أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - هل العلمانية التركية في خطر ....؟














المزيد.....

هل العلمانية التركية في خطر ....؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 10:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد أكثر من ثمانين عاماً على ترسيخ العلمانية في تركيا على يد مصطفى كمال أتا تورك باني تركيا الحديثة ، وبرغم حراسة جيش قوي لحمايتها ، ثمة ما يشير إلى هزّة في مسيرتها مثلها مثل الشيوعية التى ترسخت بقوة وبتصميم وعزم وبجدية عملية وثقافية وبدعم جماهيري غير محدود فاقت بكثير مسيرة العلمانية في تركيا وإذا بها تهتز وتتهاوى بل وتكاد تتلاشى وكأن الشيوعية لم تكن في يوم من الأيام قد خلفّت آلاف الأضرحة للشهداء الماركسيين في كل أصقاع روسيا ...
العلمانية في تركيا دخلت عنوة إلى المجتمع التركي ، وفجأة وبلا سابق إنذار كُتِبَ على الأتراك أن يكونوا علمانيين وهم الغارقون في الصوفية الإسلامية وتعاليمها السلفية مخدرين ونيام يؤمنون بالموروث الديني على الغيب وهم لايفهمون منه سوى الخضوع لله والاتكال عليه في كل الأمور وإطاعة السلطان إطاعة عمياء وان دين الإسلام لايعلى عليه وان بقية الشعوب غير المسلمة هم (كاور) كفار وغزوهم واجب ديني .. وقد استغل أتا تورك الوازع القومي والقومية الطورانية التركية ونجح في إذكاء هذه النزعة في وقتها واستطاع أن يؤجج المشاعر وينقذ (الرجل المريض ) تركيا من نهاية تقسيمية غير سعيدة ما بين الحلفاء ، ولكن الأتراك وبقيادة مصطفى كمال استطاعوا دحر الغزاة والحصول على دولتهم ولكن بصيغة علمانية بعد أن قاوم المد الديني وحجمه ورمى بالحجاب والكوفية وأبدلهما (بالشبقة) والسفور ..
إذاً أتا تورك كان مغامراً والعلمانية لا تليق بمغامرين بل لمثقفين مشبعين وبالأحرى بشعب وصل بثقافته إلى مستوى العلمانية وليس بشعب غارق في سحر السلفية حتى العظم وبوصفة العلمانية السحرية تزيح عن وجدانه وطبيعته المتأزمة بإدمان تراكمات تاريخية وتنقله فجأة من عصر البداوة والقبيلة إلى المدنية الحديثه وتنقله فوراً من خيمة الشعر إلى ناطحة سحاب ..!!؟؟
ان فئة نخبوية قليلة تفاعلت مع أفكار مصطفى كمال العلمانية .. وهم من المثقفين والمغامرين العسكريين .. ان أخطاء أتا تورك العلمانية تنحصر أولاً في فرضه للعلمانية وهذه لايمكن فرضها بل هي كما أسلفنا ثقافة حضارية تؤمن بأن الإنسان هو واحد في كل زمان ومكان وبمعزل عن الدين والقومية والعرقية وتمارس وفق نظام ديمقراطي طوعي
ثانياً تمسكه بالقومية التركية وهو مخالف ويتعارض مع الفكر العلماني .. وهو الذي أجج نزعة القومية الكردية والقوميات الأخرى .. لأن الأتراك أرادوا إذابة العنصر الكردي في بوتقة القومية التركية ...
والآن وقد صعد الإسلاميون وبجدارة إلى القيادة السياسية في تركيا بقيادة أردوغان ونُصب كول رئيساً لجمهوريتها وقد تعهد الاثنان أنهما سيحافظان على العلمانية والسؤال هل يمكن للعقيدة الإسلامية أن تتقبل العلمانية وأن تقف على الحياد ولا تتدخل بالسياسة وأن تعترف بالآخر ولا تكفّر الآخرين وأن يتقبل المسلم مجاورة أي إنسان بغض النظر عن دينه ويتعامل معه على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات ... فئة قليلة من المسلمين المعتدلين سيجيبون بالإيجاب .. ولكن الفئة الغالبة سترفض العلمانية قلباً وقالباً وستكفر كل من ينادي بها .. إذا مستقبل العلمانية في تركيا مرهون بمدى تقبل أعضاء حزب العدالة والتنمية الإسلامي لمبدأ العلمانية بمفهومها العالمي واعتبار الدين لله والوطن للجميع وإيقاف الجيش التركي حامي العلمانية عند حدّه .. والليالي حبالى يلدن كل عجيبة ....!؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ...الجنة تحت أقدام - أبو شهاب
- صلاة الفتحاويون أقرب إلى الله من صلاة الحمساويين ...؟
- (1) التغنيم والتنفيل - الفصل الثاني ...؟
- الديموقراطية العلمانية وشعوب النخبة ...؟
- القذافي خط أحمر ....؟
- العلمانية قبل الديموقراطية ...؟
- حديقة عزاء باسم الحوار المتمدن لشهداء سنجار وبئس القتلة .... ...
- العلمانية أخلاق حضارية ...؟
- بروفيسيره ... أم ريا وسكينه ...؟!
- كول يتحدى النخبة الثقافية والعلمانيين الأتراك ...؟
- أيضاً يجب أن لا يتعدى حوارنا لغة الأدب الرفيع من على هذا الم ...
- (8-10) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد ...
- لنحافظ على هذا المنبر الحضاري عبر حوارٍمتمدن ...؟
- ثقب طبقة الأوزون المهتريء أم ثقب الشرف الشرقي الرفيع ..؟
- (9) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- (6-7) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد و ...
- ‍ العلمانية ..ومبدأ تقييد الديمقراطية ...؟‍
- العلمانية ما بين الترك والعرب ...؟
- المسجد الحمر .. والله أكبر ...؟
- العلمانية مرحلة ثقافية متطورة لترسيخ إنسانية الإنسان ...؟


المزيد.....




- بعد صدمة فيديوهات الأسرى.. جادي آيزنكوت يحمّل نتنياهو مسئولي ...
- تصاعد المطالب الأميركية اليهودية لإغاثة غزة وسط أسوأ أزمة إن ...
- السودان.. قوى مدنية تبدأ حملة لتصنيف -الإخوان- منظمة إرهابية ...
- الأردن.. إجراءات بحق جمعيات وشركات مرتبطة بتنظيم -الإخوان-
- إغاثة غزة.. منظمات يهودية أميركية تضغط على إسرائيل
- الناخبون اليهود في نيويورك يفضلون ممداني على المرشحين الآخري ...
- الأردن يحيل شركة أمن معلومات تابعة لجماعة الإخوان المحظورة إ ...
- كيف تدعم -خلية أزمة الطائفة الدرزية- في إسرائيل دروز سوريا؟ ...
- الخارجية الفلسطينية تدين دعوات اقتحام المسجد الأقصى غدًا بحج ...
- 3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - هل العلمانية التركية في خطر ....؟