحوله .. هل يجد شيء من صنعنا مئة بالمئة ووصلت الأمور حتى إلى طعامنا الذي صعب توفيره بكميات كافية بآلياتنا الزراعية البدائية ونحن بلاد القمح والشعير ولكننا نستوردها ونستورد حليب الأطفال ومن الأدوية حتى حبة الأسبرين .. ونهدر من المياه التي تسقي مزروعاتنا ما يروي أضعاف أضعاف مانزرع .. ونتوكل في كل شيء.. والعقل في إجازة أبدية والتفكير في خانة المحرمات والحريات مقموعة والإنسان كائن مسخر لخدمة الدولة بأسوأ الشروط ويُنهب ويُسرق ويُضطهد وهو راضٍ يشكر ربه على هذه النعم خمس مرات يومياً وأكثر .. حارة الضبع وأخرى للسبع .. ولكن مشاكل تافهة تدل على بساطة عيش هذا الإنسان وتمسكه بقشور ورثها عن الخلف ويعيد تمثيلها بجدارة السلف
ولا بد أن أشيد بنقطة إيجابية في المسلسل حتى الآن .. ذلك التعاون البنّاء مابين أفراد الوطن الواحد وفي سبيل الوطن دون تفريق بالدين أو الجنس وهي الخدمات التي قدمها التاجر المسيحي الحلبي لرجال الثورة مخاطراً بحياته وأعاد المال ووعد بأنه سيؤمن السلاح للثوار لأن أرض لوطن واحد ولأبنائه وليس لقومية أو مذهب
أو دين ..
ويشاركني الزميل نضال في مقاله المذكور بل ويزيد في تصوري وتطلعي إلى عمق المآساة الحاراتية لمجتمعنا المأسور في حارات تقفل عليه وتسردنه مثل علب السردين.. وهو يسرد
: القيم والتقاليد "الدمشقية" العريقة، التي يحاول هذا المسلسل أن يقول أنها كانت موجودة وناصعة البياض، وإلى آخر هذه السلسلة المملة من الخطاب الممجوج والجاف، لم تفلح لا سابقاً، ولا لاحقاً في أن تطعم الناس عسلاً ولوزاً، أو أن تجعلهم يعيشون بثبات ونبات، ولم تضعهم على عتبات التحديات العولمية والحضارية الكبرى. ومن يوم يومه، يظهر إنسان هذه " الحارات"، كواحد من أبأس شعوب الأرض حالاً، وأشدها فقراً واضطهاداً برغم تمثله، وتمسكه بالعراقة وبالقيم والعادات العربية والثوابت ...إلخ. فهل هذا يعني أي شيء لأولئك المتشبثين بهذه الهوية والقيم التي لم تجلب سوى الفقر والجهل والضعف والعار. إن نمط العلاقات السائد في هذا المسلسل يظهر تفكك المجتمع أكثر من وحدته، وهشاشة البنيان الاجتماعي، وسيطرة فوبيا الحجاب وإخفاء معالم المرأة على الجميع بلا استثناء برغم محاولته إحياء الأمل في نفس المشاهد عن ذاك الزمان عبر بعض الطقوس والسلوكيات بتبادل وجبات الطعام في شهر الصيام فهذا حل مؤقت، وطارئ ولا يمكن التعويل عليه في تقديم حلول جذرية لمشاكل اجتماعية واقتصادية مزمنة.
والآن هل يمكن لنا في قابل الأيام أن نزيل هذه الأبواب ونهدم أسوار الحارات ونقيم الإنسان كإنسان ونسمح له بالتفكير الحر في ظل أنظمة تعمل لمصلحة الوطن والمواطن وتقول لرجال الدين أنتم كرماء وعلماء ورائعون .. عليكم بمساجدكم زاولوا طقوسكم المقدسة ونحن نحترمكم ولكن لا تقربوا السياسة لأن السياسة فيها كثير من الكذب واللف والدوران ولا يمكن للديني أن يجيد هذه اللعبة .. ونأمل في رمضان القادم ألا نفاجأ بباب حار ثالث ...؟





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس العبادة بين المظهر والجوهر ...؟
- الدعوة إلى الفيدرالية في العراق خطوة حضارية أم أشياء أخرى .. ...
- أتلفوا الكروم ومزارع التفاح ولا تزرعوا الشعير ولا للخمرة ... ...
- الحوار بين الأديان هل يشمل الإسلام ...؟
- ومركب العلمانية يطفو على بحرٍ من الجهل ...؟
- من حمص أيضاً ..عملية جراحية تتحول إلى نكتة وتعويض يزيد على ا ...
- حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بدأ يسفر عن توجهاته الإ ...
- أمنيات حسين عجيب وسيل ثرثراته وطيبته والواقع الذي لم يتغير . ...
- ! ذئب العذارى الحمصي يدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية في ال ...
- سورية لأبنائها الشرفاء وليس للقتلة والفاسدين ...؟
- قابلية النصوص للتجديد ومواكبة متطلبات العصر ...؟
- قبائل من الجان الهنود الجائعين يحتلون البطون .. رواه أبو شها ...
- هل يمكن أن نتجاوز كلمة السيد وسيدي في المستقبل المنظور ...؟
- المواطن السوري متأفف....أم ..؟
- هل العلمانية التركية في خطر ....؟
- ...الجنة تحت أقدام - أبو شهاب
- صلاة الفتحاويون أقرب إلى الله من صلاة الحمساويين ...؟
- (1) التغنيم والتنفيل - الفصل الثاني ...؟
- الديموقراطية العلمانية وشعوب النخبة ...؟
- القذافي خط أحمر ....؟


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى حقي - إن تعددت تاحارات فالباب واحد ...؟